12 مايو 2019
- الورقة الرئيسة: د. عبد الله بن ناصر الحمود
التعقيبات:
- التعقيب الأول: د. الجازي الشبيكي
- التعقيب الثاني: أ. يحيى الأمير
- إدارة الحوار: أ. فائزة العجروش
يعد الحوار ضرورة إنسانية ومجتمعية للعالم البشري على مرً العصور، والمتأمل في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ أن أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ أن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(*)، يُدرك أن هذا التعارف الذي به يعمٍر الإنسان الأرض ويُنشئ المجتمعات، لا يمكن أن يتم بشكل صحيح إلا بالتفاعل والتعاون وبناء العلاقات مع الآخرين عن طريق الحوار. والحوار ليس غاية في حد ذاته، وإنما وسيلة لتحقيق غاية المعرفة، المعرفة بالأشياء. والأشياء لا يمكن معرفتها في فضاء يرفض الحوار. وبالتالي، يمكن تقرير أن البيئة المفعمة بثقافة الحوار، بيئة صالحة لأن يعرف الناس فيها أشياء مهمة وكثيرة، وبالمقابل، البيئة الرافضة للحوار، بيئة مغلقة تتسلط فيها متحكمات أخرى غير المعرفة. كذلك فإن الحوار الذي يحمل مقومات الصدق والموضوعية والتكافؤ والاتفاق على المفاهيم، يكون بلا شك حواراً ناجحاً ومثمراً وفاعلاً. وتجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في تعزيز دور الحوار في المجتمع، تجربة قيمة ومفيدة، ولكن كانت ولازالت بحاجة إلى أدوات وإجراءات تعينها أكثر على تحقيق مزيد من النجاح والفاعلية.
وقد تضمنت الورقة الرئيسة مقدمة تمهيدية حول الحوار، ثم استعرضت المداخل النظرية المفسرة للحوار، وتم التركيز تحديداً على نظرية التنافر المعرفي وتفسيرها لحالات الحوارات الساخنة، ونظرية الغرس الثقافي وتفسيرها لهاجس الإقناع “الصلب” بالرأي، وكذلك مدخل التسويق الاجتماعي وتفسير هاجس الإقناع “اللين” بالرأي. واهتمت الورقة بمتطلبات بناء فضاء حواري جيد، وثقافة حوار بناءة، وانتهت بتناول الحوار في منظومة رؤية 2030. أما التعقيبات فقد ناقشت ما تضمنته الورقة الرئيسة حول موضوع الحوار. في حين تضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:
- نحو تحديد دقيق لمفاهيم الحوار والتفاوض والجدال والمناظرة.
- أهداف الحوار وبيئته الملائمة.
- أهمية الحوار الوسطي ومعوقاته.
- الحوار وفخ الاصطفاف.
- عوامل نشر ثقافة الحوار.
- ملتقى أسبار كتجربة رائدة للحوار.
ومن أبرز التوصيات التي انتهي إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول قضية (الحوار.. المعنى والدلالة) ما يلي:
- • أولًا: توصيات خاصة بالتعليم
1- تضمين مناهج بعض المواد الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة دروس ذات منهجية واضحة في فن الحوار والتعامل مع الآخر، وبشكل تراتبي تبدأ من المراحل الابتدائية الأولى إلى الثانوية العامة.
2- تأهيل وتدريب المعلمين لتنشئة الأجيال القادمة على إتّباع أسلوب الحوار.
- • ثانيًا توصيات خاصة بالأسرة
1- تكثيف ودعم برامج التوعية الأسرية والدورات التدريبية المتعلقة بنشر ثقافة الحوار البنًاء بين الزوجين وبين الأبناء.
2- حث الوالدين على تطبيق منهج الحوار الأسري بين أفراد الأسرة، وضرب نموذج للأولاد في ذلك، وممارسته بشكل مستمر للحفاظ على وجود اتصال فعال ومستمر بين أفراد الأسرة.
- • ثالثًا: توصيات عامة
1- تنظيم فعاليات تنموية مستمرة تجمع أطياف فكرية مختلفة من المجتمع لتنفيذ برامج وأنشطة يُتفق عادة على قبولها من الجميع مثل الأنشطة التطوعية لخدمة المجتمع وأنشطة العناية بالبيئة وذلك بهدف تكثيف الجوانب الحوارية والتعوًد على التعايش مع الآخر والحوار معه حتى لو كانت التوجهات الفكرية مختلفة.
2- تكثيف دور مركز الحوار الوطني لرعاية الحوار البنّاء ودعمه مادياً ومعنوياً، وتوفير البيئة المناسبة له، كإقامة المنتديات الحواريّة بصفة دورية بين كافة أطياف المجتمع المختلفة.
لمتابعة موضوع (الميزانية السعودية بين العجز والفائض) كاملاً يُرجي الدخول للرابط التالي: