(8/9/2019م)
الورقة الرئيسة: د. فهد اليحيا
التعقيبات:
التعقيب الأول: د. مسفر الموسى
التعقيب الثاني: أ. فائزة العجروش
إدارة الحوار: د. فوزية البكر
أشار د. فهد اليحيا في الورقة الرئيسة إلى أن صناعة السينما يمكن لها أن تكون لبنةً أساسيةً في صرح التنمية؛ فنيجيريا مثلا تنتج بين 1500-2000 فيلم قصير وطويل سنوياً، وتصبح “هوليوود أفريقيا”. والأموال التي تدور في هذا الحقل تزيد على المليار دولار سنوياً، ثم تحتل المركز الثاني في الإنتاج عالمياً، مقصيةً بلدا منافسا قويا تاريخيا مثل الهند، التي هي “بوليوود” (هوليوود آسيا)! كما أن السينما – كصناعة تقنية- تفتح مجالاً كبيرا للعمل، إذ أن إنتاج فيلم روائي مدته 90 دقيقة يحتاج إلى أكثر من 100 شخص لكل مراحل الإنتاج. وفي الأفلام الملحمية يتضاعف هذا الرقم. وإذا أضفنا إلى هذا وجود أستوديوهات كبيرة أو مدن سينمائية، ومستودعات ديكور وملابس وإكسسوارات وغيرها، ستزيد فرص العمل إلى الضعف! بالإضافة إلى أنها ستفتح مجالات عمل في التوزيع والتسويق. وإنتاج أفلام سينمائية يؤدي – كما نحن على مشارفه الآن- إلى إنشاء معاهد عليا وكليات في صناعة الفيلم تحوي أقساماً عدة كالسيناريو والإخراج والتصوير والتمثيل والنقد! عدا الوظائف التي ستوفرها هذه المنشآت والمخرجات منها هناك المناهج والكتب والوسائل التوضيحية والتجارب الفيلمية .. إلخ! بجانب أن وجود دور عرض سيزيد من فرص العمل في هذه الدور وصيانتها والإشراف عليها.
وأوضح د. مسفر الموسى في التعقيب الأول أن تجربة السينما السعودية بدأت تنمو مع بداية الألفية الثالثة من خلال الهواة الذين لا ينتمون في الأصل إلى أي قطاع يتصل بالإنتاج المرئي، جلهم من فئة الشباب المفتونين بشغف الصورة المتحركة ودخول تجربة الإنتاج السينمائي وإثبات الوجود، معظم هؤلاء لم يتخرجوا من أكاديميات متخصصة بالإنتاج، ولم يمارسوا المهنة داخل أسوار التلفزيون. ساهم في تواجدهم وبروزهم انخفاض تكاليف الإنتاج بعد توفر الإنتاج الرقمي وظهور كاميرات احترافية رخيصة الثمن مقارنة بالسابق، كما أدت المهرجانات المجاورة للأفلام في الخليج إلى جذب الكثير من هؤلاء الشباب للدخول في هذه الصناعة. ومن أبرز ما يميز هذه المرحلة هو وضوح الصوت الحكومي في دعم وتبني قطاع السينما السعودية، واستمرار حماس صانعي الأفلام التي برزت في المرحلة السابقة وتطورت. وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه صناعة السينما في المملكة في عدم وجود أستديوهات متخصصة في الإنتاج السينمائي حتى الآن، كما أنه لا توجد مؤسسات متخصصة في الإنتاج السينمائي، وجل الشركات الحالية تعمل في الإنتاج المرئي العام سواء التلفزيوني أو لأفلام العلاقات العامة ووسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها أكدت أ. فائزة العجروش في التعقيب الثاني أنه لابد من الاعتراف بأن الكثيرين لازالوا يعتقدون أن السينما والأفلام هي مضيعة للوقت والمال، ولكن في الحقيقة هي كأي نشاط في الحياة له من الإيجابيات الشيء الكثير كما له من السلبيات، وهي بلا شك أداة لا يستهان بها؛ فالسينما وسيلة فعالة للتغيّر الحضاري، ولتغيير أفكار الإنسان ومعتقداته نحو الأفضل، وهي أيضاً وسيلة دقيقة للتعبير عن حياة الإنسان وأفكاره.
وتضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:
s أهمية صناعة السينما ودورها في التنمية.
s السينما كقوة ناعمة.
s دور المرأة السعودية في السينما المحلية.
s الرواية السعودية والنهوض بصناعة السينما.
s العنف في السينما.
ومن أبرز التوصيات التي انتهي إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول قضية: صناعة السينما.. الفن والتنمية، ما يلي:
1- تحتاج صناعة السينما السعودية من أجل أن تحقق أهدافها في التنمية الاقتصادية والثقافية إلى استراتيجية متكاملة.
2- توجد ضرورة لدعم المبادرات الوطنية في مجال صناعة السينما من عينة مسابقة أبو عجرم للأفلام القصيرة والتي أعطت منطقة الجوف ميزة نسبية علاوة على ما تملكه من مقومات تنموية كالزراعة والإرث التاريخي والحضاري.
لمتابعة موضوع (صناعة السينما.. الفن والتنمية) كاملاً يُرجي الدخول للرابط التالي: