الاحتياجات التنموية لمدينة مكة المكرمة

* الأحد 12/12/ 1438هـ

* الموافق 3/9/2017م*

*الاحتياجات التنموية لمدينة مكة المكرمة *

إعداد:

د. حمزة بيت المال

تعقيب

د. مساعدالمحيا

د. حسين الحكمي

* الورقةالرئيسة *

د.حمزة بيت المال

للحديث عن الاحتياجات التنموية لمدينة مكة المكرمة يستحسن في البداية النظر الى تعريف مدينة مكة المكرمة شرفها الله كمدينة مقدسة وقبلة المسلمين. وانطلاقا من هذا التعريف تتضح التحديات التي يجب النظر اليها لتحديد طبيعة احتياجات مكة التنموية. هذه التحديات يمكن صياغتها في ثنائية متقابلة، اولها ثنائية أهالي مكة المكرمة وسكانها، مقابل الزائرين لها من حجاج ومعتمرين من داخل المملكة وخارجها. ثانيها ثنائية القدسية مقابل العصرنة والتحديث، وآخرها ثنائية الصرف مقابل الاستثمار. أن هذه الثنائيات هي التي ستمثل المدخل العام لطرح الاحتياجات التنموية لمدينة مكة المكرمة لقضية هذا الاسبوع.

بادئ ذي بدء هذه الثنائيات تفرض نوع من الجدل حول النظرة للتنمية في مدينة مكة المكرمة، والذي قد ينعكس بشكل مباشر او غير مباشر على مسار عمليات التنمية وتحديد الاحتياجات التنموية لمدينة مكة المكرمة شرفها الله.

لا تختلف الاحتياجات التنموية لأهالي وسكان مكة المكرمة عن بقية مدن المملكة فهي تتركز في الخدمات التعليمية والصحية والمواصلات والطرق والمرور والترفيه، واعادة اعمار المناطق العشوائية…الخ

في المقابل هناك احتياجات الزائر والمعتمر من داخل المملكة وخارجها وهذه يمكن تلخيصها في: خدمات اقامة واعاشة مريحه قريبة من الحرم وبأسعار معقولة، ومواصلات، واتصالات جيدة، هذا بالإضافة لخدمات جيدة ومناسبة خلال موسم الحج، والوصول للاماكن التراثية. قد يختلف المعتمر او الزائر عن الحاج في احتياجات ثقافية وترفيهيه كون وقتة اكثر اتساعا.

ثنائية القدسية مقابل العصرنة. هذا المدخل الجدلي يستدعي ان تكون الاحتياجات التنموية لمكة تركز على المحافظة على هوية مكة الاسلامية لرغبة البعض استشعار حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم عند زيارتهم لمكة للحج او العمرة. ولا يرغبون الاسراف في مظاهر الحياة المدنية المعاصرة، فالبعض يرغب مثلا اداء فريضة الحج راجلاً والاقامة في خيام، بشكل عام حياة تتسم بالتقشف… الخ. وهذا يتطلب العمل على تطوير هوية ثقافية تراثية اسلامية لمكة تراعي قدسيتها ومكانتها التراثية في مخيال المسلمين.

في المقابل التحديث والعصرنة، وتتمثل في الرغبة بان تكون مدينة مكة المكرمة مدينة عصرية حديثة أسوة ببقية المدن الحديثة مثل دبي وسنغافورة. ويبدو ان هذا هو توجه الحكومة في المملكة العربية السعودية.

الصرف مقابل الاستثمار. تشرح هذه الثنائية جهود حكومة المملكة العربية السعودية عبر السنوات الماضية بالصرف المريح على المشاريع التنموية في مكة لجعلها مدينة متميزة دون اعطاء المردود الاستثماري كبير بال. والان وبحسب رؤية 2030 اصبحت النظرة اكثر وضوحاً وذلك بجعل الاماكن المقدسة مصدر دخل للاقتصاد الوطني السعودي. ان هذا البعد يتطلب بحد ذاته احتياجات تنموية وبالأخص في البنى التحتية التي مر على بعضها عقود ولم تحدث. وفي هذا الجانب تتمدد الاحتياجات التنموية لمكة المكرمة لتشمل المطارات القريبة من مكة؛ جدة والطائف والطرق الموصلة لها والمداخل.

واكبر تحد واجه معد هذه الورقة هو حصر الاحتياجات التنموية بين 200 الى 300 كلمة واظن اني تجاوزتها بعض الشيء، ولعل الاخوة المعقبين يستكملوا التفصيل.

 

تعقيب د. مساعد المحيا

اشكر د حمزة على ورقته المركزة التي تناول فيها جوانب من الاحتياجات التنموية لمدينة مكة المكرمة والخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين وفقا للدراسة التي أشرف على انجازها ..

وأشكر الزميل د حسين الذي شارك في اعداد هه الدراسة على تعقيبه الجميل ..

الدراسة أعدتها أسبار الرائدة في البحوث والدراسات وأشرف عليها د فهد الحارثي

وكان أمير مكة الأمير خالد الفيصل مهتما بكل تفاصيلها …

وقد اهتمت الدراسة بالبناء المنهجي الجيد وعنيت باقامة ورشات عمل بحضور 130 مختصا وبمشاركة 45 قطاع حكومي وخاص ..تناولت 45 احتياجا تتعلق بسكان مكة والخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين .. وعنيت بالبنى التحتية وبالدراسات وبذوي الاحتياجات الخاصة وبلغات الحجاج والمعتمرين ….

كانت مشاركتي في الدراسة في اعداد التراكم المعرفي والدراسات السابقة حول موضوع مكة والمشاعر

وقد انحصرت الدراسات في عدة محاور :

أولا : مدى رضا الحجاج عن الخدمات التي تقدم لهم

وشملت

1. تقويم خدمات المؤسسة التجريبية الموحدة للأولاد بالمدينة المنورة في وجهة نظر الحاج ـ

2. تقويم بعض جوانب التفاعل الاجتماعي بين الحجاج ومقدمي الخدمة لهم من وجهة نظر الحجاج,

3. قياس التغذية المرتدة لإذاعة التوعية في الحج

4. قياس مستوى جودة الخدمات التي تقدمها المؤسسات لحجاج الداخل وأثرها على رضا الحجاج,

5. قياس رضا الحجاج عن التكلفة المدفوعة لأداء فريضة الحج مقارنة بجودة الخدمات المقدمة من مؤسسات حجاج الداخل

6. رضا الحجاج عن السكن خارج المنطقة المركزية دراسة ميدانية

7. تقييم تطبيق خطة التطوير المرورية لنفرة الحجيج من مشعر منى إلى مكة المكرمة

8. عوامل مستوى رضا الحجاج المتعلقة بالخدمات المقدمة من المطوفين

ثانيا : مستوى الرضا عن الخدمات خارج منطقة المشاعر

وشملت ..

1. مستوى رضا ومعوقات قاصدي بيت الله الحرام مع تصور استراتيجي مقترح لتطوير الحرم المكي رأسياً وأفقياً في العشرين سنة القادمة.

2. تقويم المرافق والخدمات في صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة

3. جودة إفطار الصائمين والمقدمة من المبرات الخيرية بالمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة في رمضان

ثالثا : الخدمات التي يحتاجها الحجاج في المشاعر ومكة

وشملت ..

1. دراسة توفير المياه في المشاعر المقدسة من وجهة نظر الحجاج .. بحث تاريخي ميداني

2. الخدمات العامة في مزدلفة … بعنوان السلع التموينية في الحج ومواقف واتجاهات الحجاج حول أسعارها وتوفرها وجودتها وتنوعها في الأسواق المحلية

3. تقدير احتياج الحجاج الفعلي لبعض الخدمات الأساسية بالمشاعر المقدسة

4. خدمات التخلص من النفايات ودورات المياه المقدمة للحجيج

5. اقتراح بشأن وضع مشروع يتضمن اختيار الحاجة والإمكانيات لإقامة سكة حديد بين مدينتي جدة ومكة المكرمة

6. الزحام عند الجمرات دراسة نفسية اجتماعية ,

7. تقويم الأداء الفراغي لسكن الحجاج بمنى

رابعا : تنظيمات الحجاج وتنظيم الحج

وشملت ..

1. دراسة استكشافية لتنظيمات حجاج دول الخليج العربي , دولة الإمارات العربية المتحدة

2. دراسة استطلاعية لنظام استقبال الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة

3. أراء الحجاج حول دور المملكة العربية السعودية في تنظيم الحج

4. قياس أزمنة انتظار الحجاج القادمين في مدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة

5. تقييم نظام قياس كثافة الأعداد البشرية على جسر الجمرات عام

6. قياس جودة خدمة الطوافة باستخدام نموذج قياس الجودة SERVQUAE .

7. أداء القائمين على إدارة وتنظيم منطقة الطواف وما حولها

خامسا : بحوث ودراسات أخرى من معهد خادم الحرمين الشريفين

– من أبرز الدراسات والبحوث..

1- تاريخ الحج عن طريق المعمرين.

2- دور مكتب الوكلاء الموحد بجدة في استقبال الحجيج ونقلهم إلى مكة والمدينة وترحيلهم إلى بلدانهم

3- حركة الحجاج بالمشاعر…

4- السلوك الحراري لبعض وسائل الإيواء في مناطق مختلفة من وادي منى ..

5- الإحصائيات الأساسية للحجاج ..

6- نوعية المياه الجوفية بمنطقة الحرم المكي الشريف

7- الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي .

8- الحركة بمنطقة الجمرات

9- عوامل المناخ بمنى ..

10- استطلاعية عن مراكز تفويج الحجاج وأسباب تخلفهم

11- جدوى زيارة الحجاج لمدينة الطائف .

12- ” المشغولات النوعية الواردة مع الحجاج .

وغني عن القول أن غالبية الدراسات السابقة لهذه الدراسة هي من إنتاج أو إشراف مركز أبحاث الحج الذي أصبح معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج

بوصفه المركز البحثي الوحيد المتخصص بشؤون الحج ودراساته وبحوثه .. مع وجود اهتمام بحثي قليل لبعض الأقسام العلمية في عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ..

وقمن الإشارة بهذا الصدد إلى :

– أن كثيرا من هذه الدراسات أنتجت في سنوات مضت بعضها قبل ثلاثين عاما أو عشرين عاما .. وهذا الأمر يجعل تقادمها مؤثرا في مدى إمكانية استثمار نتائجها أو توصياتها لا سيما وأن ثمة مشروعات كبيرة أقامتها المملكة مؤخرا في المشاعر من مثل التطوير الذي حدث في جسر الجمرات وفي المسجد الحرام حيث إعادة بناء المسجد مع توسعة الملك عبد الله .. جميعها جاءت بكثير مما أشارت إليه توصيات تلك الدراسات بل وأكثر منها ممالم تأت به تلك الدراسات ..وبالتالي فقد أصبحت كثير من تلك النتائج لا قيمة لها في واقع اليوم فالذي كانت تطالب به تحقق ما هو أكثر وأفضل منه ..

لكن ثمة جوانب عديدة في هذه الدراسات حري بأن يفاد منها وأن يؤسس عليها دراسات توسعية متعمقة لدراسة الظواهر المستجدة وبخاصة ما يتعلق بالانسان وفقا للتغيرات التي يمر بها المواطن في مكة والمسلمون في العالم …

– هناك عدم تنسيق وعدم ضبط لهذه الدراسات بل هناك تداخل كبير بين بعض الدراسات والبعض الآخر وكذلك هناك تداخل بين محتويات بعضها مع البعض الآخر ..بل قد يشتمل بعضها على عنوان يختلف عن المحتوى الذي كان يتعلق بدراسة أخرى .. لذا فان دور المعهد ينبغي ان يؤسس لدراسات تتبعية ومتكاملة وان تكون أهداف الدراسات مرتبطة بطبيعة الحاجات الجديدة التي يفترض أن يعدها مجلس متخصص في المعهد ..

– هناك نتائج بحوث كان من المناسب التحفظ على إيرادها بسبب تفاصيل قد لا تتسق وطبيعة الدراسة ..كما ان بعضها لم يتم توظيف نتائجها على نحو جيد في البحث

كما أن عددا من النتائج مكتوبة مع جداولها في خط اليد برغم أن ذلك في أعوام 1409-1410 هـ ونحوها.. برغم صدورها من معهد بحث علمي متخصص .. إذ كل البحوث يفترض بداهة أن تقدم مطبوعة ..

– لا توجد معايير واضحة لهذه الدراسات وكأنها لا تنتمي لمؤسسة بحثية واحدة فالأصل أن معايير هذه الدراسات أو معايير نشرها تنضبط بمعايير محددة.

ويفترض أن النسخ المحفوظة تكون جيدة ونهائية ..

– النتائج تتعامل مع الحجاج على أنهم ينتمون لمدرسة فكرية أوعلمية أو ثقافية أو فقهية واحدة وهذه إحدى أهم مشكلات النتائج فبعض الحجاج يقوم بالعمل لأن هذا هو الصحيح بالنسبة له وليس لأنه لا يعي ولا يفهم .. فبعض الفتاوى ترى وجوب أمر من الأمور أو أنه مشروع ..لكنه لدى مدرسة فقهية أخرى يرونه غير مشروع .. مثلاً لو تأملت ما يمارسه عدد من السعوديين ومن طلاب العلم من رفض الكثير من الرخص في الحج لما استغربت من حاج أقل تعليماً ..

– التناقض في نتائج الدراسات لا تعين على الوصول لحلول مهنية فبعضها ترى أن غالبية الحجاج جامعيون ويبني على ذلك تصورات معينة وأخرى ترى أن الجامعيين من الحجاج قرابة 20% وأن الأكثر هم من الابتدائي فما دون

كما ان هناك بعض الخلل المنهجي في التعامل الإحصائي مع نتائج بعض الدراسات ..

كانت هذه محاور مركزة لأبرز الدراسات التي تم استعراضها مما يرتبط بطبيعة أهداف الدراسة أو يدور مع بعض أهدافها ..وذلك وفقا لتصنيفات متعددة تتسق وطبيعة هذه الدراسات ..

وفي تفاصيل تلك الدراسات هناك العديد من الجوانب التي اهتمت بها وانتهت اليها وجميعها تظهر اهتماما مبكرا وملحوظا بتفاصيل مهمة في مكة وفي المشاعر والمشاركون فيها متعددون ومتعددوا التخصصات وطبعا الزميل د علي الحكمي اعد مع زميله د الصبيح احدى هذه الدراسات وكانت بعنوان الزحام عند الجمرات دراسة نفسية اجتماعية ,

مما لفت نظري في عدد من هذه الدراسات اهتمام عدد منها بـ ..

– إعداد نظام لتقويم أداء مقدمي الخدمات العامة بحيث يشترك فيه الجميع

– تكثيف الدورات التدريبية لمقدمي الخدمات لتحسين قدراتهم بحيث تشمل الدورات المعارف والمهارات والاتجاه

-تخصيص جزء من الدورات لموضوع صناعة الخدمات المتعلقة بالحج والعمرة

– وجود تباين في وجهات النظر حول تحديد المعايير التي تقاس بها جودة الخدمة وضرورة ان تقوم الجهات المختصة بوضع معايير وضوابط عامة لمستوى جودة الخدمات التي تقدمها المؤسسات

– تقدير التوقعات المستقبلية للإسقاطات الزمنية لأعداد قاصدي بيت الله الحرام للسنوات القادمة وتقدير الاحتياجات التي يتطلبها الحرم لقاصدي بيت الله الحرام على مدى 20 عاما وقياس مستوى الكفاية الإنتاجية لجودة الخدمات في الحرم المكي. مع تصور استراتيجي لتطوير بيت الله الحرام أفقياً وراسياً لمواجهة الصعوبات والمشكلات التي تواجه قاصديه.

-عدد من الدراسات حاولت الربط بين عدد من المتغيرات وبخاصة العمر والتعليم وبين درجة الرضا أو ارتفاع الوعي في الحج وفقا لمختلف الجنسيات وقد كانت بعض نتائجها مهمة ومثيرة

-حاولت الدراسات فهم طبيعة ما يبحث عنه الحجاج في مكة والمشاعر وما يحتاجون إليه من مختلف القارات وماهية الفروق بينهم في ذلك ..وانتهت إلى وجود تباين وفروق واضحة بين الحجاج من آسيا وافريقيا وأوربا وامريكا

– تبين في احدى الدراسات أن هناك فروقاً بين مؤسسات الحجاج من حيث مستوى جودة الخدمة المقدمة ومن حيث ملاءمة الجودة لتكلفة الخدمة المقدمة ومن حيث رضا المستفيدين من هذه الخدمات .

– كما تبين أن مؤسسات تركيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا هي أعلى مؤسسات الحجاج جودة .. وأن مؤسسات حجاج الدول العربية هي اقل مؤسسات الحجاج من حيث درجة جودة الخدمات التي تقدمها لحجاجها ..

– الدراسات بشأن الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي افضت لنتائج جيدة تحققت فيها مشروعات كبيرة بيد ان الواقع يتطلب المزيد من الحلول التي تبعد هذه الأماكن عن الممارسات غير المشروعة وغير الانسانية …

– هناك دراسات تتعلق بعوامل المناخ بمنى ومدى التغير الذي يحدث في عوامل المناخ في فترة ما قبل واثناء وبعد الحج مستخدمة وضع محطات للأرصاد موزعه طبقاً لمرئيات الدراسة

ما أريد التأكيد عليه هو أن الطريق لكل مشروع تنموي لمكة المكرمة ينبغي أن يكون طريقه الدراسات العلمية الرصينة المؤسسة على رؤية منهجية تكاملية واهداف واضحة وفق رؤية الدولة 2030 التي تطمح لتحقيق الكثير لمكة المكرمة

تعقيب د. حسين الحكمي

أشكر الدكتور حمزة على ورقته التي غطى بها جوانب مهمة من الجوانب ذات الحاجة للتنمية في مكة المكرمة وتغطيته لجوانب كفاني الحديث عنها .

قام مركز أسبار للدراسات والبحوث والدراسات والإعلام على دراسة حدثة استمرت لما يقارب الثمانية أشهر شملت ثلاثة محاور أساسية فيما يتعلق بالتنمية في مكة المكرمة وهي أراء وتطلعات الحجاج والمعتمرين و أهالي وسكان مكة ، وقد خرجت بنتائج واقعية وتلامس الواقع المشاهد ، وكما قال أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل عندما عرضت عليه النتائج فإن الدراسة قد شخصت الواقع الحقيقي المعاش الذي يشعر به الإنسان ويراه وتعكس بشكل مباشر الحاجات الأساسية المرغوب الإلتفات لها وتطويرها . إذا فكثير من الاحتياجات التنموية معروفة مسبقا لدى الكثير ممن زاروا مكة المكرمة أو عاشوا فيها .

وكما ذكر د. حمزة فإن هناك ثنائية رأي فيما يتعلق بالجوانب التنموية ، رأي أهالي مكة وسكانها وهم المستقرون المعايشون لكل الخدمات يوميا وأيضا رأي المعتمرين والحجاج الزائرون لمكة لفترة محددة .

بالتأكيد هناك خدمات تطورت وهناك رضا عام بنسبة جيدة عنها من كل الأطراف مثل الاهتمام بالحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية والخدمات الأمنية ، كما أن هناك تطور في عدد من الخدمات حاليا عنه قبل عقد من الزمان مثلا ، كالخدمات التقنية والإلكترونية والإنترنت وأماكن الترفيه وخدمات الكهرباء والماء ، لكن هذا التطور غير كاف في رأي الجميع ويرغبون في المزيد والأكثر ، خصوصا من شاهد واطلع على الخدمات في دول العالم المتقدمة من خدمات إنسانية وتقنية وترفيهية من خدمات أولية وثانوية .

الخدمات التي يرغب بها كل من تحدث في هذا الموضوع نجدها دائما تتقاطع في الحاجة لتطوير خدمات التنسيق بين الجهات وأيضا خدمات أخرى أساسية كالنظافة في المشاعر المقدسة و خدمات النقل العام والاستقبال في مداخل الجمارك والجوازات السعودية وخصوصا البرية.

من خلال مشاركتي في الدراسة التي قام عليها مركز أسبار فإن هناك حاجة للتركيز على الجوانب الإنسانية والتعامل مع الناس خصوصا في الحج والعمرة ، في الحج مثلا نرى المجهود الكبير الذي يقدمها العسكر من أجل مساعدة الحجاج ، في نفس الوقت هناك شكاوى لبعض الحجاج من تعامل بعض العسكر حيث أن فيه نوع من الجلافة أحيانا من بعض العسكر دون الأخذ في الاعتبار أن هذا الحاج قد أمضى سنينا يتمنى هذه اللحظات وهي مناسبة مرة في العمر قد لا تتكرر وفيها يؤدي ركنا من أركان الإسلام ، فهم يتوقعون من القائمين على خدمتهم الكثير ، خصوصا أولئك الذين قدموا من دول متقدمة فهم يقارنون التعامل والخدمات بما يعرفونه.

الموضوع يطول في الحديث عن قضية مهمة كهذه ، وكي لا أطيل أتمنى أن يتم إدراج عروض الإنفوغرافيك والموشن غرافيك والتي تحتوي على معلومات مهمة ، كما أود أن أختم بتوصيتين لهما علاقة بالتخصص هما:

– عند البحث عن دراسات سابقة عن مكة المكرمة والحج والعمرة كان هناك ندرة كبيرة في الأبحاث الاجتماعية والنفسية ، وأرى أن يتم عمل دراسات من هذا النوع للتعرف على السلوك الإنساني الاجتماعي والنفسي وهما عاملان مهمان فأهل مكة وزوارها كلهم بشر وهناك حاجة لدراسة سلوكهم وتغيراته خصوصا في الحج والعمرة.

– هناك مبدأ أو قاعدة معروفة بمبدأ 20/80 وفكرته أن العالم الإيطالي باريتو يقول  بأن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب ، وهذا يقودنا لأن نركز العشرون بالمئة التي تحقق لنا الثمانون بالمئة بدلا من أن يجهج القائمون على الحج أنفسهم ويصرفون 80% من مجهودهم للوصول لنتيجة 20% فلا يحققون الهدف ولا يحصلون على رضا الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

وقت البيانات لتقنية المعلومات شركة برمجة في الرياض www.datattime4it.com الحلول الواقعية شركة برمجة في الرياض www.rs4it.sa