أشار د. فهد العرابي الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام إلى وجود قصور شديد من جانب وسائل الإعلام العربية في الاهتمام بمعاناة اللاجئين .. مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الغربية رغم أنها ليست مطالبة بالحديث عن المحن التي يعاني منها اللاجئون في العالم العربي، إلا أن اهتمامها بقضاياهم أكبر من اهتمام وسائل الإعلام في عالمنا العربي. جاء ذلك في سياق الدورة السابعة عشر من منتدى الدوحة، الذي عقد على مدى يومين، برعاية من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تحت عنوان “التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين”.
وقال د. الحارثي خلال مشاركته، إن مصطلحات الاستدامة والتنمية أصبحت غريبة على المجتمعات العربية، وأصبح القتل والتشريد هو الأقرب إلى الفكر في المجتمعات العربية بسبب الحروب الأهلية والنزاعات والحروب بالوكالة التي تحدث في العديد من الدول العربية، لدرجة أن البعض يشعر بأن العرب قوم يجيدون فن القتل ولا يجيدون فن الحياة لذلك فهم يقتلون أنفسهم.
وأوضح أن العرب قتلوا وشردوا من أهلهم وذويهم أضعاف ما فعلت إسرائيل بالعرب أنفسهم .. وأن هناك 8 ملايين سوري مشردين بينهم 4 ملايين طفل بخلاف النازحين الذين تجاوز عددهم 10 ملايين نازح. وأكدّ أن هذه الأرقام التي ليس لها مثيل في أي مكان بالعالم لا يعلم بها الإعلاميون العرب، وأن على وسائل الإعلام تجاه هذه القضية أن تلتفت إلى الأوضاع في مخيمات اللاجئين أينما كانوا مثلما تلتفت إلى ميادين القتل والخوف.
تضمن منتدى الدوحة عددًا من الجلسات، تناولت موضوع “تطورات العلاقة الخليجية الايرانية”، و”قضية اللجوء وسياسات الدول”، واختتمت فعالياته بمناقشة أربعة محاور رئيسية، تحولات المشهد السياسي العالمي، وتحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار في مرحلة التغيرات العالمية “قضايا النفط والطاقة”، والدور السياسي والاقتصادي في قضايا اللاجئين، والبعد القانوني والحقوقي والإنساني في التعامل مع قضايا اللاجئين.
