ناقشت ندوة عقدها ملتقى أسبار الأحد قضية النمو السكاني في المدن السعودية الكبرى والاشكالات الحضرية التي تواجهها هذه المدن والفرص التنموية المتاحة لها. وتركّزت المناقشات على ضرورة تحقيق التنمية المتوازنة في جميع مناطق المملكة، وذلك من خلال خلق فرص تنافسية تعكس مزايا كل منطقة وتحد من الهجرة بين المدن.
وفي الندوة التي حملت عنوان “النمو السكاني في المدن الكبرى بين الإشكاليات الحضرية والفرص التنموية” سلط المشاركون الضوء بشكل خاص على مدينة الرياض، التي تعد وجهة مغرية للباحثين عن فرص العمل. ومع ذلك، طُرح السؤال حول كيفية خلق مدن رديفة للرياض بهدف توزيع الفرص التنموية والتخفيف من الاستقطاب الحضري الحاصل.
وعلى الرغم من أن الاستقطاب الحضري في العديد من الأدبيات يُعتبر تحديًا يعيق التوازن، إلا أن وجهة النظر المطروحة خلال الندوة شددت على أنه في حالات قُطرية كثيرة، بما في ذلك السعودية، يُمكن أن يشكل الاستقطاب الحضري فرصة استراتيجية.
وطرح المشاركون في الندوة فكرة الهجرة العكسية إلى المدن الصغيرة والمتوسطة كواحدة من الحلول الممكنة، شريطة أن يتم تطوير الموارد والإمكانات في تلك المدن لجعلها جاذبة للعمل والاستقرار.
وأشار المشاركون إلى أنه لا يمكن تجاهل النمو الكبير الحاصل في المدن الكبرى الذي قد يؤدي إلى التضخم وتراجع الخدمات وتفاقم المشاكل البيئية والأمنية. مؤكدين على أن التخطيط الإقليمي يمكن أن يلعب دورًا في حل مشكلة التركز الحضري، وأن أحد أهدافه هو تحقيق توزيع مكاني مثالي للخدمات والاستثمارات، وبالتالي يسهم في تحقيق توازن في أماكن التنمية.
وأوصى المشاركون في الندوة بضرورة تحفيز وتمكين المدن بشكل متوازن، وأن تكون العلاقة بين المدن الكبيرة والصغيرة تكاملية بدلاً من تنافسية، وبأن يتم تشجيع التنوع الاقتصادي والخدماتي في المدن الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الدعم والحوافز للأعمال وللمستثمرين.
وقد شارك في الندوة أ. د. مشاري النعيم أستاذ تاريخ ونظريات ونقد العمارة جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، أ.د. أحمد العبد الكريم، أستاذ التخطيط الحضري، أ. خالد المبيض، خبير القطاع العقاري، م. إبراهيم الصحن خبير في القطاع العقاري. وأدارها د. وليد الزامل أستاذ مشارك متخصص في الإسكان والاستيطان البشري، جامعة الملك سعود.
لمشاهدة الندوة كاملة على يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=kEjy1axPmXM