التقرير الشهرى 1

أطلق رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام د. فهد العرابي الحارثي منتدى ثقافياً على تطبيق الواتساب باسم: (منتدى أسبار)، وذلك في 5 أبريل 2015م، ويضم المنتدى 60 شخصية بارزة من المثقفين، والأكاديميين، والإعلاميين، وأصحاب الرأي والخبرة. ويهدف المنتدى إلى مناقشة قضايا في الفكر والسياسة والثقافة والمجتمع، والمستجدات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، وهو امتداد لبعض اللقاءات العلمية والفكرية التي يعقدها المركز بين وقت وآخر.

وفي الشهر الأول من هذه التجربة طُرحت عدة قضايا مهمة للنقاش، ومنها: تدشين منتدى أسبار نفسه، والاستراتيجيات الوطنية المتعددة لمواجهة الغلو والتطرف، وموضوعات عاصفة الحزم وإعادة الأمل والحوثيين، والحالة اليمينة الراهنة، والبحوث العلمية بموضوعات الغلو والتطرف والإرهاب، والرسالة الإعلامية ومهنية الإعلاميين، والتجنيد الإجباري، والتدخل السعودي في سوريا، وتعاطي الوزراء مع الصورة، والراديو الرقمي، وممارسات الإعلام المصري ، وغيرها من الموضوعات.

وسنستعرض هنا بعض هذه القضايا:

من سياسات المنتدى

اقترح الدكتور عبد الله الحمود الابتعاد عن كل ما ليس له علاقة بالفكر والثقافة، مزهّدا في العموميات والنكت والمقاطع والصور ذات الدلالات غير الفكرية. وزاد الدكتور خالد الرديعان: “والمادة التي تنتقص من الآخرين”. بينما وصف الدكتور زياد الدريس المجموعة بـ”القروب النخبوي”، والأستاذ الدكتور صالح النصار بـ”النافذة الفكرية المميزة”. وقال الدكتور فهد العرابي الحارثي: “كم أنا سعيد بهذا المنتدى. والله إني أتعلم منه كل يوم”. وأضاف الدكتور مساعد المحيا: ” كل مادة ذات طبيعة ثقافية أو فكرية أو سياسية نصا أو صورة هو ما ينبغي أن نتداوله هنا”.

مواجهة الغلو والتطرف

أثار الدكتور مساعد المحيا موضوع الاستراتيجية الوطنية الموحدة لمواجهة الغلو والتطرف، التي يعمل عليها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وبعض الاستراتيجيات الأخرى متسائلاً عن تعدد الاستراتيجيات ‏الوطنية، وهل يصب ذلك في مصلحة صانع القرار؟

فعلق الدكتور عبدالرحمن الهدلق على ذلك موضحاً أن الإدارة العامة للأمن الفكري بالداخلية أصدرت استراتيجية لمواجهة الغلو والتطرف، وأن المهم هو التركيز على التنفيذ، وليس تعدد الاستراتيجيات.

وعن المؤتمرات والندوات المتصلة بموضوع الغلو والتطرف أبدى الدكتور مساعد المحيا شعوراً بأنّ بعض المؤتمرات تعيد إنتاج ندوات ومؤتمرات سابقة، دون أن تترجم البحوث والأوراق العلمية الجيدة التي صدرت عنها إلى برامج عمل تنقل المجتمع ومؤسساته من الكلام الكثير، إلى العمل القليل المتقن.

أما الأستاذ بدر العامر فقد ذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أن هذه المؤتمرات تخاطب نفسها، وأّنّ الإرهابيين والمتطرفين لم يجدوا أي أثرٍ مباشر لها. وأضاف: كثير من المعنيين بهذا الموضوع لا يعلمون بهذه الفعاليات، ولا يدعون إليها كضيوف أو متحدثين، ويكون المستفيد الأكبر هم: المطابع، ودور الإعلان والإعلام.

وتماهى الدكتور عبد الرحمن الهدلق مع ما ذكره العامر، مشيراً إلى أن معظم توصيات تلك المؤتمرات متشابهة، وأنّها تحفظ في الأدرج، ولا تنفذ أو تطبق.

لكن الأستاذ بدر العامر عاد وأكد مرة أخرى على أنّ الشباب “ينهشهم التدعشن” –على حد قوله-وبخاصة في الأحياء البعيدة والمغلقة في الرياض (مثل: النسيم، والنظيم)، ولا يعرفون هذه المؤتمرات، ولا يسمعون عنها، ولا تهمهم أصلاً، وأنّه اكتشف ذلك عن طريق لقاء جمعه بهم.

وعلى صعيد متصل، تطلّع الدكتور مساعد المحيا إلى عقد حلقة نقاش لنقد “الجوانب المذهلة في موضوع الإرهاب والتطرف” –كما وصفها-، ومناقشة نتائج الدراسات، والمحتوى الهش لكثير منها، معتبراً أنّ أحد إشكالات هذه البحوث: أنه لن يُسمح بأن تكون نتائجها ممثلة للواقع. واستشهد بالمثال الآتي: “إذا أثبتت الدراسة الميدانية أن الجمهور يشاهد البرنامج (س) بنسبة ٨٠٪، وأن قناة (ص) تحظى بمشاهدة عالية، فإنه يتم التوجيه بحذف هذه النتائج أو تعديلها، ويكون المهم هو اتساق البحث مع رؤية الجو العام الذي يديرها”. لكن الدكتور مسفر الموسى أخذ بزمام الموضوع، واعتبر أننا أمام “خدعة الأرقام” في موضوع الغلو والتطرف، وقال: “نسبة ١٪ للتعاطف مع فكرة متطرفة تعتبر كبيرة جدا؛ إذ أنها تعني بالأرقام المجردة أن ما يقارب ٣٠ ألف شخص سعودي ينتمون بالتعاطف لـ(داعش)، بخلاف من يحملون المبادئ ذاتها والمفاهيم نفسها ولكنهم لا يتعاطفون”. وخلص إلى أننا في حاجة ماسة للأبحاث النوعية (الكيفية) التي تدرس بنية تنظيم (داعش) من الداخل، ودوافع الانتماء له، وأساليب الدعوة إليه.

ووافق الدكتور خالد الرديعان ما ذهب إليه د. الموسى، إذ ذكر أن تقديرات أحد المعاهد في واشنطن قدرت نسبة التعاطف مع الأفكار المتطرفة في السعودية بنحو ٢٪، وأن النسب الأكبر كانت في دول أخرى كتونس ومصر وغيرها. مؤكدا في الوقت ذاته على أنه يستلزم إذ أردنا أن نفهم ظاهرة (الدعشنة) من خلال البحوث الكيفية (النوعية) أن تكون العينة من (الدواعش) أنفسهم –ولو بعدد قليل جداً- وليس من الجمهور.

التعاطف مع تنظيم داعش

الدكتور حميد المزروع وجّه الحديث ليكون عن تنظيم (داعش) نفسه، وقدّر أن يكون تنظيماً نشأ بواسطة الإيرانيين والعلويين للوصول إلى معاقل الجيش الحر في البداية، ولخلط الأوراق لدي الغرب، وإضفاء الطابع الإسلامي على الجيش الحرّ لعدم التعاطف معه. لافتاً إلى أنّ ما دفعه إلى هذا التحليل هو أن ظهور داعش تزامن مع ظهور الجيش الحر، ومع بداية تحقيقه لانتصارات ملحوظة. وتساءل: ماذا كان يفعل (داعش) في كوباني غير المهمة استراتيجيا، ألا يعرف الطريق إلى دمشق أو حتى بغداد؟ وانتهى إلى القول بأن إيران استخدمت موضوع داعش لتطهير العراق من السنة.

لكنّ الدكتور خالد الرديعان قال بأننا هنا لا نسأل عن كيفية نشوء هذا التنظيم ومن وراءه، وإنما السؤال هو: لماذا يتعاطف البعض من أبناءنا مع (داعش) وما الذي يجذبهم لهذا الفصيل المتطرف؟!

فأجاب د. المزروع: انظموا لاعتقادهم بأنهم يجاهدون في سبيل الله، وبحثًا عن الشهادة، دون إدراك، والدواعش غير بعيدين عنهم، مع مفاتيح الجنة التي سلمت لهم أيام الخميني. وأكد ذلك الدكتور علي الحكمي، وزاد عليه، بالإشارة إلى أن وجود منظومة من العوامل النفسية الشخصية، والعوامل المجتمعية، وسياق الأحداث المحيطة بالشخص. كما أنّ الأستاذ خالد الوابل نقل مقالة باللغة الإنجليزية تشير إلى خمسة أسباب تجعل الشاب العربي ينضم لداعش؛ وأولها نظام التعليم العربي ومصطلح “نحن-ضد-هم”، معلقاً: “أراها منطقية وواقعية”. ووضع رابط المقال:

http://nationalinterest.org/feature/the-ultimate-fatal-attraction-5-reasons-people-join-isis-11625

لكن الدكتور عبد الرحمن الهدلق ذكر أنه من خلال الأبحاث في موضوع الغلو والتطرف والإرهاب وجد أن أفضل نظرية تفسر هذه الظاهرة هي: (نظرية الحرمان النسبي)، وأن أخطر المفارقات قدرةً على جذب بعض الشباب هو خطاب داعش الوحشي. ولوّح بالسؤال الآتي: لماذا لا زالت خطابات ورسائل داعش رغم وحشيتها تجذب الشباب؟ معللاً ذلك بأنه قد يكون أحد الأسباب هو الخطاب الثوري العنيف والمتلبس بالثأر للإسلام والمسلمين والذي يلقى رواجاً عند بعض الشباب المتحمس الذي تحركه العواطف”.

وذهب علاء الشماع إلى القول بأنّ من أسباب التحاق الشباب بـ(داعش) أو تعاطفهم معها، هو الضوء الإعلامي الهائل التي تلقاه مثل هذه الجماعات، والتشويق والإثارة لما يقومون به من أعمال وعدم اهتمام أغلب المثقفين والسياسيين العرب بواقع الشباب، ومعرفة ما يدور في أوساطهم.

وأبدى الأستاذ عبد الله آل حامد وجهة نظر تتوافق مع ما ذكره د. المزروع، ود. الحكمي مفادها: أن الخطاب الأممي، وحضور ملامح التاريخ الإسلامي في مظاهر وممارسات هذه الجماعات كـ(داعش)، يجعلها جاذبة لفترة قصيرة قبل أن ينكشف زيفها.

أمريكا والخليج

نقل الدكتور مساعد المحيا تصريحاً لباراك أوباما في مقابلته مع توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه إنه سيجري ‘حوارا صعبا’ مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج، وأنه سيعد خلال الاجتماع بتقديم دعم أمريكي قوي ضد الأعداء الخارجيين (..). وتساءل د. المحيا: ترى هل هذه اللغة من أوباما هي لإرباك دول الخليج؟ فعلّق د. فهد العرابي الحارثي: “كلام أوباما قوي، ولكن لم يعد له أي مصداقية فيما يتعلق بقلقه على الديموقراطية ومستقبل الحريات، والأدلة كثيرة: آخرها مصر”. أما الدكتور مشبب القحطاني فقال: “أحد الركائز لانتخاب الرئيس أوباما هي مخالفة سياسات سابقة في التدخل المباشر ويبدو ملتزما بذلك”.

وحظيت مقالة للكاتب طراد بن سعيد العمري بعنوان: (عزيزي أوباما… يجب أن تعتذر)، نقلها الأستاذ أحمد سالم الزهراني، وتم تداولها على نطاق واسع في الواتساب، وبقية الشبكات الاجتماعية بالاهتمام، فكتب اللواء الدكتور سعد الشهراني: “رائعة”. أما د. فهد العرابي الحارثي فقال: “مقالة ممتازة، تعلمت منها، ولكنا في حاجة دائماً لمن يذكّر بالحقوق والواجبات”. فأضاف د. الشهراني: “وهي أساس المواطنة والولاء والانتماء والمساواة”. كما تم تداول مجموعة من التحليلات لمقابلة أوباما.

عاصفة الحزم

كتب الدكتور نجيب غلّاب مجموعة من الآراء حول الحوثية في اليمن، حلل فيها واقع هذا التنظيم وبنيته، مفيداً أنه منذ تأسيس الحركة الحوثية وهي في حالة حرب دائمة مع الدولة والمجتمع، وأن إعلامها يردد دائماً بأن مشروعهم لن ينتهي إلا بالسيطرة على الرياض، وإسقاط أنظمة الخليج، وتحرير الجزيرة العربية. وخلص إلى القول بأنّ إنجازهم الوحيد هو أنهم عزلوا اليمن عن العالم، وانفتحوا على إيران.

وألقى د. غلّاب بالمسؤولية في تفكيك التنظيم الحوثي، على أبناء المذهب الزيدي، وعلى كل يمني، وقال: “هي مسؤولية العرب أيضا. وعلى العالم أن يساعدنا لنتمكن من تفكيكها بأقل الخسائر”. معتبراً أن الحوثية وكيلاَ محلياَ لاحتلال لإيراني واضح، وأنها قامت بأكبر عملية تجريف لعروبة اليمن، ولمصالحه، ولهويته الوطنية، وتوظيفه وشعبه لصالح منظومة أجنبية معادية. ومبشراً في الوقت ذاته بأن سلطة الحوثي ستنهار، ولا يمكنها الاستمرار في غيها، لكنها لا تريد أن تقدم الحد الأدنى من التنازلات من أجل الشعب اليمني فقط.

وتعليقاً على هذه الآراء طالب اللواء الدكتور سعد الشهراني، بأن يصل توصيف د. غلاب لواقع الحال في اليمن لكل يمني بما فيهم الغلام الغر المغرور ولجانه الثورية والأمنية (يعني: عبدالملك الحوثي). بينما تمنت د. عائشة حجازي أن يعي كل من يقرأ هذا التحليل المفصل حجم ما يدور حولنا، وليس في اليمن فحسب.

ونقل د. فهد العرابي الحارثي حديثاً لخبير تدريب الطيران الأميركي بيل ستيوارت فيه تحليل طويل لعاصفة الحزم، اعترف فيه ستيوارت بأنه لم يواجه ألمع ولا أذكى وأكثر جرأة ومغامرة من الطيارين السعوديين، وواصفاً ضربة عاصفة الحزم بـ “لعبة تلفزيونية، أو شيء يشبه طلقات الكلاشنكوف”، وأن السعوديين تعلموا من حروب منطقتهم الطويلة أن الحرب الجوية هي الأساس والفاصل في حسم أي معركة، وهذا ما كان في عاصفة الحزم.

وحول موافقة مجلس الأمن على مقترح دول الخليج بشأن اليمن عدّ الدكتور علي الحكمي ذلك انتصاراً دبلوماسياً رائعاً، واعتبر الدكتور حميد المزروع أنه انعكاس لنتائج عاصفة الحزم علي الأرض، وفيما يتعلق بالموقف الروسي فقد أدرك الروس قرب نهاية الحوثي ومليشيات علي صالح. كما رأى الأستاذ خالد الحارثي أن الحزم السعودي سيغير المشهد إذا تمكنت الدبلوماسية السعودية من اعتلاء مكانها الطبيعي وفقا لما تملكه من موارد طبيعية وجيوسياسية واقتصادية، معتبراً أن  انخفاض أسعار البترول وتأثر إيران بذلك هو أول الغيث من الحزم السعودي، وفقاً لإشارة الدكتور خالد الرديعان.  أما العميد راشد بن عيضة فأكد على أن هذا القرار يدعم بقوة شرعية قرار عاصفة الحزم.

بينما دعا الدكتور مساعد المحيا إلى استثمار الانتصار الدبلوماسي للتحالف وتحقيق انتصارات على مستوى الضربات الجوية، وأنه ينبغي ألا يقود ذلك للراحة والشعور بانتهاء الحرب مع الحوثي وميليشيات صالح. واعتبر الدكتور الرديعان أن الحرب الجوية لن تنهي الحوثي، ولكنها ستقلم أظافره، وأنه علينا تجنب (الحرب البرية) واصفا إياها بـ”المغامرة”. ولفت الدكتور علي الحكمي إلى أن التقارير الإعلامية عن عاصفة الحزم خصوصاً في الخارج عززت من مكانة المملكة وأهميتها.

واستنتج الدكتور عبدالله السيد ولد أباه أنّ أهم ما في عاصفة الحزم، هو أنها أشعرت إيران بتكلفة التدخل على كل الجبهات، وأنها باتت الآن مستعدة للتضحية باليمن من أجل إنقاذ الوضع المتداعي في سوريا.

الإعلام وعاصفة الحزم

تناول الدكتور مسفر الموسى الإطار الإعلامي لعاصفة الحزم، وذكر أن هناك 3 أطر إعلامية مهددة هي: المقارنة مع أحقيات الشرعيات السابقة (الإعلام الإخواني)، وأصول الحرب الطائفية بين السنة والشيعة (الإعلام الطائفي من الجانبين)، والاعتداء على سيادة اليمن وقتل المدنيين (الإعلام المعادي) متسائلاً: من يعيد لنا الإطار الإعلامي الحقيقي الذي يتبنى إعادة الشرعية لليمن والسلام للمنطقة؟ وما هي الوسيلة الإعلامية القادرة على تبني هذا الصوت داخليا وإقليميا ودوليا؟

وأضاف الدكتور مساعد المحيا: “وجود نمط من الإعلام بتمويل محلي، يعمل بقصد أو بغير قصد على تفتيت التحالف هو من أبرز المهددات له إعلامياً” متمماً رأيه بالقول”

هذا النمط من الإعلام حين يسير بهذا الاتجاه يكون قد مضى باتجاه تفتيت التحالف عبر إعلام ذي ملكية محلية يقدم محتوى يشككك في جانب منه ببنية التحالف ومشروعيته، ومن أخطر ما قد يواجه التحالف إذا استمر في البحث عن إسقاطات مشخصنة، أو الاحتفاء بشخصيات غاية ما تحب هو تصفية حسابات سابقة مع دول أو جماعات”.

وعلى الصعيد ذاته، بدا الدكتور مساعد المحيّا مستاءً من موضوع الارتجال في الإعداد للبرامج الحوارية في القنوات التلفزيونية، إثر اللقاءات المتعددة التي تناولت عاصفة الحزم، وشارك فيها نخبة من أعضاء منتدى أسبار وقال: إعلامنا لا يواكب (في حجمه ولا نوعيته ولا كفاءته عاصفة الحزم تخطيطا وإدارة وتنسيقا وإنتاجا، وأغلب ما نقدمه هي كلمات نعيد صياغتها ونكررها دون أن يكون لنا أهداف استراتيجية ومرحلية. معتبراً أننا إعلامنا يتعامل مع الأحداث وكأننا نعيش مناسبة ثقافية، وأن الحملة الإعلامية المصاحبة لعاصفة الحزم أظهرت سباتا لوزارة الثقافة والإعلام. لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ قناة العربية بدت أقل حماسة مما كان المتوقع منها، وتميل للشللية في كثير من اختياراتها. أما اللواء الدكتور سعد الشهراني فاعتبر أننا لا نحسن استخدام سلاح الإعلام، على الرغم مما ننفق عليه.

