استضاف ملتقى أسبار يوم الثلاثاء 9 فبراير الجاري معالي د. عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك ضمن فعالية ضيف الملتقى التي شارك فيها عدد من أعضائه، إضافة إلى نخبة من المثقفين والمهتمين.
وسلّط اللقاء الذي أدارته أ. د. مجيدة الناجم عضو الملتقى، الضوء على تجربة مركز الملك سلمان وجهوده وإسهاماته ومبادراته في تقديم المساعدات وتعزيز العمل الإنساني محلياً ودوليا، إضافة إلى جهوده الرائدة نحو تنمية العمل الخيري والإغاثي والإنساني.
وفي البداية أكد معالي د. عبد الله الربيعة أن مركز الملك سلمان يعد إحدى أذرع المملكة الإنسانية في مساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة المنكوبة، ومنفذا لأهدافها في مسيرتها نحو إنسانية بلا حدود، لتجسّد من خلالها دورها الريادي وتبرز هويتها في الأعمال الإنسانية والإغاثية، ولتترجم عبرها رسالتها العالمية الساعية إلى تحقيق السلم والسلام في كافة أنحاء العالم.
وأضاف معاليه أن إنشاء المركز جاء بإرادة ومبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، ليكون مركزاً رائداً للإغاثة والأعمال الإنسانية، وينقل قيم المملكة إلى العالم، ويحقق التزامها الأخلاقي ورسالتها لدعم الإنسان وتوفير حياة كريمة له، لتكون عنوانا للبذل والخير والعطاء والسلام.
وأكد معالي د. عبد الله الربيعة على أن مركز الملك سلمان أنشئ في وقت صعب جدا، نظرا إلى وجود عدة أزمات في المنطقة، أبرزها أزمتا اليمن وسوريا، كما جاء إنشاء المركز لمواكبة المتغيرات الكبيرة في العمل الإنساني على مستوى العالم.
وبيّن أن المركز يعتبر الجهة الوحيدة المخولة باستلام التبرعات العينية والنقدية من الداخل، مبينا أن المركز يقوم بالتنسيق لإيصالها إلى مستحقيها في الخارج، إلى جانب الإشراف على الأعمال الإنسانية والخيرية السعودية، إضافة إلى وضع حوكمة للعمل الإنساني، بما يضمن منع استخدام الأموال الخيرية لغير الأغراض التي خصصت لها، هذا علاوة على الترخيص للجهات الخيرية التي تعمل في الخارج، وذلك وفق آليات محددة.
ولفت إلى أن المركز له 12 فرعا موزعة داخل المملكة وخارجها، حيث يملك المركز فرعين بالمملكة هما فرعا جدة وشرورة، أما بالخارج فيوجد ثلاثة فروع في اليمن، وفرع في تركيا، وفرع في الأردن، وفرع في إندونيسيا، وفرع في باكستان، وفرع في أفغانستان، وفرع في لبنان، وفرع في الصومال، مبينا أن بعض هذه الفروع مسؤولة ربما عن قارة بأكملها.
وأشار معاليه إلى أن المملكة ومن خلال مركز الملك سلمان قدمت مساعدات إنسانية لأكثر من 156 دولة بلغت قيمتها 93.8 مليار دولار أمريكي، استطاعت من خلالها رسم صورة إنسانية يحتذى بها من حيث الحيادية والشفافية وعدم التفريق بين اللون والجنس والشكل والحدود، تماشيا مع رسالته النبيلة في تقديم المساعدة لكافة المحتاجين والمتضررين في جميع أنحاء العالم دون أدنى تمييز، مبينا أن المركز يعتمد في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة
وأوضح د. الربيعة أن المركز عمل الكثير من أجل تطوير الشراكات مع المنظمات الرائدة في العمل الإنساني، والاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمات الإنسانية، وزيادة أثر المساعدات المقدمة من المملكة وتحسين عمليات الإشراف، والمتابعة، والتقييم، لافتا إلى أن المركز استطاع توقيع اتفاقيات وشراكات مع 156 من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية.
ولفت إلى أن المشاريع والبرامج التي يقدمها المركز روعي فيها أن تكون متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم التي يعيشون فيها أو تعرضوا لها، مبينا أن المساعدات التي يقدمها المركز تشمل قطاعات الأمن الإغاثي، إدارة المخيمات، الإيواء، التعافي المبكر، الحماية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الصحة، دعم العمليات الإنسانية، الخدمات اللوجستية، الاتصالات في الطوارئ.
وأوضح معاليه أن المركز منذ بدء أعماله وحتى اليوم قدم الكثير من المبادرات والمشروعات والأعمال التنموية والإغاثية والإنسانية التي بلغت قيمتها أكثر من 5 مليارات دولار، وذلك عبر 1536 مشروعا إنسانيا وإغاثيا استفادت منها أكثر من 59 دولة في 4 قارات حول العالم.
وأشار إلى تصدر اليمن لقائمة أكثر الدول المستفيدة من مساعدات المركز، إذ بلغ عدد المشاريع المنفذة فيها 513 مشروعا بقيمة 3.253 مليار دولار. فيما بلغ عدد المشاريع التي نفذت في سوريا 225 مشروعًا بقيمة إجمالية 296.9 مليون دولار، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة نفذ المركز 88 مشروعاً بقيمة 359.6 مليون دولار، وفي الصومال نفذ المركز 54 مشروعًا بقيمة 197.8 مليون دولار، فيما نفذ 113 مشروعًا في باكستان بقيمة 120.4 مليون دولار.
وأكد معالي د. الربيعة أن المركز أولى اهتماما خاصا بالمرأة إيمانا منه بأن دعمها وتمكينها سيساعدها في التغلب على التحديات التي تواجهها، مبينا أن المركز استطاع خلال خمس سنوات، أن يقدم 279 مشروعًا فيما يتعلق بالمشاريع المخصصة للمرأة، استفادت منها 72.7 مليون سيدة في العالم، وبلغت تكاليفها 464 دولار أمريكي، وشملت قطاعات التعليم والحماية والأمن الغذائي والإيواء والصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي.
وبموازاة جهود المركز في تقديم المشاريع الخاصة بالمرأة، أشار معالي د. الربيعة إلى ما يوليه المركز من اهتمام للطفل، كاشفا أن إجمالي المشاريع المقدمة من المركز في هذا المجال بلغ نحو 294 مشروعًا، استفاد منها 118.2 مليون طفل، بتكاليف إجمالية بلغت 553.4 مليون دولار أمريكي.
وأوضح معاليه أن مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية بعشوائية في مختلف الأراضي اليمنية يأتي كأحد المشاريع والمبادرات المهمة لمركز الملك سلمان الذي استطاع بتوفيق من الله وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة نزع 2015.961 لغما زرعتها الميليشيات الحوثية الانقلابية في الأراضي والمدارس والمنازل حتى اليوم، وقد بلغ عدد المستفيدين منه أكثر من تسعة ملايين يمني، فيما بلغت المبالغ التي صرفت على هذا المشروع أكثر من مئة مليون دولار.
كما تطرق معالي د. الربيعة للحديث عن مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن الذي تبنى تنفيذه مركـز الملـك سـلمان بهدف إعـادة تأهيـل الأطفال المجندين والمتأثرين في النــزاع المسلح، وهو يركـز علـى تأهيـل الأطفال المجندين والمتأثرين في النــزاع المسلح وإعادتهــم إلــى حياتهــم الطبيعيــة وتقـديم الدعـم الاجتماعي لهـم، كاشفا أن عدد الأطفال المستفيدين بشكل مباشر من المشروع بلغ 530 مستفيدا، فيما يلغ عدد المستفيدين غير المباشرين60,560 من أولياء أمور الأطفال، وذلك منذ بداية المشروع حتى تاريخه.
إضافة إلى ذلك، عرج معاليه على ما يقوم به المركز حالياً من أعمال ومبادرات تسعى لتوثيق العمل الخيري المقدم من المملكة سواءً محلياً ودولياً، وتوفير إحصاءات وبيانات تعد مرجعا يبرز الجهود المبذولة في العمل الخيري.
وفي ختام اللقاء أكد معاليه على ترحيبه بالأفكار والمبادرات التي يقدمها الخبراء وذوو الاختصاص من أجل تطوير العمل الإنساني، كما أكد على الدور المناط بالمؤسسات الإعلامية والمهتمين في إبراز دور المملكة محلياً وعالمياً في العمل الإنساني والخيري الذي وصل أثره كافة القارات.
للمشاهدة على اليوتيوب: