أكد تقرير صدر مؤخرا عن ملتقى أسبار بعنوان: “التشوه البصري.. كارثة بيئية من نوع مختلف” على أهمية تضافر الجهود للقضاء على ظاهرة التشوه البصري التي تعانيها المدن السعودية.
وقال التقرير الذي أعدته لجنة شؤون البيئة والمياه والزراعة وتنمية المدن، أنه على الرغم من القفزات النوعية التي قامت بها المملكة من خلال المنظومات الحكومية المعنية لتسريع تطوير المناطق والمدن والمحافظات وتعزيز الدور الاقتصادي والاجتماعي للمدن لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، إلا أنه لازالت هناك تحديات تنموية واقتصادية مرتبطة بالتطوير الحضري تتطلب مزيدًا من الجهد والتركيز؛ والقضاء على أي مظهر من مظاهر التشوه البصري داخل المدن السعودية وبالأخص العاصمة الرياض.
واعتبر التقرير أن التشوه البصري مرض يصيب المكان حتى يستعصي معه العلاج ويتسبب في فقدان هوية المكان التي أكتسبها عبر سنوات طويلة إضافة إلى الإرهاق البصري وتشتت الانتباه الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأرجع التقرير أسباب التشوه البصري إلى الإهمال وسوء الاستخدام ورداءة التخطيط وهبوط المستوى الفني للتصاميم المعمارية وسوء تنفيذها والتهاون في صيانتها، إلى جانب دور السلوكيات الاجتماعية الخاطئة وتردي مستوى الذوق العام، وتتحمَّل (الحوكمة العمرانية) الجزء الأكبر من المسؤولية عن التشوه البصري الذي نراه اليوم في المنتج العمراني “غير المستدام” للمدن السعودية والمتمثل في التناثر العمراني، والتشوه البصري، وتدني البنى التحتية، وعدم اكتمال الخدمات والمرافق والهدر البيئي وعدم تناسق استعمالات الأراضي مع شبكة الطرق، وغياب هرمية الطرق.
ووفقًا للتقرير فإن معالجة التشوه البصري والحد من آثاره السلبية تبدأ من ترتيب سلم الأولويات في التنمية العمرانية لأي مدينة سعودية وبالأخص العاصمة، وتضافر الجهود في الشوارع الرئيسة وفي الأراضي البيضاء والأحياء الصغيرة قبل الكبيرة، ومن خلال المبادرات والشراكات الفاعلة بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية بالمحافظة. إضافة إلى تحسين جودة حياة سكان الأحياء الفقيرة والعشوائية ومعرفة الأسباب الجذرية للطابع غير النظامي فيها، وعدم إغفال الدور الرئيس للبلدية والمتابعة المدروسة لتنفيذه، مع وضع مؤشرات الأداء وقياس مدى فاعليتها، وضرورة إشراك أفراد المجتمع في علاج التشوه البصري ونشر الوعي الثقافي بأهمية تحسين المشهد الحضري وجودة الحياة في المدينة.
واختتم التقرير بعددِ من التوصيات لمعالجة هذه الظاهرة منها تبني اللامركزية لتمكين الجهات المحلية من بناء قدراتها مع مرور الزمن، وإجراء دراسات وبحوث متخصصة وتطبيقية في مجال التشوه البصري وصحة البيئة والتوازن البيئي، كذلك الشفافية في إعداد التقارير الوطنية الرصينة لظاهرة التشوه البصري ، وتفعيل مشاركة العنصر البشري في خطط عمليات مكافحة التشوه البصري، وإيجاد هيئات متخصصة تعنى بقضايا التشوه البصري، والتخطيط العمراني الفعَّال للحاضر والمستقبل واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية للحد من التشوه البصري.
وقد استند التقرير إلى حوار عقده ملتقى أسبار بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين ضمن قضية الأسبوع أعد الورقة الرئيسة أ. فائزة العجروش، وعقب عليها كلاً من أ. د. فيصل المبارك، أ. علاء الدين براده وأدار الحوار حولها د. مشاري النعيم.
للاطلاع على التقرير وتحميله: