في ندوة ملتقى أسبار حول نتائج قمة جدة العربية خبراء ومختصون: المنطقة أمام نظام إقليمي جديد تقوده باقتدار المملكة العربية السعودية

في قراءتهم لنتائج قمة جدة العربية المنعقدة في 19 مايو 2023، اتفق خبراء ومختصون أن الشرق الأوسط أمام نظام إقليمي جديد يولد بقيادة المملكة العربية السعودية، وسيعود هذا النظام بالنفع على جميع دول المنطقة ولا بديل له إلا الفوضى.
جاء ذلك في ندوة افتراضية نظمها ملتقى أسبار السبت 20 مايو 2023 بعنوان: “قراءة في نتائج قمة جدة العربية” شارك فيها خبراء ومختصون وأدارها رئيس ملتقى أسبار د.فهد العرابي الحارثي.
وتحدث في الندوة د. سامي النصف وزير الإعلام الكويتي السابق فقال إن المنطقة لا غنى لها عن هذا النظام الإقليمي الجديد وهو نظام أفضل بكثير من الأنظمة الإقليمية التي شهدناها في السابق، ويتميز بأن له قيادة كاريزمية مؤثرة ومحبوبة من شعبها وهذا ما أثبتته السعودية وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما أن للنظام الإقليمي أهداف خيَّرة بعيدا عن الانقلابات والثورات والفوضى، وهو يسعى إلى تحويل المنطقة إلى أوروبا جديدة كما وعد ولي العهد السعودي، وإيقاف النزاعات وإطفاء الحرائق، ومنع التدخلات في شؤون الدول الأخرى، ويسعى كذلك إلى أن تكون المنطقة وقواها في حالة مكاسب ومصالح مشتركة تقفز فوق الأيديولوجيا، إضافة إلى أنه نظام يقف على مسافة واحدة من الدول الكبرى.
بدوره أكد د. محمد قواص كاتب وباحث سياسي لبناني، على أنه يجب الاعتراف أن هذه المنطقة عليها أن تُقاد من قطب معين، وهذه الأيام هناك قطب خليجي بقيادة السعودية وبأجندة واضحة، وهذه الأجندة التي تذهب بها المملكة العربية السعودية ليس على المستوى النظري لكن على مستوى ما شهدناه في عدة مواقف في أوبك بلس، وفي التقارب مع الصين وروسيا، وفي عدم القطيعة مع التحالف التاريخي مع الولايات المتحدة.
وأضاف “قواص” أن السعودية في رؤيتها لا تفكر بالسعودية أولاً، وتعتبر أن المنطقة هي جزء من تطور السعودية وليس بالاستطاعة أن تنعزل في رؤاها عما يجري في المنطقة؛ وما جرى من أحداث أخيرة على المستوى الإقليمي، بإمكانها أن تكون باكورة تحوُّل معين سنرى كيفية تحويله إلى ديناميكية جديدة، تجعل العرب يؤمنون بإمكانية أن يتحولوا إلى قيمة جديدة ذات نفوذ وتأثير.
من جهته أشار أ.عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث باليمن، إلى وضع المنطقة العربية الذي وصلت إليه منذ عقد من الزمن حيث انتقلت إلى حالة صراع وحروب سقطت فيه دول وأنظمة وتشردت فيها شعوب وأصبح الوضع متدهور على كافة المستويات، ما حدا بكثير من الدول التي تطمح للوصول لمصالحها في المنطقة للاستفادة من هذا الوضع السيء. ومع اختلاف الوضع اليوم وبالاختراق الذي أحدثته السعودية بالاتفاق مع إيران التي تسببت في الكثير من الحروب والصراعات في لبنان وسوريا واليمن والعراق، اتجهت أنظار الشعوب العربية جميعاً باتجاه قمة جدة العربية وقيادة المملكة لها وهو ما جعل لها طعم مختلف عن القمم السابقة.
وفي معرض حديثه قال د. أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، أن المملكة العربية السعودية لديها قيادة بعقلية استراتيجية نقلت المملكة من التنمية الاقتصادية إلى التخطيط الاستراتيجي، فقد أنجز الأمير محمد بن سلمان تخطيط استراتيجي للمملكة في الداخل والآن تخطيط استراتيجي للأمة العربية وللمنطقة كلها.
وأوضح أن من يقرأ البيان الختامي للقمة العربية 32 المنعقدة في جدة بموادها الـ 12 يستطيع أن يستشف المستقبل، فالأمير محمد بن سلمان بالنسبة له هذه هي الخطوة الأولى في عمل شرق أوسط كي يكون أوروبا الجديدة وينهض به، ولن يتم هذا النهوض إلا إذا حلت المشكلات في المنطقة.
وشدد عشقي على أهمية تضافر الجهود بين دول المنطقة والمملكة العربية السعودية لتحقيق هذا الحلم الذي سوف يستفيد منه الجميع.
وتأتي الندوة في إطار الأنشطة والفعاليات التي ينظمها ملتقى أسبار-إحدى مبادرات مركز أسبار للبحوث والدراسات- ويستضيف فيها نخبة من الخبراء والمختصين لإثراء الحوارات والنقاشات حول القضايا والأحداث محليا وعربيا ودوليا.

لمشاهدة الندوة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=hOZTjfZWMiM

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *