Search
Close this search box.

شبكات التواصل الاجتماعي وتعزيز قيم المواطنة.. الأساليب والوسائل

” شبكات التواصل الاجتماعي وتعزيز قيم المواطنة.. الأساليب والوسائل “

الأحد 2 / 2 / 1439
الموافق 25 / 10 / 2017

الورقة الرئيسة
د.مساعد المحيا

الغاية من مثل هذا الموضوع هو إثارة النقاش حول قضية مهمة تتعلق بتعزيز قيم المواطنة عبر شبكات التواصل الاجتماعي , محاولا عدم تكرار ما تناولته قضية فرص تعزيز الوحدة الوطنية التي طرحت هنا قبل اسابيع ..
مدخل ..
تطور وسائل الاعلام جعل العالم قرية الكترونية واحدة فازداد تطوره فاصبحت القرية غرفة فجاءت الشبكات الاجتماعية فحولت الغرفة إلى شاشة صغيرة .. بفضل أجهزة الهواتف الذكية وتطبيقات الشبكات الاجتماعية ..
حجم استخدام الشبكات الاجتماعية:
ثمة نمو في استخدام هذه الشبكات محليا وعربيا وعالميا لا حظ مثلا  الجداول المرفقة جدول 1 وجدول 2 وجدول 3 ..
هنا بعض احصائيات 2017م
–    عدد مستخدمي الفيس بوك في العالم العربي 130 مليون مستخدم، وفي العالم  ٢ مليار مستخدم
–    في العالم عدد مستخدمي انستغرام يتجاوز 300 مليون مستخدم.
–    عدد مستخدمي تويتر حتى  ٣٢٨ مليون مستخدم وعربيا 30 مليون حساب
–    عدد مستخدمي   wechat  في  1/17 تجاوز 930 مليون مستخدم ،
–    مستخدمو واتس آب، مليار شخص .
–    هذه الأرقام مؤشر على نمو الشبكات الاجتماعية وانحسار الاعلام التقليدي
ماهية الشبكات الاجتماعية:
هي مجموعة منصات أو تطبيقات تتيح لكل فرد أن يستخدمها عبر مجموعة من الوسائل وتحقق لكل فرد ما يريد الوصول أليه وفقا لامكانات كل منها …
لعل من ابرز سمات الشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها ومنصاتها أنها:
– منحت الجمهور قدرة متساوية ومتكافئة في البث والنشر وأتاحت لكل مستخدم أن يكون صحفيا ومراسلا اذاعيا وتلفزيونيا ..وكاتبا ومنصة إعلان وراو ومقدم معلومات خدمية واتاحت للجمهور الحصول على معلومات وأخبار وصور تتجاوز في حجمها ونوعها ما تنقله الوسائل التقليدية نقلها ولذا فهي مصدر مهم للانباء ، كما أضحت وسيلة مهمة لدى المسؤولين وصناع القرار في العالم ، كما أضحت منصات قادرة على تحقيق جماهيرية واسعة واستحوذت على كثير من الدخل الإعلاني وأصبح مشاهيرها أكثر ثراء.. وتحولت معها صناعة الإعلان من وسائل الاعلام الورقية والتقليدية إلى الشبكات الاجتماعية .. كما أصبحت سلطة مجتمعية رابعة ،وصنعت مجتمعا نخبويا جديدا .. وتغيرت معها أدوات التغيير
كما يشير تنامي استخدام شبكات التواصل الاجتمعي لمستوى عال من القبول والثقة برغم كل ما يعتورها من ضعف المصداقية .  لاسيما حين تطغى فيها الحسابات المجهولة والوهمية وحين تركز على سلبيات محددة وتغفل المشهد بصورة عامة ..
يضاف لذلك تغير طبيعة الشكل والسلوك الاتصالي عبر الشبكات الاجتماعية  لذا فإنها يمكن ان تكون وسائل أكثر إظهارا وابرازا لقيم المواطنة ..وبخاصة حين يتم صناعة محتوى يتسق واحتياجاتهم واهتماماتهم لاسيما وان مستخدميها يفضلون الارتباط بمجتمعاتهم الافتراضية حتى في حال سفرهم ونزهاتهم وعملهم مما يبرز اهميتها ومكانتها وانتشارها ..إذ الأمي اليوم هو من لا يحسن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها المتنوعة …
السؤال ماذا يشمل مفهوم المواطنة .. !؟
بداية المواطن هو الثروة الحقيقية للوطن وهو ميدان الاستثمار الحقيقي لمستقبل أفضل ، لذا كان الاهتمام بتعليمه وتدريبه مهم في صناعة شخصيته وجعله رجلا صالحا لبناء الوطن ليكون في مقدمة الدول ..
مشكلة الحديث عن المواطنه انه حديث عن السلوك والتأثير في السلوك هو من اصعب وأعقد الجوانب واكثرها حاجة لوسائل واساليب غير مباشرة تستثمر مالدى الجمهور من قدرات وسمات
لذا كان الاهتمام بالمواطنه الصالحه مطلب للمحافظة على قيم ومبادئ المجتمع السعودي وعلى الأنظمة والقوانين ومقدرات الوطن ومكتسباته  .. مما يعزز  قيم الولاء والانتماء للوطن وحبه وإرساء مبادئ المواطنة وهو أمر يتطلب العناية بالنوع والكفاءة والجودة في المخرجات وفي المنجزات وكذلك العناية بكل البرامج الاجتماعية والثقافية والفنية التي تستثمر القدرات والكفاءات والمواهب باشكالها المختلفة وكذلك تشجيع العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي والاهتمام ببرامج المسؤولية الاجتماعية مما يعزز قيم المواطنة والسلوكيات السليمة
يثار احيانا سؤال مالمقصود بالمواطنة … والاجابة على هذا السؤال تتنوع .. ارى ان المواطنه  : هي ممارسة ومشاركه الجميع في الحقوق والواجبات وفق قيم مشتركة تتسق وطبيعة المجتمع ومبادئه لخدمة الخير العام للوطن وقاطنيه ، فهي إذا جملة من الأقوال والأعمال والممارسات التي ينبغي ان يقوم بها الفرد والمنسجمة مع قوانين الوطن وأنظمته  .
وهي شعور يثمر انتماء وحبا وعطاء للوطن وهي  تعميق لمفهوم الانتماء للوطن  الحاضن للتنوع منذ الصغر بحيث يسهم ذلك في تجاوز آثار بروز الهويات الفرعية التي لا تنسجم ومفهوم المواطنة الحديث
المواطنة تظل مشروعاً يتم فيه توظيف كثير من الوسائل والبرامج لتعزيز حب الوطن والاهتمام بمقدراته وبذل الجهود من أجله للوصول لمجتمع ريادي ناجح ولمستقبل مشرق للوطن
وفقا لذلك فإن من المهم استثمار الشبكات الاجتماعية لتعزيز المواطنة ..
إذ إن مستخدمي الشبكات الاجتماعية يزدادون احتفاء بها كل يوم بوصفها بيئة تتيح لهم الحصول على ما يريدون ايصاله أو تلقيه .. فهي تتيح تقديم ملايين الرسائل الوطنية التربوية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والدعوية والعلمية وقمن بان يفاد من كثير من ذلك في تعزيز قيم المواطنة ‘وفي دعم مواقف المملكة والذب عنها ومواجهة الحملات الموجهة ضدها وفق تنسيق مهني منظم يصنعه محترفون في السوشل ميديا وبخاصة من جيل الشباب، ويمكن الافادة من المؤسسات الاعلامية الرسمية وغير الرسمية أو الأفراد الذين يحظون بحجم متابعة واسعة ..
على سبيل المثال:
بعض المجموعات الاعلامية ذات الملكية السعودية لها عدة وسائل ولكل وسيلة حساب .. اجمالي متابعيها عددهم كبير ..
مثلا ال براهيم في mbc   يقول لدينا في الشبكات الاجتماعية 27 مليون مشترك ..ومع وجود التكرار إلا انها مؤشر مهم يمكن استثماره وتوظيفه
لاسيما وأن الوسائل التقليدية لم تعد تستهوي الجيل الجديد.. فالشبكات الاجتماعية أضحت أهم ادوات الاتصال والتواصل ..
وهنا أشير إلى أن التحول الذي يعيشه العالم بشأن الشبكات الاجتماعية يعود أولا إلى التحول في سلوك المستخدم لهذه الشبكات بوصفها تحقق له اشباعاته حيث أتاحت الفرصة للحوار في ضوء مجموعات منسجمة فكريا وثقافيا وربما جغرافيا .. هذا الأمر ينبغي استثماره في بناء قيم مواطنة ايجابية يرى الآخرون أثرها ويهتدون بها فهي مظهر من مظاهر المجتمع المتنوع ثقافيا وفكريا وجغرافيا ولذا فمن المهم أن يؤمن الجميع بان وحدة المجتمع خياره الأهم دون مساس بالمكونات الأصغر التي تمثل التنوع الطبعي
وبالتالي يكون من الجميل حفز المهتمين والمتخصصين من مستخدمي الشبكات الاجتماعية أن يقوم استخدامهم على رؤية معتدلة ومتفائلة تصنع خطابا يقوم على التفاؤل بمستقبل الوطن والاهتمام بكثير من مكتسباته .. ويتجنب الخطاب الذي يحول الاداء الإعلامي لنمط من سلوك مؤسسات العلاقات العامة .. فالثناء المبالغ فيه في أي تغطية اعلامية  لم يعد له قبول في بيئة وواقع مشهد الشبكات الاجتماعية .. وكذلك يتجنب الخطاب المتشائم الذي يضخم السلبيات . إذ عدم الاعتدال في ذلك يقود لنتائج عكسية في الموقف والاتجاه …
-تذكير مستخدمي هذه الشبكات بأهمية الايمان بأن الوحدة الوطنية لدينا هي أنموذج وحدوي حضاري يجب أن نعمل على المحافظة عليه ونعض على ذلك بنواجذنا
-غرس حب الوطن ومقدراته والانتماء اليه وحب الدفاع عنه والولاء له لدى الصغار عبر المؤسسات التعليمية وتنشئتهم على ذلك بل والاهتمام بصناعة جيل من المعلمين يحمل هذه القيم ويهتم بغرسها لدى الطلاب
-“المواطنة” حين يستشعرها المواطنون ويعيشونها في حياتهم وممارساتهم اليومية سيكون بلا شك أثرها إيجابيا على “الوحدة الوطنية” قناعة وممارسة
-مجتمعنا بحاجة لتنظيمات تجرم كل قول وفعل يهدد كل ما يتعلق بالوحدة الوطنية وبمكتسبات الوطن ومقدراته فالممارسات السلبية لعدد من الناس يمكن أن تهدم ما بناه المخلصون وما تحرص عليه الدولة.
لذا حري بنا أن نستثمر هذه الشبكات في تعزيز قيم المواطنة وفق اساليب ووسائل تقوم على صناعة مهنية عالية ..
والحديث هنا لا يمكن أن يغفل بعض مظاهرخطورة الشبكات الاجتماعية الأمنية والمجتمعية التي تهدد قيم المواطنة  عبر مجموعة من الأساليب والوسائل ..
فوفقا للبيانات الرسمية واعترافات المقبوض عليهم من الارهابيين اتضح أن الشبكات الاجتماعية هي بيئة التجنيد والتعاطف مع الكيانات الارهابية ، كما انها اليوم اصبحت المصدر الأكثر نشرا للعديد من المواد المخلة والمناظر غير المقبولة وللفكر السيئ .. هذا الأمر حين يكثر يعزز مفهوم تطبيع مشاهدة تلك المناظر واستمرائها مما يدعو للقلق ..
من المهم ادراك أن  الشبكات الاجتماعية تشتمل على جيوش من الحسابات الالكترونية المعادية والتي تحرض على التطرف وتشجع المتطرفين وتعمل على نشر الفتنة وتقويض قيم الوطنية والولاء وتنشر الرذيلة وتسوق لتعاطي المخدرات … فقد أصبحت وسيلة الاتصال والتواصل الأقوى والأكثر انتشارا وتأثيرا .. وقد امتطاها الارهاب ليستخدمها وسيلة للتجنيد والتعاطف .. وقد كنت اعددت ورقة بحثية حول :كيف تقدم وسائل الإعلام “داعش” قراءة في توظيف الحسابات الداعشية للصورة عبر الشبكات الاجتماعية .. اظهرت الدراسة نتائج مثيرة للاهتمام حول توظيفهم للصورة لنشر فكرهم وكسب التعاطف معه ..
لذا فإن مزيدا من الحضور الايجابي مهم حتى لا يقع البعض في وحل بعض الحسابات التي تمجد افعال الارهابيين والخارجين عن القانون والنظام و تصفهم بالأبطال .. !!
ومع أن الشبكات الاجتماعية تضخم الانا وتغرس حب الذات للحصول على مزيد من الاعجاب والرتويت.. إلا أن القيم الوطنية تحتاج من يكون الوطن فوق الأنا والذات
الإيمان بالقيم الوطنية يتطلب جهدا يمكن للشبكات أن تنجح في جوانب منه إذ التغيير والحراك المجتمعي في خدمة الوطن تصنعه اليوم الشبكات الاجتماعية لأنه عمل مشترك بين فئات مجتمعية كثيرة.. علما أن من لا يحسن توظيف الشبكات الاجتماعية فقد تكون ضوءا يحرقه وينهي برنامجه وفكرته ..
الشبكات الاجتماعية قلصت دور الجغرافيا واستطاعت ان تجعل الانتاج الفردي والمؤسسي يمتد خارج الحدود الجغرافية وما يقدمه أشخاص معروفون أو مجهولون عبر الشبكات الاجتماعية أصبح هو الموجه الأكثر وصولا وتأثيرا لدى فئات عديدة من الشباب في مجتمعنا المحلي ، لذا فان من اهم ما ينبغي العناية به هو العمل على غرس قيم المواطنة وتعزيز مفاهيمها وهو امر يمكن ان يشارك فيه كثيرون إذ يقضي المرء ساعات طويلة يوميا وهو يستمتع بالشبكات الاجتماعية في حين تقصر به همته أن يقدم ولو كلمات ودقائق معدودة في أمر  ينعكس ايجابا ويعزز قيم المواطنة   .. نحتاج فعلا  أن نستثمر هذه الشبكات  في تعزيز قيم المواطنة وفي حب الوطن وفي الاهتمام بنشر ثقافة الوعي باستخدام الشبكات الاجتماعية وفي تربية الابناء على تنمية القدرة الانتقائية اثناء التعامل مع هذه الشبكات   وتقييم مصداقية ما ينشرفيها .. وأن نثابر من أجل تعليم الصغار وتوعية الكبار بحب الوطن وبالقيم الإيجابية تجاهه.

تعقيب
أ.لمياء العنزي

على رغم ما تنفرد به المواطنة وما يتداخل معها من مفاهيم الانتماء إلا أنها وعلى مدى السنوات القليلة الماضية مع ظهور قوة وسائل الإعلام في العصر الحديث وعن الدور الذي تلعبه هذه الوسائل في تنمية المجتمعات شهدت تحديات جديدة تتمثل في عملية الانفتاح الثقافي الذي تعددت آلياته ووسائله لتخاطب المجتمعات من خلال شاشات صغيرة نحملها بجيوبنا , فالمواطنة هي شرط وجود الفرد في الدولة أو المجتمع السياسي وهي التي تمنحه الإحساس بالهوية وتتيح له ممارسة حقوقه السياسية والاجتماعية وتؤهله لأداء أدواره وتحمل مسئولياته والوفاء بالتزاماته في الحياة العامة في مجتمعه فضلا عن تفاعله مع القضايا العالمية باعتباره مواطنا عالميا يعيش في عالم مترابط متعدد الثقافات ، اضافة الى  أن قيم المواطنة تشير إلى مجموعة من المبادئ والمواقف والمفاهيم السياسية التي لها أبعادها الفردية والاجتماعية فضلا عن جوانبها المعرفية والوجدانية والأخلاقية ومن ثم تعدد المجالات التي تغطيها قيمة المواطنة والتي تتضمن مجموعة من القيم المرتبطة بالحياة في أي مجتمع سياسي .
تتنوع أهداف وأدوار شبكات التواصل الإجتماعي لدى أفراد المجتمع فهي ليست منحصرة في نطاق معين ولكن لها دور كبير في (عملية التأثير) حسب الإحصائيات التي ذكرها الدكتور مساعد ومع هذا العدد الهائل لعدد المستخدمين باليوم الواحد لابد أن تعمل برامج الحكومة – الإعلامية والتعليمية والدعوية وغيرها- على الاستفادة منها وتوظيفها بهدف تعزيز الوحدة الوطنية حيث أن التوظيف الجيد لشبكات التواصل الإجتماعي من السبل التي تجعل مستخدم الوسائل الإعلامية الجديدة خصوصا الشباب أكثر حرصا على خدمة وطنه في بث رسائل توعوية هدفها  الأساسي ( الإنتماء الوطني )
وكما أشار سعادة الدكتور على التحول الإجتماعي الذي نعايشه هذه الفترة والعمل على مبدأ إحترام السيادة الوطنية والقانون الدولي ومكافحة الجرائم الإلكترونية يجب إستثمار شبكات التواصل الإجتماعي في توجيه كافة أفراد المجتمع بإلمام الفرد بحدود مسؤولياته نحو وطنه مستخدمين إسلوبا متماشيا مع إهتماماته والبداية هنا دائما تبدأ من الأسرة , والإعلام دور بالغ الأهمية فى بناء الإنسان عبر تعزيز انتمائه الوطنى وتثقيفه وتعريفه بحقوقه وواجباته فى الميادين كافة، وكذلك فى بناء المجتمع من خلال الارتقاء بالرؤى والتصورات التى تساعد الناس على أن يصبحوا قيمة مضافة فى عملية التنمية وانصهار الجماعة الوطنية. ويمثل الإعلام المنبر الجماهيرى الأضخم للتعبير عن آراء المواطن وهمومه وعرض قضاياه وشكاواه.

وأختم بماذكره الدكتور مساعد ” الإيمان بالقيم الوطنية يتطلب جهدا يمكن للشبكات أن تنجح في جوانب منه إذ التغيير والحراك المجتمعي تصنعه اليوم الشبكات الاجتماعية لأنه عمل مشترك بين فئات مجتمعية كثيرة.. علما أن من لا يحسن توظيف الشبكات الاجتماعية فقد تكون ضوءا يحرقه وينهي برنامجه وفكرته ” خصوصا مع الظروف السياسية الأخيرة التي تمر بها دول المنطقة والمشاكل والأزمات وتسلل بعض الأشخاص بإستغلال هذه الشبكات لنشر الفتنة والكراهية والطائفية نحن هنا بحاجة ماسة الى إعلام لا تمارس به انتهاك مبدأ المواطنة لأن ” الإعلام الهادف ” يبني دولة !
مثلاَ لدينا حسابات يديرها نكرات تنتهك مبدأ المواطنة وتقسم المجتمع لاحزاب وفئات تنعكس سلبا على وحدتنا الوطنية وامننا القومي مثل حساب مجموعة نايف بن خالد وفؤاد الغربي وغيرها صحيح بزعم قولها أن هدفها تعزيز قيم المواطنة ولكنها تعمل العكس تماما من خلال عمليات التنبيش بتغريدات قديمة “جداً” تتوافق مع الظروف السياسية الماضية والتي كانت مقبولة في وقتها  بل والتعمد بتفريغها من سياقها التاريخي والاجتماعي والوظيفي  الذي تمت به لمواطنين اشتهرو بحب وطنهم والدفاع عنه في كل محفل وهذا يعزز الفتنة والشك بين المواطنين أنفسهم . هذا غير الحسابات الوهمية التي تنشر الطائفية والكراهية ..
أهم التوصيات :
– إعداد برامج متكاملة لتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي في نشر التوعية بقيم المواطنة والإنتماء.
– زيادة عدد الأنشطة التي تنفذ داخل الصف وخارجه بحيث تحقق في مجملها تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية لدى طلاب المدارس ولا تقتصر فقط باليوم الوطني !
– اضافة مادة للمدارس او الجامعات تتناول أخلاقيات النشر الالكتروني تهدف الى الرقي بالمجتمع السعودي .

 تعقيب:
أ.خالد الوابل

شكرا للدكتور مساعد على هذه الورقة؛
السعوديون لهم حضور طاغٍ في شبكات التواصل الاجتماعي، لهذا سأتطرق للموضوع من زاوية اخرى، وهي لماذا لانستثمر هذه الميزة ونجعلها واقعاً على الارض لتنشيط دور المجتمع المدني في التنمية والتوعية،
ولعلي اطرح هنا مقالاً سبق وكتبته عن حضور السعوديين في شبكات التواصل الاجتماعي؛
عنوان المقال :
متى يهبط السعوديون على الارض
حسب مجلة الإيكونومست, السعودي يشاهد اليوتيوب بمعدل سبع مقاطع فيديو في اليوم.
وحسب دراسة لأرامكو, هناك 12 مليون سعودي له حساب في الفيس بوك.
السعودية في المرتبة الثامنة عالميا في استخدام السناب شات.
السعودية في المرتبة الرابعة عشر عالميا في استخدام الواتس اب.
هناك 10.7 مليون مستخدم لبرنامج السناب شات في السعودية.
وحسب جوجل, السعودية اكبر مستخدم لموقع اليوتيوب في العالم على مستوى الفرد.
السعوديون الأكثر استخداما لتويتر في العالم.
سعوديون وصلوا للعالمية في أداء “الستاند اب كوميدي”، وهو أسلوب كوميدي, يؤدي الممثل عرضه أمام جمهور حي. وهناك العشرات من الفنانين السعوديين والذين يؤدون نشاطهم من خلال محطات اليوتيوب وبمشاهدات مليونية.
لك أن تتخيل كل هذا النشاط المحموم في العالم الافتراضي لو تم إنزاله إلى أرض الواقع؟
كيف سيصبح طبيعة مجتمعنا؟ ومانوع الحراك الذي سيحدثه في الداخل؟
مالذي يمنع مثل هذه النشاطات من تبنيها وعرضها للجمهور في الداخل؟
هناك مبادرات جميلة في تويتر قامت بدور جبار في التوعية ومحاربة الفساد والتجاوزات، على سبيل المثال لا الحصر مبادرة “هلكوني” للدكتور موافق الرويلي في محاربة الشهادات الوهمية، مالذي يمنع من عملها على الواقع وبشكل مؤسسة أو جمعية تؤدي دورها كاملا وبشكل نظامي؟
وهناك مبادرة “رابطة آفاق خضراء” وهي مهتمة بالبيئة والتشجير ونشر الوعي البيئي ومكافحة التصحر والتلوث بكافة صوره.
وهناك مبادرة “أصدقاء المرور” لنشر الثقافة المرورية بين مستخدمي تويتر ولها دور فاعل في ذلك.
وهناك الرائعة أماني الشعلان وماتقوم به من جهد جبار في برنامج التكافل الاجتماعي بطرق مبتكرة.
مجتمعنا المدني نشط جدا في مواقع التواصل الاجتماعي وبمبادرات هادفة وجميلة فمالذي يمنع من إنزاله إلى أرض الواقع بشكل منظم وقانوني تحت مظلة مؤسسات المجتمع المدني؟
أين الأندية الرياضية وجمعية الثقافة والفنون والإعلام الحكومي عن دعوة الممثلين في اليوتيوب لأداء أعمالهم أمام الجمهور وبشكل دوري ومنظم؟
وفي الجانب الاقتصادي هناك الكثير من المنتجات والذي يقدمها السعوديون ويتم عرضها في شبكات التواصل الاجتماعي، لماذا لايكون هناك مهرجان اسبوعي في المراكز التجارية أو الأسواق لعرض هذه المنتجات؟
من يعلق الجرس؟
وماذا عن عودة الطيور المهاجرة؟
ماذ لو عادت المحطات التلفزيونية والصحف ومؤسسات الفكر ومركز الملك عبدالله العالمي لحوار الأديان والتي هي جميعها برأس مال سعودي للعمل داخل المملكة؟
اليوم المواطن  جاهز لتقبل كل هذا على أرض الواقع لما سيخلقه من حراك اجتماعي إيجابي ونشاط اقتصادي وثقافي وفني يسهم في تغيير الصورة النمطية للمواطن والوطن.
اعتذر لأني لا املك سوى التساؤل وليس لدي جواب عن الأسباب، ولكني أعي تماما التأثير الإيجابي لتبني هذه المبادرات وجعلها واقعا حقيقيا نعيشه ونشاهده.

تغريدة : حقيقة: السعوديون يعيشون العالم الافتراضي أكثر مما يعيشون العالم الحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa