دعا خبراء ومختصون إلى إعادة تقييم العلاقات الأمريكية السعودية، والأمريكية الخليجية إثر ردة فعل بعض الدوائر الامريكية على قرار منظمة أوبك بلس بتخفيض إنتاج النفط إلى مليوني برميل، جاء ذلك في ندوة افتراضية نظمها ملتقى أسبار السبت 22 أكتوبر2022 تحت عنوان: “أوبك بلس والغضب الأمريكي: التحديات والسيناريوهات المنتظرة”.
وفي بداية الندوة أكد د.فهد العرابي الحارثي رئيس ملتقى أسبار ومدير الندوة، أن الهيستريا الأمريكية سواء على مستوى الإعلام أو الإدارة فيما يتصل بالقرار الذي اتخذته أوبك بلس مؤخرا في خفض انتاج النفط، اعتبرته الإدارة الامريكية موجه لها من جهة، ومن الجهة الأخرى فهو دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وفي ذلك من وجهة نظرهم إضرار مباشر بالداخل الأمريكي خاصة أن الديمقراطيين يريدون أن يجعلوا من النفط ورقة انتخابية، أو ركيزة من ركائز صراعهم الانتخابي مع الجمهوريين، فوضعهم في الواقع لا يحمد في الانتخابات المقبلة؟
ثم أشار إلى أن السعودية لا تعنيها الانتخابات الأمريكية وإنما تراعي مصالحها، ومصالح الدول الأعضاء في منظمة أوبك بلس وهي 23 دولة على مستوى العالم.
بدوره قال د. عبد الله ولد أباه أستاذ الدراسات الفلسفية والاجتماعية بجامعة نواكشط بموريتانيا: إن الحملة الغريبة والمثيرة التي قامت بها بعض الدوائر الأمريكية، ضد السعودية إثر قرار خفض إنتاج أوبك بلس، يدل على أن الولايات المتحدة لم تستطع ان تدرك حجم التحوُّلات الهائلة التي حدثت في العالم، ولم تفهم كثيرا من الدروس التي كانت لابد أن تستخلصها من مغامراتها في منطقة الشرق الأوسط.
مشيرا إلى أن “المجموعة العربية واعية بأن المنطق الاستراتيجي في الإقليم لا يمكن أن يدار بقرار أحادي، هناك أقطاب متعددة وهناك مصالح مشتركة مع أطراف كثيرة”.
وأوضح أنه من خلال قراءته للاتجاه العام في الإعلام الأمريكي، هناك قاعة بأن الولايات المتحدة ليس لديها قدرة على الإضرار بالمصالح السعودية أو الخليجية، وأن الاحتمال الأقوى هو أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتعامل بعقلنة مع ما يحدث في نهاية المطاف.
وأكد د.محمد الصبان مستشار وزير البترول الأسبق أن القول بأن قرار خفض انتاج أوبك بلس سياسي غير صحيح، هذا أداء تحالف أوبك منذ أنشئ في نهاية 2016 ولم يكن هذا التحالف إلا تحالفا اقتصاديا، ونفى إن تكون السعودية تسعى إلى زيادة عائدات روسيا، وهذا أمر غير صحيح.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة طلبت من السعودية أن يتم تأجيل هذا القرار لشهر واحد، وهذا يخاطب الانتخابات المحلية، مؤكدا نحن في السعودية لا شأن لنا بالشؤون الداخلية والانتخابات الأمريكية.
أما أ.سليمان العقيلي فقد أرجع الغضب الأمريكي من قرار أوبك بلس خفض الإنتاج إلى أسباب تاريخية مؤكدا أن الموقف الأمريكي موقف عدائي ضد أوبك قبل أوبك بلس، وأنه يستهدف أكثر أوبك بلس نفسها للنجاحات التي حققتها خاصة في الآونة الأخيرة حيث حققت وحدة سياسية ووحدة اقتصادية.
من جانبه قال المحلل السياسي البحريني أ.عبد الله الجنيد، أن تهديد الولايات المتحدة الأمريكية بقانون “نوبك” إنما هو أداة سياسية يحاول بايدن من خلاله كسب الناخب الأمريكي عبر التهديد بمعاقبة المجموعة المنتجة في أوبك بلس وعلى رأسها السعودية، وهذا التهديد يتجاوز كل القوانين والأعراف والدولية.
مضيفا يجب أن نقوم بشيء من الهندسة العكسية لفهم السيكولوجيا الأمريكية في عملية إدارة علاقتها سواء مع الحلفاء أو المجتمع الدولي، فالولايات المتحدة لن تقبل أن تمارس السعودية دور مركزي جيوسياسي جيواقتصادي، وتريد أن تكون الموجِّه في هذه المنطقة. ويجب أن نوجد الشراكات الاستراتيجية، وليس فقط أن نبقى من المنظور الأمريكي محطة وقود ومال.
وكانت الندوة قد تعرضت في البداية للتهكير من قبل مجموعة مجهولة، وتم استبدال رابط الندوة على الزوم برابط آخر ومواصلة الندوة.
ويأتي تنظيم اللقاء في إطار اللقاءات الدورية لملتقى أسبار التي يستضيف فيها كبار المسؤولين وصانعي القرار.
لمشاهدة الندوة كاملةً على الرابط الآتي: