تقرير رقم (101) توجهات الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية ودورها في جذب الاستثمارات العالمية

للاطلاع على التقرير وتحميله إضغط هنا

مارس – 2023


توجهات الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية ودورها في جذب الاستثمارات العالمية

  • تمهيد:

يعرض هذا التقرير لقضية مهمة تمَّ طرحها للحوار في ملتقى أسبار خلال شهر مارس 2023م، وناقشها نُخبة متميزة من مفكري المملكة في مختلف المجالات، والذين أثروا الحوار بآرائهم البنَّاءة ومقترحاتهم الهادفة؛ حيث تناولت: توجهات الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية ودورها في جذب الاستثمارات العالمية، وأعد ورقتها الرئيسة د. عبدالعزيز الحرقان، وعقب عليها كلاً من د. على الوهيبي*، د. عبدالجبار العبدالجبار** وأدار الحوار حولها د. عبدالرحمن العريني.

 

 

المحتويات

  • تمهيد
  • الملخص التنفيذي.
  • الورقة الرئيسة
  • التعقيبات:
  • المداخلات حول القضية
  • مفهوم وأهمية الحوسبة السحابية.
  • واقع الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية.
  • معوقات الإفادة من الحوسبة السحابية والتهديدات المرتبطة بها.
  • آليات الإفادة من الحوسبة السحابية في جذب الاستثمارات العالمية.
  • متطلبات تعزيز قدرات المملكة في مجال الحوسبة السحابية.
  • التوصيات
  • المصادر والمراجع
  • المشاركون

 

  • الملخص التنفيذي.

تناولت هذه القضية توجهات الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية ودورها في جذب الاستثمارات العالمية. وأشار د. عبدالعزيز الحرقان في الورقة الرئيسة إلى أن اهتمام المملكة العربية السعودية بالحوسبة السحابية برز ضمن خططها لتحسين خدماتها الحكومية ولتعزيز قدراتها الاقتصادية ودعم تفوقها وريادتها كمركز إقليمي جاذب للشركات التقنية العالمية. ويعد الاعتماد السريع للخدمات السحابية محركًا رئيسيًا لاقتصاد المملكة الرقمي، فقد عملت المملكة على دعم الخدمات السحابية وتعزيز نمو الاستثمار في هذا المجال كأحد التوجهات الاستراتيجية لتعزيز ريادة المملكة في قطاع تقنيات المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتطلب نمو حلول الحوسبة السحابية بالمملكة توافر بيئة رقمية داعمة من خلال تطوير حلول التخزين الرقمي للبيانات بهدف تقديم خدمات سحابية متكاملة يتحمل في ضوئها مزود خدمات الحوسبة السحابية مسؤولية إدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات للعميل، ودمج التطبيقات، وتطوير قدرات ووظائف جديدة لمواكبة متطلبات السوق والصناعة. كذلك، يتطلب من موفر خدمات الحوسبة السحابية الاستثمار في أحدث تقنيات الأمان باستمرار الاستجابة للتهديدات المحتملة لأنظمة البيانات مع مراعاة الطبيعة الخاصة للأنواع المختلفة من الحوسبة السحابية.

بينما أكَّد د. على الوهيبي في التعقيب الأول على أن السنوات القليلة الماضية شهدت اقبالاً عالمياً مضطرد على الحوسبة السحابية سواء من قبل قطاع الاعمال المتوسطة والصغيرة، ولعل جائحة كورونا كانت سبب رئيسي لتلك النقلة النوعية في الاقبال على الحوسبة السحابية والاستثمار بها. وقد ساعدت جهود المملكة على تطوير البيئة المؤسسية الداعمة لحلول الحوسبة السحابية. لكن وعلى الرغم من أهمية الحوسبة السحابية وتعدد تقنياتها وأدواتها حالياً، وكذلك ما يضيفه استخدام الحوسبة السحابية من إيجابيات عديدة على المنظمات والتي تشمل أمن البيانات والمرونة والكفاءة والأداء العالي، إلاّ أنها لا تخلو من بعض السلبيات المتعلقة بمفاهيم الخصوصية وإدارة البيانات والتي تمثل تحديات في سبيل تبني الحلول السحابية من قبل المنظمات.

في حين ذكر د. عبدالجبار العبدالجبار في التعقيب الثاني أن قيادة المملكة وفقا لتوجهات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال الحوسبة السحابية لتحقيق أهداف محددة يعد من أبرزها: دعم المحتوى المحلي لتحقيق هدف رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40% إلى 65%، وكذلك زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% إلى 35%، إضافة إلى دعم الصادرات السعودية لتحقيق هدف رفع مساهمة الصادرات غير النفطية في إجمالي قيمة الناتج المحلي غير النفطي من 16% إلى 50%.

وتضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:

  • مفهوم وأهمية الحوسبة السحابية.
  • واقع الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية.
  • معوقات الإفادة من الحوسبة السحابية والتهديدات المرتبطة بها.
  • آليات الإفادة من الحوسبة السحابية في جذب الاستثمارات العالمية.
  • متطلبات تعزيز قدرات المملكة في مجال الحوسبة السحابية.

ومن أبرز التوصيات التي انتهى إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول القضية ما يلي:

  • على كليات وأقسام تقنية المعلومات تخصيص مواد ومشاريع تطبيقية في مجال الحوسبة السحابية وأخرى في مجال مركز البيانات من حيث متطلبات التأسيس والتشغيل والتطوير.
  • النظر إلى صناعة الحوسبة السحابية ومراكز البيانات الوطنية كاستثمار وطني إستراتيجي مكمل للبنية التحتية الرقمية وتفرضه الظروف الحالية لتسريع التحول مما يتطلب توفير الدعم المادي والتنظيمي لتحفيز الاستثمار فيه لإيجاد مزودي خدمات محليين فيه.
  • اعتبار صناعة الحوسبة السحابية ومراكز البيانات الوطنية صناعة تنموية عابرة للحدود تساهم في تنمية الموارد غير النفطية؛ والاستثمار فيها لاستهداف الاحتياج الوطني والعالمي.
  • تكثيف التوعية بمزايا وأهمية الحوسبة السحابية من الناحية التشغيلية للمنظمات.
  • التأكد من أن التشريعات والتنظيمات التي تحكم مزودي الخدمات السحابية تراعي الجوانب الوطنية الاستراتيجية لتقليل أي مخاطر قد تنتج عن تغير استراتيجيات الشركات العالمية تجاه أعمالها واستثماراتها في المملكة لأي سبب من الأسباب.
  • تعزيز وتكثيف الدعم الفني والمحفزات المالية والتشريعية لمزودي الخدمات السحابية المحليين لرفع المحتوى المحلي وتعزيز الابتكار والتطوير في هذه الصناعة وتمكين تصدير الخدمات السحابية للمنطقة والعالم.

 

  • الورقة الرئيسة: د. عبدالعزيز الحرقان

مقدمة

برز اهتمام المملكة العربية السعودية بالحوسبة السحابية ضمن خططها لتحسين خدماتها الحكومية ولتعزيز قدراتها الاقتصادية ودعم تفوقها وريادتها كمركز إقليمي جاذب للشركات التقنية العالمية. وتعرف هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية الحوسبة السحابية على أنها “استخدام مجمع الموارد المادية والافتراضية المرنة القابلة للتوسع والمشاركة (مثل الخوادم، وأنظمة التشغيل، والشبكات، والبرامج، والتطبيقات، ومعدات التخزين) بجانب توفير وإدارة الخدمات ذاتيا عند الطلب”(1). وتوفر الحوسبة السحابية نماذج خدمات رئيسية: (1) البرمجيات كخدمة (SaaS)، والمنصات كخدمة (PaaS)، والبنية التحتية كخدمة (IaaS)*. وهو ما يعظم المكاسب التي تحققها الجهات التي تتبني حلول الحوسبة السحابية في تحقيق كفاءة تحسين الخدمات المقدمة، وزيادة المرونة، وموثوقية الخدمات، وتعزيز مستوى الأمن السيبراني والابتكار. وفي ضوء النمو المتزايد لخدمات الحوسبة السحابية بالمملكة ومع تعدد المزايا والفوائد الاقتصادية المحتملة للحوسبة السحابية على المملكة، تلقي الورقة الحالية الضوء حول تأثيرات الحوسبة السحابية بالمملكة، وذلك من خلال القسمين التاليين: يعرض القسم الأول توجهات الحوسبة السحابية في المملكة؛ بينما يعرض القسم الثاني المكاسب المتوقعة للمملكة من تعزيز نمو الحوسبة السحابية.

أولا: توجهات الحوسبة السحابية في المملكة

يعد الاعتماد السريع للخدمات السحابية محركًا رئيسيًا لاقتصاد المملكة الرقمي، فقد عملت المملكة على دعم الخدمات السحابية وتعزيز نمو الاستثمار في هذا المجال كأحد التوجهات الاستراتيجية لتعزيز ريادة المملكة في قطاع تقنيات المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعد المملكة بمثابة نموذجاً يحتذي به لتنفيذ التقنيات الرقمية المتقدمة التي تعزز قدرة الاقتصاد نحو تنويع الاقتصاد وتحسين ركائز بيئة الابتكار الداخلية وبناء اقتصاد رقمي مزدهر. ولتعظيم الاستفادة من الخدمات السحابية ضمن توجه المملكة للتحول نحو مجتمع المعلومات، فقد أقدمت المملكة على تأسيس عدد من اللجان وإطلاق البرامج والسياسات الداعمة لذلك التوجه، ولعل من أبرزها:

  • تأسيس اللجنة الوطنية لمجتمع المعلومات والتي تهدف إلى تطوير بنية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ورفع مستوى الفهم والوعي العام لمساندة التوجهات الرامية للتحول بالمملكة إلى مجتمع المعلومات وتسهيل عملية تدفق وتبادل المعلومات (2).
  • ولتنظيم الخدمات السحابية المقدمة وضمان الشفافية التنظيمية للبيانات، فقد اطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات دليلاً “للإطار التنظيمي للحوسبة السحابية” ودليلاً “لمقدمي خدمات الحوسبة السحابية”، بهدف إلزام مقدمي خدمات الحوسبة السحابية، ومشتركي الحوسبة السحابية بالأنظمة، والتنظيمات، والضوابط، والقرارات والقواعد والسياسات الصادرة من جهات الاختصاص في المملكة، مثل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومركز المعلومات الوطني، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ومكتب إدارة البيانات الوطنية، والهيئة السعودية للملكية الفكرية (3). كما أطلقت المملكة وثيقة “سياسة الحوسبة السحابية أولاً” تماشياً مع رؤية المملكة 2030 بهدف تسريع الانتقال من الحلول التقنية التقليدية إلى حلول الحوسبة السحابية كخدمات يتم تبنيها في العمليات الداخلية للقطاع العام عند اتخاذها قرارات ذات صلة بتقنية المعلومات.  وينطبق هذا بشكل خاص على الأمثلة التالية:

(أ) قطاع الرعاية الصحية، حيث عملت المملكة بمساعدة مزودي الخدمات السحابية مثل VMware و STC Cloud على اعتماد خدمات الحوسبة السحابية بالقطاع في ظل خطة طموحة لرقمنة كافة أنشطته لتزويد المرضى بإمكانية الوصول إلى رعاية مبسطة وفعالة وعالية الجودة بغض النظر عن الموقع الجغرافي للمريض. ونتج هذا بشكل خاصة جراء تداعيات كوفيد-19 والتي مهدت الطريق لنمو تطبيقات الرعاية الصحية مثل منصات حجز اللقاحات والوصول عن بعد لسجلات المرضي.

(ب) قطاع السياحة، حيث أعلن صندوق التنمية السياحي اعتماد استراتيجية الحوسبة السحابية أولاً وذلك بالعمل على تثبيت تطبيقات البنية التحتية السحابية من أوراكيل لدعم التنمية السياحية وتوفير بيئة داعمة للمستثمرين للاستفادة من الفرص الواعدة بالقطاع السياحي(4).

وتعمل المملكة باستمرار على ضمان توفير بيئة عمل تنافسية لرواد الأعمال من خلال تقديم خدمات الحوسبة السحابية والتي تمكن وصول الشركات بتكلفة منخفضة وبطريقة سلسة إلى التطبيقات والموارد التي لا تتطلب بنية أساسية أو أجهزة داخلية. وهذا يعزز من جهة نمو الأعمال كما يتيح التبني السلس للتقنيات الجديدة وتشجيع نماذج الأعمال الجديدة وذلك باجتذاب شركات التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي وتدشين مراكز بيانات جديدة بالشراكة بين شركات التقنية العالمية وشركاتها الوطنية بهدف جعل المملكة مركزًا إقليميًا للحوسبة السحابية والخدمات التقنية المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط. ويساعد المملكة في ذلك توافر عدد من الممكنات التي تعزز من فرصها للاستفادة من قطاع الحوسبة السحابية وذلك بامتلاكها عناصر النجاح الرئيسية وتشمل: (1) توافر البنى التحتية المتقدمة تقنياً وخاصة ما يتعلق بجودة البنية التحتية للاتصالات ونمو صناعة تقنية المعلومات والتي أصبحت بشهادة عدد المؤسسات الدولية من رائدة عالمياً؛ (2) تبني استراتيجيات وخطط طويلة الآجل تستهدف تعظيم الاستفادة من تقنيات المعلومات بهدف تحقيق التنميـة وتمكيـن اسـتدامتها، مثل الخطة الوطنيـة للعلـوم والتقنيـة والابتـكار؛ (3) تبني المملكة للعديد من السياسات والبرامج والمبادرات لتسريع الرقمنة بجميع القطاعات الاقتصادية بالمملكة (5).

ويتميز سوق الخدمات السحابية في المملكة العربية السعودية بقدرته التنافسية العالية نظرًا لوجود العديد من شركات الخدمات السحابية الكبرى مثل جوجل Google ومايكروسوفت Microsoft وأمازون لخدمات الويب Amazon Web Services واوراكل Oracle وكلاود سيجما CloudSigma. ووفقا لبعض التقديرات (6)، يبلغ قيمة سوق الخدمات السحابية في المملكة العربية السعودية نحو2.5  مليار دولار أمريكي في عام 2021 ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو بنسبة 16.70٪ خلال الفترة من 2022-2027 نتيجة توقعات زيادة نمو الطلب على الخدمات التقنية المتقدمة بالمملكة وخاصة ما يتعلق بخدمات تخزين البيانات، وخاصة في ظل اعتماد عدد كبير من الشركات حالياً على تخزين بيانات العملاء والشركات في مراكز البيانات التقليدية. وهو ما يخلق فرصة كبيرة للمملكة عن طريق تقديم المزيد من مراكز البيانات المستندة إلى الحوسبة السحابية بتكاليف أرخص.

(1)
جوجل Google  LLC
(2)
أمازون لخدمات الويب Amazon Web Services, Inc
(3)
علي باب للخدمات السحابية Alibaba Cloud
(4)
أوراكل Oracle Corporation
(5)
مايكروسوفت Microsoft Corporation

شكل (1) أبرز شركات التقنية العالمية في سوق الخدمات السحابية في المملكة العربية السعودية

المصدر: Mordor Intelligence. (2023) (7)

ثانياً: أبرز مكاسب المملكة من تعزيز نمو الحوسبة السحابية

تعمل المملكة من خلال الاستثمار في خدمات الحوسبة السحابية على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وخاصة ما يتعلق بتنويع مصادر الدخل القومي وتعزيز الفرص الاستثمارية التقنية بالمملكة وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال نظرا لما توفره الحوسبة السحابية من قيمة تجارية وتقلل من تكلفة أداء الأعمال. ويدعم ذلك بروز دور قطاع تقنيات المعلومات كمساهم رئيسي في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وخاصة في ظل التوقعات الإيجابية لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي والمقدر بنحو 5.4 % خلال الربع الرابع من عام 2022م مقارنة بالربع الرابع من عام 2021م بحسب تقديرات الهيئة العامة للإحصاء السعودي(8).  ويرجع هذا النمو الإيجابي إلى ارتفاع نمو الأنشطة الاقتصادية غير النفطية بنسبة 6.2%.  وفي ضوء ما سبق، استهدف برامج التحول الوطني 2020 بإشراف من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على زيادة الاعتماد على مصادر الدخل غير النفطية من خلال تطوير المنتجـات التقنية عاليـة القيمـة وذلك بالعمل على جذب عمالقة التقنية العالمية للاستثمار بالمملكة بهدف نقل المعارف والخبرات إلى المملكة. ويمكن عرض أبرز مكاسب المملكة من دعم نمو الحوسبة السحابية في النقاط التالية:

الحوسبة السحابية ودعم قدرات بيئة الأعمال المحلية

تقدم خدمات الحوسبة السحابية للمملكة ميزة كبيرة من خلال دفع المنشآت التجارية والصناعية نحو استخدام تطبيقات ذكية تعزز من سرعة نموها ومستوى تنافسيتها السويقية. وهو ما يفسر تحول العديد من الشركات الكبرى بالمملكة إلى الحوسبة السحابية كمحرك تنافسي لكفاءتها التشغيلية. وتوفر الحوسبة السحابية بديلاً ممتازًا لتقنية المعلومات التقليدية للمنشآت التجارية والصناعية، بما في ذلك المجالات التالية (9):

  • الارتقاء بمستوى الأداء والإنتاجية من خلال خفض نسبة السعر/الأداء المقدم. وخاصة في ظل ما توفره حلول الحوسبة السحابية من تقليل الأعمال الورقية والسماح لمتخذي القرار من الوصول السهل إلى أنشطة الأعمال ومتابعتها بكفاءة.
  • الاستفادة من الحصول على أحدث الابتكارات والتقنيات الناشئة المضمنة في أنظمة تقنيات المعلومات الخاصة بهم، مثل استخدام التقنيات المبتكرة للذكاء الاصطناعي (AI) وروبوتات المحادثة و blockchain وإنترنت الأشياء (IoT).
  • خفض مستويات التكلفة من خلال- استبعاد النفقات الرأسمالية وخفض نفقات الحفاظ على أمن تقنيات المعلومات.
  • تعزيز قدرة الشركات على اتخاذ القرارات التجارية، حيث يمكن للشركات الاستفادة من وفرة البيانات لدعم قدرتها على التنبؤ بمستجدات الأعمال وتحقيق نتائج أفضل لعملائها استجابة لتوقعاتهم في مستوى تقديم الخدمة.
  • السرعة والموثوقية من خلال إتاحة الفرصة للتطوير واختبار أخطاء انظمة تبادل البيانات.

الحوسبة السحابية ودعم بناء ركائز الاقتصاد الرقمي والمعرفي بالمملكة

تعتبر المملكة أحد أبرز الأسواق الاستراتيجية للتوسع في مجال الخدمات الرقمية، حيث تعمل المملكة على تحسين مؤشرات سهولة الأعمال من خلال دعم قدرات المنشآت التجارية والصناعية للاستعانة بالتقنيات الحديثة في نماذج أعمالها التشغيلية بهدف دعم قدراتها في معالجة المعلومات وتحليلها والاستفادة القصوى من تقنيات التخزين والتي تعد متطلبات أساسية لاستراتيجيات التحول الرقمي. وتوفر حلول الحوسبة السحابية ميزة خاصة لشركات التقنية، حيث تعزز من قدرتها على إدارة وتقييم تكاليف وفوائد مشاريعها التقنية(10). وتشمل معظم استراتيجيات دعم بناء ركائز الاقتصاد الرقمي والمعرفي على تعزيز خدمات الحوسبة السحابية كمجالات ذات أولوية تهدف إلى دعم اقتصاد المعلومات. فأحد آليات المملكة لدعم ركائز الاقتصاد الرقمي والمعرفي قائمة على تنفيذ خدمات سحابية لتعزيز بيئة تبادل البيانات وتوفير بيئة حاضنة لاستيعاب الحلول الرقمية المتقدمة وتطوير نماذج الأعمال القائمة على تحليلات البيانات الكبيرة والنسخ الاحتياطي للبيانات وغيرها من الوظائف السحابية.

الحوسبة السحابية وتعزيز دور المملكة كمركز لاستضافة البيانات الضخمة والشركات الضخمة Hyperscale 

تعمل المملكة باستمرار على تطوير البيئة المؤسسية الداعمة لحلول الحوسبة السحابية، ولعل أبرز مشاهد ذلك يتمثل في زيادة أعداد مستخدمي تلك الخدمات من قطاع الأعمال والقطاع الصناعي. وتساعد الحلول السحابية المتقدمة الشركات على مواجهة تحديات العصر الرقمي وهو ما عزز زيادة الطلب عليها ودفع الشركات التقنية الكبرى لإنشاء مراكز إقليمية لها بالمملكة لتسريع نقل البيانات. فيمكن أن تساهم الحوسبة السحابية المتقدمة في جذب الاستثمارات المبتكرة للشركات الضخمة Hyperscale والتي تقدم حلول تقنية لتطوير القدرة التصنيعية المبتكرة، وهو ما يعزز من قدرة المملكة على النفاذ للأسواق الخارجية.

وتظهر المؤشرات زيادة الفرص السوقية للخدمات السحابية في المملكة العربية السعودية وهو ما جعل المملكة منطقة محورية ومركزا لتبادل البيانات. وقد استطاعت السعودية اجتذاب استثمارات كبيرة في مجالات حلول الحوسبة السحابية من خلال الشراكة مع كبرى شركات التقنية العالمية الداعمة لحلول الحوسبة السحابية، مثل أوركل وجوجل وعلي بابا بهدف تعزيز قدرة المملكة على توفير خدمات الحوسبة السحابية للشركات العالمية العاملة على أراضي المملكة. ومن أمثلة ذلك:

  • إطلاق خدمات “الشركة السعودية للحوسبة السحابية” في منتصف عام 2022 والتي تم تأسيسها بالشراكة بين مجموعة على بابا لخدمات الحوسبة السحابية وشركة الاتصالات السعودية STC، وشركة eWTP Arabia للابتكار التقني المحدودة، والشركة السعودية للذكاء الاصطناعي “سكاي”، والشركة السعودية لتقنية المعلومات “سايت”.
  • قيام وزارة الصناعة والثروة المعدنية في فبراير 2023 بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للحوسبة السحابية “علي بابا كلاود” لإيجاد حلول ذات الصلة بخدمات الحوسبة السحابية بما يحسن من جودة الخدمات المقدمة للمستثمرين في قطاعي الصناعة والتعدين.
  • قيام مركز التواصل الحكومي في ديسمبر 2022 بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة هواوي الصينية بشأن الحوسبة السحابية وبناء مجمعات عالية التقنية في المدن السعودية.
  • أعلنت شركة جوجل Google في ديسمبر 2021 عن خططها لنشر وتشغيل منطقة سحابية في المملكة العربية السعودية، بحيث تعتد على موزع استراتيجي محلي، برعاية شركة أرامكو السعودية، على توفير خدمات سحابية للشركات في المملكة (11).

خاتمة

توفر الحوسبة السحابية فرصة اقتصادية كبيرة للمملكة العربية السعودية من خلال جعل المملكة مركزاً لتبادل البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة في ظل المكاسب الاستثمارية التي يمكن أن تحققها منشآت قطاع الأعمال والقطاع الصناعي من استغلال نمو حجم البيانات والحلول السحابية في تعزيز القدرات الانتاجية وتوفير النفقات وتطوير خدمات مبتكرة للمستهلكين تعزز من فرصهم للنفاذ للأسواق الدولية. ويتطلب نمو حلول الحوسبة السحابية بالمملكة توافر بيئة رقمية داعمة من خلال تطوير حلول التخزين الرقمي للبيانات بهدف تقديم خدمات سحابية متكاملة يتحمل في ضوئها مزود خدمات الحوسبة السحابية مسؤولية إدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات للعميل، ودمج التطبيقات، وتطوير قدرات ووظائف جديدة لمواكبة متطلبات السوق والصناعة. كذلك، يتطلب من موفر خدمات الحوسبة السحابية الاستثمار في أحدث تقنيات الأمان باستمرار استجابة للتهديدات المحتملة لأنظمة البيانات مع مراعاة الطبيعة الخاصة للأنواع المختلفة من الحوسبة السحابية: العامة والخاصة والمختلطة (الهجينة) والتي تتطلب مستويات مختلفة من معايير الأمان السيبراني. إضافة لما سبق، فإن تعزيز فرص المملكة لكي تكون مركزاً لتبادل البيانات بالمنطقة يتطلب إطلاق مزيد من مبادرات تدريب الشباب حول التقنية المتقدمة نظراً لما يتطلبه إدارة حلول الحوسبة السحابية من مهارات وأدوات تحليل جديدة لتطبيقات تقنيات المعلومات. كذلك يتطلب الأمر توجيه وتحفيز القطاع الخاص نحو التحول الرقمي. ودعم سياسات وإجراءات تحريــر ســوق الاتصالات وتقنية المعلومات.

  • التعقيبات:
  • التعقيب الأول: د. على الوهيبي (12).

شهدت السنوات القليلة السابقة اقبالاً عالمياً مضطرد على الحوسبة السحابية سواء من قبل قطاع الأعمال المتوسطة والصغيرة، ولعل جائحة كورونا كانت سبب رئيسي لتلك النقلة النوعية في الاقبال على الحوسبة السحابية والاستثمار بها. وقد ساعدت جهود المملكة على تطوير البيئة المؤسسية الداعمة لحلول الحوسبة السحابية. وأكبر مثال على تلك الجهود هي التشريعات والاطر التنظيمية التي سنتها هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية فيما يخص القطاع التقنية بشكل عام والحوسبة السحابية بشكل خاص.

وعلى الرغم من أهمية الحوسبة السحابية وتعدد تقنياتها وادواتها حالياً، وكذلك ما يضيفه استخدام الحوسبة السحابية من إيجابيات عديدة على المنظمات والتي تشمل أمن البيانات والمرونة والكفاءة والأداء العالي، إلاّ أنها لا تخلو من بعض السلبيات المتعلقة بمفاهيم الخصوصية وإدارة البيانات والتي تمثل تحديات في سبيل تبني الحلول السحابية من قبل المنظمات.

ونطرح فيما يلي أبرز التحديات التي تواجه الحوسبة السحابية مع الحلول الممكنة لتك التحديات:

  1. الخصوصية وامن البيانات.

