مثلت زيارة الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر 2022م إلى المملكة العربية السعودية، أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. حيث تضمنت الزيارة عقد ثلاث قمم (سعودية، وخليجية، وعربية) مع الصين.
وذكر تقرير صدر مؤخرًا عن ملتقى أسبار تحت عنوان “قراءة في نتائج القمم السعودية والخليجية والعربية مع الصين”، أن الصين والدول الخليجية والعربية تواجه ككل فرصاً وتحديات تاريخية متشابهة في ظل التحولات الدولية الكبيرة، ومن ثم فإنها تحتاج بشكل أكثر إلى تكريس الشراكة وتعميق التعاون الاستراتيجي فيما بينها.
وأكد التقرير أن علاقات المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية إجمالاً مع الصين تشهد تحولات مهمة في مختلف المجالات، وعلى رأسها العلاقات السياسية والأمنية التي حظيت بأهمية متزايدة خلال العامين الأخيرين، لكن هذه التحولات تظل مرهونة بعدد من التطورات الجارية في هيكل النظام العالمي. وستعتمد الاستفادة من هذه التحولات على قدرة الصين ودول مجلس التعاون والدول العربية على قراءة دقيقة لهذه التحولات، وتعظيم المكاسب المشتركة لكافة الأطراف.
وسلط التقرير الضوء على مستقبل الحضور الصيني في النظام الأمني بالخليج، وتأثير العلاقات الاقتصادية والسياسية الصينية الخليجية عليه، فقد شهدت السنوات الأخيرة انتقال العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين من المجالات التقليدية التاريخية إلى مجال نوعي وهو العلاقات السياسية والأمنية. ولم تصل العلاقات الأمنية بين الجانبين إلى شكلها النهائي بعد، لكن التحولات الدولية والإقليمية تمنح هذا التحول زخماً مستمراً.
ودلل التقرير على ارتقاء نوعي في العلاقات الأمنية الصينية الخليجية، ببعض المؤشرات أبرزها إجراء مناورات ثنائية أو متعددة الأطراف مع دول المنطقة، وتوسيع نطاق صفقات بيع الأسلحة التقليدية أو الاستراتيجية مع دول الخليج، وتوسيع نطاق التبادلات العسكرية والدبلوماسية الدفاعية مع دول معينة.
وحول انعكاسات القمم الثلاث الصينية (السعودية، الخليجية، العربية) على شراكات دول المنطقة مع الولايات المتحدة. أوضح التقرير أنه -ومن منظور تاريخي- لم تكن الموازنة بين الولايات المتّحدة والصين مسألة أساسية للدول العربية لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي؛ إلا بعد المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتّحدة والصين وحضور الصين العالمي المتوسّع، والتي يرى التقرير أنها تظل في حالات التنافس ولم تصل إلى حد الصراع. والصين حريصة ألا يصل إلى الصراع؛ لأن الصين تعرف بأن السوق الأمريكي هو سوق هام بالنسبة لها.
ويخلص تقرير ملتقى أسبار إلى أن زيارة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” إلى المملكة العربية السعودية أسست لعصر جديد من العلاقات مع العالم العربي عموماً والدول الخليجية على وجه الخصوص، فالخيار الصيني لدول الخليج لم يعد ترفاً، إذا ما عرفنا أن الصين المستهلك الأول للنفط الخليجي بعد الاكتفاء الذاتي الأمريكي. وبالتالي فالمصالح هي التي ستفرض طبيعة الشراكات الدولية للدول الخليجية.
للاطلاع على التقرير وتحميله
تقرير-قراءة-في-نتائج-القمم-السعودية-والخليجية-والعربية-مع-الصين