(23/2/2020م)
- الورقة الرئيسة: د. مشاري النعيم
- التعقيبات:
- التعقيب الأول: د. حامد الشراري
- التعقيب الثاني: د. خالد الرديعان
- إدارة الحوار: د. محمد الملحم
انطلق د. مشاري النعيم في الورقة الرئيسة من تساؤل محوري، وهو: هل يُفترض أن يكون هناك ارتباطٌ بين التعليم وسوق العمل أم يجب أن يكون التعليم قائمًا بذاته، وربما يغازل سوق العمل ولكن لا يستجيب له استجابة كاملة؟ وأوضح أن هذا التساؤل مُوجَّه في الأساس لنقد فلسفة التعليم المعاصرة التي صدمتها التقنية بشكل شبه مفاجئ، أفقدتها توازنها و”حوَّرت” جزءًا كبيرًا من فلسفتها إلى طريق يشوبه الكثير من الغموض.
ويرى د. مشاري النعيم أن أيَّ نقاش للتعليم الجامعي والتحديات التي يواجهها في هذا القرن الذي تقوده التقنية أكثر مما تقوده الأفكار الكبيرة التي شكَّلت نظريات العلوم والعلوم الإنسانية في القرن الماضي – يجب أن يقف أمام “الهدف” من التعليم. فماذا نُريد أن تُحقِّق الجامعة؟ ودون هذا التساؤل المؤسس لا جدوى من أي تطوير أو تحسين للتعليم الجامعي، وبالتالي يُفترض التركيز في الأساس على الدور الذي يُفترض أن تقوم به الجامعة في عصر التقنية المتسارعة، وتغيير مفهوم المهارات التي يجب على الخريج اكتسابها؛ وكلها قضايا تمسُّ العملية التعليمية بشكل مباشر. واختُتمت الورقة الرئيسة بالإشارة إلى أن مأزق التعليم المعاصر في مواجهة التقنية الفائقة التطوُّر والتشابك المعرفي غير المسبوق سيكون مأزقًا خطيرًا؛ لأنه يتطلب التخلُّص من الأدوات التقليدية المعروفة واستبدالها بأدوات جديدة غير معروفة حتى الآن. هذا المأزق ليس مقتصرًا على بلدٍ معين، إذ إنه يتفاوت من بلد إلى آخر؛ لكنه يُمثِّل قضية من القضايا الكبيرة التي ستواجه هذا القرن الذي صار يعتمد على الذكاء الاصطناعي أكثر من العقل البشري، وأصبح كل يوم يتخلص من كثير من تقاليده القديمة إلى مجالات شبه مجهولة لا يعرف أحدٌ تأثيرها المستقبلي. على أنه من الواضح أن البشرية تسير في هذا الطريق المجهول بأقصى سرعة لديها.
واهتم د. حامد الشراري بمبررات التعليم الإلكتروني ودمجه في التعليم الجامعي كخطوة مرحلية ربما للمستقبل القادم، كما نوَّه إلى مواصفات التعلُّم الجديد لثورة المعلومات وتقنية المعلومات، والتي أكدت عليها كثير من المنظمات والهيئات المختصة وتبنّتها الجامعات المرموقة، ثم قدَّم أربعة سيناريوهات محتملة ترسم علاقة الإنسان بالآلة في عملية التعلُّم، وأشار أخيرًا إلى توجُّه المملكة من خلال الجامعة السعودية الإلكترونية المُفتتحة عام 2011 ودورها الكبير في هذا المجال حاليًّا وما يُؤمَّل مستقبلاً.
وذهب د. خالد الرديعان في التعقيب الثاني إلى أن المعضلة التي تواجهنا ستكون في سوق العمل المتغير، والذي يصعب التكهُّن بما يريد في ظل عدم مواكبة الجامعات وبالسرعة المطلوبة لمتطلبات هذا السوق الذي يفرض شروطه دون سابق إنذار. وليس الأمر كذلك فحسب؛ فحتى لو سلَّحنا الخريجين بكل ما هو جديد ومبتكر، فإن جديدهم هذا سيبلى بعد فترة من الزمن بسبب التقدُّم التقني المذهل، وتقلبات سوق العمل، وبروز مهن جديدة. والواقع أنه يجب أن يتسم التعليم الجامعي بالمرونة الكافية بحيث يُوفِّر للمتعلم عدة فرص في الوقت ذاته، كما يُفترض إعادة النظر في المقررات كل ثلاث أو أربع سنوات وتغييرها حسب متطلبات سوق العمل والتقدُّم التقني.
وتضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:
- واقع التعليم الجامعي في المملكة.
- التحوُّل نحو التعليم عن بُعد والإلكتروني: أهميته ومحاذيره.
- التحديات التي تواجه التعليم الجامعي.
- مستقبل التعليم الجامعي في ضوء ما يواجهه من تحديات.
ومن أبرز التوصيات التي انتهى إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول قضية: التعليم الجامعي وتحديات القرن الحادي والعشرين، ما يلي:
- تدريب القيادات في مؤسسات التعليم العالي على مهارات القيادة الحديثة التي تقود إلى الابتكار والإبداع واستشراف المستقبل، بعيدًا عن أنماط القيادة التقليدية.
- عمل دراسات معمقة لواقع التعليم الجامعي في بلادنا، ودراسات استشرافية لوضع رؤية مستقبلية للتعليم الجامعي والتعامل مع التحديات التي تواجهه، واعتماد إستراتيجية التعليم في خدمة المجتمع، وهذا يشمل دور الجامعات التقليدي في التعليم والبحث وخدمة المجتمع، وصناعة الفكر وتوليد المعرفة.
للاطلاع على المزيد في هذا الموضوع، أضغط على الرابط بالأسفل: