نظّم ملتقى أسبار يوم الإثنين 19 أكتوبر 2020 محاضرة عن بعد بعنوان: “انخفاض أسعار النفط والتحديات التي تواجه اقتصاد المملكة ومستقبل الأسعار”، ألقاها د. محمد سالم الصبان، كبير مستشاري وزير البترول سابقاً، الذي تطرق لأسباب الأزمة واستعرض تداعياتها على اقتصاد المملكة والعالم واستشرف الآفاق المستقبلية لسوق النفط وأسعاره.
وسلّطت المحاضرة؛ التي أدارها م. خالد العثمان عضو ملتقى أسبار؛ الضوء على أربعة محاور، تناول الأول انخفاض أسعار النفط وزيادة أهمية سياسة التنويع الاقتصادي، فيما استعرض الثاني أوجه استجابة السياسة المالية لمزيد من الانخفاض في أسعار النفط، في حين تناول الثالث تأثير انخفاض أسعار النفط على تحقيق مشاريع ومبادرات رؤية 2030، أما الرابع فتطرق إلى تأثير تقلبات أسعار النفط على ميزانية الدولة.
وفي بداية المحاضرة، تطرق د. الصبان إلى أزمة كورونا (كوفيد 19) التي طال تأثيرها كل دول العالم، وتحديدا الدول المصدرة للنفط، مشيرا إلى أن تلك الأزمة لها جانبان، يتمثل الأول في تدهور الاقتصاد العالمي، والإغلاق التام لكافة الأنشطة الاقتصادية. فيما يتمثل الجانب الثاني في تأثير انخفاض الطلب على النفط عن المتوسط السابق مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بنسبة ٩ ملايين برميل، مما أدى إلى تدهور الأسعار بشكل كبير.
وأشار د. الصبان إلى أن التحديات القائمة في سوق النفط تتطلب جهودا من داخل منظمة أوبك وخارجها للتعاون في التعامل مع أزمة الأسعار الحالية، والطلب العالمي المنخفض، لافتا إلى أن المملكة قادت دورا قياديا كبيرا وتاريخيا في مبادرة تخفيض الإنتاج إلى ٩ ملايين برميل من داخل أوبك وخارجها، من أجل إنقاذ الأسعار بعد ممانعة من روسيا في البداية، ثم موافقتها بعد تدخل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك لإنقاذ السوق من فوضى الأسعار.
وأوضح د. الصبان أن الاقتصاد السعودي قبل رؤية المملكة ٢٠٣٠ كان يعتمد بنسبة ٩٠٪ على النفط، مؤكدا أنه لولا مبادرات تنويع الاقتصاد التي ركزت عليها مشاريع الرؤية لكانت آثار أزمة كورونا الحالية كبيرة جدا، ومع ذلك فالمملكة كغيرها من دول العالم تأثرت بسبب الجائحة، ووفقا للهيئة العامة للإحصاءات فإن هناك انكماشا في الاقتصاد السعودي بنسبة ٧٪، بالرغم من أن تقرير صندوق النقد الدولي أظهر أن هذا الانكماش سيكون ٥٪، وأنه سينخفض إلى ٣٪ العام القادم.
وأشار د. الصبان إلى أن من تبعات الانكماش الاقتصادي في السعودية ارتفاع معدلات البطالة التي انخفضت قبل الأزمة إلى ١١٪ ولكنها ارتفعت مع الأزمة إلى ١٦،٤٪، إضافة إلى تأجيل الكثير من مشاريع الرؤية المختلفة وكذلك مشاريع شركة أرامكو بسبب هذا الانكماش، مؤكدا أن هذا طبيعي جدا، وحدث في كافة دول العالم، موضحا أن ذلك التأجيل هو نوع من موازنة الأولويات التي ركزت على الناتج المحلي ومصلحة المواطن.
وأوضح د. الصبان أن موقع المملكة الاقتصادي وحكمتها في التعامل مع الأزمة بدون الاستعانة بالاحتياطي المالي لسداد الدين العام يجعلانها محل ثقة تجاه المستثمرين في السندات التي تطرحا خارجيا وداخليا، مؤكدا أن وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان يقوم بأدوار مميزة للتغلب على كافة التحديات التي تواجه سوق الطاقة العالمي والسعي إلى استقراره.
وفي ختام المحاضرة، أجاب د. الصبان على مجموعة من أسئلة الحضور حول آثار الانتخابات الأمريكية على سوق النفط العالمي، كما تطرق لتناقص الطلب الأوروبي على الطاقة سنويا والضغط على الدول المصدرة للنفط والدول النامية بقوانين المناخ.
يذكر أن تنظيم المحاضرة يأتي في إطار اضطلاع ملتقى أسبار بدوره في مناقشة وتغطية مواضيع وقضايا الفكر والسياسة والثقافة والمجتمع، وإيجاد حلول مبتكرة لها، فضلاً عن مواكبة آخر المستجدات، ومنها انخفاض أسعار النفط بفعل تداعيات الإقفال العالمي الناتج عن جائحة كوفيد – 19.
لمشاهدة المحاضرة بالكامل :
لزيارة الموقع