في تقرير صدر حديثا عن ملتقى أسبار استكشاف الخصائص المشتركة بين الثقافات يساهم في زيادة التقارب الثقافي وتخفيف الخلافات

من الأهمية بمكان الموازنة بين الانفتاح على الثقافات العالمية والحفاظ على الهوية الثقافية المحلية واحترامها والحفاظ على التراث والتقاليد.

إذ أنه مع تسارع التقنية بشكل لافت خلال العقود الأخيرة يستطيع المراقب ملاحظة أثر ذلك الواضح على القطاع الثقافي. كما تفتح العولمة ووسائل التواصل الحديثة المجال للاحتكاك بين الثقافات، وهذا الاحتكاك يشكل فرصة للاستكشاف المتبادل لما هو مشترك بين هذه الثقافات.

جاء ذلك في تقرير حديث صدر عن ملتقى أسبار تحت عنوان “أثر التنوع الثقافي على التنمية المجتمعية وتكامل الثقافات”.

وقال التقرير أن استكشاف الخصائص المشتركة بين الثقافات، يساهم في زيادة التفاهم والتقارب الثقافي وتخفيف الخلافات بين مختلف الثقافات؛ لكن في السياق ذاته تعتبر النزاعات الثقافية والعنصرية من أكثر الظواهر المؤثرة على التنمية المجتمعية وتكامل الثقافات، وتتسبب في تدمير العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وتحد من قدرتهم على تطوير المجتمع وتحقيق التقدم والازدهار.

وأشار تقرير “ملتقى أسبار” أن التنوع الثقافي أحد محركات الحضارات وأحد مدمراتها. وذلك بحسب المسار الذي يسلكه الفعل البشري. وفي عالمنا المعاصر انفتح باب التواصل على مصراعيه، والحرب الثقافية في نفس الوقت على أشدها. ولقد أتيحت أدوات التبادل والتأثير بشكل غير مسبوق. وسيكون التأثير لأهل الثقافة الحية الواعية.

وتناول التقرير تأثير التنوع الثقافي على التنمية المجتمعية في المجتمع السعودي، حيث يقع في صلب سؤال التحولات الجارية اليوم على أرض المملكة. فمجتمعنا السعودي اليوم يعيش عدداً من أشكال التنوع يجعل المملكة اليوم واحدة من أكثر البلاد العربية استعداداً لاستقبال الوافدين زائرين مستثمرين فضوليين مريدين، علماء فنانين محترفين وهواة  من مختلف قارات العالم وبلدانه، بما قد تحمله معها تلك الوفود في إقامتها القصيرة  أو الطويلة من تنوعات ثقافية.

ويرتبط مصطلح التكامل الثقافي ارتباطًا وثيقًا بمصطلح التنوع الثقافي، لأنه غالبًا ما يكون استجابة أو نتيجة للتنوع الثقافي ووجود ثقافات متنوعة داخل المجتمع. ويمكن النظر إلى التكامل الثقافي على أنه طريقة لإدارة التنوع الثقافي والتنقل فيه في المجتمع. حيث يعزز التفاعل والتفاهم والاحترام المتبادل بين المجموعات الثقافية المختلفة، كما يعزز الشعور بالهوية المشتركة والتعايش، ويسمح للأفراد من ثقافات مختلفة بالتعلم من بعضهم البعض وتبادل الأفكار والتعاون.

وختم التقرير بتوصيات دعت إلى احترام مختلف العادات والتقاليد الثقافية، وتشجيع الحوار والتفاهم بين الثقافات، والتأكيد على التعليم والتوعية وإعطاء الأولوية للتعليم في مبادرات بناء الوعي حول موضوع التنوع الثقافي، وتشجيع التعرف على الثقافات المختلفة، كذلك التأكيد على دور الأسرة في تعليم التعاطف والاحترام للثقافات المختلفة منذ سن مبكرة لتعزيز تفهم الآخر والتعايش معه، وتشجيع التجارب الثقافية التي ساهمت في التقدم الإنساني

شارك في التقرير مجموعة من المثقفين والخبراء ضمن قضية ملتقى أسبار الأسبوعية، قدم فيها الورقة الرئيسة أ. علاء براده، وعقب عليها كلاً من د. منصور المطيري، د. فوزية أبو خالد، د. عفاف الأنسي وأدار الحوار حولها أ. خالد آل دغيم.

للاطلاع على التقرير وتحميله: https://bit.ly/3Oj7TjG

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa