ناقشت ندوة افتراضية نظمها ملتقى أسبار “دور المكتبات العامة في تحسين جودة الحياة” بمشاركة عدد من الأكاديميين والمسؤولين المختصين في مجال المكتبات.
وتناولت محاور الندوة مؤشر قياس نوعية الحياة لأفراد المجتمع، والمكتبات العامة كرافد اقتصادي وجاذب سياحي، ومحرك ثقافي للأحياء، وما تضيفه المكتبات العامة من حس جمالي للمدن.
وتحدث وفي الندوة د.خالد الرديعان فقال أن جودة الحياة مفهوم واسع ويرتبط بتوسيع خيارات الإنسان وجعله منتجاً، وهذا لا يتأتى غالبا إلا بزيادة المعرفة والتي تبدأ من القراءة والكتاب.
وأشار أ.طارق صالح الخواجي المستشار الثقافي في مركز إثراء، أن المكتبة العربية تفتقد إلى الكثير من النشاطات التي تجعل من الحضور الاجتماعي فيها كبير جدا، مقارنة بتجارب المكتبات الحاضرة في العالم التي ترتبط بعدة جوانب منها التصميم، والبرمجة، والرقمنة، والتطوع والحضور الاجتماعي، فهي تصمم بطريقة فيها محاولة صناعة تجربة اجتماعية مختلفة، وهو ما يجده بشكل أو بآخر في مكتبة إثراء في مدينة الظهران، فالجهود تتضافر لتجعل المكان فضاء ثقافي وليس فقط للقراءة من خلال اللوحات الفنية والتصاميم والمعلومات التي تواجهك منذ دخولك إليها.
بدوره تحدث د. عبد الرحمن العاصم رئيس هيئة المكتبات عن بداية نشأة المكتبات التي حدثت بعد توحيد المملكة العربية السعودية، وكان هناك دعم كبير من المؤسس الملك عبد العزيز ومن بعده أبنائه الملوك وصل عدد المكتبات إلى 84 مكتبة تتبع لوزارة الإعلام والثقافة وقتها، إضافة إلى المكتبات التي تتبع الجمعيات والمؤسسات مثل مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومكتبة عبد الرحمن السديري في الجوف ومكتبة الملك فهد في جدة.
وأشار إلى أن المكتبات باعتبارها منصة ثقافية تجمع بين جميع الفنون والممارسات الثقافية في مكان واحد مكان للاطلاع والحصول على المعلومات مكان لممارسة الهوايات خاصة مع إطلاق برامج تنمية القدرات، وأيضا ما تحققه من أثر اقتصادي مباشر وغير مباشر سواء من المكتبة نفسها او المستفيدين من المكتبة.
وذكر أنه حتى 2030 سيتم إنشاء 153 مكتبة وهذا سيكون له أثر اقتصادي من حيث انشاء مباني في التوريد في تنمية الاقتصاد الثقافي مثل اقتناء كتب ولوحات المؤلفين والفنانين. مؤكدا على أن المكتبات ركيزة استراتيجية لجودة الحياة، وبإذن الله في قادم الأيام سوف تكون المكتبات لاعب رئيسي في تحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة في المملكة.
من جهتها طرحت د. فوزية أبو خالد نقاط مختلفة منها أنه لا توجد سردية فكرية عملية عربية للمكتبات تربط تاريخ المكتبات بحاضرها هذا المطلب مطروح حاليًا أمام المسؤولين، فلدينا أقدم المكتبات في العالم من مكتبة الإسكندرية إلى القرويين وغيرها.
وأضافت أن المكتبات سؤال يعاني من التعالي والتهميش خاصة في المجتمعات التي يضيع فيها سؤال المكتبات على سلَّم طويل من الأولويات المتضاربة والتي يصغى فيها سؤال الخبز على سؤال الكتاب. كما دعت إلى أن يكون لدينا حضور عالمي على مستوى المكتبات، كذلك التركيز على مكتبات الحي ومكتبات المدارس.
واستمرت الندوة من الساعة 7:30 حتى 8:30 وأدارها أ.فهد الأحمري عضو ملتقى أسبار.
جدير بالذكر أن الندوة تأتي ضمن لقاءات ملتقى أسبار المنتظمة يستضيف فيها كبار المسؤولين وصانعي القرار، والملتقى مبادرة غير ربحية تابعة لمركز أسبار للبحوث والدراسات، ويضم مائة مثقف ومفكر وخبير سعودي من تخصصات علمية متنوعة ومن أطياف فكرية واجتماعية متعددة.
.
لمشاهدة الندوة كاملة على الرابط التالي
https://www.youtube.com/watch?v=hRa3IQ65tX0