(12/4/2020)
- الورقة الرئيسة: أ. د. مجيدة الناجم
التعقيبات:
- التعقيب الأول: د. زياد الدريس
- التعقيب الثاني: أ. هيلة المكيرش
- إدارة الحوار: د. مها العيدان
أشارت أ. د. مجيدة الناجم في الورقة الرئيسة إلى أن العالم يواجه اليوم جائحةً كبرى لم يشهد العصر الحديث مشابهًا لها، فقد امتدت من مشرق الأرض لمغربها، ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة وشؤونها. وهذا التأثير امتد ليشمل كلَّ شيء من حولنا، ومن المؤسسات التي انصبَّ عليها الضوء وتأثرت كثيرًا وما زال التأثير مستمرًا ولا يمكن حاليًّا تقدير حجمه واتجاهه هي الأسرة، وكلنا نعلم أن العقود الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا لدور الأسرة التقليدية التي كانت تُقدِّم الرعايةَ الكاملة لأفرادها، حيث حلَّت مؤسسات كثيرة محلها في عملية التنشئة الاجتماعية، وشاركتها مؤسسات أخرى في أداء أدوارها. ومع هذه الأزمة، تغيَّر الوضع وعادت المطالبات للأسرة أن تستعيد دورها وتُمسك بزمام الأمر، من حيث الحفاظ على أفرادها من تأثير المرض، وأصبح المنزل هو المدرسة، والمكتب، والمسجد، ومكان الترفيه، فلم يعُد هناك عالمٌ خارجي كما السابق، وأصبحت الصلة به عن طريق الإعلام أو وسائل التواصل في العالم الافتراضي. وبالتالي، فإن هناك تغيُّرًا مفاجئًا في دور الأسرة، وفي طبيعة العلاقات، وفي طُرق إدارة الشؤون الأسرية بشكل عام. ولا يمكن الجزم بسلبية أو إيجابية ما حصل ويحصل حاليًّا، ولكن يمكن القول إن هناك تحدياتٍ تواجهها الأسرة، ومن تلك التحديات ما يتعلق بالتغيُّر في شكل العلاقات والأدوار في الأسرة والمشكلات الناتجة عنها، وكذلك المخاطر التي قد تتعرض لها الأسرة، وهو ما تتزايد معه أهمية دور الدولة في الحفاظ على الأسرة.
وذكر د. زياد الدريس في التعقيب الأول أن الموقف من التحولات في دور الأسرة سيكون على نمطين؛ الأول: التعايش مع التحوُّلات الطارئة والمؤقتة خلال مدة الجائحة (التي قد تطول). الثاني: التكيُّف مع بعض التحولات التي قد تكتسب صفة الديمومة حتى بعد عودة الحياة إلى طبيعتها.
في حين أوضحت أ. هيلة المكيرش في التعقيب الثاني أننا اليوم ونحن نعيش هذه الأزمة التي حلَّت بالعالم بأسره وبشكل غير متوقع، فمن الطبيعي أن تتأثر الأسرة حيث هي البناء الأول الذي يحتمي به الفرد ضد الكوارث، وفي تقديرها فإننا لم نتمكن من تحديد أهم المشكلات والتحديات برصد علمي دقيق؛ إنما يمكن أن نلمسها من خلال المعايشة والمشاهدة والملاحظة وآراء المختصين في الإرشاد الأسري. لكن وعلى الرغم من الآثار السلبية على الأسرة، إلا أن الأزمة لها جوانب إيجابية للأسر المستقرة لا بد من تناولها. وبصفة عامة، فإن هذه الأزمة كشفت الستار عن مدى تماسُك بنيان الأسرة واستقرارها، وذلك ما يخلق الفارق بين الأسر وقدرتها على مواجهة التحديات؛ حيث إن المواقف الصعبة والأزمات تُظهِر مدى قدرة الأسرة على البقاء.
وتضمَّنت المداخلات حول القضية المحورين الأساسيين التاليين:
- رصد لجوانب من التحديات التي تواجه الأسرة في الوقت الراهن.
- الدور المأمول من الأسرة لتجاوز أزمة جائحة كورونا.
ومن أبرز التوصيات التي انتهى إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول القضية ما يلي:
- مراجعة جميع الأنظمة ذات العلاقة بالأسرة لتطويرها وتعديلها، بما يكون ذا مردود إيجابي على الأسرة عمومًا، وفي وقت الأزمات.
- وصول الإعلام من مجلس الأسرة إلى جميع الشرائح وجميع القرى في المملكة، بأن لا تقتصر رسائله على وسائل التواصل الحديثة؛ وإنما أيضًا في التلفاز والراديو والجوال.
- وضع مجموعة من الخطط والإجراءات الوقائية للحد من العنف المنزلي أثناء الحجر المنزلي، مثل: زيادة الوعي، وتسهيل وصول الضحايا للخدمات، وتفعيل الخطوط الهاتفية الساخنة في مثل هذه الظروف، وتقديم الدعم والإرشاد النفسي والاجتماعي والحماية للمعنَّفين.
لمتابعة موضوع (التحديات التي تواجه الأسرة في ظل جائحة كورونا) كاملاً يُرجي الدخول للرابط التالي: