صدر تقرير حديث عن ملتقى أسبار بعنوان ” العلاقة بين الفنون والتنمية في المدن” ودعا إلى تطوير التشريعات العمرانية في المملكة بحيث تعمل على دعم البعد الثقافي والفني في سياق تنمية المدن، جنباً إلى جنب مع دعم البعد الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الحالي، لم يعد المشهد الجمالي في مدن اليوم مقتصراً على توفير المرافق وتوفير البنية التحتية للسكان، وتوفير ناطحات السحاب وتوفير الخدمات فحسب، وإنما الاهتمام بجانب كيفية جذب السكان بكافة شرائحهم، وبالتالي استثمار الفنون والمتاحف والمراكز الثقافية كعناصر داعمة لتنمية المدن، وجذب السكان من كافة الشرائح الاجتماعية، وتعزيز الجانب السياحي والترويج له.
وأكد التقرير على أهمية التوازن ما بين الجوانب (الاقتصادية والجمالية والاجتماعية) في المدن؛ حتى لا يؤدي التركيز على الجانب الاقتصادي، إلى نوع من التهميش الاجتماعي ومشاكل ظهور العشوائيات ومشاكل عدم العيش بشكل مريح بالنسبة للسكان.
وأضاف التقرير أن المدن بطبيعتها بحاجة إلى التطور والتقنية، وبالتالي لابد من الاستفادة من التقنية وتوظيفها من أجل المدن. ومن ثم فالتقنية في المدن هي سلاح ذو حدين؛ فهو من ناحية عامل إيجابي سوف يقود المدن إلى مزيد من التطور والازدهار، ولكن بالتأكيد يجب ألا يكون على حساب التراث والثقافة.
وأورد التقرير تجارب محلية ودولية عملية تجسد انعكاس الفنون على هوية المدينة، مثل تجربة المشتل الإبداعي بالرياض وكذلك مبادرة نقوش الشرقية
وتهدفان إلى إعادة إحياء المكان بالإبداع والمبدعين ليس فقط فيما يتعلق بالمخرجات البصرية، ولكن من خلال خلق هوية وروح ونبض للإبداع في هذا المكان من خلال المستخدمين والمستفيدين منه سواء من الزائرين أو لسكان الحي بأكمله. كما عرض التقرير تجربة مدينة أمستردام الهولندية في المزج بين الفنون والتنمية.
وخلص التقرير إلى مجموعة من التوصيات منها أنسنه المدن في نطاق شمولي أوسع من النطاق الجمالي أو الجسدي الذي يرى بالعين المجردة، وأن يكون معيار الجمال في المدن مرتبط بوظيفة المدينة ومدى وملاءمتها لخدمة سكانها والوفاء باحتياجاتهم. كذلك أهمية المشاركة المجتمعية في دعم جهود إبراز معالم الجمال في المدن، ومزج الفنون باستراتيجيات تطوير المخططات كما حدث في تجربة أمستردام.
وقد اعتمد التقرير، بالإضافة إلى مراجع ومصادر أخرى، على مضامين ندوة افتراضية نظمها ملتقى أسبار شارك فيها الأميرة نورة بنت سعود – شريك مؤسس شركة ركن التبادل الإبداعي. و د. وليد الزامل – رئيس قسم التخطيط العمراني، أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود. و أ. فاطمة مزلاسي – مدير برنامج الإسكان والمرافق الثقافية في مدينة أمستردام، إدارة الخدمات الاقتصادية بلدية أمستردام. وأدار الندوة أ. علاء برادة – عضو ملتقى أسبار.
جدير بالذكر أن ملتقى أسبار إحدى مبادرات مركز أسبار للبحوث والدراسات.
للاطلاع وتحميل التقرير: