نظم ملتقى أسبار مساء الأربعاء 15 ديسمبر 2021م، لقاءً افتراضياً بعنوان “إضاءات حول المستقبل”. مع د. سليمان بن محمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة استشراف المستقبل في أبوظبي.
وقد بدأ اللقاء بلمحة سريعة عن الثورات الصناعية( الأولى والثانية والثالثة) التي مرت بها البشرية خلال العصور الماضية، وكيف ألغت وظائف عديدة وأفرزت وظائف جديدة، مما نشر الخوف لدى معظم العاملين من فقدان وظائفهم، وأوضح الدكتور الكعبي أننا نعيش اليوم في الثورة الصناعية الرابعة التي أتت بمحفزات كثيرة على رأسها التقدم التكنلوجي، والذي يعد المؤثر الأكبر على جميع نواحي الحياة، هذه المحفزات تركت لدى شريحة من الناس خوف من فقدان وظائفهم في حال تم إلغائها، واستحداث وظائف أخرى.
ويرى الكعبي أن الحل يكمن في المهارات حيث أن معظم الوظائف ستتأثر نتيجة ( الأتمتة)، بناء على تقارير ودراسات بينت أن الأتمتة ستتزايد خاصة بعد جائحة كورونا التي جعلت التركيز الأكبر على التكنلوجيا، وكذلك رؤية 2030 والتغيرات المتتالية بشكل أكبر من الوقت السابق.
وأكد الكعبي أن الوظائف باقية في المستقبل ولكن الأزمة ستكمن في نقص المهارات، فالأزمة ستتركز في المهام التي سوف تدخل بالأتمتة.
كما استعرض نتائج تقرير صدر بالتعاون مع مؤسسة الاستشراف في أبوظبي، والبرنامج الوطني للمهارات، أن هناك واحد وثلاثون مهارة لا بد أن يتوفر الحد الأدنى منها لدى الفرد للقيام بمهام المستقبل. وقسم المهارات إلى:
١- مهارات أساسية لإدارة الحياة ويفترض أن تتوفر لدى الفرد ليتمكن من الانتقال للمرحلة التالية وهي:
المهارات الأساسية: كمهارات التكنلوجيا ، والمهارات المالية.
مهارات التعامل مع التحديات: مثل التحديات المعقدة
مهارات التعامل مع البيئة سريعة التغير: كالتعليم عن بعد.
٢- المهارات التخصصية: مثل الأمن السيبراني ، الذكاء الاصطناعي.
كما أكد أن تعددية المهارات تعد بمثابة وصفة مضمونة للاستعداد للمستقبل.
وكذلك من الضروري تأهيل الطلبة في المدارس لوظائف المستقبل، بحيث يستطيع الطالب اختيار الوظيفة المناسبة له وفق المعايير والتوجهات العالمية ثم المحلية. كما يفترض تعليم الطلاب المهارات الأساسية التي يستطيع مواجهة المستقبل بها. وضرورة تقوية المهارات وتعددها.
كما أكد الدكتور الكعبي على ضرورة نشر الوعي لجميع الناس لاستشراف المستقبل فهو ليس للنخبة وإنما للجميع ، وسيخدم الجميع في تعاملاتهم اليومية وطريقة التفكير والتربية، والتعامل مع الأجيال.
وعن مجالات استشراف المستقبل أوضح الكعبي أن التخصصية في استشراف المستقبل مطلوبة في العالم العربي، ويمكن إسقاط أدواته على التخصصات المختلفة كالتعليم والقانون والأمن وغيرها من تخصصات.
ولا بد أن يبادر الأفراد بجهود فردية لتعلم مهارات لتغير مناحي الحياة. ولنشر فكرة استشراف المستقبل لا بد من إنشاء نواة صحيحة تبدأ من المدارس، وتجمع خبراء مستشرفين في عالمنا العربي، بمعنى إنشاء نواة للناس وأخرى للمحترفين الذي يقودون توعية الآخرين من جميع دول العالم العربي.
وأوضح الكعبي ضرورة ترجمة أمهات كتب الاستشراف والعمل على زيادة المصادر والكتب. وأكد على ضرورة توفر عناصر لعملية استشراف المستقبل كقدرة الفرد التفكير وفهم المستقبل وكيف يحدث التغيير ، وفهم نظرية التفكير بالأنظمة. ومعرفة المنهجيات والأدوات التي تقود لعمل سيناريوهات مستقبلية.
أدار اللقاء معالي د. عبد الإله بن عثمان الصالح.
لمشاهدة اللقاء بالكامل على الرابط الآتي: