أكد تقرير صدر مؤخرا عن ملتقى أسبار، على ضرورة الاهتمام بالفضاء الخارجي، والفضاء السيبراني باعتبارهما بعدين جديدين تم الاعتراف بهما كجزء من سيادة الدول لتتمكن من فرض سلطتها على أراضيها.
وأوضح التقرير الذي جاء تحت عنوان: “الفضاء: اقتصاده ودوره في رحلة التحول الرقمي” أن الراصد لجهود المملكة يجد أنها استثمرت في بناء القدرات بمجالات عدة، من مرحلة علوم الفضاء ودراسات الفلك إلى بناء قدرات تصنيع الأقمار الاصطناعية مروراً ببناء كوادر بشرية نوعية كرواد الفضاء، ومن خلال إنشاء الهيئة السعودية للفضاء، تعلن المملكة أنها تضع الفضاء نصب عينيها وتعزز استثماراتها السابقة بقطاع الفضاء ليضفي عليها التميز في سباقها للقيادة الرقمية العالمية.
واستعرض التقرير نبذة تاريخية عن تجربة المملكة في الفضاء، ونبذة فنية عن الفضاء والأقمار الاصطناعية السعودية، وأهم مجالات اقتصاد الفضاء وفرصه. وفيما يخص استراتيجية السعودية للفضاء لفت التقرير إلى أنه لا يمكن الجزم هذه الاستراتيجية، لكن يتضح مما يُعلَن توجه المملكة لبناء القدرات في الأقمار الاصطناعية وكذلك الإعلان عن مشاركة أول رائدة فضاء سعودية، فيبدو هناك توجه للاستكشافات العلمية والرحلات البشرية للفضاء، وكلها مهمة وتتطلب جهوداً حثيثة لتحقيقها.
وأشار التقرير أن مواضيع الفضاء ذات التأثير الاقتصادي والمساهمة في مسيرة التحول واسعة وعديدة ومتجددة باتساع الفضاء نفسها، ومنها على سبيل المثال: تقديم خدمات الاستشعار عن بعد ودوره في تطوير الأعمال وتحولها للأغراض الزراعية والبيئية والصحية والتعدين وغيرها، والأبحاث والتطوير في شتى المجالات وخاصة في قطاع الاتصالات والإعلام والعوالم الافتراضية والميتافرس وتقنية الهوليجرام، وعوالم السياحة الفضائية للموسرين وما يتخللها من مجالات ترويحية وعلاجية إلخ، بجانب صناعة أفلام ومسلسلات المستقبل، فضلاً عن التحول في مفهوم السلم والحرب بإدخال عالم الفضاء وتطوير تقنياته لأهداف اقتصادية (تصنيع وبيع منتجاته وخبراته) وأهداف أمنية بامتلاك لقوة الردع الفضائي للوقاية والدفاع لأي من المخاطر المحتملة.
وأوصى التقرير باستغلال مناطق المملكة المناسبة لتأسيس محطات إطلاق مركبات فضائية. ووضع استراتيجية لتكامل اقتصاديات الفضاء مع استراتيجية الاستثمار في المملكة وتتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠. وتأسيس صندوق لاستثمارات الفضاء يعنى بتقديم الدعم المالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في تقنيات الفضاء، وفي تمويل المشاريع الضخمة (جيجا).
والتقرير حاصل حوار ملتقى أسبار لشهر أكتوبر 2022 قدم فيها د. حسين الجحدلي الورقة الرئيسية، وعقب عليها د. عبد الرحمن العريني، وأدار الحوار حولها د. عبد العزيز الحرقان.
جدير بالذكر أن ملتقى أسبار مبادرة غير ربحية تابعة لمركز أسبار للبحوث والدراسات، ويضم مائة مثقف ومفكر وخبير سعودي من تخصصات علمية متنوعة ومن أطياف فكرية واجتماعية متعددة.
للاطلاع على التقرير وتحميله : https://bit.ly/3VDQ9AK