(1/9/2019م)
الورقة الرئيسة: د. سعود كاتب
التعقيبات:
التعقيب الأول: د. إبراهيم البعيز
التعقيب الثاني: د. مساعد المحيا
إدارة الحوار: د. خالد الرديعان
تناول د. سعود كاتب في الورقة الرئيسة الحج باعتباره القوة الناعمة الأهم للمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال عدة محاور؛ حيث تحدث عن النموذج السلبي للقوة الناعمة، وضرب أمثلة لذلك بعدة دول مثل الصين وقطر. كما أوضح كيف أن القوة الناعمة يمكن أن تصبح سلبية وضارة، عندما لا تجد قليلاً من الاهتمام وحتى الإدراك بأنها سيف ذو حدين إذا لم يُحسن فهمها والتعامل معها. وأشار إلى أهمية الدبلوماسية العامة الجيدة التي تعمل على تعهد مصادر القوة الناعمة بالرعاية المستمرة، وكذلك قوة الآخرين الناعمة واستخداماتها وضرورة الانتباه لها، لاسيما وأن التجربة أثبتت أن الجبهات الحربية اليوم لم تعد تقتصر على تلك البرية والجوية والبحرية، ولكنها تشمل أيضاً، وبذات القدر من الأهمية، الجبهة الإعلامية المعلوماتية. كما عرض د. سعود كاتب فكرة أن الحج قوة ناعمة، وقارن ذلك بإقامة مباريات كأس العالم كل 4 سنوات وكل التجهيزات التي تحتاجها البلد المقيم وعدد الحاضرين لها بينما تشرف المملكة على الحج بنفس العدد تقريبا سنويا وبتجهيزات ضخمة جدا.
أما د. إبراهيم البعيز فأشار في التعقيب الأول إلى أننا قلقون على صورة المملكة في الخارج، ولا نلام في ذلك بعد سلسلة متتابعة من أخبار وتقارير سلبية لأكثر من عشر سنوات. لذا أضحت قيمة كل جهد أو فعل أو سلوك نقوم به – سواء على مستوى الدولة أو الأفراد – مرهونة بقدرتنا على استثماره في تحسين صورتنا في الخارج. وهنا تكمن الإشكالية. يفترض أننا نقوم بذلك الجهد أو ذاك السلوك لهدف معروف ومحدد مسبقا، كون ذلك يحسن صورتنا في الخارج أم لا فهذا أمر يدخل ضمن “القيم المضافة” والأهداف الثانوية لذلك الجهد أو السلوك. وهذا ما ينطبق على الحج. فالجهود التي تتم هي في الواقع وفاء بالتزامنا لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم لفريضة الحج، ولم يكن هدفنا تحسين صورتنا في الخارج. وهذا ما يعزز من قيمة وأهمية الحج في منظومة عناصر القوة الناعمة لدينا. لو أننا انطلقنا من هذه الفلسفة في كل جهودنا لنجحنا في تحقيق الدبلوماسية العامة وما تشتمل عليه من عناصر للقوة الناعمة.
في حين أوضح د. مساعد المحيا في التعقيب الثاني أن مفهوم القوة الناعمة يحتاج الكثير من التحرير والإيضاح، كما أنه يحتاج إلى التحرر من البيئة السياسية التي قد تعيد تصنيف كل ناعم بأنه خشن وخشن جدا، في حين أن الأمر يكسب هذه المؤسسة أو تلك الدولة أو تلك الشخصية الكثير من التقدير في العالم. والواقع أن المملكة تمتلك الكثير من أدوات القوة الناعمة، ولعل أبرزها الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة. والواقع أنه حين نتعامل مع القوة الناعمة على أنها جزء من السياسة الإعلامية وجزء من الدبلوماسية السياسية وجزء من الهوية الوطنية سنكون أكثر نجاحا في التعاطي مع الحج وخدماته، وسنجد أننا نكسب الكثير ونحافظ على مكتسباتنا.
وتضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:
s مفهوم القوة الناعمة.
s الحج وتحسين صورة المملكة ضمن مؤشرات القوة الناعمة.
s المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي وتغطية مناسك الحج.
s هل التغريدات “الخشنة” تعتبر من القوة الناعمة؟
s مدى إمكانية وجود تخصص دقيق يتعلق بإعلام الحج.
s مقترحات لإفادة المملكة من الحج كقوة ناعمة.
ومن أبرز التوصيات التي انتهي إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول قضية: الحج.. القوة الناعمة الأكثر نجاعة إسلاميًا وعالميًا، ما يلي:
- ضرورة توعية الإعلاميين وقادة الرأي والكتّاب والمثقفين بخطورة “الدبلوماسية الناعمة الشريرة” أو “السلبية” ومقدار الضرر الذي تحدثه للمملكة، ورفع الوعي بضرر التغريدات والمقاطع المسيئة للشعوب والملل.
- استغلال الإعلام الجديد والتوك شو (Talk Show) المناسب من دول عربية وإسلامية واستضافتهم أثناء موسم الحج لتغطية المناسك، وبث رسائل ايجابية عن المملكة ودورها في خدمة الحرمين والحجاج والمعتمرين.
لمتابعة موضوع (الحج.. القوة الناعمة الأكثر نجاعة إسلاميًا وعالميًا) كاملاً يُرجي الدخول للرابط التالي: