في ندوة نظمها ملتقى أسبار… خبراء ومختصون: الحاجة ماسة لتطوير القانون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في ظل النزاعات المسلحة

نظِّم ملتقى أسبار الجمعة 10 نوفمبر 2023 ندوة افتراضية تناولت المخاطر والتحديات الأمنية التي تتأثر بها الدول في ظل تزايد انتشار الأزمات والحروب في ضوء نظرية الأمن الشامل.
وتطرق المشاركون خلال الندوة التي كانت بعنوان “التحديات الأمنية في ظل أزمات النزاعات المسلحة (الحروب)، إلى ما يجري حاليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في غزة من انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني من قبل إسرائيل، في ظل قصور وبطء في تعامل المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وأكد المشاركون على أهمية الدبلوماسية في مثل هكذا حالات، خاصة أن الحروب والنزاعات تبدأ بفكرة ومعالجتها بالدبلوماسية حل ضروري وفعال، كما أكدوا على أهمية وجود ضوابط وأطر لأجل أمننة النزاعات، ولحماية المدنيين من النساء والأطفال الذين عادة ما يكونوا أكثر الضحايا، إضافة إلى أن خطورة وجود فوضى تسمح للبعض سواء من الجماعات أو الدول بركوب الموجة لأجل مآرب خاصة.
وأشار المشاركون إلى تطور مفهوم الأمن بعد أن كان مقترنا بغياب التهديدات العسكرية في ظل الحرب البادرة وصراع القوى بين الشرق والغرب، ليصبح مفهومه واسعا خصوصا مع وجود تهديدات متصلة بنشاط الجماعات المسلحة وشبكات التهريب والجريمة المنظمة والتهديدات العابرة للحدود والجرائم الرقمية.
كما أشار المشاركون إلى مفارقة خطيرة يعيشها العالم في السنوات الأخيرة ، ففي الوقت التي تطورت فيه الأزمات والتهديدات وطبيعة الحروب مع بروز أسلحة فتاكة أو اكثر فتكا، فإن القانون الدولي مازال يتطور ببطء إن لم نقل أنه متهاون، وأكثر من ذلك هناك فراغات قانونية على مستوى قواعد القانون الدولي أو نطاق الأمم المتحدة التي تتيح المجال لبعض الدول لكي تتعامل مع هذه المقتضيات بسبل متحايلة سواء على مستوى إعمال بعض التدخلات أو على مستوى توظيف القوى بذريعة الدفاع الشرعي أو حق الدفاع الشرعي الفردي والجماعي أو فيما يتعلق باستثمار الإمكانيات القانونية بسبل منحرفة.
وشدد المشاركون على ضرورة استخلاص الدروس من الحروب وقساوتها، والبحث عن سبل ناجعة لتجاوز الإشكالات التي يمكن أن تواجه الإنسانية، وتحويل هذه الأزمات إلى فرص بتجاوز الاختلالات القائمة على مستوى النظام الدولي والتعامل مع الأزمات واعتماد الدول لسبل متطورة تدعم الجاهزية وسرعة السيطرة على تطور الوضع على الأرض، كما شددوا على أهمية التشاركية، والحوكمة الأمنية، والموازنة ما بين تحقيق الأمن واحترام حقوق الإنسان، إضافة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة للتقليل من الأخطار لترسيخ الجاهزية وتعزيز ثقافة التعامل مع الأزمات ومع النزاعات في أوساط المجتمع ولدى صانعي القرار من خلال أسلوب المحاكاة والسيناريوهات بصورة تقلل من المخاطر ومن تداعيات الظروف المدمرة.
وأوصى المشاركون بضرورة الخروج من الجانب التنظيري إلى الجانب الواقعي وتطوير الحلول ومنظومة التشريعات بالتوازي مع تطور النزاعات وتعددها، وضرورة وجود جهود دولية عربية توحد الرؤى والمتطلبات للحد من حدة وقسوة النزاعات المسلحة.
شارك في الندوة أ.د. إبراهيم بن داوود أستاذ القانون الدولي بجامعة عاشور (الجزائر)، أ.د. إدريس لكريني أستاذ القانون الدولي خبير متخصص في تحليل الأزمات والمخاطر، د.فهد بن عبد العزيز الغفيلي رئيس مركز د.فهد الغفيلي للاستشارات الأمنية دكتوراه في العلوم السياسية، د. محمد بن حميد الثقفي رئيس مركز الخبرة العالمية للدراسات والاستشارات دكتوراه الفلسفة في العلوم الأمنية، ويدير الحوار د مطير سعيد الرويحلي، باحث استراتيجي في العلاقات الإقليمية والدولية.

 

لمشاهدة الندوة كاملة على يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=FQk6eaLqwOM