قضية الأسبوع: الجمعيات التعاونية “حلول للمجموعات الصغيرة”

الورقة الرئيسة

الجمعيات التعاونية “حلول للمجموعات الصغيرة”

 

كاتب الورقة: ماهر صالح الشويعر

المعقبان: د. إحسان ابو حليقة ، أ. الحجاج بن مصلح

إدارة الحوار: د. مها العيدان

 

مقدمة:

تعريف الجمعيات التعاونية حسب موقع وزارة الموارد البشرية: كيان يهدف لتحسين الحالة الإقتصادية والإجتماعية لأعضائها في نواحي الانتاج، الاستهلاك، التسويق، الخدمات، بإشتراك جهود الأعضاء باتباع المبادئ التعاونية.

فهي تقدم الحلول في خفض التكاليف أو زيادة العائد أو الاستفادة من كبر شريحة المستفيدين في الجمعية التعاونية و هي غالبا ما تكون تخدم فئة صغيرة في المجتمع تجمعهم منطقة جغرافية وحرفة متشابهة أو حاجة موحدة. وربما يكون أشهرها وأكثرها إنتشارا هي الجمعيات التعاونية الزراعية والتي تنتشر في أغلب دول العالم. يضاف إلى ذلك، أن الجمعيات التعاونية هي جزء من رؤية المملكة 2030 وتهدف ان تشارك بنسبة 1% من الناتج المحلي السعودي.

من واقع التجربة:

كوني أحد المهتمين بمرض السلياك (حساسية القمح) والتي يخضع المرضى إلى حمية صارمة خالية من الجلوتين المتواجد في القمح والشعير والشوفان والجاودار كعلاج وحيد لهذا المرض والذي يشكل فيه المرضى المكتشف حالاتهم نسبة 0.1% من المجتمع السعودي بينما لازال 2.2% لم تكتشف بعد. ولكون القمح أساس في عاداتنا الغذائية فقد افتقد المرضى الخبز الخالي من الجلوتين والمنتجات الخالية من الجلوتين مثل المعكرونة و البسكويت واصناف أخرى اساسية للمرضى وليست شائعة في المجتمع مثل صمغ الزانثان ودقيق التبيوكا و دقيق الارز. لذا تعاونا مع طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قسم إدارة الأعمال في بحث التخرج لإيجاد حل مناسب لمشكلة المرضى وكان الحل الأمثل إنشاء جمعية تعاونية في كل مدينة كبيرة توفر محل مختص ببيع المنتجات الخالية من الجلوتين و مخبز يقدم بجانب الخبز بأنواعه المختلفة بعض الحلويات التي يفتقدها مريض السلياك. وأثبتت الدراسة نجاح المشروع على مستوى الجمعيات التعاونية وليس العمل التجاري البحت لفرد أو شركة وتحل مشكلة مجموعة من الناس يجمع بينهم عوامل مشتركة ما كانت لتحل بدون الجمعية التعاونية بين مرضى السلياك.

نرى هنا كيف أن الجمعية التعاونية كانت الحل للمرضى بعد أن لم يساعدهم رجال الأعمال بالإستثمار في هذا القطاع لأن المشروع غير مجدي إقتصاديا بالمقاييس التجارية وتكلفة الفرصة البديلة أفضل بكثير و وجود تحديات كثير من بينها عمر المنتج وكمية الشراء وأسعار البيع ونسبة التالف ورأس مال المشروع. بالمقابل سيجد مرضى السلياك خبز طازج يوميا و حلويات حرموا منها سابقا بالإضافة لتكامل المنتجات التي قد يحتاجونها في مكان واحد وبسعر مناسب بعد لأن كانوا يطلبونها من خلال بعض المواقع على الأنترنت.

على جانب آخر، الجمعيات التعاونية الزراعية تعطي أعضاءها قوة تفاوضية أمام موردين الاسمدة والمبيدات الحشرية والمعدات الزراعية وكذلك بيع المنتجات بأسعار أفضل بعد تقصير قنوات البيع والتخلص من جزء من تجار الجملة والاستفادة من هامش الربح أكبر مدعومة بكونها كيان قانوني مستقر ومستمر. وقد يتطور الأمر للجمعيات التعاونية الزراعية إلى الجانب الصناعي مثل التصنيع الجزئي أو الكلي والتغليف و التبريد أو التجميد والتخزين والتوصيل الذي يخلق قيمة مضاف للمنتجات الزراعية أو التقليل من ضرر تذبذب الاسعار والموسمية في الإنتاج أو الاستهلاك وهذا الجانب لا يستطيع فرد القيام به منفردا ولكن وجود مجموعة تحتاج نفس الخدمات يجعل من الجانب الصناعي مجدي إقتصاديا. ومن ناحية أخرى، تزيد من فاعلية الإنتاج وتقلل الخسائر.

ومن التجارب الناجحة للجمعيات التعاونية ما هو قائم الآن في دولة الكويت للجمعيات الاستهلاكية (سوبر ماركت) في الأحياء لسنوات طويلة وتقوم وزارة الموارد البشرية السعودية بدراسة تطبيق هذا النوع من الجمعيات التعاونية في السعودية لكسر احتكار سلاسل السوبر ماركت الكبيرة والتي أصبحت تملك قوة تفاوضية عالية جدا في وجهة الموردين وخصوصا المصانع السعودية. وقد تحتاج هذه الجمعيات إلى عملية شراء موحد لخلق قوة تفاوضية مع الموردين.

الميزات النسبية للجمعيات التعاونية

بالإضافة لما ذكر أعلاه من قوة تفاوضية وحل لمشاكل مجموعة من أفراد المجتمع و إمكانية تطوير الخدمات والتصنيع:

  • كيان قانوني يمكنه التخاطب مع الجهات الرسمية بشكل رسمي.
  • سهول الإنشاء.
  • الدعم المادي الحكومي مما يقلل التكاليف.
  • الرعاية الحكومية.
  • مسؤولية محدودة.
  • الإعفاء الضريبي بإستثناء الزكاة الشرعية.
  • الإستمرارية.

سلبيات الجمعيات التعاونية

  • عدم وجود سرية
  • قلة المهارات التجارية و الإدارية في بعض الحالات
  • الفساد في الإدارة
  • إرتفاع أسعار العقار في حالة وجود منافذ بيع
  • ضعف الاقبال على المساهمة في الجمعيات التعاونية نظر لإنخفاض العوائد المادية

الفائدة المجتمعية من الجمعيات التعاونية

  • خلق وظائف جديدة.
  • كسر الإحتكار وتوفر منتجات أو خدمات بأسعار مناسبة.
  • رفع جودة المنتجات و وجود منتجات جديدة ذات قيمة مضافة لسد حاجة المجتمع.
  • حل مشكلة قائمة لفئة محددة من المجتمع تجمعهم مصلحة واحدة.

 

الخاتمة

الجمعيات التعاونية هي حلول لمشاكل المجموعات الصغيرة لتخطي العمل الفردي من خلال زيادة القوة التفاوضية وتنظيم العمل بشكل أكثر إحترافية لتحقيق أهداف المجموعة وفي بعض الاحيان خلق قيمة مضافة للمنتجات او الخدمات المقدمة من الجمعيات التعاونية. والمثل الشعبي يقول: ” قوما تعاونوا ما ذلوا

التحديات:

  • الوعي المجتمعي بأهمية ودور الجمعيات التعاونية لحل مشاكل المجموعات الصغيرة نسبيا في حل مشاكلهم وإمتلاك قوة أكبر من العمل الفردي.
  • وجود قيادات تدير عمل الجمعيات التعاونية بشكل إحترافي وتستفيد من الميزات المتاحة لهذه الجمعيات التعاونية وتفهم الأنظمة الحكومية وتتماشى معها.
  • عدم وجود دعم من بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل وزارة التجارة او الهيئات الحكومية

التوصيات:

  • نشر الوعي حول الجمعيات التعاونية ودورها وما يمكن أن تحققه من ميزات وأهداف لأعضائها وعرض قصص النجاح لجمعيات قائمة لتشجيع الفئات المستفيدة
  • وجود مستشارين في وزارة الموارد البشرية تقدم الدعم الإداري والفني للجمعيات التعاونية والرقي بالأداء إبتداء من مرحلة التأسيس وبعد عملها بما في ذلك الجانب المحاسبي.
  • إزالة العوائق أمام الجمعيات التعاونية مع الجهات الحكومية و شبة الحكومية.

الملحق

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa