(جدلية الإعلام والدعاية في مواقع التواصل ” تويتر” المنافع والاضرار )
الأحد 8 / 3 / 1439
الموافق 26 / 11 / 2017
الورقة الرئيسة:
أ.لمياء العنزي
شهدنا مؤخرا تطور كبير في وسائل التواصل الاجتماعي والتي يطلق عليها البعض ” الثورة التكنوإعلامية ” فالإعلام يأتي من كونه أهم الأدوات التي تستخدمها الدول في سبيل الترويج لسياسة معينة أو خط سير محدد لإقناع الرأي العام به وتمرير مشاريع سياسية،
بداية أريد أن أوضح أن الدعاية لها أنواع منها تجارية , ومنها سياسية, وغيرها ولكن بحكم تخصصي سوف أتحدث عن الدعاية السياسية في مواقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” والتي تعني القوة الخفية القادرة على تشكيل وتوجيه الرأي العام وسرعة التأثير على الجماهير .
والإعلام بات وسيلة من وسائل السياسة الخارجية للدول من أجل تحسين صورتها, وهكذا أصبح الإعلام في كثير من الأحيان مزيجا من الدعاية والإعلام, لذا يمكن أن نطلق عليه الإعلام الدعائي, حيث باتت كل دولة تحدد لإعلامها أهدافا سياسية واقتصادية ودعائية يعمل على الترويج لها عند جمهورها المستهدف بشكل تجعله يتقبل سياساتها بشكل أفضل, أو يتقبل ما لم يكن يتقبله من قبل لقد اصبح الاعلام لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها ، ما يتطلب فهمها واستيعابها من خلال امتلاك مقوماتها وعناصرها ومواكبة التطورات التي تشهدها وسائله المختلفة ، حيث تعددت ادوات الاعلام وتنوعت ، واصبحت اكثر قدرة على الاستجابة والتكيف مع الظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الاعلامي الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل ما تشهده ادواته ووسائله المختلفة من تطورات وابتكارات نوعية , فلم تعد وسائل التواصل الاجتماعي ترفاً، بل أصبحت ضرورة فرضتها المتغيرات المتسارعة في عالم الاتصال الجماهيري، الذي تسارعت وتيرة تطوره، إذ أصبحت «الميديا الاجتماعية» أداة فاعلة في تعبئة الرأي العام وصناعته في المجتمع ولا يمكن التقليل من أهميتها، وفي المقابل من غير المنطقي المغالاة جداً في دورها وإهمال العوامل الأخرى.
فقد أتاحت هذه الوسائل دخول فاعلين جدد في المشهد الإعلامي والسياسي اليوم، بعد أن كان محصوراً في النخب، فقد أصبح هؤلاء قادرين على التأثير في الرأي العام ومخاطبة الجماهير بلغة قريبة إليهم.، وإذا نظرنا الى ـتويتر الذي اصبح عاملاً مهماً في تهيئة متطلبات التغيير عن طريق تكوين الوعي, في نظرة الإنسان إلى مجتمعه ومحيطه والعالم من خلال المضمون الذي يتوجّه به عبر رسائل إخبارية أو ثقافية أو ترفيهية أو غيرها، لا يؤدي بالضرورة إلى إدراك الحقيقة فقط، بل انه يسهم في تكوين الحقيقة، وحل اشكالياتها والصياغة التصورية لجدلية الإعلام والدعاية هي تتبلور حول بعض المجتمعات بوضع منصات دعائية مدفوعة الثمن لأفراد من النخبة الفكرية بإرسال رسائل إعلامية مقنعة للجماهير ونلاحظ مؤخرا وجود حسابات شخصية لأفراد لهم متابعين وجمهور يوجهون رسائل معينة ضد السعودية تحديدا املا في التشويش على سياساتها وقراراتها، مثل عبدالله العذبة وعبدالباري عطوان، او في صناعة رأي عام مضاد كمجتهد، وغيرهم الكثير لذلك نجد الرأي العام هو الظاهرة الفكرية الناجمة عن الحشد الذهني للمتابعين التي يترتب عليها أقوى العلاقات الاجتماعية والنفسية للفرد ثم للجماعة وهي حركة اجتماعية تتأثر بما يأتي من الفرد في إطار الجماعة وبذا توجه الأفراد جماعياً ..
استطاعت ظاهرة الدعاية المضادة في السنوات الأخيرة أن تنتشر بوتيرة سريعة من خلال تغريدات اثار محتواها المواطن و سعى لبث الكراهية والفتن في المجتمع السعودي تحديدا اذ بات هناك من يروجون الشائعات التي باتت صناعة يديرها محترفون في مختلف العلوم والمعارف ثم إعادة بثها من خلال تغريدات تستهدف أمن السعودية بمعناه الواسع رغم تحذير المختصين للمجتمع من حرب الجيل الرابع وهي الحرب الفكرية والنفسية التي تواجه السعودية عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث اصبح الفرد جنديا في معسكر العدو دون وعي منه وعلى سبيل المثال ظهرت هاشتاقات مثل ” حراك 15 سبتمبر , الراتب مايكفي الحاجة , ماتسوقين ,سعوديات يطالبن بإسقاط الولاية , اوباما يختار امراة لقيادة سيارته بالسعودية …. وغيرها الكثير من الهاشتاقات السلبية والتي تهتم لتضليل الرأي العام وبث الشائعات وتزييف الحقائق والانتقاص من قدر المجتمع السعودي.! لذا لا يمكن أن يتجاهل المتابع دور بعض الحسابات بتويتر في صناعة الرأي العام وتوجيهه، حتى أصبح تأثير بعض الأسماء الشبحية في إدارة قضايا ومسائل وطنية يفوق أحيانا قدرات صحف ومنابر اعلامية رسمية قوة التأثير الخاصة لمواقع التواصل الاجتماعي السعودية يعزوها الكثيرون إلى ضعف المنابر الأخرى.
أخيراً . نستطيع القول إن «الميديا الاجتماعية» غدت بمثابة مطبخ جديد لصناعة وتوليد رأي عام جديد في القضايا والمواضيع، وهي أداة فاعلة لا يمكن إغفالها، ولاسيما أنها تشهد مزيداً من الإقبال، والداخلين الجدد إليها من الجمهور بمختلف فئاته وأعماره ومستوياته.
تعقيب:
أ.ياسر المعارك
احدثت منصة تويتر واخواتها في التواصل الإجتماعي ثورة رقمية و تحولا كبيرا في التأثير على الأفراد والجماهير
فلا أسهل من أن تمسك هاتفك الجوال وتطلق لحروفك العنان و تتحدث في كل شيء و تعلق ع على كل الأحداث
فأصبح جميع المغردين إعلاميين حتى ان الكثير من المغردين لديهم تأثير و محتوى اكثر تأثيرا في الجماهير مقارنة برؤساء التحرير ووزير الإعلام نفسه
هذه الحالة خلقت حشداً معلوماتياً
وفوضى لا يمكن السيطرة عليها
وهنا تكمن الخطورة فالواقع كشف لنا مئات المعرفات بتويتر تدار من قبل أجهزة إستخباراتيه معادية إعتمدت على حالة فوضى المعلومات في التضليل والتأثير على المجتمع السعودي لحشد تعبئة ضد توجهات الدولة.
اعتقد أن
حجن تويتر احد النعم التي أثرت في المجتمع و ساهمت في تغيير الكثير من المفاهيم والتوجهات والأراء المغلوطة خصوصا في الجانب الديني و الوعي السياسي
كما كانت ايضا من النقم التي ساعدت الارهابيين في نشر الافكار المتطرفة و تجنيد الخلايا و تنفيذ العمليات الإرهابية
أخيرا هذا الموضوع حساس وله اثر خطير على المجتمع
ولذلك يجب ان يأخذ حيزا من البحث بشكل اوسع
وأن يتم تبنيه من جهات لها ثقل حكومي وميزانية مستقلة لتعزيز الوعي حيال كيفية أن تستثمر الجوانب الايجابية في بناء الاوطان
كما يجب الاستمرار بسن القوانين التي تضبط هذا الحشد المعلوماتي دون المساس بحرية التعبير المنضبطة
تعقيب:
أ.سمير خميس
لعلي أشير في بداية تعقيبي إلى أنه مع مرور الوقت لتغلغل مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الناس وعاداتهم ظهرت عدة قيود سياسية وأمنية واجتماعية وغيرها الأمر الذي جعل الكثير مما يطرح لا يكاد ينفذ إلى عمق المشكلات والاكتفاء بملامسة السطح ، الأمر الذي ينتج عنه إما تسرع في تحليلنا لكثير من الظواهر أو كسل معرفي أو فكري تتسم دراستنا لتلك الظواهر ولا أدل على ذلك على اللهجة المتخوفة التي يتسم بها أي خطاب يناقش محتوى مواقع التواصل الاجتماعي ولعلي هنا أذكر بأن الأوطان القوية لا تهزها مجرد تغريدات أو منشورات والمجتمعات الأقوى لا تعبث بها الترندات والهاشتاقات..
إشكالية أخرى يزرعها هذا التخوف أن كثيراً من القضايا التي تروجها مواقع التواصل الاجتماعي هي قضايا عادلة في أصلها وذات مطلب شعبي ولعلها تكون الأقدر على إيصال صورة عادلة لصانع القرار الأمر الذي يجعل منها الوسيلة الإعلامية الأجرأ والأقدر على إعانة صاحب القرار في تحقيق بعض الشراكة مع مجتمعه..
“مواقع التواصل الاجتماعي.. والدعاية”
مثلها مثل أي وسيلة إعلامية تقليدية يشغل الجانب الدعائي مساحة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي وكي نصل إلى صورة متكاملة أجزاؤها حيال الخطاب الدعائي فيها لا بد لنا من تعريف المفهوم الدعائي ومكوناته في الميديا الحديثة عنه في مؤسسات الإعلام التقليدية الأخرى وطبيعة العلاقة ما بين هذا المفهوم وبين الأنظمة الحاكمة الحالية باستحضار نموذجين متضادين تضاداً كاملاً لكنهما يكادان يتفقان في استفادتهما من التقنية الحديثة وأساليبها الدعائية:
“ترامب.. وداعش”
وعبر هذا الموقع الذائع الصيت كسر ترامب في العديد من المرات طبيعة العلاقة بين مؤسسات الحكم الأمريكية فنراه يغرد بما يخالف الموقف الرسمي لوزارات سيادية مثل الخارجية أو البنتاغون ونحو ذلك، وعبر تويتر نفسه عبّر ترامب ليس عن تطلعات الناخب الأمريكي البسيط وحسب بل عن الكثير من الحكومات في شرق العالم وغربه موظفاً البنية الدعائية الضخمة التي يحملها هذا الموقع لخدمة أهدافه ورؤاه حيال أي قضية صغرت أم كبرت..
وعبر هذا الموقع ذاته، يمكننا ملاحظة الخطاب المعارض لترامب بل وبصخب في بعض الأحيان وهذا لعمري ما برعت فيه “الميديا الحديثة” في ترسيخ وتكريس رؤيتها وفي الوقت نفسه ما خففت به غلواءها كما سنرى عند “آثمة الذكر” حركة “داعش” التي ساعدت التقنية الحديثة في ترويج خطابها فكان حضورها فاعلاً في البداية وصادماً في الوقت ذاته على مختلف المواقع “تويتر، يوتيوب، فيس بوك…” واستطاعت الانتشار – بتواطؤ من بعض الدول أو من غيره – من خلال آلاف الحسابات الوهمية لكن سرعان ما تشكّل مزاج شعبي مضاد لها جراء التوحش التي اتسم بها خطابها الدعائي الذي حاولت هذه الحركة أن تروج لنفسها به..
ثمة اتفاقات عدة بين خطابي ترامب وداعش تتركز في المباشرة والآنية إذ نراهما يهرعان إلى مناقشة مناسبات قائمة وبلغة فجة في بعض الأحيان للدرجة التي صنفت به صحيفة ألمانية خطاب ترامب بأنه يصلح للأطفال في سن العشر سنوات، فيما اشتهرت “داعش” بالإحالة إلى القرآن وإلى السنة النبوية والإرث الإسلامي في أي نازلة تراها معتمدة في ذلك على فهم خاص بهم ولوي ظاهر لأعناق النصوص التي تظن أنها تخدم فكرتها، وآخر اتفاقاتهما في أنه من خلال المنصة التي برعا في استخدامها تكوّن مزاج عام يعارض كل ما يطرحانه أو يروجان له..
لذا أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي تحمل الداء والدواء في بنيتها الأساسية، ومع قليل من المتابعة والتوجيه غير المباشر وإتاحة الحرية للتعبير عن الرأي يمكن خلق رأي قوي وثابت وأصيل تجاه أي فكرة أو حركة قد تعبث بأمن الوطن ومقدراته..