يعتبر امن البيانات هو الهاجس الأكبر لدى المنظمات في البيئات السحابية خصوصاً أن مزودي الخدمات السحابية لا يضمنون الحماية بنسبة 100%.

  • الحل: صيانة معدات الشبكة وتحميل تحديثات اخر اصدارات البرمجيات لتجنب الثغرات المحتملة بالشبكات والأجهزة، استخدام تطبيقات جدار الحماية ومكافح الفيروسات وزيادة حزمة الباندويدث.
  1. تحديات الاداء

يعتمد أداء حلول الحوسبة السحابية على مزودي الخدمة السحابية الذين يقدمون هذه الخدمات للعملاء وفي حالة تعطل مزود الخدمة تتأثر بالمقابل أعمال المنشأة.

  • الحل: التسجيل مع مزودي الخدمة ممن تتوفر لديهم سياسة real-time SaaS
  1. الانترنت

تعتمد الخدمات السحابية على اتصال إنترنت عالي السرعة. ذلك لأن تعطل الإنترنت قد يؤدي إلى خسائر تجارية كبيرة.

  • الحل: التأكد من توفر اتصال بالإنترنت ذو سرعة عالية.
  1. نقص المعرفة والخبرة.

تجد المنظمات صعوبة في العثور على الموظفين المناسبين للخدمات السحابية عند اعتمادها. وفي المقابل قد يجهل موظفوها الحاليين العمل مع البيئة السحابية الجديدة.

  • الحل: تعيين موظفين تقنيين متخصصين بالأتمتة وتقنيات DevOps
  1. إدارة التكاليف.

معظم مزودي الخدمات السحابية يوفرون اشتراكات الخدمة حسب الاستخدام، إلاّ أن بعض التكلفة تتضخم مع نمو المنظمة خصوصاً وتظهر بعض التكاليف المخفية والتي تكون بشكل موارد سحابية لا تستخدمها المنظمة.

  • الحل: مراجعة الأنظمة بانتظام واستخدام نظام لمراقبة الموارد.
  1. الامتثال.

من التحديات التي تواجه الحوسبة السحابية الحفاظ على الامتثال. نعني بالامتثال، مجموعة من القواعد حول البيانات المسموح بنقلها وما يجب الاحتفاظ به داخليًا للحفاظ على الامتثال.

  • الحل: وجود مزودي خدمات محليين قد يضمن الامتثال لأنظمة وتشريعات المملكة المتعلقة بالامتثال.
  1. الهجرة

يستغرق ترحيل البيانات إلى السحابة وقتًا، وليست جميع المؤسسات مستعدة لذلك. ويصاحب الهجرة احياناً زيادة أوقات التعطل أثناء العملية أو مشكلات أمنية أو مشكلات في تحويل انساق البيانات. يمكن أن تصبح مشاريع الترحيل إلى السحابة باهظة الثمن وأصعب مما كان متوقعًا.

  • الحل: تعيين متخصصين في عملية الانتقال على دراية بما يوفره مزودي الخدمة السحابية من خدمات مساعدة للهجرة.

 

 

  • التعقيب الثاني: د. عبدالجبار العبدالجبار

تخلق الخدمات السحابية مجموعة من العوامل التي يمكنها التفاعل معا داخل هذه الخدمات السحابية لتخلق وقائع ومقدرات ومعطيات ذات أبعاد مختلفة لا تقارن مع عدم توفر هذه الخدمات السحابية – سواء في سياق الحجم (Economy of Scale) حيث تعطي الخدمات السحابية مفهوما آخر لأعداد المستفيدين وحجم العمليات وضخامة المخرجات وتعقيدها؛ أو في سياق الوقت (Time to Deploy) حيث تختصر الوقت الضروري للوصول إلى المنتج أو الخدمة كونها تتيح مصادر أكبر تسرع من التطوير وتحقيق الأهداف. أو في سياق تجويد المخرجات وضمان تحقيقها للأهداف حيث تعزز التنافسية بين العاملين في السوق وتنتهج استراتيجية محورها خدمة الزبون.

وقد دعت قيادة المملكة وفقا لتوجهات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في سياق جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال الحوسبة السحابية لتحقيق الأهداف التالية:

  • دعم المحتوى المحلي لتحقيق هدف رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40% إلى 65%
  • زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% إلى 35%
  • دعم الصادرات السعودية لتحقيق هدف رفع مساهمة الصادرات غير النفطية في إجمالي قيمة الناتج المحلي غير النفطي من 16% إلى 50%

كما يجب الإشارة إلى بعد مهم جداً يتعلق بالتأسيس للبنى التحتية للخدمات السحابية على المستوى الوطني، وهو البعد المتعلق بالأمن الوطني، حيث خلقت الأحداث الجيوسياسية الأخيرة معطيات شديدة الأهمية للأمن الوطني للدول؛ ودفعت الدول نحو المزيد من توطين التقنية وانكفأت الكثير منها لتعزيز قدراتها الذاتية في بناء الخدمات السحابية الوطنية فيها. ولا شك أن المملكة في اتجاهها نحو استقطاب الاستثمارات المتنوعة في الخدمات السحابية قد وضعت بين يديها خيارات متعددة لا يمكن لأحدها أن يحتكر سوق الخدمات السحابية فيها؛ والمأمول اليوم؛ هو أن يخلق هذا الواقع التنافسي القوي للاستثمارات الأجنبية الكبيرة في الخدمات السحابية في المملكة أن يخلق الحافز لبناء خدمات وطنية المنشأ عالمية المستهدف بما يمكن المملكة من المساهمة الفاعلة في التقنية بحيث نتجاوز كوننا مستهلكين للتكنولوجيا لنصبح مساهمين في بنائها وتطويرها عالميًا. وذلك تماشياً مع توجهات الرؤية الداعمة للمحتوى المحلي، وخلق الفرص لإنتاج القدرات التقنية التي سيتم نقلها من المملكة إلى العالم.

ولهذا؛ كان تطوير وتأسيس البنى التحتية الضرورية للخدمات السحابية ضرورة وطنية إضافة لما له من تأثير عميق في الاقتصاديات الوطنية للدول وتعزيز كفاءة وفاعلية تنفيذ مبادرات التحول الرقمي كما ورد في الورقة الرئيسة. وأود في هذا التعقيب أن أتناول خصوصا التطبيقات والمنصات السحابية SaaS  وأثارها المهمة على الصعيد الوطني، والتي يمكن أن أوجز أهمها في التالي:

  • أولا: أثر المنصات السحابية في تحفيز تطوير منظومة بيئة الأعمال التي تتكامل بما يحفز تطوير الخدمات الرقمية من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما تخلقه من إمكانات ترابط وتكامل تلقائية ناتجة عن تبني النماذج والأطر الحديثة التي تطورت مع تطبيقات الحوسبة السحابية Frame Works. وهذا يخلق فرص مرنة للتعاون تمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من الربط على المنصات السحابية القائمة وتقديم خدمات مضافة للمستفيدين منها، إضافة إلى تمكين تطوير خدمات جديدة من رواد أعمال تستفيد مما تتيحه هذه المنصات من فرص.
  • ثانياً: هو أثرها في تسريع بناء القدرات الوطنية فيما يتعلق بالبيانات الضخمة وانعكاس ذلك على تعزيز وتحفيز تطوير القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي. إذ تتيح المنصات السحابية SaaS بناء معماريات بيانات Data Architectures شاملة تمكن من حوكمة البيانات وإدارتها بما يمكن من البناء الأمثل للبيانات الضخمة بطريقة تكاملية وكبيرة من مصادر متعددة وبما يوفر متطلبات البيانات الضرورية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتدريبها لتحقيق قدرات أعلى تتناغم مع الطبيعة الفعلية للاستخدامات المحلية.
  • ثالثاً: هو تعزيز تطوير التطبيقات المبنية على سلسلة الكتل (Blockchain) والتي تسمح ببناء علاقات متشعبة تتسم بالمصداقية والشفافية في أن واحد وتسمح بخلق خدمات ومنتجات لا متناهية وتتميز بقدر عالي من المرونة بحيث يمكن أن تكون صعيداً خلاقاً للابتكار. ولا يمكن لهذه التطبيقات إلاّ أن تنشأ في سياق بيئة سحابية عالية الكفاءة.
  • رابعاً: أثرها في تعزيز تطور ونمو استخدام والاستفادة من انترنت الأشياء Internet Of Things وهو صعيد واسع وضخم من الفرص التي تعزز من سهولة وجودة الحياة وتتيح بناء خدمات مضافة لا متناهية فوق البني التحتية القائمة. وقد أصبحت تقنياتها في متناول اليد بينما لا تزال الفرص فيها واعدة. كما أن لها انعكاسات هامة على صعيد الأمن الوطني. ولذلك لجأت الكثير من الدول إلى تقييد تطبيقاتها الموسعة على الصعيد الوطني على التقنيات والمؤسسات الوطنية.
  • خامساً: أثرها في تعزيز كفاءة المنظومات الوطنية الضرورية في قطاعات الصحة أو المال والأعمال أو التعليم. ففي قطاع التعليم على سبيل المثال؛ يتيح بناء منصات التطبيقات السحابية توليد خدمات وخلق فرص للتطوير تستهدف المستفيد النهائي (الطالب) بخدمات تعزيز فرص التعلم كما تتيح تسهيل أعمال التعلم والتعليم من خلال إتاحة الترابط بين الجهات المختلفة ذات العلاقة من وزارة التعليم والجامعات ومؤسسات التعليم المختلفة مرورا بالهيئات الوطنية المعنية بتطوير التعليم كالمركز الوطني للتعليم الإلكتروني وهيئة تقويم التعليم وصولاً إلى وزارة الموارد البشرية وقطاع الأعمال.

وقد اضطلعت العديد من الهيئات الحكومية ذات العلاقة بتعزيز هذا المفهوم ودعم المحتوى المحلي المرتبط بالخدمات السحابية؛ حيث تقوم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية بدور هام في تطبيق سياسة “السحابة أولاً” وتعزيز دعم الشركات المحلية المنتجة للخدمات السحابية. ونشير أيضاُ في هذا السياق إلى الجهود المميزة التي تقوم بها الهيئة السعودية للأمن السيبراني SDAIA في الهاكثون السنوي المعروف الذي تقيمه والذي يعزز من ثقافة المقدرات الوطنية في التقنية ويخلق بيئة مبتكرة وفاعلة في المجتمع عموما وأوساط الشباب على وجه الخصوص.

ومن المفيد الإشارة إلى الحجم والزخم الذي يتمتع به الاقتصاد السعودي القادر على توفير منصة تمكن العديد من الشركات السعودية من الوصول إلى مستفيدين خارج المملكة وتوفير خدماتها على الصعيد الإقليمي والعالمي، وتساهم الخدمات السحابية في تعزيز هذا التوجه حيث تقلل من الحواجز التشغيلية والتسويقية التي كانت تصاحب توفير النظم التي تتطلب التركيب لدى العميل سابقاً.

وأود أن أشير هنا إلى تجربتنا في شركة نسيج للتقنية في مجال دعم التعليم وإدارة المعرفة حيث رغم توسعنا على المستوى الإقليمي وتوفير حلول تحول رقمي لقطاع التعليم والقطاع الثقافي خلال الفترة الماضية، إلاّ أن منصة مداد السحابية ساهمت في تعزيز نمو أعمالنا خارج المملكة لتخدم مجالات التعليم والتدريب والثقافة والمعرفة في مؤسسات قطاعات التعليم والحكومة والشركات على مستوى المنطقة. وكان لبنية الخدمة السحابية في المنصة دور رئيسي في هذا النجاح. فضلا عن تطبيق أفضل الممارسات التي ساهمت في نقل المنصة إلى خارج المملكة.

في هذا السياق يُقترح أن تلعب الهيئات التنظيمية والتشريعية دورًا حاسمًا في سياق تعزيز المحتوى المحلي ومشاركته في الخدمات السحابية من خلال توفير الدعم والأطر اللازمة لتوطين المعرفة والخبرة في هذا السياق.

على سبيل المثال:

  • تعزيز دعم الشركات الوطنية العاملة في مجال تطوير البرمجيات (وخاصة البرمجيات المبنية على السحابة كخدمة SaaS وبرمجيات الذكاء الاصطناعي) من خلال البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلوماتالذي أطلقته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
  • تخصيص برامج موجهة لدعم الشركات التي تقدم خدمات سحابية متقدمة ومساعدتهم على تجويد منتجاتهم لتكون منافسة عالمياً ضمن برامج الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”.
  • إدراج البرمجيات المطورة داخل السعودية في القائمة الإلزامية لهيئة المحتوى المحلي لدعم هذه المنتجات ليتم تبنيها محلياً من قبل العملاء المحتملين وتخفيف حدة منافسة الشركات الأجنبية.
  • تضمين البرمجيات المطورة من قبل هذه الشركات الوطنية في برامج تحفيز الصادرات السعودية.

أخيرًا، يمكن أن يكون لدعم تصدير منتجات SaaS هذه إلى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والعالم الدولي تأثيراً كبيراً على نمو اقتصاد المعرفة في المملكة. ويمكن أن تساعد هذه الحلول في تعزيز استخدام التقنيات المتقدمة لتجويد الخدمات المقدمة في المجالات الحيوية. ويمكن أن تجعل المملكة رائدة في تطوير الحلول المبتكرة في هذه المجالات.

  • المداخلات حول القضية
  • مفهوم وأهمية الحوسبة السحابية.

السحابة هو تعبير كان يستخدم في البداية للإشارة إلى الانترنت، وذلك في مخططات الشبكات، حيث عُرف على أنه رسم أولي لسحابة يتم استخدامها لتمثيل نقل البيانات من مراكز البيانات إلى موقعها النهائي في الجاني الآخر من السحابة(13).

الحوسبة السحابية (بالإنجليزية : (Cloud computing‏ هي مصطلح يشير إلى تواجد الاجهزة والأنظمة الحاسوبية خارج مباني المؤسسة ويتم توفير مجموعة من الخدمات حسب الطلب عبر الإنترنت مثل تخزين البيانات والنسخ الاحتياطي كما تشمل بعض التطبيقات الإدارية وبرامج الحاسب مثل وورد واكسل والبريد الإلكتروني ويتم الدفع حسب الاستخدام. ويتم رفع قدرة الأجهزة والتطبيقات بسهولة بمجرد الطلب بدون الحاجة إلى شراء اجهزة وبرامج حاسب.

وتعد الحوسبة السحابية “تقنية جديدة تمثل توجهاً عالمياً يساعد مختلف الشركات على توفير أعلى مستوى من فعالية تكنولوجيا المعلومات، مما يُمكن هذه الشركات من حفظ المعلومات وإدارتها وتحليلها اعتماداً على نموها المتسارع”(14).

وتستخدم الحوسبة السحابية العديد من التقنيات الموجودة مثل الإنترنت عالي السرعة، والتجميع، وحوسبة خادم العميل، ومراكز البيانات الكبيرة الموزعة جغرافياً (15).

وقد أحدثت الحوسبة السحابية تغيراً رئيساً في اقتصاديات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستدامتها(16)، وازدادت بل تضاعفت أهمية  الحوسبة السحابية في الأشهر الأخيرة لتعاظم حجم وأهمية البيانات big data  ولتطور الذكاء الصناعي وتسابق عمالقة التقنية على توظيف نظم الذكاء الصناعي المفتوحة وبروز chatgpt  مما يتطلب سعات تخزينية عالية جدا و مركز حاسب إلى سحابية متشابكة وآمنة وموثوقة على مستوى العالم لذا تتسابق الأمم والشركات على حد سواء على صناعة الحوسبة السحابية بأشكالها المختلفة مثل  (sas , ias , coloctioon)  وللمنافسة في هذه الصناعة متطلبات عديدة كما أنه يبنى عليها وينتج عنها فرص وإمكانيات ومنافع عديدة للدول التي تهتم بها.

وتبرز أهمية الحوسبة السحابية في كونها تقدم خدمات متخصصة للمنظمات والجهات العامة والخاصة بكفاءة وأمن أعلى وبسعر وجهد ووقت اقل لكي تركز تلك الجهات على مهامها الرئيسية وبهذا لا تحتاج تبني ادارات ومراكز وربما وكالات للحاسب الآلي. وانما تأخذ الخدمة من جهة أكثر تخصصاً.

ومن حيث انواع مركز البيانات التي تقدم خدمات السحابة الإلكترونية فيمكن تصنيفها إلى نوعين:

  • Hyper Scale Data Centers
  • Edge Computing Data Centers
  • واقع الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية.

مع أن توفير واستخدام التقنية لم تكن من ضمن الأهداف الأممية ال (17) للتنمية المستدامة، بالرغم من أدوارها الكبيرة والكثيرة في تحقيق التنمية، بل وفي تحقيق الأهداف المشار إليها، ومع ذلك فإن رؤية المملكة 2030، لم تغفل هذا الجانب، كما أن التقنية باتت عنصر ومقوم مهم من مقومات الأمن الوطني، بالرغم مما قد يترتب عليها من مهددات ومخاطر، وما أحدثته بعض الاستهدافات عبرها من آثار كبرى، وما تتعرض له كثير من مؤسسات الدولة من استهدافات مستمرة.

وتسعى رؤية المملكة 2030 إلى تنويع مصادر الدخل وتحفيز الاستثمار والتسويق للفرص الاستثمارية في المملكة سعياً لاقتصاد مزدهر، ويعمل برنامج التحول الوطني بصفته أحد البرامج التنفيذية للرؤية على تنمية الاقتصاد الرقمي بقيادة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وبالعمل مع منظومة متكاملة تشمل القطاعين العام والخاص(17).

وقد سعت المملكة العربية السعودية إلى تبنى تقنية الحوسبة السحابية وذلك بعد إطلاق استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2019 والتي تسعى لتطوير المجالات التقنية في المملكة (18).

وقد أصدر​ت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الإطار التنظيمي للحوسبة السحابية في المملكة، وذلك بعد دراسة وتقييم التجارب الدولية، حيث تضمن الإطار الالتزامات والحقوق لكل من مقدمي خدمات الحوسبة السحابية والمستخدمين الأفراد والقطاع الحكومي والخاص. وبينت الهيئة أن الإطار التنظيمي للحوسبة السحابية النسخة (3) دخل حيز التنفيذ من تاريخ 18/4/1442هـ الموافق 3/12/2020م(19).

وينطلق التوجه الآن من أنه فيما يتعلق بأي استثمار جديد في الخدمات أو البرمجيات أو البنى التحتية أو أي من مجالات تقنية المعلومات، يجب أن تنظر الجهات الحكومية المدنية في المملكة في الحلول السحابية بدلاً من الحلول الداخلية/ التقليدية (20).

المصدر: https://makkahnewspaper.com/article/1531782

  • معوقات الإفادة من الحوسبة السحابية والتهديدات المرتبطة بها.

ثمة عوامل نجاح كبرى وقضايا حرجة، يمكن تحليلها ورصدها فيما يخص الحوسبة السحابية، وفيما يتعلق بعوامل النجاح التي يمكن رصدها لاستخدام هذه التقنيات، فتتمثل في عناصر القوة الداخلية في هذه التقنيات، وما تتيحه من فرص كبرى وكثيرة جداً، وفي ذات الوقت فهناك قضايا حرجة، تتمثل في نقاط الضعف في تلك الحاويات ذاتها، وما يرتبط بها من تهديدات ومخاطر تتزايد مع الزمن، ولعل آخرها عالميا، القلق الذي كان يعيشه العالم حول التقنيات وما يرتبط بها مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية العام الماضي. ومن ثم يبقي السؤال المهم: كيف يمكن تحقيق عنصر الأمان في هذه التقنيات، وماذا لو حدثت استهدفات محددة لمحتويات تلك السحب، سواء بالتدمير، أو التعطيل، أو الاستراق/ ما هي الاستراتيجيات الممكن عملها!؟

والواقع أنه إذا كانت السحابة خارج الوطن يكون الهاجس الأمني عالي أما إذا كانت داخل الوطن فامن المعلومات أعلى من لو كان داخل الجهة؛ لأن مراكز البيانات المتخصصة تخضع لمعايير صارمة من حيث (الأمن المعلوماتي؛ الأمن المكاني؛ تعدد مصادر الكهرباء 3 على الاقل؛ استمرارية العمل دون انقطاع؛ مستوى تحمل المركز للكوارث الطبيعية والمفتعلة…إلخ) لذا فهو أكثر أمن واضمن استمرارية وأقل خطأ.

وفي المملكة صدرت تعليمات للجهات الحكومية التي ترغب في الحوسبة السحابية أن تقتصر على استخدام مراكز بيانات محلية ويمنع تخزين بياناتها ومعلوماتها في مراكز خارج الوطن. مما يزيد من الاحتياج لها محلياً.

ومع أن من الإلتزامات المفترضة على مقدمي الخدمات السحابية المحافظة على سرية المعلومات وامنها وسلامتها، لكن السؤال: هل فعلا تلتزم الشركات بذلك؟ الواقع أنه لا أحد يعلم.

كما أنه ربما أن يكون هناك (فجوة مهارات) خصوصًا في المؤسسات الحكومية؛ حيث أصبحت الأعمال تتطلب درجة من المعرفة التقنية، وقد وفرت هذه المؤسسات أحدث التقنيات لكنها لم تدرب العاملين فيها على استخدامها بالقدر الكافي ونجد أن عددًا قليلاً من العاملين لديهم القدرة على التعامل مع هذه التقنية؛ لذا فهناك حاجة ملحة لإعادة تدريب الموظفين وصقل مهاراتهم.

ومن الإشكالات الحالية وجود فجوة بين جيلين جيل لم يعرف هذه التقنية ولم يتعامل معها لكن خبرته ومهاراته مكنته من الحصول على منصب وبين جيل أتقن التعامل مع التقنية وأصبحت جزء من يومه لكنه لا يستطيع أن ينقل تطبيقها في عمله بسبب الجيل الأول.

ولتوضيح الصورة بمثال تحرير الخطابات والمكاتبات في السابق كان ورقيًا فقط الآن أصبح الخطاب يعد ورقيا ثم يطبع للتوقيع وبعدها يسحب ضوئيًا للرفع على البرامج السحابية. وبهذه الطريقة لم تتحقق الأهداف التقنية كزيادة السرعة، وتعزيز الأمن، والحد من النفقات الرأسمالية.

كما يوجد ثغرة بين جيلين وكذلك بين مدرستين؛ فبعض المسؤولين لا يقتنع بتخزين بياناته في موقع لا يعرف أين يكون، ويفضل أن تكون اجهزة حفظ المعلومات في مقر جهة العمل. ولا يستطيع حساب تكلفة التشغيل والصيانة وتحديث الأنظمة.

  • آليات الإفادة من الحوسبة السحابية في جذب الاستثمارات العالمية.

يشير واقع الحوسبة السحابية في المملكة إلى أن الخدمة المتوفرة حاليا في طريقها إلى مستقبل مشرق ضمن تنظيمات جديدة حاكمة لها وشراكات قوية ستنقلها مرحلة أبعد في فترة قصيرة لتمثل الخدمة في المملكة أنموذجا عالميا يخدم أقوى التطبيقات والاحتياجات المتوقع ظهورها مستقبلا مع توسع المملكة في مشاريعها الصناعية والتنموية الأخرى بكل مجالاتها، بل يمكن أن تشكل هذه الخدمات المتفوقة بالمملكة منصة Hub إقليمية لبقية شركات المنطقة العربية المجاورة والصديقة بما في ذلك دول الخليج.

ولعل إنشاء “الشركة السعودية للحوسبة السحابية” يمثل واسطة العقد في الجهود السعودية الطموحة والوثابة والتي تسير في طريقها بخطى احترافية متمكنة يتوقع لها إنجازات كبيرة من خلال هذه الشركة وشركات أخرى ستدعم في هذا المجال كما هو في مثال شركة أرامكو.

ومن الحلول المقترحة للإفادة من الحوسبة السحابية في المملكة العمل على زيادة جرعة التدريب على التخزين السحابي ومعالجة البيانات سحابيًا.

لكن ثمة تساؤلات مهمة بحاجة للإجابة عنها في هذا الإطار أولها: ما هو العائد على الاستثمار ROI المتوقع من الدخول في مثل هذه الخدمة طالما أنها ستكون محدودة بمجالات البزنس والادارة وتستهدف خدمة الشركات والهيئات العاملة (والتي ستعمل) بالمملكة والمنطقة المحيطة؟ كما أنه وإذا كانت الالعاب والافلام والصوتيات هي ما يحتل كما كبيرا من الخزن المعلوماتي، فكيف ستأتينا في المملكة شركات منتجة خارجية تشتري منا الخدمة بينما تتوفر نفس الخدمة في دول أخرى وبقوانين مفتوحة المصراع بالكامل؟

ويشير المتخصصين إلى أنه حينما نعبر إلى الانترنت فإننا نتجاوز عدة شبكات ولنختصرها بأن تكون الأولى هي شبكة الانترنت في السعودية والأخرى في الدولة التي تستضيف السحابة الحاسوبية. وتنتقل رسالتنا عبر شركات الانترنت من مقدم الخدمة لدى المستفيد إلى انظمة شركة السحابة. ويتم عبر هذه الرحلة دفع مقابل لكل مرحلة وتتولى شركة مقدمة خدمة الانترنت (الاتصالات مثلاً) الدفع لكل مراحل الرحلة. ولو كانت السحابة الحاسوبية في السعودية فإننا كدولة لن ندفع لشركات تقنية أجنبية. وكذلك ستتحصل شركات السحاب الحاسوبي السعودية على أموال من المستفيدين من خدماتها من خارج المملكة.

وعلى نحو محدد يمكن الإشارة في هذا السياق إلى النقاط التالية:

  1. الحوسبة السحابية من حيث المبدأ هي تعهيد Outsourcing البنية التحتية التقنية إلى طرف خارجي، بافتراض أن هذا يوفر كلفة ويزيح أعباء تشغيلية ويرفع كفاءة المنظومة ويعزز امكاناتها من حيث التوسع والحماية الأمنية. وهو بديل لان تقوم الجهة بالاستثمار في بناء مركز معلومات وفي الفريق التقني الذي يقوم على إدارته سواء من حيث التشغيل أو الدعم أو التحديث والتوسيع أو الحماية الأمنية.
  2. يفترض أن الحوسبة السحابية، إن نفذت بالشكل الصحيح، فإنها تحقق كفاءة اقتصادية وتشغيلية أفضل، وتوفر امكانات توسع ومرونة أعلى، إضافة إلى تحقيق حماية أمنية واستمرارية تشغيلية أكبر. كما أنها تزيح أعباء إدارية وتشغيلية عن الجهة مما يمكنها من التركيز على إدارة التغيير لتحقيق تحول رقمي حقيقي في أعمالها.
  3. من هذا المنطلق تبنت وزارة الاتصالات والمنظومة التابعة لها مبدأ السحابة أولاً ، لما تحققه من كفاءة تشغيلية ومالية وما توفره من مرونة في نموذج العمل والتغيير، إضافة إلى ملائمتها للتغيرات الكبيرة والمتسارعة في التقنية والمفاهيم الادارية التي نشأت عن تبنيها. فضلا عن تمكين تحقيق انضباط وحوكمة أعلى تستطيع الجهات التنظيمية والتشريعية متابعتها والتأكد من تنفيذها من قبل مزودي الخدمات السحابية في المملكة مقارنة بالوضع لدى مئات آلاف الجهات الحكومية التي يصعب ضبط ممارساتها.
  4. الحوسبة السحابية مثل أي عمل آخر، إن لم تنفذ بشكل صحيح فقد تؤدي إلى نتائج سلبية.
  5. أهم السلبيات التي يمكن أن تصاحب الحوسبة السحابية على الصعيد الوطني هو الجانب الأمني، والتشريعات التي وضعت من قبل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تعاملت مع هذا الجانب بشكل كبير. السلبية الأخرى هي الجانب الاقتصادي، حيث تتميز هذه الخدمات بكونها عابرة للحدود، وهذا يتطلب منظومة مساندة لصناعة تقنية المعلومات والاتصالات المحلية سواء من حيث التشريعات المحفزة أو التسهيلات والدعم، وهو ما نتأمل أن ينتج عن الجهود التي تقوم بها الدولة.

ومما لا شك فيه فإن الحوسبة السحابية في منظومة الاقتصاد الجديد أصبحت مهمة ولا غناء للشركات والحكومات عنها. وترتبط الخدمة بالاقتصاد المحلي وقدرته التنافسية، ولذا:

  • يجب ضمان جودة الخدمة والامان فيها على المعلومات لما له من ارتباط بالمخاطر الذي تواجه قطاع الأعمال وتأثير ذلك في التكلفة.
  • ضمان المنافسة العادلة وتشجيعها كونه سيساهم في تخفيض التكلفة على المستهلكين ومستخدمي الخدمة سواء شركات أو أفراد مما يساهم في تنافسية المملكة في الاقتصاد الجديد (الرقمي)
  • الاخذ في الاعتبار عند فرض رسوم الحكومية على مقدمي الخدمات أن لا تزيد تكاليفهم بشكل ينعكس سلبا على أسعار خدماتهم.

وبالتأكيد فإن الجانب القانوني مهم في المرحلة الحالية ووجود تشريعات تضبط مسألة امن المعلومات كأحد مكونات الأمن القومي وبذات الوقت لا تنفر مزودي الخدمة السحابية العالميين من الاستثمار بالبلد موضوع يستحق الاهتمام. فمزودي الخدمة المعروفين عالمياً صنعوا اسم لمنتجاتهم خلال السنوات الماضية وكذلك مبادرين في تزويد مشتركيهم بأحدث الادوات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء وغيرها، ومنافستهم من قبل المزودين المحليين لن يكون سهل. مشكلة العقود في الشركات السحابية العالمية غالبا تستوجب إذعان المشتركين للشروط والاحكام وهنا تكمن المشكلة. وهنا يأتي دور القانونيين بقطاع الأعمال في المملكة لتحديد الجدوى والمخاطر المترتبة على اختيار مزود خدمة سحابية محلي أو خارجي.

  • متطلبات تعزيز قدرات المملكة في مجال الحوسبة السحابية.

سوق الحوسبة السحابية فرضت نفسها بقوة على الاقتصاد العالمي، ومعه الاقتصاد السعودي على الصعيدين الكمي من حيث حصتها في قيمة تلك الأسواق، والكيفي على مستوى فرضها سماتها ومقاييسها. وعليه، فالاقتصاد الذي يبحث عن موقع متميز في الاقتصاد الافتراضي مطالب بأن يوهل نفسه لمتطلبات الحوسبة السحابية ومقومات استيعابها، بامتلاك الآتي:

  1. آليات التأهل كي يكون جزءًا فاعلًا من أسواق الحوسبة السحابية.
  2. القدرة على المزج بين الاقتصاد التقليدي والافتراضي من جانب، والتحول التدريجي الكلي نحو الحوسبة السحابية من جانب آخر.

وطالما أن الجانب الاقتصادي للحوسبة السحابية صار ضرورة، فإنّ مسائل تأمينها تفرض تحديات جديدة. وهذا مرتبط بنسبة كبيرة منه بآلية تنفيذها وحوكمتها، واحتياج بعض المسائل في أمن الحوسبة السحابية لحلول مستحدثة مطوّرة ومستعجلة، مع عدم إغفال ضرورة قابلية التدقيق المتبادل بين الأطراف؛ لأنّ النظام يضمّ أصحاب مصالح متضاربة، مستخدمين ومزوّدين يحتاجون إلى ضمانات أن الطرف الآخر جدير بالثقة ومحترم للقانون.

ولأن سوق الحوسبة السحابية أخذ في التنامي محليًا بشكل كبير وأصبحت برمجياتها مستخدمة على نطاق واسع جدًا على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي بلا شك قد أسهم الكثير منها في إحداث الفارق والتغلب على العديد من التحديات التي تدعم مسرعات ومحددات سوق العمل؛ مما جعله مجالاً مغريًا للعديد من الشركات التقنية العاملة في المملكة. وأن الخاسر الوحيد من يرفض الانخراط فيها كصناعة أو كسوق.

إلا أن الواقع الميداني ينتابه أحيانًا بعض السلوكيات التي يقدم عليها البعض غير المدركين للمسارات التي تُعزز من قيمة الاقتصاد المعرفي والتي تأتي ضمن مستهدفات التنمية الاقتصادية.

لذا فمن المهم أن تقوم الشركات المقدمة للخدمات السحابية باستهداف هذا القطاع بحملات تسويقية وورش عمل وتوفير تدريب مناسب للمستخدمين، وتوفير دراسات في مجال تطوير المؤسسات وأتمتة إجراءات العمل، والعمل على تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. الأمر الذي يخلق نوع من أنواع الترابط بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبين مُقدمي الحلول السحابية ويكون داعمًا لهذه المؤسسات في إدارة عملياتها بكل يُسر وسهولة.

كما يتعين على المزودين السحابيين وأصحاب المصالح أن يتكاتفوا لتمويل الأبحاث الداخلية للكشف عن الاختراقات، وأن يتشاركوا في تمويل البحوث المختلفة لفائدتها في النهوض بهذا المجال.

وعلى صعيد آخر، طالما أنه لاتزال هناك مخاوف حول هذه الخدمات والعديد من الأسئلة المتعلقة بأمن وخصوصية المعلومات، ومتطلبات إدارة البيانات المخزنة في سحابات على الإنترنت؛ منها: مخاطر استغلال الخدمات السحابية للوصول إلى بيانات مالية أو مصرفية، وأن هناك إمكانية أيضًا لاستغلال أنظمة الحوسبة السحابية لبناء (شبكات روبوت سحابية)، وهي شبكات تربط بين مجموعة ضخمة من الأجهزة المخترقة والتي يمكن استغلالها لتنفيذ هجمات واسعة على خوادم مستهدفة.

أسئلة كثيرة تدور في أذهان المستخدمين لهذه السحابات لابد لها من إجابات مطمئنة خاصة في ظل وجود إيجابيات مطمئنة وسلبيات مشككة لهذه الخدمة، ومن أهمها:

  • ما الحلول التي تجعل المستخدمون يقتنعون بأن نفعها أكبر من ضررها؟!
  • كذلك من يؤكد أن الشركات المقدمة للخدمات السحابية هي موضع ثقة بالدرجة التي تخرجها من دائرة السؤال “وممن نحميه؟”!!!
  • وهل يتم تطبيق المعايير والضوابط الأمنية على العاملين في تلك المراكز السحابية التي تطبقها المؤسسات المستهلكة – خاصة الحكومية منها- على العاملين في مراكز البيانات الخاصة بها؟

وعلى نحو محدد فتتعلق المتطلبات المرتبطة بتعزيز قدرات المملكة في مجال الحوسبة السحابية بجوانب ثلاث أساسية:

  • أولاً: التشريعات المنظمة لعمليات أنظمة الحوسبة السحابية. ونحن للأسف نخضع لشروط الشركة المالكة للنظام، وأحيانا إلى قانون دولة الشركة.
  • ثانياً: الموارد البشرية الوطنية القادرة على تشغيل وادارة هذه الأنظمة قليلة جدا. والاندر منها القادرة على انشاء هذه النظم.
  • ثالثاً: النموذج التجاري لعمل الحوسبة السحابية يبدو مكلفا للوهلة الأولى لعدم وجود بيانات واضحة عن كلفة النظم التقليدية. فمثلا في الوزارات لا تقوم مراكز تقنية المعلومات باحتساب تكاليف الكهرباء والانترنت ورواتب الموظفين الحكوميين باعتبارها تسدد من ميزانيات مختلفة عن ميزانية المركز.

ومن وجهة نظر متخصصة يتعلق تطوير ممكنات ومقومات الحوسبة السحابية في المملكة بالجوانب التالية:

  1. بنية اتصالات قوية “بحمدالله تمت”.
  2. مراكز بيانات قوية وكافية لتغطية الاحتياج “جاري العمل عليها”.
  3. مراكز بيانات كثيرة متوسطة وقريبة من المستفيد Edge Data Centers  تحتاج لنمو”.
  4. تنظيفات وتشريعات “هيئة الاتصالات اصدرتها منذ سنوات وتطورها أيضا”.
  5. ممكنات ومحفزات للتطوير.
  • التوصيات
  • على كليات وأقسام تقنية المعلومات تخصيص مواد ومشاريع تطبيقية في مجال الحوسبة السحابية وأخرى في مجال مركز البيانات من حيث متطلبات التأسيس والتشغيل والتطوير.
  • النظر إلى صناعة الحوسبة السحابية ومراكز البيانات الوطنية كاستثمار وطني إستراتيجي مكمل للبنية التحتية الرقمية وتفرضه الظروف الحالية لتسريع التحول مما يتطلب توفير الدعم المادي والتنظيمي لتحفيز الاستثمار فيه لإيجاد مزودي خدمات محليين فيه.
  • اعتبار صناعة الحوسبة السحابية ومراكز البيانات الوطنية صناعة تنموية عابرة للحدود تساهم في تنمية الموارد غير النفطية؛ والاستثمار فيها لاستهداف الاحتياج الوطني والعالمي.
  • تكثيف التوعية بمزايا وأهمية الحوسبة السحابية من الناحية التشغيلية للمنظمات.
  • التأكد من أن التشريعات والتنظيمات التي تحكم مزودي الخدمات السحابية تراعي الجوانب الوطنية الاستراتيجية لتقليل أي مخاطر قد تنتج عن تغير استراتيجيات الشركات العالمية تجاه أعمالها واستثماراتها في المملكة لأي سبب من الأسباب.
  • تعزيز وتكثيف الدعم الفني والمحفزات المالية والتشريعية لمزودي الخدمات السحابية المحليين لرفع المحتوى المحلي وتعزيز الابتكار والتطوير في هذه الصناعة وتمكين تصدير الخدمات السحابية للمنطقة والعالم.
  • المصادر والمراجع
  • (n.a). Saudi Cloud computing regulatory framework (V3). Communicaitons, Space & Technology Commission. Retrieved from https://www.cst.gov.sa/ar/RulesandSystems/ Regulatory Documents/Documents/CCRF_Ar.pdf

* Software as a service (SaaS), Platform as a service (PaaS), and Infrastructure as a service (IaaS).

  • اللجنة الوطنية لمجتمع المعلومات) غ.م) فبراير 2023، Retrieved from:

https://ncis.citc.gov.sa/ar/About/Pages/default.aspx

  • (n.a). Saudi Cloud computing regulatory framework (V3). Communicaitons, Space & Technology Commission. Retrieved from https://www.cst.gov.sa/ar/RulesandSystems/ Regulatory Documents/Documents/CCRF_Ar.pdf
  • Oracle ,2021(. July.)The Tourism Development Fund Adopts the Strategy of “Cloud Computing First” in Cooperation with Oracle. Retrieved from https://www.oracle.com/ae-ar/news/announcement/cloud-first-strategy-tourism-development-fund-deploys-2021-07-08 /
  • اللجنة الوطنية لمجتمع المعلومات. (2016). التقرير السنوي للجنة الوطنية لمجتمع المعلومات. Retrieved from https://ncis.citc.gov.sa/ar/MediaCenter/Commission/Documents/NCIS2016.pdf
  • Mordor Intelligence. (2023). Saudi Arabia Cloud Services Market. Retrieved Feb. 2023, from: https:// www.mordorintelligence. com/ industry-reports/saudi-arabia-cloud-services-market#:~:text=The%20Saudi%20Arabian%20Cloud%20Services,the%20forecast%20period%202022%2D2027.
  • Ibid
  • الهيئة العامة للإحصاء السعودي. (2022). الناتج المحلي الإجمالي. فبراير 2023, Retrieved from

https://www.stats.gov.sa/sites/default/files/GDP%20FQ42022A_1.pdf

  • (n.a). What is cloud computing? Retrieved Feb. 2023, from https://www.oracle.com/sa/cloud/what-is-cloud-computing/
  • Ibid
  • Mordor Intelligence. (2023). Saudi Arabia Cloud Services Market. Retrieved Feb. 2023, from https://www.mordorintelligence.com/industry-reports/saudi-arabia-cloud-services-market#:~:text=The%20Saudi%20Arabian%20Cloud%20Services,the%20forecast%20period%202022%2D2027.
  • يُنظر في ذلك المصادر التالية:
  • https://www.knowledgehut.com/blog/cloud-omputing/cloud-computing-challenges
  • Srivastava, Priyanshu, and Rizwan Khan. “A review paper on cloud computing.” International Journal of Advanced Research in Computer Science and Software Engineering 8.6 (2018): 17-20.
  • Birje, Mahantesh N., et al. “Cloud computing review: concepts, technology, challenges and security.” International Journal of Cloud Computing 6.1 (2017): 32-57.
  • Rashid, Aaqib, and Amit Chaturvedi. “Cloud computing characteristics and services: a brief review.” International Journal of Computer Sciences and Engineering 7.2 (2019): 421-426.
  • يوسف، رحاب فايز أحمد. (2022). الحوسبة السحابية وإدارة الهوية الرقمية. مجلة المركز العربي للبحوث والدراسات في علوم المكتبات والمعلومات، مج 9، ع 17، 1-2.
  • رزق، سامح عبدالغني محمد عبدالغني. (2022). انعكاسات نظرية الهيكلة القوية على الأثر المتبادل بين تطور دور المحاسبين الإداريين وتطبيق تقنية الحوسبة السحابية: دراسة حالة. مجلة الإسكندرية للبحوث المحاسبية، مج 6،ع 3، 105-159.
  • الصاوي، السيد صلاح وآخرون (2022). تطبيقات الحوسبة السحابية في إدارة الوثائق في المؤسسات العمانية: فوائدها وتحدياتها. المؤتمر الثالث والثلاثون للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات: تكامل مؤسسات المعلومات والمعرفة الوطنية في الدولة: المكتبات والأرشيفات والمتاحف، أبو ظبي: الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والأرشيف والمكتبة الوطنية، 439-468.
  • إبراهيم، إسلام جمال صابر، و ميلاد، سلوى علي. (2022). واقع الحوسبة السحابية في مصر ومستقبلها. مجلة كلية الآداب، ع 63، 13 – 46.
  • الاستثمار في الحوسبة السحابية ضمن مبادرات التحول الوطني، 20/2/2021م، متاح على الرابط الالكتروني:

https://makkahnewspaper.com/article/1531782

  • بيبي، وليد، تمرابط، زينب، و تقرارت، يزيد. (2022). الحوسبة السحابية ودورها في خدمة المال والأعمال: تجربة المملكة العربية السعودية. مجلة اقتصاديات المال والأعمال، مج 6, ع 3، 369 – 388.
  • بوابة خدمات الحوسبة السحابية، هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، المملكة العربية السعودية، متاح على الرابط الإلكتروني:

https://www.cst.gov.sa/ar/RulesandSystems/RegulatoryDocuments/Pages/CCRF.aspx

  • وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، سياسة الحوسبة السحابية أولاً للمملكة العربية السعودية، أكتوبر 2020م.

 

  • المشاركون.
  • الورقة الرئيسة: د. عبدالعزيز الحرقان
  • التعقيب الأول: د. على الوهيبي
  • التعقيب الثاني: د. عبدالجبار العبدالجبار
  • إدارة الحوار: د. عبدالرحمن العريني
  • المشاركون بالحوار والمناقشة:
  • د. خالد المنصور
  • د. محمد الملحم
  • د. محمد الثقفي
  • د. حميد الشايجي
  • د. مساعد المحيا
  • د. رجا المرزوقي
  • د. زياد الحقيل
  • أ. فائزة العجروش
  • أ. مها عقيل

 

* دكتوراه في علوم وهندسة البيانات الحاسوبية.

** رئيس شركة نسيج الرياض.

* Software as a service (SaaS), Platform as a service (PaaS), and Infrastructure as a service (IaaS).

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa