نظَّم ملتقى اسبار ندوة بعنوان: “استئناف العلاقات السعودية الإيرانية هل يغير وجه الشرق الأوسط؟” شارك فيها نخبة من الخبراء والمختصين من داخل المملكة وخارجها، وقد تناولت الندوة مستقبل العلاقات الثنائية، ودور التفاهم السعودي الإيراني في إنهاء الصراع وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي الندوة التي أدارها رئيس متلقى أسبار د. فهد العرابي الحارثي أكد المشاركون أن السعودية لم تكن لتقدم على التفاهم مع إيران إلا مع وجود حوارات جادة وأسس واضحة للانطلاق إلى علاقات جديدة متسمة بالتعاون والتفاهم.
وفي مشاركته قدم د. صدقة فاضل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز نبذة تاريخية حول عمق العلاقات التاريخية بين العرب وإيران وما مرت به من اتفاقات وصراعات على مر التاريخ إلى اليوم، مشددًا على أهمية أن نبني على المشتركات خاصة مع الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران برعاية الصين والذي يبدو أن جنوح القيادة الإيرانية للسلم مع السعودية، في سبيلها إلى تغيير “استراتيجية التوسع” بعد إدراك النظام الإيراني أنها لا تعود لها بالخير. مشيرًا إلى أن الشرق الأوسط سيكون على موعد مع وجه مختلف، وبخاصة إذا اجتمعت الدول العربية وتركيا وإيران في تحالف واحد لصالح القضايا العربية والإسلامية وخاصة قضية فلسطين.
بدوره أبدى د. فايز النشوان رئيس مركز الرؤية للدراسات الاستراتيجية في الكويت، تخوفه من عدم جدية طهران وذلك بسبب التراكمات وحالة العداء التي استقبلتها السعودية ودول الخليج والدول العربية بشكل عام من قبل إيران مع تبنيها استراتيجية “التوسع” التي نرى مظاهرها قائمة حتى اللحظة، وفي المقابل أكد
“النشوان” ثقته في المملكة العربية السعودية التي استطاعت مواجهة إيران في محاولاتها زعزعة المنطقة وهي قادرة على تحويل الصراع معها إلى تعاون وتقديم الملفات التي من شأنها تطوير العمل المشترك مع إيران.
وفي مداخلته تطرق د. محمد جميح مندوب اليمن في اليونسكو (وكاتب وسياسي)، إلى ضوابط يمكن أن تعزز فرص تطور العلاقات بين إيران والدول العربية، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب النظام الإيراني، بأن يغير سلوكه في المنطقة، وتقديم أفعال حقيقية بعيداً عن الشعارات، والكف عن أسلوب دولة داخل دولة وإقامة علاقات طبيعية مع الدول وليس مع المليشيات.
من جانبه دعا أ. قاسم قصير الكاتب والسياسي اللبناني، إلى عدم التوجس من استئناف العلاقات السعودية الإيرانية واعتبرها مرحلة مهمة سواء من الجانب العربي أو الإيراني يجب البناء عليها للوصول إلى علاقات مستقبلية قائمة على أساس التعاون.
وقال قصير أنه لا يمكن حل كل المشكلات دفعة واحدة وبالتالي يجب البدء بإجراءات بناء الثقة، وأكد أن المملكة العربية السعودية برؤيتها الجديدة قادرة على خلق استقرار في المنطقة ككل.
كما دعا إلى خطاب جديد وخلق بيئة إيجابية تساهم في دعم حالة التقارب والتصالح بين إيران والعرب عبر تشكيل تكتلات مع المثقفين والمفكرين وغيرهم.
للمتابعة عبر البث المباشر على يوتيوب:
https://youtube.com/watch?v=xtQcFvvQ8ZE