(23/6/2019م)
-الورقة الرئيسة: د. فهد العرابي الحارثي
-التعقيب الأول: د. زياد الدريس
-التعقيب الثاني: د. عبدالله ناصر الحمود
-إدارة الحوار: أ. عبدالله الضويحي
أشار د. فهد العرابي الحارثي في الورقة الرئيسة إلى أنه وتحت تأثير التطورات التي تشهدها صناعة الإعلام وقنوات التواصل نلاحظ أن الثقافة تتغير، وأن “قيمها” تتعرض لانتهاكات كبرى، وأول مظاهر هذا الذي يجري الانتقال من ثقافة ذات معايير محددة، وتراتبية، إلى ثقافة تسقط فيها الأفكار والصور والرموز في دوامة حقيقية، والفرد ينقّب عبر مختلف العناصر ليكوّن فسيفساءه أو ملصقاته الخاصة. والقيم الثقافية المتعارف عليها تكون محل خلاف بل إنها أصبحت مجهولة أحياناً لدى الكثيرين. فالبنية الاجتماعية بكاملها تتغير، كما يؤكد الباحثون المعنيون. والواقع اليوم هو واقع مُتوهَّم، افتراضي، وهو ينتقل، في أكثر مقوماته، من الملموس إلى اللاملموس، من الصناعي إلى ما فوق الصناعي، أي المعلوماتية وتقنيات الاتصال. لا بل إن الثورة التقنية، في الميديا والفن مثلاً، عملت على ترسيخ فكرة “الافتراضي” في الأشياء والأشكال والمعاني.
وفي هذا الإطار فقد تحقق النمو الأفقي للثقافة، فهي لم تعد حكراً على ”النخبة” إنتاجاً أو استهلاكاً. وهي لم تعد، كما السابق، تأتي فقط من ”الأعلى” إلى ”الأسفل”، بل إنها تتوالد وتتكاثر من الجوانب والأطراف، اتسعت كثيراً قاعدة الجمهور المسهم في نموها. أما السرعة في هذا كله فقد قفزت فوق كل الحواجز، وفوق كل الممنوعات الثقافية، وقد عرفت تلك الحواجز والممنوعات، فيما سبق، بالصرامة والتدقيق والحدة، وبالمتطلبات الشروطية المتعلقة بما يسمى بالمهنية أو الحرفية، ما كان له أبلغ الصلة بالضوابط والمحددات التي تميز المحترفين عن الهواة والدخلاء. ولا شك أن انتشار أدوات إنتاج “الثقافة” بين الناس، وسهولة تداولها، مهدت لما ورد في العنوان “موت المثقف” أو ”موت النخبة”، وهذا الموت هو الموت المعنوي، حسب المفاهيم التقليدية، فاجتاحتها جحافل “المثقفين الجدد” أو ” الدخلاء ” الذين رفضوا التحصينات التقليدية في اللغة والمعاني والأخلاق وحتى ”القيم”.
في حين أوضح د. زياد الدريس في التعقيب الأول أنه لا يؤمن بموت الثقافة؛ فالثقافة لا تموت لكنها تتحول في زمانٍ ما ومكانٍ ما إلى كينونة أخرى تحتفظ في حوصلتها ببذرة الثقافة، لتخرجها إلى الحياة بعد حين. أما المثقف فقد أُمِيت.. بفعل فاعل، فمن يكون؟! في حين أشار د. عبدالله ناصر الحمود في التعقيب الثاني إلى أنه وبالفعل (تم خطف) كل من مصطلحات (المثقف) و(النخبوي) و (الإعلامي) أيضاً. وأصبحنا في مرحلة تاريخية ومجتمعية جديدة بكل اشتراطاتها.
وتباينت الآراء المتضمنة في المداخلات لاسيما حول إشكالية موت الثقافة.. أم موت المثقف!؟ وكذلك علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بالثقافة والممارسات ذات الصلة في إطارها في الوقت الراهن.
وتضمنت المداخلات حول القضية المحاور التالية:
• من هو المثقف؟ وما هي الثقافة؟
• إشكالية موت الثقافة.. أم موت المثقف!؟
• موت النموذج الحضاري.
• وماذا عن النخب الثقافية!؟
• سبب “الأزمة/ المأساة” العربية: هل هو سبب ثقافي- سياسي؟
• وسائل التواصل الاجتماعي: وسيلة!؟ أم رسالة!؟
• اللغة العربية وتويتر.
• وزارة الثقافة ومسؤولية نشر الوعي الثقافي.
ومن أبرز التوصيات التي انتهي إليها المتحاورون في ملتقى أسبار حول قضية موت الثقافة.. أم موت المثقف!؟ ما يلي:
1- أن تمارس وزارة الثقافة دورها بتطوير المنظومة الثقافية وتمكين المثقف وإزالة العقبات من أمامه ليمارس إبداعه بما يخدم المجتمع ويدعم وحدة الوطن.
2- أن تتبنى وزارة الثقافة إعادة جائزة الدولة التقديرية للأدب، وأن تفكر في جوائز أخرى للشباب للإعلاء من شأن الصناعة الثقيلة للثقافة لتكون مطمحاً للشباب وهدفاً لهم.
3- تنظيم ورشة عمل ولقاءات وعقد شراكات تتبناها وزارة الثقافة أو جهة اعتبارية بين المثقفين ومشاهير “وسائل التواصل الاجتماعي” للوصول إلى صيغ تقارب وتكامل بين الطرفين باعتبار وحدة الهدف.
لمتابعة موضوع (موت الثقافة.. أم موت المثقف!) كاملاً يُرجي الدخول للرابط التالي: