أوصى تقرير أعدَّته مؤخرا لجنة الشؤون الصحية والرياضة في ملتقى أسبار برفع الأولوية الممنوحة للوقاية من الأمراض المزمنة ومكافحتها ضمن أهداف التنمية المستدامة الوطنية، وضمان دمجها في الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة.
وتناول التقرير الذي جاء تحت عنوان “الأمراض المزمنة: واقعها وأثرها على الحياة في المملكة”، تعريف الأمراض المزمنة وتصنيفها وعوامل الخطورة التي تؤدي لانتشارها ومدى تأثيرها على جودة الحياة للأفراد والأسر في المملكة العربية السعودية.
وأورد التقرير أرقام الإصابات في الأمراض المزمنة في المملكة حيث بلغت عددها في أمراض القلب والأوعية الدموية: كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين في العام2019، 185.500 حالة في العام، وبلغ العدد الإجمالي لحالات السرطانات المختلفة في المملكة في عام 2016م، 1685 حالة. فيما بلغت نسبة انتشار الانسداد الرئوي المزمن حالياً في المملكة حوالي 2.4 في المائة، وتحتل المملكة المرتبة الثانية في الشرق الأوسط، والسابعة على مستوى العالم من حيث معدل الإصابة بالسكري بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ويقدر البنك الدولي أن 73.2% من جميع الوفيات في المملكة العربية السعودية في عام 2016 كانت ناجمة عن الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز الهضمي، والأمراض الجلدية، وأمراض العضلات والعظام، والتشوهات الخلقية.
وذكر التقرير أن عوامل الخطر السلوكية (التدخين، وإتباع نظام غذائي غير صحي، وقلة النشاط البدني) وعوامل الخطر البيولوجية (السمنة، وارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والدهون الضارة في الدم) ساهمت بشكل كبير في تطور الأمراض المزمنة غير المعدية الرئيسية الأربعة في المملكة العربية السعودية. في وقت تشير الأبحاث إلى أنه إذا تم القضاء على عوامل الخطر الرئيسية، فبإمكاننا أن نتجنب 80% من حالات أمراض القلب والسكتات الدماغية بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني و40% من حالات مرض السرطان.
وأكد تقرير ملتقى أسبار على ضرورة عمل دراسات مسحية بشكل مستمر لتحديد سبل تعزيز تبني نمط حياة حركي في المجتمع، كما يجب التوعية بأهمية إتباع نظام غذائي صحي، وكذلك إثراء المحتوى الإعلامي بالوصفات الصحية. كما أن هناك دور مركزي لوزارة التعليم في رفع الثقافة الغذائية لدى أجيال المستقبل وذلك من خلال إدراج حصص للتثقيف الصحي وتوظيف مثقف/ة صحية بجميع مدارس المملكة يكون من أهم مسؤولياتهم التوعية بأهمية الغذاء الصحي المتوازن. كما يجب عمل دراسات مسحية لبحث أسباب وأثر الحياة الليلية على إنتاجية الفرد والمجتمع بشكل عام.
جدير بالذكر أن التقرير شارك فيه عدد من الخبراء والمختصين ضمن فعاليات الملتقى الدورية وقد أعد ورقته الرئيسة د. سكينة الشيخ، وعقب عليها كلاً من د. أماني البريكان، د. تغريد الغيث، د. فهد اليحيا، وأدار الحوار د. ماجد الغريبي.
للاطلاع على التقرير وتحميله:
تقرير رقم (95) لشهر ديسمبر 2022 “الأمراض المزمنة: واقعها وأثرها على الحياة في المملكة”