كما لفت د. مساعد المحيا إلى ما تمارسه قناة اليوم اليمنية المرتبطة بعلي عبد الله صالح، وقناة المسيرة الحوثية، من التضليل الكثير عبر تقارير تلفزيونية ملفقة، وأنهما تتبنيان خطابا لتهييج المواطن اليمني، واستغلال لقطات لبعض الجرحى، والمواقع المدمرة في صناعة رأي مضلل إعلامياً. كما نبه د. المحيا إلى اشتغال إبراهيم عيسى بمهاجمة المملكة العربية السعودية، ودول الخليج التي وصفها بـ “العقلم الضلم”، على الرغم من أن سلطات مصر طلبت من صاحب قناة “أون تي في” ساويرس، أن تكف محطته عن مهاجمة عاصفة الحزم.

وكشف الدكتور نجيب غلاب عن وجود مكتب إعلامي لعلي عبد الله صالح والحوثة في القاهرة، وأن لديهم علاقات بالإعلام المصري الخاص منذ الصراع مع الإخوان في اليمن. إضافة إلى استغلالهم للبنية التحتية، والعلاقات السابقة حتى مع الدبلوماسيين لإدارة معركة ضد التحالف العربي.

ثم أضاف د. المحيا بأن هذا السلوك الإعلامي في مصر تحديداً هو حالة ابتزاز يمارسها بعض الإعلاميين رغبة في مصالح معروفة، وأن من المؤسف أنها تتم أمام أعين القيادة في المصرية. وقد تم تداول مواد إعلامية مرتبطة بعاصفة الحزم وتناول الإعلام المعادي لها.

وقد عاد هذا الموضوع للتناول من جانب آخر بعد أن تساءل الدكتور عبدالرحمن الهدلق عن التناول الإعلامي السعودي لعاصفة الحزم وهل هو غير مهني؟ وما البدائل لذلك؟ وكيف نطور إعلامنا في ظل الظروف الحالية وتناول عاصفة الحزم في مواجهة الاعلام الحوثي والايراني؟ وكيف يكون التركيز على التواصل مع الجماهير اليمنية في اليمن؟ فاقترح الدكتور مسفر الموسى إيجاد بيئة للإعلام المرئي خارج أسوار وزارة الإعلام، ووصف التلفزيون السعودي بأنه غير قادر على التفريق بين أسلوب التغطية الإخبارية للأحداث وبين تقديم الخدمة الإخبارية التقليدية، وأنه على البرامج الحوارية أثناء الأزمات أن تعتمد على أسلوب التحليل المستمر للمعلومات. ورأى الدكتور خالد الرديعان أن الحلّ هو تخصيص جهاز الإعلام. بينما رأى الأستاذ عبدالله الضويحي أن برامجنا الحوارية تعتمد على الاجتهادات، وكثير من ضيوف الحلقات يصلون إلى استديو الهواء، وهو لا يعرف موضوع الحلقة. لكن الدكتور عبدالرحمن الهدلق أوضح بأن المهم هو كيفية إدارة معركة الإعلام من داخل الساحة اليمنية للجمهور اليمني. فذكر د. الموسى أن ذلك يتم من خلال الوسائل التي يعتمدون عليها في استقاء المعلومات، ومن ضمنها: وسائل إعلامهم المحلية، ووسائل التواصل الاجتماعي. أما د. الرديعان فاعتبر أن إلقاء الطائرات لمنشورات توضح هدف الحرب هو الوسيلة الأنسب, وعارضه د. الموسى بأن سائل التواصل تغني عن المنشورات، مضيفاً أن قيام هذه الحرب على اتفاق بين قوات التحالف، والشرعية سيجعل من النفوذ إلى الإعلام أمراً سهلاً جداً.

وعطفاً على التصريحات الإيرانية، بأن المملكة ستوقف عمليات عاصفة الحزم اعتبر الدكتور مساعد المحيا أنها جزء من حرب نفسية، وأن المملكة حريصة على ألا تكون إيران جزء من معادلة الحل؛ لأنها حين تحصل على ذلك فإنها تكون قد حققت مكاسب لها.

التجنيد الإجباري

وحول قضية التجنيد الإجباري، ودعوة مفتي عام المملكة لذلك في إحدى خطب الجمعة. عبر الدكتور حميد المزروع عن أن هذا النوع من التجنيد مطبق في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ حوالي سنة، وهو مطلب لحماية الوطن، ولصناعة الرجال. وأشارت الدكتورة عائشة حجازي إلى أنّه مطلب شرعي، كان من المفترض أن يتم منذ فترة طويلة. بينما ذكر الدكتور علي الحكمي بأنه ضرورة وطنية، وفيه فوائد عسكرية تعود الشباب على الجدّية والانضباط. وهو ما أكده العميد راشد بن عيضة، وزاد عليه بأنها تعلمهم (الرجولة)، وتفيدهم ومجتمعهم في وقت السلم.

أما الدكتور حميد المزروع فذهب إلى أنّ دعوة المفتي ربما تكون لتهيئة الرأي العام في حال احتاجت المملكة العربية السعودية للتجنيد الإجباري. مستدركاً بأنها ليست في حاجة أحد فهي أرض الحرمين، وهي آمنة بقدر أمانة حكامها، والساكنين فيها. بينما ذكر الأستاذ محمود عبد المنعم أنّ من شأن التجنيد تعمّيق الولاء للدين، وللوطن، وللملك، وكسر الولاءات الطائفية والمناطقية والمذهبية. وأكد الأستاذ أحمد سالم الزهراني بأن اﻷهوال المحيطة بنا تقتضي التفكير العميق في التعبئة العامة وليس في التجنيد اﻹجباري فحسب.

إلا أنّ الدكتور مسفر الموسى عارض ذلك، وقال بأنّ عدة اليوم وعتاده هو في صناعة المعرفة أكثر من أي شيء آخر، وأن تفعيل الأنشطة اللامنهجية في الجامعات كفيل بتحقيق أهداف التجنيد. فبين كلاً من العميد راشد بن عيضة، والدكتور عائشة حجازي بأنه لا تعارض بين التجنيد وبين صناعة المعرفة، وأننا في حاجتهما مجتمعتين. مؤكداً (أي العميد راشد) بأنه يمكن التوسع في القبول في الكليات العسكرية لتحقيق ذلك. وذهب الأستاذ سعد البلال إلى أنه يجب تفعيل العمل التطوعي، وتعليم مهارات الحياة كمرحلة تمهيدية قبل التجنيد الإجباري.

وأضاف الأستاذ خالد بن عبد العزيز الحارثي إلى أن مفهوم التجنيد الإجباري بالنسبة لوضع المملكة العربية السعودية قد يمتد ليكون الخدمة الإجبارية ويدخل ضمنها التجنيد وأيضاً الخدمة المدنية في الصحة والتعليم والعمل البلدي وغيره، كما يستوعب الفتيات أيضاً. وعلق د. فهد العرابي الحارثي بالقول أنّ موضوع التجنيد مهم جداً، يجب ألا يرتبط بالوضع الراهن، وإنما بصفة دائمة تتعلق بتربية الشباب، وللأسباب التي ذكرها العميد راشد. كما بيّن اللواء الدكتور سعد الشهراني بأن القضية أوسع وأعمق بكثير، وأن الشباب من الجنسين مهملون، ومتروكون ويحتاجون لكل ما ذكر سابقاً، إضافة إلى مبادرات تؤسس للمستقبل مثل إنشاء مدن للنشاطات الشبابية في المحافظات، وإنشاء وزارة للشباب، وهيئة للتطوع وخدمة المجتمع. معتبراً أن أفضل التجارب الدولية في الدفاع الوطني المبني على الخدمة الالزامية هي التجربة السويسرية. وقد نبه الدكتور خالد الرديعان إلى أن عسكرة المجتمع قد لا تكون مفيدة أحياناً. بينما عرّف الأستاذ عبدالله آل حامد بالنشاط الكشفي في المدارس، والجوالة في الجامعات، وأن برامجهما تحقق الكثير من أهداف بناء الشخصية وتحمل المسؤولية وتنمية الشعور الوطني والمجتمعي، موضحاً أن “العسكرية” ثقافة قبل أن تكون تدريب وتهذيب.

وأطال الأعضاء في نقاش هذا الموضوع ما بين مؤيد له، وبين من يرى عدم أولويته في الوقت الراهن، ومتطلبات التجنيد هل هي عسكرية، أم لتربية الشباب على الجد والعمل؟ … إلى آخر ذلك.

عمل الملحقيات الثقافية والابتعاث

أثار الأستاذ خالد بن عبد العزيز الحارثي موضوع عمل الملحقيات الثقافية التابعة للتعليم في متابعة المبتعثين، وتقصيرها في ذلك. فأرجع الدكتور علي الحكمي أسباب ذلك إلى أن الأعداد الكبيرة من المبتعثين، لم يصحبها تمكين للملحقيات في المتابعة والإرشاد الأكاديمي بشكل كافٍ. موضحاً أن معظم الملحقيات تعاني من نقص المشرفين والإمكانات. فاستدرك الأستاذ الحارثي على ذلك بالقول أن ذلك يتطرق لنموذج الخدمة في عمل الجهاز الحكومي، وأعتقد أن هذا الجانب مهم لتحسين مخرجات الوزارة بعد الدمج.

أما الدكتورة إيمان أبو خضير فاعتبرت أن إمكانات وأسلوب عمل الملحقيات الثقافية لا يتناسب مع أعداد المبتعثين، وأقرت بوجود ضعف كبير –بسبب ذلك – في الأداء، وتأخير تقديم الخدمات للطلاب. ومضت تقول في نفس الوقت بأن غالبية المشرفين الأكاديميين في الملحقيات، هم من غير السعوديين. متسائلة: ألا يوجد أكاديميين سعوديين يستطيعون القيام بتلك الوظيفة؟

وأضاف الأستاذ خالد الحارثي: أعتقد أن الأولوية هي للاهتمام بالإشراف الأكاديمي وتوطينه، ثم الدخول في تطوير الملحقيات ومخرجات الابتعاث، فالأعداد الكبيرة للمبتعثين تبرر الاستثمار في رفع الرتبة التنظيمية للملحقيات كوحدات عمل وإعطائها المزيد من الاستقلال والمسؤوليات.

وقال الأستاذ عبد الله آل حامد إن التوسع في المباني والأفراد والميزانية لم يراع معايير الجودة والكفاءة، وهو ما يعانيه التعليم وبرنامج الابتعاث. وأردف الدكتور حميد المزروع: استراتيجية الابتعاث يجب أن تطور خاصة فيما يتصل بالتخصصات المهنية، وفي تقديري هذا ما يحتاجه حاليا القطاع الخاص في المملكة، وجامعاتنا أغرقت سوق العمل بخريجين لا يملكون التأهيل المهني المناسب.

وعرض الدكتور حسين الحكمي لتجربته في التعامل مع الملحقية الثقافية، والتي استنتج منها أن اهتمامات الملحقيات تصب في اتجاه لا يخدم المبتعث ولا الوطن، وأن دعم البرامج والأنشطة الطلابية المفيدة والمتميزة ضعيف، وتتم محاربته وتحجيمه في ملحقيات بعض الدول الأخرى، بسبب الخوف، وهو ما تسبب في إعاقة تنفيذ تلك البرامج دون إيجاد بدائل لها. وأضاف: يوجد شباب متميزون ومبدعون من الجنسين، همّشوا بسبب أن أعمالهم وبرامجهم وتفكيرهم تفوق على كل من في الملحقية. وكشف عن أن أحد العاملين في الملحقية الثقافية ببريطانيا ذكر له أنه لم يكن يشعر بمعاناة المبتعثين، إلا بعد أن ابتعثت ابنته، وعاش المعاناة معها.

واتفق الجميع على وجود مشكلة تحتاج إلى حلّ، وخلصوا من ذلك إلى ضرورة تطوير الملحقيات الثقافية، من خلال أسلوب المشاريع المدارة ذاتياً، وتشكيل فرق عمل، ومنح كافة الصلاحيات، والتقويم والمحاسبة المستمرة، وتطبيق برنامج المشرف المقيم وغيرها من الأفكار التطويرية.

مستقبل اليمن القبائل

وجه الدكتور علي الحكمي سؤالاً للدكتور نجيب غلاب نصه: “د. نجيب هل هناك اتجاه لتشكيل جيش وطني جديد في اليمن وهل يحتاج ذلك لوقت طويل؟” فأجاب د. غلاب: من يمثل الشرعية يعمل ببطء، والأمور ليست واضحة على الأقل بالنسبة لي كمراقب، والرئيس هادي صامت وكسول وبلا فعالية”. فعاد د. الحكمي معلقاً: بدون وضع قيادات عسكرية واضحة على الأرض، وبرنامج معلن لاستقطاب للجنود، وفق إطار مؤسسي ستكون عودة الشرعية صعبة، وإن عادت ستكون هشة.

أما الدكتور مساعد المحيا فأشار إلى أنّ أكثر النجاحات الحالية تعود للقبائل وللمجاميع الشعبية، التي تتحرك وفق طبيعة نفوذها الجغرافي، وأن السيطرة على الأرض تتطلب مشروع قيادة ينجح في توظيف كل القوى، وينظمها، وينسق بينها. مبدياً تخوفه من عدم قدرة الرئيس هادي عبدربه على إدارة مستقبل اليمن المعقد.

وأكد الدكتور نجيب غلاًب على ضرورة معالجة قصور “هادي”، وبناء وتدعيم الشرعية عن طريق بناءات توسع دائرة صناعة القرار. وقال الدكتور علي الحكمي: “يفترض أن يكون هناك مركز إعلامي يمني من الداخل، مهمته القيادة الإعلامية، وإعطاء تقارير رسمية متسقة مع العمل الإعلامي لعاصفة الحزم، وبهذه الطريقة يبعث الأمل لليمنيين في الداخل، ويبرز قيادات جديدة مستقبلية”.

وأضاف: “لا بد من الحديث لليمنيين عن مستقبل بلدهم بعد عودة الشرعية، عن طريق المشاركة الحقيقية الفاعلة في صناعة مستقبل بلدهم، والتنمية المستدامة في جميع المجالات. فالمواطن العادي يهمه فقط تلبية احتياجاته من عمل وغيره، ووجود أمل بمستقبل مشرق لأبنائه”.

وفي ضوء ما جرى ويجري في اليمن عاد الدكتور مساعد المحيا لطرح تساؤلات مهمة تتعلق بالقبائل اليمنية، وأنها كانت تبدو في ذاكرتنا أنها مفصل الحراك السياسي والعسكري، وهي من يحسم واقع ومستقبل اليمن، لكن الأحداث أظهرت جوانب أخرى تراجع فيها تأثير القبائل.

فأجاب الدكتور نجيب غلّاب بأن القبيلة لم تعد بشكلها التقليدي هي القوة الفاعلة في اليمن، بل هي الطاقة الموظفة في الصراعات، وأنّ الشيخ القبلي نتيجة طبيعة الحركة الحوثية ودوره الذي تطور في العهد الجمهوري تتعارض مصالحه مع الزحف الأيديولوجي الذي يسعى لتعميم القوة لمركز ديني قبلي، وأصبح أمام خيارين: إما أن يقاوم البنية التنظيمية للمذهب الحوثي لمقاومة اكتساحها للعقول والمكان، أو أن ينخرط بالحركة ويفقد قوته وهذا الأمر يضعف القبيلة ولحمتها العصبية التقليدية وينتج نزاع داخلي ستنتهي لصالح التنظيم”.

ورأى الدكتور عبدالله الحمود أنّ خيار تذويب أهمية البعد القبلي في المجتمع الحديث عامل حاسم في بناء دولة حديثة. وقال: إن كثيرا من مآلات الأحداث في ظل التكتل القبلي تنذر بمخاطر جمة على واقع الناس والأشياء. مشيراً إلى تجربة السعودية –التي اعتبرها جيدة- في تقليص البعد القبلي إلى حدود دنيا من حيث علاقته بتسيير الأمور الكلية والتحكم فيها.

واعتبر الدكتور خالد الرديعان أن القبيلة لم يتم القضاء عليها إطلاقا في المملكة العربية السعودية لكن  تم احتواؤها ضمن نظام يضمن وجودها وهيبتها وبنفس الوقت عدم تهديدها لبنية المجتمع.

وقد طال النقاش في هذا الموضوع، وخلص د. غلاب إلى أنّ الأهم هنا هو أن عاصفة الحزم كانت الصدمة الأقوى التي ستخرج اليمن إلى تاريخ مختلف لصالح الشعب.

حزب الله وقائمة الإرهاب السعودية

أثار الدكتور عبدالرحمن الهدلق موضوع إدراج حزب الله اللبناني على قائمة الارهاب السعودية، متسائلاً عن الأسباب، وهل نؤيد أم نرفض؟ فأبدى الدكتور فهد العرابي الحارثي عدم تحمسه لذلك، لأنه سيعقد علاقات السعودية في داخل لبنان، ورأى أنّ الأفضل هو العمل المتواصل على إضعاف الحزب وشلّ علاقته بإيران، معتبرا أنها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة. أما الدكتور خالد الرديعان فرأى أن تجريم حزب الله قد يضعنا في خندق واحد مع اسرائيل، مؤيداً ما ذهب إليه د. العرابي. ولفت الدكتور حميد المزروع إلى أنّ من الضروري تجريم والتشهير بحزب الدعوة وعصائب الحق في العراق التي تشرف عليها إيران مباشرة. وذهب الأستاذ عبدالله آل حامد إلى القول بأن اعتبار الحزب إرهابياً سيمنع المملكة من أي جهد للبناء في لبنان، وسينعكس سلبا على كتلة المستقبل؛ لأنه مكون أساسي في العملية السياسية اللبنانية، وفي استقرارها وبناء مستقبلها.

وتساءل الدكتور مساعد المحيا عن ماذا يترتب على عملية إدراجه ضمن الجماعات الإرهابية، مسترجعاً استبعاد المملكة العربية السعودية له من قائمتها الإرهابية قبل فترة مع قناعة الجميع بأنه هو من أسس الإرهاب في المنطقة، وقال: ينبغي ألا يكون لدينا ثنائية أو ثنائيات في التعامل مع تلك الأحزاب. وأضاف” إذا كان حزب الله مكونا رئيسا من مكونات لبنان السياسية فإن نظام صالح والحوثيين مكونان أيضا من مكونات اليمن، ونحن اليوم لا نعدهم إرهابيين فقط وانما مجرمين اغتصبوا السلطة وأنشأوا دولة داخل دولة ولذا نشن الحرب عليهم لتعود الشرعية في اليمن. كما أننا نجد الإخوان أيضا مكونا رئيسا في مصر فكيف يتقبل البعض جعلهم ضمن الجماعات الإرهابية، ولا يتقبل أن يكون حزب الله الذي أصبحت جرائمه ظاهرة إرهابياً”.

أما الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الحارثي، فرأى أن إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية سيزيد من شعبيتها، ويصبح الجهد دون جدوى، أما فضحها إعلاميا وحكوميا بمصداقية عالية ومهنية رفيعة، واستعراض تاريخ الإحسان الذي قدم لها مقابل تاريخ الإساءة، ولاحقا إذا تشبع الموضوع تقوم مؤسسات مدنية برفع دعاوى قضائية لنشر قوائم المطلوبين من المنتمين لهم المتورطين في عمليات غسيل الأموال والمخدرات والعمل غير المشروع في الدول العربية وحجز أموالها وأموال الكوادر الملاحقة قانونيا وتحويل مؤسسات العمل الخيري المستترة خلفها إلى أوقاف تشرف عليها الدولة في الأنشطة والصرف والموارد والرقابة وتطبيق سلامة السجل العدلي على القائمين عليها، فهذا هو الأفضل.

انتهى،،

تحميل المرفقات: 1.pdf

تحميل المرفقات