للاطلاع على التقرير وتحميلة يرجى الضغط هنا
يونيو 2024
- تمهيد:
يعرض هذا التقرير لقضية مهمة تمَّ طرحها للحوار في ملتقى أسبار خلال شهر يونيو 2024م، وناقشها نُخبة متميزة من مفكري المملكة في مختلف المجالات، والذين أثروا الحوار بآرائهم البنَّاءة ومقترحاتهم الهادفة؛ وجاءت بعنوان: المكتبة بين السياحة والثقافة، وأعد ورقتها الرئيسة د. عفاف الأنسي، وعقب عليها كلاً من د. عبدالله العمري، د. خالد الدغيم، أ. ســلمان العُمـــري، وأدار الحوار حولها م. محمد المعجل
المحتويات
- تمهيد
- فهرس المحتويات
- الملخص التنفيذي
- الورقة الرئيسة: د. عفاف الأنسي
- التعقيبات:
- التعقيب الأول: د. عبدالله العمري
- التعقيب الثاني: د. خالد الدغيم
- التعقيب الثالث: أ. ســلمان العُمـــري
- إدارة الحوار: م. محمد المعجل
- المداخلات حول القضية
- المكتبات كمنشآت ثقافية ذات وظائف متعددة.
- المكتبات ودورها في ربط السياحة بالثقافة.
- نماذج لتفعيل الدور الثقافي للمكتبات.
- مبادرة “هكذا نتعافى” وأهمية الدور المجتمعي للمكتبات.
- آليات تعزيز دور المكتبات في السياحة الثقافية في الواقع السعودي.
- التوصيات
- المصادر والمراجع
- المشاركون
- الملخص التنفيذي.
يتناول هذا التقرير قضية المكتبة بين السياحة والثقافة، وأشارت د. عفاف الأنسي في الورقة الرئيسة إلى أنه يطلق على السياحة التي يكون الدافع الأساسي للزائر فيها هو تعلم واكتشاف وتجربة المعالم الثقافية الملموسة وغير الملموسة لبلد ما أو منطقة معينة مصطلح “السياحة الثقافية” وذلك وفقًا للتعريف الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للسياحة، في دورتها الثانية والعشرين (2017)، ويعد هذا النوع من السياحة مصدر حيوي لكثير من البلدان التي تستهدف السياحة كمصدر دخل دائم لها. وقد استعرضت الورقة الدور الحيوي للمكتبات العامة ضمن منظومة الثقافة المحلية وكمحور سياحي بارز للبلد من خلال محورين رئيسيين: الأول، المكتبات كعامل جذب سياحي، والثاني، دور المكتبات العامة في المملكة ومكانتها ضمن السياحة الثقافية، واختتمت الورقة بطرح مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز مساهمة المكتبات في السياحة الثقافية.
بينما أكَّد د. عبدالله العمري في التعقيب الأول إلى أنه عند ربط المكتبة بالسياحة فإن الحديث يتركز حول نوع معين من المكتبات، وهي المكتبات ذات الطابع العام أي المكتبات العامة أو المكتبات الخاصة الكبيرة التي اتخذت صفة المكتبة العامة في إمكانية زيارتها والاطلاع على محتوياتها وبنائها وأرشيفها الخاص المتضمن في الغالب مخطوطات ونفائس معرفية وثقافية، وكذلك المكتبات التي شكلت جزءًا من بناء الهوية المعرفية والثقافية والعلمية لأجيال متعاقبة، وهي عند بعض الدول مرتبطة بالهوية العمرانية والمنجز الحضاري على المستوى القومي الموازي للعظمة الحضارية والرسوخ التاريخي، وكذلك ما يرتبط بعلاقة الكتاب بتطور المعرفة وصولا إلى المرحلة العلمية. أما وعند ربط العنصر الثقافي والعنصر السياحي بالمكتبة، فإن المنظور الثقافي ينفصل جزئيا عن علاقته بالثقافة المحلية ليصبح من منظور الآخر. هذا الآخر هو السائح المتعدد الجنسيات والمتنوع الثقافات والاهتمامات. فيكون فهم نظرة ومكانة المكتبة عند ذلك الآخر أي السائح هو الأهم مما يعني جعل المكتبة منتجًا سياحيًا يتوافق مع ثقافة سائح محتمل يحمل ثقافة تحدد نظرته إلى المكتبة وإلى شكل معين وظروف محيطة بالمكتبة.
في حين ذكر د. خالد الدغيم في التعقيب الثاني أن سياحة المكتبات يمكن أن تتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الأخرى، مثل تتبع تطور الكتاب عبر التاريخ، والمطابع الشهيرة وآلية عملها، فضلاً عن أوائل الكتب التي تم طباعتها بتلك الآلة، وتضم بعض المكتبات متاحف ثرية تحكي مسيرة المكتبات وأثرها عبر التاريخ. ولكن يلزم القيام بحملة اتصالية تعرف بمشروع البيت الثقافي الذي اعتمدته هيئة الثقافة وبدأت نماذج له في مناطق المملكة.
بينما أشار أ. ســلمان العُمـــري في التعقيب الثالث إلى إنشاء جمعية العناية بالمكتبات الخاصة والمرخصة حديثًا من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وهي منظمة أهلية غير ربحية، وجمعية تطلع إليها كل من له اهتمام وعناية بالكتب والمكتبات، ومن أبرز أهدافها: إتاحة الفرصة للعاملين والمهتمين بالمجالات الأدبية من أصحاب المكتبات بتبادل الخبرات العلمية والفنية والتعرف على ما هو نادر لدى البعض، وتقديم المشورة لأصحاب المكتبات الخاصة بكيفية التعامل مع المكتبات والكتب من فهرسة وتنظيم عن طريق خبراء في ذلك، وتوفير بيئة معرفية وأدبية موحدة للباحثين في مجالات الأدب يتم من خلالها التواصل والاستفادة المتبادلة بين الأعضاء، بجانب رفع الوعي بقيمة الكتاب والعناية به بصفته أهم محتويات الثقافة.
وتضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:
- المكتبات كمنشآت ثقافية ذات وظائف متعددة.
- المكتبات ودورها في ربط السياحة بالثقافة.
- نماذج لتفعيل الدور الثقافي للمكتبات.
- مبادرة “هكذا نتعافى” وأهمية الدور المجتمعي للمكتبات.
- آليات تعزيز دور المكتبات في السياحة الثقافية في الواقع السعودي.
ومن أبرز التوصيات التي انتهى إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول القضية ما يلي:
- أن تقوم المكتبات بتنظيم فعاليات مثل معارض فنية، وورش عمل، ومحاضرات ثقافية وتاريخية، وعروض للفنون التقليدية، تجتذب السياح من الداخل والخارج. وفتح أبواب المكتبات الرئيسية منها على مدار ٢٤ ساعة.
- أن تقوم وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة بفعاليات عن تاريخ ودور المكتبات السعودية العامة والجامعية وغيرها في دعم مجتمع المعرفة والحركة الثقافية والتاريخية والحضارية كأحد مقومات القوة الناعمة السعودية.
- بناء سياسة وطنية ذات رؤية استثمارية لتعزيز دور المكتبات وإشراكها في الحراك الثقافي والسياحي والتنموي والترفيهي وفقا لرؤية المملكة ٢٠٣٠.
- خلق تجارب سياحية دورية في المكتبات بالتنسيق بين هيئة المكتبات ووزارة السياحة وهيئة الترفيه، تجمع بين روح العصر وروح المكان (yearly events calendar).
- بناء تجربة ورحلة عميل مميزة للمستفيد المحلي أولا في المكتبة تجعله يكرر الزيارة ويوصي بها، ويندرج تحت هذه التوصية تعدد المنافع من المكتبات ووجود القيمة المضافة واعتبار المكتبات متنفس طبيعي للأحياء مثلها مثل بقية المرافق.
- الورقة الرئيسة: د. عفاف الأنسي
يطلق على السياحة التي يكون الدافع الأساسي للزائر فيها هو تعلم واكتشاف وتجربة المعالم الثقافية الملموسة وغير الملموسة لبلد ما أو منطقة معينة مصطلح “السياحة الثقافية” وذلك وفقًا للتعريف الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للسياحة، في دورتها الثانية والعشرين (2017)، ويعد هذا النوع من السياحة مصدر حيوي لكثير من البلدان التي تستهدف السياحة كمصدر دخل دائم لها؛ ووفقاً Škrabić Perić et al. ( 2021) فإن التراث الثقافي والموارد الثقافية توفر مزايا نسبية للوجهة السياحية، في حين أن الإنفاق الحكومي على الثقافة يمثل أحد عناصر الميزة التنافسية للوجهة، يؤدي هذا التفاعل الديناميكي بين القطاعين (الثقافي والسياحي) إلى تعزيز الاقتصادات المحلية ويساهم أيضًا في تحقيق الأهداف الأوسع للتنمية المستدامة، حيث تمثل السياحة والثقافة قوى دافعة مهمة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
في تناولي لقضية “المكتبة بين السياحة والثقافة” سأستعرض الدور الحيوي للمكتبات العامة ضمن منظومة الثقافة المحلية وكمحور سياحي بارز للبلد. ستُبنى هذه الورقة على محورين رئيسيين: الأول، المكتبات كعامل جذب سياحي، والثاني، دور المكتبات العامة في المملكة ومكانتها ضمن السياحة الثقافية. سأختتم الورقة بطرح مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز مساهمة المكتبات في السياحة الثقافية.
المكتبات كعامل جذب سياحي:
تبرز المكتبات العامة باعتبارها “الوصي الحارس” على المعرفة الثقافية والتاريخية، فهي تحوي على الأغلب مخطوطات نادرة وأعمال فنية محلية ووثائق تاريخية وأرشيفات فريدة لمنطقة معينة، تسهم في توثيق الثقافة والهوية المحلية المميزة، من خلال هذه الأصول الثقافية تلعب المكتبات العامة دورا أساسياً في تعزيز تميز الوجهة السياحية في السوق التنافسية، أيضاً يمكن أن تكون المكتبات العامة جاذبة سياحياً من خلال استحضار الروح الثقافية للمكان أوما يطلق عليه “روح المكان”. وربط السياح بالفضاء الثقافي الدارج في المجتمع عبر الفعاليات والمهرجانات الوطنية والربط بين السياحة والتقويم الثقافي للمكتبات على مدار العام، إضافة إلى استعراض الإبداعات المحلية للمؤلفين الشباب وتخصيص مساحات لقراءات الشعر وتوقيع الكتب وعرض أشكال التعبير الثقافي المحلي المعاصر.
وفيما يلي سأذكر أمثلة للأدوار والأنشطة التي يمكن أن تضطلع بها المكتبات العامة في السياحة الثقافية، توفر مكتبة أبحاث متحف ريكس في أمستردام إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من تاريخ الفن، مما يعمق فهم الزوار للفن الهولندي والتراث الثقافي. لا تقتصر هذه البرامج على الترفيه فحسب، بل تقوم أيضًا بتثقيف الزوار حول الخلفية الثقافية والتاريخية للمنطقة. كما تعتبر مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة، بمجموعاتها الضخمة ومعمارها الفريد، نقطة جذب سياحي تعكس تاريخ وثقافة الأمة، ومكتبة الإسكندرية من أعرق المكتبات في العالم تقدم ضمن فعالياتها عرضًا بانوراميًا ثقافيًا تفاعليًا يصور تاريخ مصر، بينما تنظم مكتبة سياتل العامة جولات وعروضًا حول تاريخ الموسيقى في المدينة بما يتماشى مع سمعة سياتل كمدينة موسيقية، وفي أوتاوا، تقدم المكتبة العامة التي تقع خلف مبنى البرلمان جولات ثقافية وعروضًا موسيقية يعزفها أفراد الشرطة العسكرية الكندية خلال الصيف بزيهم التقليدي المميز. كذلك، تجذب الهندسة المعمارية للمكتبات السياح، حيث تشتهر مكتبات مثل جوانينا في كويمبرا بالبرتغال بتصميماتها المعمارية الباروكية الرائعة.
إضافة إلى ذلك تبرز المكتبات العامة أيضًا كمراكز إرشاد سياحي مهمة، حيث تعمل على ربط الزوار بالوجهات السياحية في المنطقة حيث تعمل على توجيه الزوار نحو المعالم الثقافية الرئيسية، كالمحلات التجارية المتميزة والمتاحف، مما يثري تجاربهم الثقافية والترفيهية. إضافيًا، تُعد مكتبة الإسكندرية مثالًا بارزًا على ذلك، حيث يوجد بمدخلها شاشة بلازما تقدم لمحة عامة عن الآثار في الإسكندرية، مما يُعد مقدمة مفيدة للسياح حول المدينة. كما تساهم مكتبة الإسكندرية في تعزيز تجربة الزوار من خلال توفير دليل إرشادي شامل يتضمن معلومات حول المواقع الأثرية، الفنادق، المراكز الثقافية، القنصليات، ومراكز التسوق في الإسكندرية، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى ذات صلة.
دور المكتبات العامة في المملكة ومكانتها ضمن السياحة الثقافية:
تاريخ المكتبات في المملكة العربية السعودية يعكس تطوراً ملحوظاً في دعم العلم والثقافة من قبل القيادة السعودية، بدءًا من مكتبة الحرم المكي الشريف التي بعود تاريخ إنشائها وفق ما أوردته المصادر التاريخية إلى القرن الثاني الهجري ومنذ بداية عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله اهتم بهذه المكتبة وكون لجنة من العلماء لدراسة أحوالها وأطلق عليها عام 1357هـ. وعلى مر العقود، أظهرت القيادات المتعاقبة اهتمامًا بتعزيز البنية التحتية للمكتبات، وأبرزها إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية في عام 1417هـ، التي تحولت إلى مكتبة وطنية وشهدت تطوراً كبيراً في مقتنياتها وخدماتها. وبتوجيهات مستمرة من القيادة، تعمل هذه المكتبات اليوم ليس فقط كمراكز للمعرفة والثقافة بل أيضًا كمنارات تعليمية تخدم الباحثين والمثقفين وتعزز من مكانة المملكة كمركز ثقافي عالمي.
مع تطور المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية منذ إطلاق استراتيجيتها الثقافية الوطنية، تحرص المؤسسات الثقافية على ترسيخ الثقافة كأسلوب حياة. وقد قامت هيئة المكتبات بجهود نوعية في التركيز على قطاع المكتبات العامة ونقلها من كونها مستودعات معرفية إلى منصات ثقافية تفاعلية تحت مبادرة تحويل المكتبات العامة إلى بيوت ثقافية، وتأتي هذه الخطوة بعد دراسة ميدانية قامت بها الوزارة حول وضع المكتبات في المملكة العربية السعودية. وبناء على النتائج تم وضع خطة تطوير تمتد حتى عام 2030. وتهدف الخطة إلى إنشاء 153 مكتبة عامة في جميع المناطق، في حين أن العدد الحالي هو ما يقارب 84 مكتبة عامة وتبنت المكتبات مفهوم “بيت الثقافة”، الذي يمزج بين وظائف المكتبات والمشاركة الثقافية. والذي تحدث عنه رئيس هيئة المكتبات في الندوة التي قدمها ملتقى أسبار في دورته العاشرة تحت إشراف لجنة الشؤون الثقافية والسياحية.
ومن النماذج المثالية لهذا النهج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، المعروف أيضًا باسم “إثراء”، الذي أسسته شركة أرامكو السعودية في الظهران ويشتهر إثراء بتصميمه المعماري الفريد وأيضًا بمكتبته الحديثة التي تضم أكثر من 500 ألف كتاب ومليوني وثيقة رقمية. وقد تم تصنيفه من قبل مجلة تايم كواحد من أعظم الأماكن في العالم يستحق الزيارة في عام 2018، التقييم الذي قدمته المجلة استند إلى معايير عدة بما فيها الجودة، الأصالة، الابتكار، الاستدامة، والتأثير العام. تضمنت القائمة المختارة مواقع متنوعة من متاحف، معالم ثقافية، مرافق ترفيهية، وفنادق، حيث كان نصيب منطقة الشرق الأوسط خمسة مواقع فقط، بما في ذلك مركز “إثراء”.
إن التطور المستمر للمكتبات في المملكة العربية السعودية إلى “بيوت الثقافة” لا يعزز المشهد الثقافي فحسب، بل يعزز السياحة الثقافية أيضًا. ومن خلال تحويل المكتبات إلى مراكز ثقافية نابضة بالحياة، فإنها تصبح مناطق جذب رئيسية للسياح المهتمين بتاريخ المملكة العربية السعودية الغني وثقافتها الديناميكية.
ومن الناحية التنظيمية وحتى توحد الجهود لتفعيل دور المكتبات العامة لابد من التعاون الاستراتيجي بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة، والذي يمكنه دمج المكتبات في مسارات السياحة الثقافية. كما لا بد أن تكون هناك مظلة ثقافية سياحية (لجنة- جمعية..) تحت إشراف هيئة المكتبات والهيئة السعودية للسياحة، وأقترح أن يكون تجمع تنظيمي بسيط لا يرتكز على هيكل إداري معقد، بل يهدف فقط إلى تسهيل التواصل والتعاون بين المؤسسات الثقافية المستقلة التي لها شخصية اعتبارية مستقلة والتي قد تصنف كمكتبات عامة أو مؤسسات ثقافية مثل دارة الملك عبد العزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية وغيرها من المكتبات العامة والخاصة من شأن هذه المظلة أن تسهل المسار السياحي للمكتبات العامة كتنظيم الجولات الإرشادية التي تركز على المخطوطات التاريخية والمعارض الفنية المحلية وورش العمل الثقافية التفاعلية، مما يثري التجربة السياحية الثقافية.
وفي ختام النقاش، نستنتج أن هناك جهوداً مستمرة لتحويل المكتبات العامة إلى مراكز اجتماعية نشطة وتفاعلية تجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها. وعلى الرغم من الطموح الكبير والخطوات المتواصلة، يظل هناك مجال لتعزيز هذا الدور أكثر من خلال سد الفجوات الحالية وتحسين التعاون وتوحيد الجهود تحت مظلة تنسيقية مشتركة بين القطاع السياحي والثقافي تهدف إلى القيام بالأنشطة التالية:
- تنظيم حملات ترويجية لتسليط الضوء على الأنشطة والفعاليات التي تقدمها المكتبات كجزء من العروض السياحية.
- تصميم وتنظيم برامج زيارات مشتركة تجمع بين المكتبات والمعالم السياحية الأخرى بالمدينة، مما يقدم تجربة ثقافية متكاملة للزوار. على سبيل المثال:
- المنطقة الغربية: يمكن تنظيم جولات تركز على التراث الإسلامي، بزيارة الحرمين الشريفين، وأيضاً استكشاف المعالم التاريخية مثل قلعة العروس والبحر الأحمر في جدة، لتعزيز التجربة الثقافية والروحانية.
- المنطقة الوسطى: يمكن تنظيم جولات تشمل زيارة المتاحف مثل المتحف الوطني، وقصر المربع، والمواقع التاريخية الأخرى التي تعرض التطور العمراني والثقافي للمملكة.
- المنطقة الشرقية: تعتبر هذه المنطقة مركز الصناعة النفطية، حيث يمكن تنظيم جولات تعليمية تشرح عمليات استخراج النفط وتاريخه. الجولات يمكن أن تشمل زيارات لأول بئر نفط تجاري، ومصافي النفط، إلى جانب استكشاف المواقع الأثرية التي تحكي قصص المنطقة قبل اكتشاف النفط.
- المنطقة الجنوبية: تُعرف بتضاريسها الجبلية وتراثها الثقافي الغني. يمكن تقديم جولات في البيئات الطبيعية مثل جبال السروات، واستكشاف الموروث الثقافي لقبائل المنطقة من خلال المهرجانات المحلية والأسواق التقليدية.
- تطوير تطبيقات ومنصات رقمية تربط بين المكتبات والمواقع السياحية، مما يسهل على الزوار التخطيط لزياراتهم واستكشاف الموارد الثقافية بشكل مستقل.
- تنظيم برامج تبادل مع مؤسسات ثقافية دولية لعرض المخطوطات والمعارض الفنية العالمية، مما يجذب سياحًا من مختلف الجنسيات.
- تقديم دورات تدريبية لموظفي المكتبات حول كيفية تقديم جولات إرشادية وتفاعلية تركز على العناصر التاريخية والثقافية، لتحسين الخدمات المقدمة للزوار، (وفي هذا الشأن قد تم التعاون بين وزارتي السياحة والثقافة لتطوير مواد تدريبية للمواقع السياحية الثقافية بالمملكة، بهدف إثراء المحتوى التدريبي المقدم للمرشدين السياحيين، قامت وزارة السياحةبالتعاون مع وزارة الثقافة بإعداد 28 مادة تدريبية لمواقع التراث الثقافي والمسارات السياحية الثقافية المختلفة في المملكة العربية السعودية) ويمكن أن يطبق هذا التدريب على موظفي المكتبات العامة والدور الثقافية.
- التعقيبات:
- التعقيب الأول: د. عبدالله العمري
المكتبة والثقافة
لعل أقرب نموذج يمكن أن يضعنا أمام تصور عن علاقة المكتبة فضلا عن كونها مكانا للقراءة والاطلاع يحاكي مفهوم الثقافة المتمحور حول التعريف القائل: الثقافة معرفة كل شيء عن شيء ومعرفة شيء عن كل شيء. أقول فضلا عن ذلك ما قامت به هيئة المكتبات مؤخرا من افتتاحها لمراكز ثقافية. هذه المراكز الثقافية يعول عليها إنتاج الثقافة من خلال المواد الاجتماعية من قيم ودين ولغة وأعراف وعادت وتقاليد تمثل جانبًا من جوانب الثقافة اللامادية، ومن نماذج مادية للثقافة تتمثل في زاوية منها في طبيعة البناء وشكله، وتوظيف البيئة المكانية بما يخدم كافة الجوانب المادية، ومن جهة أخرى فإن هذه المراكز يناط بها العمل على الاستدامة الثقافية، وتوفير قنوات تواصل بين المجتمع والكتاب والمكتبة بمفهومها الذي سيطرح بأشكاله المتعددة في هذه الورقة، وتسخير أدوات الجذب اللازمة لتصبح مراكز جذب ثقافي تقوم بدورها التنموي في جوانب الثقافة المختلفة.
المكتبة والسياحة
عند ربط المكتبة بالسياحة فإن الحديث يتركز حول نوع معين من المكتبات، وهي المكتبات ذات الطابع العام أي المكتبات العامة أو المكتبات الخاصة الكبيرة التي اتخذت صفة المكتبة العامة في إمكانية زيارتها والاطلاع على محتوياتها وبنائها وأرشيفها الخاص المتضمن في الغالب مخطوطات ونفائس معرفية وثقافية، وكذلك المكتبات التي شكلت جزءًا من بناء الهوية المعرفية والثقافية والعلمية لأجيال متعاقبة، وهي عند بعض الدول مرتبطة بالهوية العمرانية والمنجز الحضاري على المستوى القومي الموازي للعظمة الحضارية والرسوخ التاريخي، وكذلك ما يرتبط بعلاقة الكتاب بتطور المعرفة وصولا إلى المرحلة العلمية.
وفي واقعنا السعودي فإن الكتاب كان جزءًا من الحياة الاجتماعية بالنسبة لطبقة معينة في المجتمع كانوا يرتبطون بالكتاب ويأخذون مكانتهم الاجتماعية من خلال هذا الارتباط والمعرفة التي يكتسبونها من تلك القراءات، وفيما يتعلق بالكتاب بوصفه مكونًا أحاديًا في مكتبة عامرة بكتب منوعة، فقد كان لكل منطقة من مناطق المملكة ارتباطها الخاص بنوع معين من الكتب عدا الكتب الدينية التي كانت تحظى باهتمام مشترك مع اختلاف التوجه لكتب أكثر من غيرها، ومع وجود المكتبات العامة في مختلف مناطق المملكة ومنها المكتبات الموجودة في منطقة مكة المكرمة التي بدأت في الظهور منذ القرن الأول الهجري.
ورغم ما للمكتبة من أهمية إلا أنها على ما يبدو لم تكن وجهة سياحية في المملكة العربية السعودية، وهذا يجعلنا نتوقف عند هذه النقطة لنركز على الأسباب في حال ثبتت صحة هذه الفرضية.
المكتبة بين الثقافة والسياحة
عند ربط العنصر الثقافي والعنصر السياحي بالمكتبة، فإن المنظور الثقافي ينفصل جزئيا عن علاقته بالثقافة المحلية ليصبح من منظور الآخر. هذا الآخر هو السائح المتعدد الجنسيات والمتنوع الثقافات والاهتمامات. فيكون فهم نظرة ومكانة المكتبة عند ذلك الآخر أي السائح هو الأهم مما يعني جعل المكتبة منتجًا سياحيًا يتوافق مع ثقافة سائح محتمل يحمل ثقافة تحدد نظرته إلى المكتبة وإلى شكل معين وظروف محيطة بالمكتبة.
هذا الأمر لا يعني تغيير هوية المكتبة، وإنما يعني توفير ظروف محيطة تجعل للمكتبة وظائف غير الوظائف التقليدية المرتبطة بالبحث والقراءة، وجعلها وجهة سياحية من خلال بيئة مناسبة لاستقطاب محبي المكتبات من حيث هي مكان روحاني ملازم لمكانة الكتاب والكاتب.
- التعقيب الثاني: د. خالد الدغيم
انشأت اول مكتبة عامة 1949 تقريباً ثم بدأت تنشأ المكتبات للحاجة لها حيث تشكل وعاء معرفي وثقافي هام في حياة المجتمع، وجميع المكتبات الموجودة تنقسم الى:
- المكتبات الجامعية: داخل الحرم الجامعي لخدمة البحث العلمي.
- المكتبات الوقفية: تعني بالمخطوطات النادرة وهي بالعادة تكون خاصة تمتلكها أسر او مساجد كبرى مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي او غيرها وتعني بالعلوم الإسلامية والسير والتاريخ الإسلامي وإدارة ضمن إدارة المكان الذي هي فيه ويكون لها تنسيق فقط مع هيئة المكتبات.
- المكتبة الوطنية: وهي مكتبه وحيدة تعنى بحماية الانتاج الفكري للسعوديين سواء في الخارج او الداخل او غير السعوديين على أرض المملكة العربية السعودية ودورها توثيق أرث الأمة وصدر نظامها في عام 1410هجري وهي مرتبطة بمجلس الوزراء). ولها إدارة مستقلة.
- المكتبات العامة: تتبع حالياً هيئة المكتبات تحت أشراف وزارة الثقافة.
تشخيص الواقع:
المكتبات رغم أهمية دورها لكنها عانت من عوامل لم تتيح لها أن تؤدي دورها كما ينبغي.
- مباني مستأجرة او متهالك.
- التجهيزات التقنية معدومة.
- غياب البنية السليمة والأنظمة.
- اوقات الدوام غير مرنه للمستفيد
- لا تستقبل النساء.
- التكلفة التشغيلية عالية مقارنة بعدد الزوار.
- ضعف التشريعات.
- غياب الهدف.
- تسمية مصادر التعلم في التعليم (فصل الطلاب عن المكتبة).
- التشتت (اشرفت عليها وزارة المعارف ثم الإعلام ثم انتقلت لوزارة الثقافة) مع قلة الدعم.
ونحن أمام رؤية 2030 م وهي رؤية ذات أهداف محددة بشعار: “وطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر”. والمعلوم بأن مؤشرات وازدهار المدن مرتبط بعدد المكتبات.
جاءت هيئة المكتبات التي أنشأت في عام 2020م بأهداف واضحة:
1/ تنمية القطاع.
2/ تعزيز المشاركة المجتمعية.
3/ تطوير الكفاءة الإدارية والتشغيلية.
المكتبات الموجودة: 82 مكتبة.
نقطة التحول: تطوير التشريعات وفق مشروع وطني.
المشروع: الاستراتيجية الوطنية للثقافة
وتحويل المكتبات العامة إلى “بيوت ثقافة” وهو أكثر حياة وحيوية وفيه مساحات جماعية وفرديه ومسرح وتقنية تتيح الاستعارة وفعاليات مشتركة مع قطاع البلديات وقطاعات المجتمع المدني وتنمية منصات الهواه مع برنامج جودة الحياة. وتشرف عليها هيئة المكتبات مباشرة.
واطلقت الهيئة 4 نماذج للمكتبات (في 2030) للوصول إلى 153 مكتبه منها 8 مكتبات بحجم كبير وهو عبارة عن بيت ثقافي يميزه سهوله الوصول اليه من اي مكان داخل المدينة في وقت لا يتجاوز 20 دقيقة وتقوم إستراتيجية هيئة المكتبات من خلال تسعة أهدافٍ رئيسية مقترنة بالركائز الرئيسية الثلاث، منها أربعة أهداف للركيزة الأولى وهي دعم التحوّل الرقمي لخدمات المكتبات، وتطوير كفاءة القطاع، وتشجيع الابتكار والاستثمار، وتطوير منظومة مصادر التمويل، وثلاثة أهداف للركيزة الثانية وهي تحسين إتاحة الوصول لخدمات المكتبات، ورفع مستوى الوعي المعلوماتي وتعزيز العادات القرائية، وتنشيط المكتبات كمراكز للتعليم والثقافة والتنمية المجتمعية، وهدفان للركيزة الثالثة وهما توفير بيئة عمل جذّابة وبناء قدرات داخلية متطورة، وتفعيل الشراكات المحلية والإقليمية والدولية.
بعد أن استعرضت معكم موجز عن الواقع وخطة الجهة المشرفة حالياً للمستقبل اود أن أوضح ضرورة أن يكون هناك فعاليات للأيام العالمية تحتضنه المكتبات. ويكون للأدباء والمؤلفين لقاء شهري او ربع سنوي داخل المكتبات ويكون هناك دور تنسيقي مع جمعيات الاحياء لزيارة للمكتبات العامة وخلق تنافس بينها.
أثر المكتبة على السياحة:
المكتبات المكان الهادئ الفسيح من الداخل الذي يتزين بالكتب في رونق وجمال، تتناثر مبانيها في العالم وتكون ضمن اهتمامات الكثير من السواح ونخب المجتمع ولها حضورها على خارطة السياحة الثقافية ولها خط بياني يحمل قيمة تجذب الشريحة الكبيرة من طالبي نمط السياحة الثقافية، ليس فحسب لما تحتويه من كتب، وإنما كذلك لما يحمله بعضها من عراقة أو مخطوطات نادرة أو حضور معماري مذهل، أو وجودها في المدن العتيقة وحولها كل مقومات تدعم وجودها ويفضلها محبو الثقافة حول العالم، وتكون مزاراً سياحي جاذب حيث يقصدها عديد من السياح حول العالم.
وسياحة المكتبات يمكن أن تتضمن العديد الفعاليات والأنشطة الأخرى، مثل تتبع تطور الكتاب عبر التاريخ، والمطابع الشهيرة وآلية عملها، فضلاً عن أوائل الكتب التي تم طباعتها بتلك الآلة، وتضم بعض المكتبات متاحف ثرية تحكي مسيرة المكتبات وأثرها عبر التاريخ.
وفي ضوء ذلك يمكن التوصية بالقيام بحملة اتصالية تعرف بمشروع البيت الثقافي الذي اعتمدته هيئة الثقافة وبدأت نماذج له في مناطق المملكة وتكون مبادرة من مركز أسبار.
- التعقيب الثالث: أ. ســلمان العُمـــري
سـررت جدًا بالموافقة على إنشاء جمعية العناية بالمكتبات الخاصة والمرخصة حديثًا من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وهي منظمة أهلية غير ربحية، وجمعية تطلع إليها كل من له اهتمام وعناية بالكتب والمكتبات، والقائمون على الجمعية ومجلس إدارتها، والجمعية كما حددت أهدافها تتلخص في:
- إتاحة الفرصة للعاملين والمهتمين بالمجالات الأدبية من أصحاب المكتبات بتبادل الخبرات العلمية والفنية والتعرف على ما هو نادر لدى البعض.
- تقديم المشورة لأصحاب المكتبات الخاصة بكيفية التعامل مع المكتبات والكتب من فهرسة وتنظيم عن طريق خبراء في ذلك.
- توفير بيئة معرفية وأدبية موحدة للباحثين في مجالات الأدب يتم من خلالها التواصل والاستفادة المتبادلة بين الأعضاء.
- رفع الوعي بقيمة الكتاب والعناية به بصفته أهم محتويات الثقافة.
- الإسهام في التعريف بالكتاب والجانب التوعوي وأهمية القراءة لدى الأجيال الناشئة وضرورة وجود مكتبة في كل بيت.
- إيجاد رابطة وجمعية لأصحاب وملاك المكتبات الخاصة من العلماء والأدباء والوجهاء والمثقفين.
- إيجاد منصة معرفية موحدة لأصحاب وذوي المكتبات الخاصة يتم من خلالها التواصل والاستفادة المتبادلة بين الأعضاء.
- البحث عن حلول لمآلات المكتبات الخاصة والوقفية بعد وفاة أصحابها وكيفية التصرف بها عند الوصية أو في حالة انتقالها للورثة.
- التواصل مع المكتبات الرسمية التي ترعاها الدولة وفقها الله عبر هيئات الكتاب.
- إيجاد آلية للتعاون والشراكة مع هيئة المكتبات في وزارة الثقافة.
- التعاون مع المؤسسات الثقافية الراعية للكتاب وتفعيل الشراكات، وكذلك الإسهام في التعريف بالكتاب.
وهذه الأهداف وإن كانت بعضها من صميم عمل وزارة الثقافة والقطاعات ذات الشأن الثقافي والتعليمي إلا أن هناك ثمة أعمال ومهام أتمنى أن تهتم بها هذه الجمعية الناشئة، ومنها:
- المساعدة في التعريف بالمكتبات الخاصة التي يراد بيعها أوهبتها لمؤسسات تعليمية وثقافية وتنظيم المزادات أو ربط المتبرعين بالمؤسسات التعليمية والثقافية.
- هناك مراكز ومؤسسات إسلامية تتطلع للكتاب العربي في مجال العلوم الشرعية أو الأدب واللغة العربية ولعل الجمعية تقوم بتجسير التواصل مع الجانبين المتبرع والمؤسسات الثقافية.
- إقامة دورات تدريبية للطلاب والطالبات في تنظيم المكتبات الخاصة وفهرستها بمقابل.
- المساهمة في تدوير الكتب وتوزيعها خلال المواسم الثقافية والمهرجانات في مختلف مناطق المملكة.
- تخصيص مكتبة متنقلة تزور المدن والمحافظات وتشارك في فعاليات المواسم بالمناطق.
- تشجيع الوقف على المكتبات وتنميته بالتعاون مع المؤسسات الوقفية المتخصصة.
- المداخلات حول القضية
- المكتبات كمنشآت ثقافية ذات وظائف متعددة.
من المفاهيم الحديثة المستجدة التي طغت على التفكير الإنساني وما تلجأ إليه العديد من الدول للتأثير في الآخر هو مفهوم القوة الناعمة التي تأتي الثقافة كأحد مصادرها الأساسية ذات التأثير والجذب البالغ.
وما من شك أن المكتبات جزء مهم من ثقافتنا ولها الأثر الثقافي في صياغة ثقافة المجتمع والنهوض بها، كما أنها أداة للحفاظ على التراث، علاوةً على دورها في دعم التأليف والترجمة والنشر العلمي بما يحقق تطوير البحث العلمي، وكذلك لا ننسى دورها الكبير في التحول إلى مجتمع المعرفة الذي ننشده في ضوء أهداف رؤية 2030.
لذا فالمكتبات كونها منشآت معرفية تعدّ من أهم المعالم التي تشير بوضوح إلى مستويات التقدّم الحضاري والثقافي للشعوب حول العالم، فهي مستودعات الفكر، والمعرفة، والوعاء الضامن والحاضن لتراث الأمم وتاريخها.
ولعل الوظيفة الأهم للمكتبة أنها مكان للخلوة الفكرية للمرتاد؛ قد يخلو بكتاب أو يخلو مع أفكاره. وعلى النقيض قد يرتاد المكتبة من يرغب في التثاقف مع مجموعة دراسية أو بحثية. والثالثة أنها مكانٌ للتعارف المعرفي؛ حلقات نقاش لموضوع أو استعراض لكتاب.
هذه هي الوظائف التي تركز عليها المكتبات الحديثة؛ مكان مبهج يشجع على العمل الفكري وإعمال الفكر، أكثر من مجرد الذهاب للمكتبة من أجل الاطلاع على مقتنيات المكتبة.
“ويتوقع المجتمع من المكتبة العامة في الأحياء أن توفر رئةً صالحة يتنفس فيها أفراده، ويلتقوا للحديث والتعلم من بعضهم البعض والإفادة من خبراتهم وهواياتهم ومواهبهم المختلفة عبر التلقي المباشر ضمن مجتمعات مصغرة تضم أشخاصا تجمعهم الاهتمامات”.
وبالإشارة إلى أهمية المكتبات العامة في إدارة الفكر البشري في عصر الانفجار المعرفي المتسارع، لابد من النظر للجانب الاخر في حال لم تكن تلك المكتبات تحت الانتقاء والاهتمام من قبل متخصصين لكل ما تحتويه من معارف وافكار والتي قد يترتب عليها ما يلي:
- ظهور جيل يحمل فكر متطرف أو غير متوازن: فإذا لم يتم الاهتمام المستمر والانتقاء الجيد للمواد المتاحة في المكتبات، قد يؤدي ذلك إلى ظهور جيل يحمل فكرًا متطرفًا أو غير متوازن. وهذا يرجع إلى أن المعرفة والمعلومات التي يتعرض لها الأفراد في هذا العصر تؤثر بشكل كبير على تكوين معتقداتهم ووجهات نظرهم وأفكارهم. لذلك، تلعب المكتبات دورًا حيويًا في توفير مصادر موثوقة ومتنوعة للمعرفة، مما يساعد على تشكيل أفكار متوازنة وموضوعية لدى افراد المجتمع.
- الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم الأصيلة: فبالإضافة إلى دورها في إدارة المعرفة، تساهم المكتبات العامة في الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم الأصيلة للمجتمع من خلال توفير مصادر معرفية متنوعة تعكس الثقافة والتراث المحلي، وتساعد المكتبات ايضا على ترسيخ القيم والهوية الوطنية لدى المستفيدين. هذا الدور مهم بشكل خاص في ظل التأثيرات الثقافية العالمية المتزايدة في عصر العولمة.
- تعزيز التنمية المجتمعية والتعليمية: من خلال توفير الكتب والموارد المعرفية المتنوعة، تساهم المكتبات العامة في تعزيز التنمية المجتمعية والتعليمية؛ فهي تتيح للمواطنين فرص التعلم مدى الحياة وتدعم مسيرة التعليم والبحث العلمي، كما أنها تساعد في تنمية المهارات والقدرات الفردية والجماعية، مما يسهم في تطوير المجتمع ككل.
- المكتبات ودورها في ربط السياحة بالثقافة.
المكتبات، بوابات عبور بين حضارات العالم وملتقى السياح الباحثين عن الثقافة، تمثل ركنًا مهمًا في ربط السياحة بالثقافة. لطالما كانت المكتبات أكثر من مجرد مساحات لتخزين الكتب والمخطوطات؛ فهي تحفظ تراث الأمم وتنقل لزوارها قصص الحضارات والثقافات المتعددة عبر العصور.
في هذا العالم الذي يتسم بالعولمة والانفتاح الثقافي، يفترض أن تكون المكتبات مراكز جذب سياحي بحد ذاتها، تعزز من الهوية الثقافية للمكان وتوفر فرصة فريدة للزائرين للغوص في عمق التاريخ والتراث الإنساني.
تتميز المكتبات حول العالم بتنوعها وتفردّها، من حيث العمارة والأنشطة التي تقدمها. من مكتبة الإسكندرية الجديدة التي أعيد إحياؤها كرمز للتبادل الثقافي والعلمي، مرورًا بالمكتبة الوطنية في باريس، التي تعد معلمًا تاريخيًا يحكي قصة فرنسا، إلى مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية التي تستقبل الملايين من الزوار الباحثين عن المعرفة والإلهام إلى مكتبة إثراء في الظهران، تحمل كل مكتبة في طياتها ثقافة الأمة التي تنتمي إليها وتروي قصتها للعالم.
لا تقتصر أهمية المكتبات على كونها مخازن للكتب والوثائق فحسب، بل تتعدى ذلك لتصبح مراكز للأنشطة الثقافية والترفيهية التي تثري السياحة الثقافية.
وفي هذا السياق تجدر الإشادة بدور وزارة الثقافة في تنظيم معارض الكتب في السعودية وكذلك مشروع الشريك الأدبي في محاولة لنقل الثقافة إلى المقاهي التي تزخر بتوافد السياح وأخيراً القرار الأخير بالسماح ببيع الكتب في منافذ بيع متعددة كالتموينات والملبوسات ومحلات الهدايا.
كذلك فإن السائح ليس فقط القادم من الخارج إلى بلادنا إنما هو أيضاً المواطن والمقيم المسافر من مدينة لمدينة أخرى في حدود المملكة. وهنا تبرز أهمية الارتباط أو الدمج بين الثقافة والسياحة في ضوء أن السياحة وسيلة للوصول إلى الثقافة.
من أوضح صور ونماذج (المتعة المزدوجة) في مجال الثقافة مزج ومداخلة السياحة والسفر بعملية شراء الكتب وزيارة المكتبة العامة التي قد تكون في حد ذاتها معالم سياحية بارزة.
حاليا تعتبر مكتبة الكونجرس في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، هي أكبر مكتبة في العالم بحصيلة ٣٨ مليون كتاب ولهذا لا غرابة أن يتردد عليها يوما آلاف الباحثين عن المعرفة ومتعة القراءة. ومع ذلك للدخول لهذه المكتبة الضخمة الموزعة على ثلاثة مباني هائلة لا بد من عملية التسجيل للحصول على بطاقة العضوية ولهذا في المدخل الرئيسي لهذه المكتبة في مبنى توماس جيفرسون يكتفي آلاف الزوار يوميا بالتقاط الصورة التذكارية لبهو هذا المبنى الفخم كتوثيق لزيارة هذا المعلم الثقافي والسياحي البارز.
وعلى نفس النسق المئات يوميا من السياح القاصدين لمدينة نيويورك فبعد زيارة شارع التسوق والماركات (الجادة الخامسة) يمكن اقتطاع بعض وقت البرنامج السياحي لزيارة المكتبة المركزية لمدينة نيويورك والتي من شهرتها البالغة كثيرا ما ترد صورها في العديد من الأفلام السينمائية.
والمقصود أن السائح ليس شرطا أن يدخل المكتبة كقارئ ولكن كزائر عابر بل أن البعض ممن يزور مكتبة الإسكندرية العريقة قد يكتفي بالتقاط صور السلفي مع الحرص أن يكون المبنى ذو التصميم المميز للمكتبة في خلفية الصورة؛ فمكتبة الإسكندرية من أهم المعالم الثقافية والسياحية في مصر وإذا لم تجدب السائح العراقة التاريخية لهذه المكتبة ربما يجذبه رغبة التصوير مع هذا المبنى ذي التصميم المذهل.
وفي حين جمال التصميم الخارجي قد يجذب البعض لبعض المكتبات العامة نجد في المقابل روعة التصميم الداخلي المذهل هو نقطة الجذب للمئات والآلف من السياح الذين يزورن المكتبة الوطنية النمساوية في قلب مدينة فيينا علما زوار المكتبة لا يستطيعون تصفح الكتب وإنما يكتفون بالتصوير معها كما هو الحال مع مكتبة مدينة براغ التشيكية العريقة والفائقة الجمال.
- نماذج لتفعيل الدور الثقافي للمكتبات.
- النموذج الأول: ” ماراثون أقرأ “وربط القراءة بتحسين البيئة.
” ماراثون أقرأ “هو مشروع قرائي مفتوح أطلقه مركز إثراء بالمملكة العربية السعودية، عام 2022، من منطلق دور المركز في دعم المعرفة وتعزيز الجوانب الثقافية ورفع مستوى القراءة على الصعيدين المحلي والدولي، والذي امتد هذا العام 2024 إلى العالم العربي، من خلال التعاون مع مكتبة الإسكندرية بمصر، ومكتبة الوطنية المغربية بالمغرب، على أن يتم زراعة شجرةٌ مقابل قراءة 100 صفحة، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي لمكافحة التصحر في السعودية والجهات المعنية في الدول المشاركة. ولا شك أن الماراثون سعى إلى تحفيز المجتمع على القراءة في المكتبات العامة إيمانًا بدوها في إثراء الحياة العلمية والثقافية والحضارية. واختتم المشروع بقراءة أكثر من ربع مليون صفحة في السعودية ومصر والمغرب، وزراعة 2405 شجرة في 2024، فضلاً عن زراعة 8000 شجرةٍ على مدى 3 مواسم.
لذا ينبغي الإشادة بهذا المشروع كتجربة رائدة، والمأمول أن تحذو حذوها جميع المكتبات الوطنية والخاصة؛ ليكونوا شركاء ومساهمين في استمرارها السنوات القادمة لتحفيز وحث المجتمع على القراءة وربطه بجوانب مهمة كالسياحة والبيئة.
- النموذج الثاني: مشروع «Litcraft» كنموذج تعليمي للربط بين اللعب وحث الطفل على القراءة.
وهو مشروع أطلقته شركة مايكروسوفت بالتعاون مع جامعة لانكستر البريطانية عام 2018م، وتعتبر «Litcraft»، منصة تستخدم لعبة ماينكرافت، التي تم إعدادها بشكل يمكن وصفه بأنها «نموذج تعليمي»، ليست للتسلية واللعب فحسب، بل ربط بين اللعب وحث الطفل على قراءة النص لإتمام وإنجاز مراحل اللعبة، ضمن تجربة مشوقة يمزج فيها الطفل بين القراءة والاكتشاف ؛ لإنشاء جزر خيالية كتلك الموجودة في القصص الخيالية، مرتبطة بقراءة النص لتسهيل مهمة الاستكشاف والوصول إلى الكنز؛ الأمر الذي يشجعنا لإطلاق لعبة مماثلة سعودية، يتم إعدادها بشكل يقوم بالتعريف عن تراث المملكة، كالبحث عن كنز في قصر سلوى على سبيل المثال، والسعي للتسويق لها دوليًا .
- مبادرة “هكذا نتعافى” وأهمية الدور المجتمعي للمكتبات.
مبادرة “هكذا نتعافى” هي مبادرة مقترحة يمكن أن يتبناها مركز أسبار، كمبادرة تطوعية للتعافي بالقراءة، وتستهدف استغلال فترة عزلة المدمنين والسجناء بالإثراء الفكري والعلمي بالقراءة واستغلال وقتهم، والذي يعتبر وقت مناسب لتغيير عادات وخلق عادات جديدة. ويمكن أن تسهم في شفاء هؤلاء الأشخاص، وخلق مجتمعًا قارئا وذو فكر عالي. على أن تكون الفئة المنفذة لهذه الحملة هم من الأصدقاء وأهالي هؤلاء الأشخاص من خلال حثهم بإهداء كتاب للمدمن والمسجون من أجل نشر ثقافة” العطاء بالإهداء لمن تحب”.
وهنا تكمن أهمية توفر بعض العوامل لإنجاح هذه المبادرة من أهمها:
- توفر عدد من النقاط تكون فيها الكتب مجانية للداعمين للمبادرة.
- ضرورة مشاركة عدد من المكتبات ودور النشر بطرح تخفيضات خاصة لعدد من الكتب يتم الإعلان عنها من خلال منصات التواصل الخاص بفريق العمل.
- إثراء المكتبات الموجودة في مراكز علاج الإدمان والسجون بإصدارات ذات قيمة معرفية واسعة تساعد النزلاء على سرعة التشافي وسهولة التواصل المعرفي والاندماج مع المجتمع بعد خروجهم.
ولعلها تكون بعد نجاحها نوع من أنواع القوة الناعمة لقوة وأثر المكتبات في تحسين وضع هؤلاء الأشخاص في السعودية.
وقد تفتح مبادرة “هكذا نتعافى” قنوات الشراكات المجتمعية للجهات الربحية والافراد والمكتبات العامة والربحية لتوفير باقة من الكتب التي تساهم في علاج ورفع معنويات السجناء ومن يتعالج من الإدمان.
- آليات تعزيز دور المكتبات في السياحة الثقافية في الواقع السعودي.
يشير مفهوم المكتبة إلى المكان المادي، والمكان الافتراضي، وتعني القراءة في مكان أصبح الكتاب جزءا من تكوينه كما أصبحنا نشاهد في المقاهي الثقافية. أما السياحة فهي مرتبطة بمفهوم محلي لصيق بالتنقل والمتعة وطرح المكتبة كأحد الخيارات للزيارة وقضاء وقت عائلي متى ما أصبحت خيارا مناسبا بما تقدمه من فعاليات ونشاطات تتناسب في الوقت والمحتوى مع احتياجات الفرد والعائلة.
وفيما يتعلق بالسائح القادم من خارج المملكة فإن المكتبة في نظر هذا السائح جزء من حضارة البلد وبنائه الثقافي، ومكونه المعرفي، وهي مكان يطمح أن يكون وصوله إليه متيسرا، وضمن برنامج سياحي يعطي مساحة كافية من الزمن تتوافق مع طبيعة كل مكتبة والمدة الزمنية التي يمكن أن يحقق فيها هدفه من هذه الزيارة.
ويمكن العمل على تعزيز دور المكتبة العامة كمؤسسة اجتماعية وثقافية، وتكثيف حضورها من خلال ربط عدد متنوع من الانشطة والفعاليات بها. حضور المكتبة اجتماعياً وتفاعلها بمختلف الانشطة الثقافية، وانتهاجها سياسات منفتحة جدا لدعم حضور الشباب وصناعة عوامل جذب لهذه الفئة الكبيرة في مجتمعنا. وهذا الحضور سيحوّلها تلقائياً إلى مقصد سياحي.
كما أنه ومن اجل تعزيز السياحة الثقافية من خلال المكتبات، لابد من تعزيز القراءة وذلك لا يحدث الا من خلال:
- المدرسة وجعل ذلك ضمن متطلبات المناهج في ماده لغتي مثلا. بالإضافة إلى توجيه الرحلات المدرسة لتصبح رحلات هادفة بدل من الرحلات الترفيهية في المراكز التجارية.
- تعظيم دور الأهل كونهم قدوة أولا لأبنائهم من خلال بناء عادة زيارة المكتبة بشكل أسبوعي.
- تفعيل استخدام التقنية الحديثة في المكتبات وتوجيهها نحو موضوعات شهرية تخدم رؤية المملكة بحث تصبح مكان تعليمي وثقافي وترفيهي يجذب كافة الفئات العمرية.
وبالنظر إلى أن القارئ في عصرنا هذا يندر أن يزور المكتبة للبحث عن كتاب بين ارففها، وانما تكون زيارته في الغالب لأسباب أخرى كالبيئة الهادئة والمكان الجذاب وإمكانية الوصول لأوعية المعلومات العالمية وغير ذلك من المزايا. والتصور أن العمل على توفير تلك المزايا بالجودة المنافسة عالمياً إضافة إلى المحتوى الثقافي والتراثي للمكتبة هو ما يجعلها مزاراً سياحياً ثقافياً.
والواقع أن المكتبات في المملكة لم تكن وجهة سياحية ولم تكن مصممة لذلك، باستثناء المكتبات الدينية التي كانت ولا تزال نقاط جذب للسياحة الدينية. علاوة على ذلك، كان تصميم المكتبات يركز بشكل أساسي على كونها مستودعات للكتب دون أن تُتاح فيها فرص التفاعل الاجتماعي، مما جعلها بعيدة عن الحياة العامة والاجتماعية. لكن، يُشير التركيز الحالي لمشروع هيئة المكتبات إلى تحول مهم نحو تفعيل هذه المساحات كمراكز للتفاعل الاجتماعي وخلق بيئات ثقافية نابضة بالحياة، ما يمثل خطوة أولية ممتازة نحو تحويل المكتبات العامة إلى ركائز أساسية ضمن الأنشطة المجتمعية. والمأمول أن ترتقي المكتبات العامة والخاصة في وطننا لتصبح معالم بارزة على خريطة الجذب السياحي العالمي، وأن تُسهم بشكل فاعل في إثراء المشهد الثقافي والسياحي العالمي.
إن تفعيل دور المكتبات في جذب السياحة الثقافية قد يساهم في الاستدامة الاقتصادية للمكتبات للحفاظ على جودة ما تقدمه عبر سنواتها القادمة، حيث أن الدخل الناتج عن هذا النشاط يمكن أن يغطي التكاليف التشغيلية ويسهم في الحفاظ على استدامة هذه المكتبات.
أن اختيار المكتبات كمنافذ لنشر الثقافة الوطنية يعد فرصة ذكية لتعزيز دور المكتبات الوطنية والعامة والمتخصصة، والقفز بها إلى ممارسة إبداعية من منظور آخر غير معهود. سيما أنها تعد مجال اهتمام وطني؛ وبالتحديد فيما يتعلق بالسياحة الثقافية.
والراصد المنصف يلاحظ ما تقوم به وزارة الثقافة من خلال هيئاتها العديدة، ووزارة السياحة التي لا تقل حيوية عن وزارة الثقافة في تعزيز ونشر المعرفة والتراث الوطني. بيد أن الواقع أن دور المكتبة عالميا بدأ في الاضمحلال مع توفر أحدث المعارف عبر مصادر النشر الإلكتروني، وهذا ما يصعب بعض المبادرات التي يمكن اطلاقها عبر المكتبات التقليدية، هذا إذا سلمنا بأن مكتباتنا الوطنية والعامة والمتخصصة ليست منبرا وحيدا أو على الأقل جديرا بنشر المعرفة منذ العقدين الماضيين وأكثر. بيد أن التفكير النوعي قد يقود إلى ابتكار أساليب حديثة لتوظيفها بشكل فاعل في تفعيل الثقافة السياحية، وهي مستهدفات لن تكن صعبة أو مستحيلة متى حبكت الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لهذه المبادرة.
ومن منظور تخطيط مدن المكتبات فثمة أهمية لأن تكون ضمن منظومة المشي والمدرسة ونادي الحي والمسجد، في منطقة جاذبة للأطفال والكبار، وتتطلب ادارة ابتكارية من السكان وتعارف واقامة حفلات تعارف وتنظيم “بكنك” يحضر السكان الاطعمة وتكون ضمن برامج افطار رمضانية مثلا. اما أن تتناثر الخدمات والمكتبات وفي مباني صماء قبيحة لا تتوفر مواقف في الاحياء وتدار من قبل موظفين لا يتمتعون بالمهنية (إلا ما ندر) او لتدني مرتباتهم فنحن نطلب المستحيل، خصوصا مع تحديات التقنية. علما بان تخطيط مدننا بالأسلوب الشبكي (غير المستدام) يسهم في التنفير من نشاط المشي ليس لمحطات النقل بل وضع الخدمات في مضمار المشي وعدم توظيف الطبيعة في تلطيف الفراغ الخارجي ومقومات السلامة الخ.
وفي سياق متصل، فإن العلاقة بين المكتبات لتكون وجهات سياحية وبين وجود ثقافة القراءة والاهتمام بها لابد وان تكون حاضرة في ذهن من يخطط في الاستثمار في هذا الجانب. فالمكتبات العامة لا تجد اليوم من يزورها او يحتفي بها او يحب الانس بين جنباتها الا أعداد محدودة. والمكتبة حين تصبح مزارا سياحيا فقط دون احتفاء بما تشتمل عليه من كتب نوعية فريدة فإن ذلك سيكون اعلان وفاة لها. الكتاب الالكتروني هو المصدر الذي يتداول اليوم وينمو الاهتمام به حتى في البيئات التعليمية والأكاديمية والتصور أن المستقبل سيكون للمكتبات الالكترونية وما تقدمه من خدمات، اما المكتبات فقد تصبح متاحف يزورها قليلون من محبي الكتاب وهم قليلون جدا.
إن العرف السائد عن المكتبات أنها مصدر للمعارف والعلوم، وهذه المواد موجودة على شكل كتب، لكن سيأتي جيل قريبا جدا لن ينظر في الكتاب على أنه مصدر لمعلومة أو المعرفة وحينها سيكون الكتاب من أثار تاريخية لحقبة زمنية كما هي المخطوطات. ولتكون المكتبات ومصادر المعلومات جاذبة من المهم أن تلائم العصر وتحقق الهدف منها بأسلوب حضاري جديد. نحتاج أن نفكر خارج الصندوق ونتصور مستقبل الكتاب والمكتبات وفي ضوئه نضع التصورات لهذا المستقبل.
نموذج المكتبة التقليدي لم يعد جذابا إلا كما تجذبنا الأماكن التاريخية. إن أردنا الاستدامة لمفهوم المكتبة وهدفها فيجب أن تراعى المتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية واهتمامات الجيل الحالي والأجيال المستقبلية. تغير شكل المكتبة محتوم لكن هل نغيره نحن أم نجبر على تغييره.
ومن ناحية أخرى، مالم تضمن هيئة المكتبات تأمين الفعاليات الداخلية في المكتبات والمراكز الثقافية سيكون من الصعب تقديم نماذج ناجحة كإثراء، مكتبة إثراء ناجحة لأنها في مركز إثراء والمركز يضم عدد منوع من ألوان الثقافة التي يدعم بعضها بعضاً وتتوجه إلى كل الأعمار. من المهم أن تكون التشريعات داعمة لهذا التوجه. فعندما نتحدث عن مكتبات حول العالم سنجد أن المكتبة تحتوي على مسارح وشاشات عرض ومعارض ومنصات للكتب وأرشيف ومحلات لبيع الهدايا ومنصات للفعاليات ومقاهي وغيرها، هذا النشاط في واقع الأمر لدينا موزع على عدد كبير من الهيئات وليس هيئة واحدة وجميعها لا تفضل التعامل مع تخصصات الهيئات الأخرى، وتتطلب عدد من التصاريح المطلوب استخراجها لكل فعالية على حده بطريقة غير واقعية ومكلفة على نحو أبعد ما يكون عن هدف تفعيل سياحة ثقافية حيوية. الأمل هو أن تكون هيئة المكتبات هي الحل في هذا الإطار بتفعيل أكواد تصاريحها في مختلف هذه القطاعات، وتقديم تسهيلات داعمة، في الحقيقة مازالت تصاريح هيئة المكتبات نفسها محدودة، وغير مفعلة أكوادها لتغطية هذه الأنشطة على أرض الواقع.
ويجب العمل على تحديث المكتبات العامة بتهيئتها لتكون مركزاً للمعرفة والتثاقف، وبما يعزز مستهدفات ومؤشرات جودة الحياة وتنمية القدرات البشرية. كما أن من الملائم إطلاق مبادرة بقيادة هيئة المكتبات ومشاركة وزارة التعليم ومجلس شؤون الأسرة للتحفيز على ارتياد المكتبات العامة. ويتيعن كذلك أن تقوم المكتبات بتنظيم فعاليات مثل معارض فنية، وورش عمل، ومحاضرات ثقافية وتاريخية، وعروض للفنون التقليدية، تجتذب السياح من الداخل والخارج.
والواقع أنه ومع أن هيئة المكتبات تقوم بجهد تنظيمي رائع، لكنها بعيدة جداً عن الناس. تقوم بكل شيء بنفسها ولا تشرك أصحاب المصلحة من القراء ورواد المكتبات معها، تسير هي والاستشاريين وحيدين في عالم مُعلق، هذا شأن غير حميد ولا يخدم الثقافة والقراء ورواد المكتبات. المبادرات المهمة التي قامت بها الهيئة محدودة الأثر وكان من الأجدر تضخيم أثرها عن طريق التعاون والتكامل والشراكات.
كذلك فإن توفير منصات القراءة المريحة وتسهيل الوصول للمجتمعات، واثراء تجربة القارئ وتعزيزها ودعمها بوسائل التحفيز والرفاه الفكري والحرية، ثم تطوير الحلول القرائية باستدامة تضمن استمرار نهج الاثراء والتكامل بين الجهات المعنية بتطوير الثقافة المقروءة والمسموعة والمرئية والمستفيدين من خدماتها وتعزيز وسائل قياس الاثر والمساءلة التي تضمن الجودة واستمرار المستوى الخدمي على نهج شفاف وفعال وشامل. أيضاً فإن مسؤولية القراءة وعمارة المكتبات ليست مسؤولية منوطة بوزارة الثقافة وهيئة المكتبات فحسب، لكنها في الأساس مسؤولية مجتمعية على الاسرة والمدرسة والمدينة والمجتمع. وعليه فلابد من التشجيع على القراءة منذ الصغر وجعل زيارة المكتبة جزء من نشاطات الأسرة والمدرسة والاهتمام بالقراءة والاطلاع. لابد أن تكون المكتبة سهلة الوصول اليها ودخولها والاستفادة منها. ولابد كذلك أن تكون مرحبة ومنفتحة وجاذبة للزوار شكلا ومضمونا. لابد أن توفر خدمات اخرى بالإضافة إلى الكتب والمراجع ورقيا والكترونيا ومصادر متنوعة بصرية وسمعية لتكون رافدا ثقافيا كتنظيم ندوات ولقاءات وإطلاق اصدارات جديدة ومعارض وغيرها من الانشطة. ولما لا تكون راعية ايضا لفعاليات وتتبنى مبادرات ثقافية، ولما لا تذهب للقارئ وتجذبه بعقد فعاليات بالشراكة مع جهات اخرى. لابد أن يتغير مفهوم المكتبة من كونها فقط لحفظ وارشفة الكتب والمخطوطات.
ويمكن لوزارة الثقافة والسياحة معاً بالشراكة مع وزارة التعليم بالقيام بمشروع رائد في إصدار كتيبات ثقافية جاذبة الشكل والمحتوى، مختصرة عن كل منطقة من مناطق المملكة بمقوماتها الدينية والاقتصادية والبيئية والمناخية وغير ذلك من المقومات التي ذكرتها كاتبة الورقة الرئيسة في آخر ورقتها، وأن تكون هذه الإصدارات ورقية ورقمية باللغة العربية والانجليزية بأسعار رمزية، ويُحرص على تواجدها في الأماكن التي يُتوقّع أن يكون لدى السياح والناس عموماً فرصة للقراءة مثل الطائرات والقطارات وأثناء الجلوس لمشاهدة الفعاليات الرياضية والفنية الترفيهية. وكذلك رفع الوعي الثقافي السياحي من خلال المكتبات التقليدية والرقمية لدى الأجيال الشابة الذين يشكلون الغالبية العظمى من الفئات العمرية السكانية في المملكة، ولكن بآلية جاذبة تناسب اهتماماتهم وأسلوب حياتهم العصري التقني ذا الرِتم السريع.
أيضاً وحتى تواصل رحلة الكتاب مسيرتها الخالدة في نشر الثقافة والمعرفة والأدب سواء على أرفف المكتبات العامة أو الخاصة، وانطلاقًا من أهمية المكتبات والبيوت الثقافية كمؤسسات ثقافية مجتمعية تحفز الإبداع والابتكار وتساهم في دعم الكاتب السعودي وايصال الأدب السعودي للعالمية، وتدعم البعد الثقافي والبيئي والاقتصادي والسياحي، علينا الاهتمام بما يلي:
- إحداث نقلة نوعية في إبراز الكاتب والمفكر السعودي بشكل مؤسسي يعمل على توثيق أعماله، وإيصالها لكافة أقطار العالم من خلال المؤتمرات والبرامج الأدبية المتعددة، إضافة إلى تأسيس المرافق العلمية والمعرفية لتكون معينًا له في طريق العلم والمعرفة.
- الاستمرار في دعم حركة التأليف والنشر في المملكة، والبحث في واقعها وآفاقها المستقبلية، وتنظيم حقوق الملكية الفكرية من خلال تشريعات واضحة.
- أن يُسهم البيت الثقافي في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي والمسرحي والبحثي وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج وتطوير مجالات العمل وحفظ الذاكرة الوطنية لتاريخ وإنجازات السعودية.
- أن تقوم المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية بوضع استراتيجية مبتكرة للتسويق لها وتطبيقها، تركز على استقطاب المستفيدين من كافة فئات المجتمع، والتميز في تقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية، وجذب المجتمع للمكتبات وتشجيعهم على ارتيادها باستمرار والاعتماد عليها كمصدر رئيسي للمعلومات، وإتاحة مرافقها للمجتمع لتنشيط الحراك الثقافي من خلالها. بالإضافة إلى توفير خدمات البحث العلمي والفكري للدارسين والباحثين، والمشاركة في كافة الفعاليات والأنشطة الثقافية وإقامة المسابقات المبتكرة للتحفيز على القراءة.
- تسليط الضوء على القضايا الثقافية، والتحولات في المشهد الثقافي بجميع مجالاته الفكرية والمعرفية والأدبية من خلال لقاءات أسبوعية تستقطب المجتمع المحلي، تهتم بالحوار الهادف وتستضيف الشخصيات المتخصصة في القضايا المتنوعة بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري وملتقى أسبار، من خلال الترتيب لإقامتها في المكتبات الكبرى والبيوت الثقافية.
- الاستفادة من التجارب الإقليمية ذات الصلة، سعيًا نحو تحقيق الاستدامة في قطاع المكتبات، بما يواكب مستجدات المشهد التنموي، ويترجم أولويات الرؤية المستقبلية 2030 في استثمار مستدام للثقافة والسياحة.
- تعزيز ربط الأجيال بالكتاب ودعوتهم إلى اقتناء الكتاب وتعزيز حب القراءة، وهذا يتطلب متابعة أولياء الأمور لتحصيل أبناءهم في المدارس والجامعات، وتهيئة الأجواء المنزلية المناسبة للمراجعة والبحث والاستقصاء في بطون الكتب وفي أرفف المكتبات عن كل معلومة يجهلها الطالب وردت في المنهج الدراسي.
- التوصيات
- أن تقوم المكتبات بتنظيم فعاليات مثل معارض فنية، وورش عمل، ومحاضرات ثقافية وتاريخية، وعروض للفنون التقليدية، تجتذب السياح من الداخل والخارج. وفتح أبواب المكتبات الرئيسية منها على مدار ٢٤ ساعة.
- أن تقوم وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة بفعاليات عن تاريخ ودور المكتبات السعودية العامة والجامعية وغيرها في دعم مجتمع المعرفة والحركة الثقافية والتاريخية والحضارية كأحد مقومات القوة الناعمة السعودية.
- بناء سياسة وطنية ذات رؤية استثمارية لتعزيز دور المكتبات وإشراكها في الحراك الثقافي والسياحي والتنموي والترفيهي وفقا لرؤية المملكة ٢٠٣٠.
- خلق تجارب سياحية دورية في المكتبات بالتنسيق بين هيئة المكتبات ووزارة السياحة وهيئة الترفيه، تجمع بين روح العصر وروح المكان (yearly events calendar).
- بناء تجربة ورحلة عميل مميزة للمستفيد المحلي أولا في المكتبة تجعله يكرر الزيارة ويوصي بها، ويندرج تحت هذه التوصية تعدد المنافع من المكتبات ووجود القيمة المضافة واعتبار المكتبات متنفس طبيعي للأحياء مثلها مثل بقية المرافق.
- عمل دراسة لأفضل الممارسات لجذب السياح والمواطنين على السياحة الثقافية وتطبيق أنسبها.
- تنشيط برامج الزيارات المدرسية التعريفية واللامنهجية للمكتبات العامة والمتخصصة.
- التأكيد على أهمية قيام القطاع الخاص بمسؤوليته الاجتماعية في تعزيز الحراك الثقافي المجتمعي من خلال تبني محاضن ثقافية في الأسواق التجارية والمناطق الترفيهية، تقضى فيها ساعات الانتظار، تبنى وتدار بأساليب جاذبة.
- أهمية قيام مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدورها في غرس عادة زيارة المكتبات كخيار ترفيهي متاح للأسر والمدارس والأنشطة التطوعية المختلفة.
- أن يتم تحديث وتطوير المكتبة الرقمية ويكون الدخول بها عن طريق نفاذ للمواطنين، مع إلزام الجامعات كافة برفع جميع الرسائل والمنشورات والمجلات والمطبوعات السابقة كاملة واللاحقة فور نزولها. هذا يساعد بشكل لا لبس فيه على رفع مستوى جودة وحداثة المعلومات ووفرتها.
- إنشاء محتوى رقمي تفاعلي مثل معارض افتراضية، وجولات افتراضية عبر المكتبة، وتطبيقات للهواتف الذكية تساعد الزوار في استكشاف الفئات المكتبية والخدمات، بما يسمح للسياح بالتفاعل مع المكتبة قبل وأثناء زيارتهم.
- النظر في احالة الأصول العقارية للمكتبات العامة في المدن المتوسطة والصغيرة في المملكة لشركات عقارية (على حسب المناطق الجغرافية) ويكون لهذه الشركات العقارية أغراض تجارية تطويرية تقليدية ولكن يكون الغرض الرئيس تطوير العقار ليخدم الأغراض الثقافية والعلمية المرجوة من المكتبات العامة.
- توظيف القدرات الرقمية بشكل مكثف وتوظيف اللاربحية في الاشتراك في المكتبات ومصادر المجلات والصحف العالمية.. ولا يمنع من أن يكون من ضمن وسائل التطوير انشاء المقاهي ومساحات الندوات والمكاتب للتاجر للاجتماعات ورياض الأطفال وغير ذلك.
- النظر في انشاء مكتبات حديثة تكون جزء من زيارة الحاج والمعتمر الذي يقدم للحج والعمرة لتكون مزارا يحرصون عليه وتكون في اماكن واسعة سياحية الطابع وفي مناطق الحرمين ويمر بها قطار الحرمين.. تحوي المكتبات المخطوطات ومتاحف التاريخ.
- عمل خطة استراتيجية وتنفيذية للتحول الكامل في مفهوم المكتبة بوظائفها التقليدية الي اماكن تعلم ومعرفة مزودة بكل مصادر المعرفة القرائية والسمعية والتكنولوجية والعلمية والفنية حتى تتمكن من القيام بأدوارها الجديدة في جعل اماكن التعلم مزارا دائما للمدارس والجيل الجديد.
- إنشاء مشروع مكتبات الكتاب المستعمل في احدى المحافظات القريبة من المدن الكبيرة يمتاز بالأناقة والعراقة والبساطة.
- الاهتمام بالبنية التحتية للمكتبات والتجهيزات والتي منها ضرورة توفير خدمات ترجمة للغات الأكثر شيوعًا بين السياح، مثل الإنجليزية والفرنسية والصينية. هذا سيسهل تجربة الزيارة للسياح الأجانب.
- تنظيم حملات ترويجية لتسليط الضوء على الأنشطة والفعاليات التي تقدمها المكتبات كجزء من العروض السياحية.
- تصميم وتنظيم برامج زيارات مشتركة تجمع بين المكتبات والطابع العام للمدينة والمعالم السياحية التي توجد فيها، مما يقدم تجربة ثقافية متكاملة للسياح. (ممكن أن تكون افتراضية داخل المكتبة أو ميدانية).
- تطوير تطبيقات ومنصات رقمية تربط بين المكتبات والمواقع السياحية، مما يسهل على الزوار التخطيط لزياراتهم واستكشاف الموارد الثقافية بشكل مستقل.
- تنظيم برامج تبادل مع مؤسسات ثقافية دولية لعرض المخطوطات والمعارض الفنية العالمية، مما يجذب سياحًا من مختلف الجنسيات.
- تقديم دورات تدريبية لموظفي المكتبات حول كيفية تقديم جولات إرشادية وتفاعلية تركز على العناصر التاريخية والثقافية، لتحسين الخدمات المقدمة للزوار، ويمكن أن يطبق هذا التدريب على موظفي المكتبات العامة والدور الثقافية.
- نشر ثقافة الوعي من خلال تعزيز الوصول والترويج للمكتبة بحيث تكون المكتبة مُعلن عنها بشكل جيد وابراز ما تقدمه من خدمات لزوار وذلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات السياحية.
- عمل البرامج الاعلامية الجماهيرية لتساهم في تعزيز حب القراءة مثل المسابقات الثقافية والادبية والالقاء والحوارات الثقافية والمساجلات (شاعر المليون والراية نموذج).
- العمل على توفير المزايا غير الثقافية كالمكان الملائم والفعاليات بالجودة المنافسة عالمياً إضافة إلى المحتوى الثقافي والتراثي للمكتبة بما يجعلها مزاراً سياحياً ثقافياً.
- مناشدة وزارة الثقافة والسياحة معاً بالشراكة مع وزارة التعليم للقيام بمشروع رائد في إصدار كتيبات ثقافية مختصرة وجاذبة من حيث الشكل والمحتوى، عن كل منطقة من مناطق المملكة بمقوماتها الدينية والاقتصادية والبيئية والمناخية وغير ذلك الرئيسية.
- رفع الوعي الثقافي السياحي من خلال المكتبات التقليدية والرقمية لدى الأجيال الشابة الذين يشكلون الغالبية.
- تأصيل مبدأ تخطيط الحي السكني المتكامل بهرمية الخدمات حول مركز الحي (مكتبة الحي والمدرسة والمسجد الجامع ونادي الحي والمركز التجاري بمواقف مشتركة كافية) تتصل به ممرات مشاة امنه ومظللة (تستفيد من مشاريع التخضي) وممرات الدراجات وهكذا نصل لمنظومة حي نموذجي.
- المصادر والمراجع
- الغامدي، أحمد بن حامد. (2017). المكتبات.. وجهه سياحية منسية، https://alchemist71.blogspot.com/2017/08/blog-post.html?m=1
- الشهراني، نادية. (2020). حتى تؤتي المكتبات العامة ثمارها، https://www. alwatan.com.sa /article /1048959
- لاس، حسيبة. (2022). الثقافة السياحية للمجتمع المحلي وانعكاساتها على السوق السياحية المحلية. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مج 13، ع 2.
- الضبيعان، سعد بن عبدالله. (2007). المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية مع تركيز خاص على مكتبات وزارة الثقافة والاعلام. مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج 12، ع 2، 5 – 20 .
- الغانم، هند بنت عبدالرحمن بن إبراهيم. (2003). تفعيل دور المكتبات في نشر الثقافة والبحث العلمي للمرأة. الدارة، مج 29 , ع 1، 181 – 184 .
- محمود، منال غريب يسن. (2023). دور مكتبة مصر العامة في نشر الوعي السياحي بمحافظة الاقصر: دراسة حالة. المجلة الدولية لعلوم المكتبات والمعلومات. مج 10، ع 3.
- تومي، عبدالرزاق، وبودربان، عز الدين. (2018). دور المكتبات في نشر ثقافة المعلومات: رؤية استراتيجية. مجلة الحكمة للدراسات الاجتماعية، ع 14، 140-154.
- المشاركون.
- الورقة الرئيسة: د. عفاف الأنسي
- التعقيب الأول: د. عبدالله العمري
- التعقيب الثاني: د. خالد الدغيم
- التعقيب الثالث: أ. ســلمان العُمـــري
- إدارة الحوار: م. محمد المعجل
- المشاركون بالحوار والمناقشة:
- الفريق الركن الدكتور عبدالإله الصالح
- اللواء الدكتور عبدالله المهنا
- أ. حمد السمرين
- أ. خالد آل دغيم
- أ. سليمان العقيلي
- أ. سمها الغامدي
- أ. ضياء الهلال
- أ. عاصم العيسى
- أ. عبدالله الضويحي
- أ. فائزة العجروش
- أ. فهد الأحمري
- أ. محمد الأسمري
- أ. مها عقيل
- أ.د. مها المنيف
- أ.د. فوزية البكر
- أ.د. فيصل المبارك
- د. إبراهيم البعيز
- د. إحسان بوحليقة
- د. أحمد الغامدي
- د. الجازي الشبيكي
- د. أماني البريكان
- د. حسام عبدالوهاب زمان
- د. حسين الحكمي
- د. حمد البريثن
- د. حميد الشايجي
- د. زياد الدريس
- د. سعيد مزهر
- د. عائشة الأحمدي
- د. عبدالرحمن الشبيب
- د. عبدالعزيز العثمان
- د. علي الوهيبي
- د. فايزة الحربي
- د. فهد الغفيلي
- د. فهد اليحيا
- د. فوزية الدوسري
- د. لولوه البريكان
- د. محمد الثقفي
- د. محمد الغامدي
- د. مساعد المحيا
- د. مشاعل العيسى
- د. معلوي الشهراني
- د. منصور المطيري
- د. نادية الشهراني
- د. نجوى العتيبي
- د. نوال الثنيان
- د. وفاء طيبة
- م. أحمد الرماح
- م. عبدالله الرخيص