ضيفي الملتقى غريغوري غوز وجيسن جاستيلو: خيارات إيران للرد الانتقامي على مقتل سليماني محدودة

د. غريغوري غوز: السؤال الذي يطرحه قتل سليماني هو لماذا لم يفعل  ترامب أي شيء ردأ على استهداف أهم المنشآت النفطية في بقيق؟

د. جيسن كاستيلو: سياسة الضغط الأقصى الأمريكية قد تقود إلى تغيير النظام في إيران!

تساءل الخبير الأمريكي في الشؤون الدولية البروفسور غريغوري غوز مستغرباً عن سبب ردة الفعل العنيفة من قبل ترامب تجاه مقتل مقاول أمريكي التي تمثلت في قتل سليماني، بينما لم يتخذ أي إجراءات في سبتمبر الماضي ردأ على استهداف أهم المنشآت النفطية في العالم في بقيق، في الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن أهم أهدافها في الخليج العربي هو تأمين إمدادات النفط، وهذا ربما يعكس تغير في المفاهيم لدى ترامب والنخب الأمريكية، إذ يبدو أن النفط لم يعد سلعة استراتيجية  بالنسبة لهم، وأن أي هجمات على خزانات النفط والمصالح الخليجية الاخرى قد لا تدفع ترامب للرد على تلك الهجمات وسينحصر الرد الأمريكي على أي هجمات على سفارة أو قاعدة أمريكية، أو موظف أمريكي.

جاء ذلك في حلقة نقاش نظمها ملتقى أسبار يوم الاثنين 6 يناير 2020 بعنوان “الأزمة الأمريكية الإيرانية وتداعياتها الإقليمية”، وأستضاف فيها الخبيران الأمريكيان البروفسور غريغوري غوز، رئيس قسم الشؤون الدولية في جامعة تكساس أي آند أم، البروفسور جيسن كاستيلو، الأستاذ المشارك في جامعة تكساس أي آند أم ومدير مركز البريتون للاستراتيجيات.

وقال غوز أن سياسة الاحتواء الأمريكية تجاه إيران من خلال نهج ما اسماه بالضغط الأقصى تعاني من التنقاضات، في ظل توتر عسكري في الوقت الذي يكرر فيه ترامب قوله عدم خوض أي حروب وصراعات في الشرق الأوسط. وأضاف غوز بأن سياسة ترامب أصبحت أقل مؤسسية، وتخضع لدوافع ونزعات ذاتية أكثر منها استراتيجية في ضوء التعريف السائد للمصالح الأمريكية على عكس الرؤساء الأمريكيين السابقين.

وتوقع البروفسور غوز أن مخاطر التصعيد لهذه الازمة هي مخاطر حقيقية، وأن من المحتمل أن يستهدف ترامب أي موقع من المواقع الـ 52 في إيران التي اشار إليها، مشيراً إلى أن خيارات إيران للرد الانتقامي محدودة، ولن تندلع أي مواجهة صريحة، ولكن قد تأتي ردة الفعل الإيرانية من خلال شن هجمات تستهدف منشآت أمريكية في بعض البلدان مثل العراق وسوريا، وربما في البحرين أو الكويت.

كما أشار غوز إلى أن الكثير من الخبراء يرون أن إيران تشكل تهديداً حقيقاً ليس لاحتمالية قيامها بأي نوع من الغزو العسكري وإشعال الحرب في الشرق الأوسط، ولكن نظراً لتزايد تأثيرها في المنطقة في الآونة الأخيرة نتيجة لانهيار وتصدع العديد من الأنظمة في المنطقة، إضافة إلى كونها بارعة في استخدام أنماط من الحرب بالوكالة وصناعة الوكلاء الموالين الذين أصبحوا إيرانيين أكثر من الإيرانيين على حد قوله، مستشهداً بوجود مجموعات في أفغانستان وسوريا ولبنان والعراق واليمن تنفذ الأهداف الإيرانية بتأثير الرابط الإيديولوجي القوي.

وفي ذات السياق، أشار البروفسور جيسن كاستيلو إلى أن السياسة الأمريكية الخارجية تواجه قضايا استراتيجية وطويلة المدى في شرق آسيا، في الوقت الذي تدفعها المشاكل الطارئة إلى الشرق الاوسط، بينما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية خلق حالة من التوازن بين التهديدات قصيرة المدى وتلك بعيدة المدى مثل صعود الصين التي يعتبر تهديداً حقيقياً وربما أخطر من الاتحاد السوفييتي.

وأكد كاستيلو أن الأهداف الأمريكية لم تتغير وإنما تغيرت الوسائل خصوصاً الأهداف الرئيسية المتمثلة في ثلاثة محاور وهي: صيانة الحضور العسكري، والاستمرار كأكبر قوة عسكرية مهيمنة في العالم، وعدم ترك فراغ لدول أخرى مثل الصين وروسيا وايران، مؤكداً على أن العلاقة لا تزال قوية بين الأولوية العسكرية وموارد النفط في الخليج، حيث تحاول الصين الوصول إليها  للتحول من قوة اقتصادية إلى قوة عسكرية كبيرة، أما الهدف الثاني فهو منع صعود أي منافس نووي جديد، بينما الهدف الثالث حسب تصوره فهو الترويج للنظام الليبرالي العالمي.

وأضاف كاستيلو بأن المشكلة الاستراتيجية المركزية والتهديد الأول للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط هو التعامل مع إحتمالية امتلاك إيران لقوة نووية، حيث ستكون القوة النووية بمثابة درع لها لاستمرار سلوكها وزعزعة الامن في المنطقة، والولايات المتحدة الأمريكية لا تفكر اطلاقا بغزو إيران وتغيير النظام على غرار ما حصل في العراق في 2003، حيث أن سياسة الضغط الأقصى ستقود إلى تغيير النظام في إيران من خلال الضغط على الاقتصاد الإيراني ثم ظهور مصلح أو جورباتشوف إيراني يضع حد للمعاناه مثلما حدث في الاتحاد السوفييتي.

وتساءل كاستيلو عن مدى إخلاص الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها، واصفاً الرئيس ترامب  بأنه صاحب تفكير قصير، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الخليج وحلفائها لكن أيام جورج بوش الأبن قد ولت.

حضر حلقة النقاش مجموعة من أعضاء “ملتقى أسبار” وبعض المختصين والخبراء السعوديين، وأدار الحلقة م. أسامة كردي رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى السابق.

 

لمشاهدة حلقة النقاش: 

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa