قضية الأسبوع الورقة الرئيسة: الوعي الاسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي ودوره في الوقاية من تعاطي المخدرات

ديسمبر 2024

كاتبة الورقة: د. لولوه البريكان

أستاذ علم الاجتماع المشارك – جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

 

تعتبر مشكلة المخدرات من المشكلات الاجتماعية الخطيرة ‏ ‏في العالم المعاصر نظرا لما يرتبط بها من تداعيات على مختلف مجالات الحياة وما يرتبط بها من مشكلات نفسية واجتماعية وأمنية على المستوى الفردي والاجتماعي، وقد زاد الاهتمام في الآونة الاخيرة بدراسة تعاطي المخدرات وبالمشكلات المترتبة عليها، وأصبحت مشكلة اجتماعية تهدد المجتمعات البشرية بكافة شرائحها و تستنزف الطاقات المادية والبشرية وتلحق الضرر بالفرد والأسرة، وتعتبر مشكلة تهدد أمن ومستقبل الشباب، مما أدى بالكثير من الدول على المستوى الرسمي القيام بوضع خطط واستراتيجيات لمواجهتها وأنشاء المؤسسات والمراكز لمكافحتها (فتيحة، 2019).

كما تعد من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات في الوقت الحالي، ولا يخلو منها أي مجتمع، سواء في الدول المتقدمة أو النامية، ولا يوجد إحصائيات دقيقة لعدد المدمنين في أي دولة في العالم مهما كانت متقدمة، ويرجع ذلك بسبب طبيعة تعاطي المخدرات والتجارة بها وأغلب المعلومات الإحصائية تنحصر في قضايا المخدرات التي تم ضبطها(الزبن،٢٠٢٠).

‏تعرف المخدرات اصطلاحا بأنها: مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويخطر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من ترخص له بذلك(الزبن،١٤٤٢).

وتعرف الأمم المتحدة المخدر بأنه: -أي مادة يتعاطاها الناس بهدف تغيير الطريقة التي يشعرون بها أو يفكرون أو يتصرفون، ويشمل الوصف الكحول والتبغ، كما المخدرات الأخرى الطبيعية أو المصنوعة. والتعريف الاجتماعي للمخدرات: -كل مادة مسكرة أو مفترة طبيعية أو محضرة كيميائيا ومن شأنها أن تزيل العقل جزئيا أو كليا وتناولها يؤدي للإدمان، وتصيب الجهاز العصبي مما يضر الفرد والمجتمع (ابو علي:٢٠٠٣).

‏ويمكننا تحديد التعريف الاجرائي: ‏بأنها المادة المخدرة التي يتعاطاها الفرد ويصبح مدمنا عليها بسبب الهروب من الواقع او لغرض للعلاج نتيجة تعرضه لحالة نفسية. وحيث ان المرض النفسي من العوامل المؤدية لتعاطي المخدرات ‏وقد يكون للأسرة دورا في غرس ميول الانحراف للأبناء كونها أول مؤسسة اجتماعية للتربية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية من حيث الإفراط في العقاب البدني أو القهر الممارس في البيئة الأسرية يدفع للانحراف، أيضا التجاهل والإهمال من قبل الآباء للأبناء يدفع للعزلة والبحث عن مكان لإثبات الذات وتفريغ التوتر(فتيحة،٢٠١٩).

‏وقد أكدت الدراسات التي تهتم بموضوع الوقاية من المخدرات، كدراسة عبد العزيز خزاعلة (١٤٤٢) على دور العوامل البيولوجية والنفسية، والمشكلات التي يتعرضون لها كالعنف والاغتصاب والشذوذ   والسرقة والجريمة بأنواعها، قد تساهم إلى حد كبير في اللجوء إلى المواد المخدرة والادمان.

كما أكدت دراسة (الزبن، 1٤٤٢) على أهمية إنشاء عيادات نفسية متخصصة توفر الإرشاد النفسي والاجتماعي للطلاب للوقاية من المخدرات.

ويرتفع تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها في جميع أنحاء العالم حسبما ذكر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات في تقريره السنوي، ويقدر عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حوالي 296,000,000 شخص عام 2021 أي ما يعادل 5.8% من سكان العالم الذين يتراوح أعمارهم ما بين 15-64 عاما (تقرير مكتب الأمم المتحدة٢٠٢١ https://www.alhurra.com/arabicandinternational/2023/06/27/%)

وفي المملكة بلغ عدد المدمنين 200,000 شخص مدمن على المخدرات ونسبه قليلة منهم يسعى للعلاج، وتعد أكثر الأنواع شيوعا (الحشيش، الكبتاجون، الهيروين) وجميعها مواد خطيرة تؤدي إلى الأمراض النفسية والعقلية والجسديه الخطيرة. (تقرير وزارة الصحة٢٠٢٣ h.gov.sa/HealthAwareness/EducationalContent/

‏وقد سعت المملكة العربية السعودية بإمكانياتها كافة لمكافحة المخدرات والاتجار بها، ولكن بجانب جهود المكافحة اهتمت بالوقاية من المخدرات، على اعتبار أن الوقاية تعني باستباق حدوث الظاهرة والحد من فرص ظهورها، مما يكون له المردود الأقوى في الحد من انتشارها، من أجل ذلك تم تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عام (١٤٣٠) و التي هدفت لحماية المجتمع من خطر المخدرات، وسعت عبر برامجها الوقائية المختلفة إلى نشر التوعية وتثقيف المجتمع بشرائحه المختلفة من خطر المخدرات وتأثيرها السلبية، وقد اطلقت اللجنة مشروع وطني شامل يعني بنشر التوعية والتثقيف لمختلف الشرائح المجتمعية من المخدرات ‏أطلق عليه اختصارا مشروع نبراس في عام (٢٠١٧) ويهدف لإيجاد بيئة خالية من المخدرات من خلال نشر ثقافة الوقاية عبر وسائل الإعلام المختلفة، واستغلال وسائل الدعاية والإعلان لتعزيز القيم الإيجابية والتشجيع عليها (العتيبي،٢٠٢٣).

ومن الأسباب الشخصية لتعاطي المخدرات منها: عدم النضج الكامل للشخصية. الإحباط الشديد الذي تعجز قدرات الشخص عن مواجهته وبالتالي تعاطي المخدرات وسيلة الهروب من حقائق مؤلمة. الرغبة في خفض التوتر والقلق والألم الذي يواجه الشخص. علاج سلبي للأزمات النفسية المصاحبة لحياة الشخص. (عبد اللطيف:١٩٩٢).

ومن الأسباب الأسرية لتعاطي المخدرات منها: -انعدام الرابطة الأسرية وفقدان الأمان في العلاقة بالوالدين. التربية غير المجدية-البيئة المنزلية المضطربة. أحد الوالدين أو أحد افراد الأسرة من متعاطي المخدرات -غياب التعلق والرعاية المتبادلة بين الآباء والأبناء. البيئة المنزلية الفوضوية. تربية الوالدين غير الفعالة. غياب العلاقة المهمة للطفل مع شخص يمنحه الرعاية الكاملة.

هناك آثار لتعاطي المخدرات العقلية على المجتمع منها: انتشار الجريمة والانحراف، الانحدار الأخلاقي والاجتماعي، التأثير السلبي على تقدم المجتمع ونموه. ويعتبر أكثر الأفراد المهيئين لتناول المخدرات هم الذين يشعرون بالقلق ومصدر القلق عند الفرد قد يكون من:

‏١-ضعف في القدرات الجسمية أو الذهنية فقد يكون ضعيفا في القدرات كالطلاب وسائقي الشاحنات ويحتاج إلى مخدر منشط.

٢- ‏مرض موجع مزمن ويبحث عن مخدر مهبط.

٣-‏ظروف اجتماعية واسريه قاهرة ويبحث عن مخدر ينسى الواقع. (اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات،٢٠١٦).

وفي إحدى الدراسات ‏الاجتماعية المتخصصة في تفسير ظاهرة تعاطي المخدرات والتي أجريت في المجتمع السعودي(الفالح:١٤٠٩) توصلت في نتائجها إلى عوامل رئيسية تدفع الأفراد السعوديين إلى تعاطي المخدرات من أهم هذه العوامل ما يلي: السفر للخارج لتحقيق رغبات شخصية، التدخين، رفقاء السوء، زيادة الفراغ عند الفرد، ضعف الوازع الديني وعدم المحافظة على الصلاة الإعراض عن البرامج الدينية التوعوية، الانتقال إلى المراكز الحضرية والمدن الكبيرة. أما الأسباب النفسية التي تدفع إلى تناول المخدرات بشكل خاص في المملكة من أهمها: أصدقاء السوء، الرغبة في نسيان الهموم والمشكلات، البحث عن السعادة الوهمية، متاعب العمل.

وحيث ان العالم يعيش تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية قد تساعد على زيادة الاضطرابات النفسية في المجتمعات، كما ان خطر الإصابة بالأمراض النفسية قد يرجع الى عوامل وراثية او بيولوجية واجتماعية أو بيئية سلبية تساعد على زيادة الاضطرابات النفسية ومنها الاكتئاب، الفصام، القلق، إرهاب الاجتماعي وغيرها. وتمثل الاضطرابات النفسية الصورة الإكلينيكية التي تمتد على مدار المراحل العمرية المختلفة، وتتضمن قصوا معرفيا مرتبطًا ببعض الأعراض النفسية. وتتأثر هذه الاضطرابات بأسلوب الحياة (النظام الغذائي، العمر، مستوى النشاط، والاندماج الاجتماعي، عدم تعاطي المخدرات (,Babiloni( Guarini, Lizio, Cordone, Bonaduce, Armenise, V., Bari, et al. 2016 ).

وتشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى تزايد كبير في انتشار الاضطرابات النفسية. حيث يعاني حوالي (٤٥٠) مليون من البشر من الاضطرابات النفسية بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي الذي نشر في عام ٢٠٠١(who,2001).

‏ولا يمكن الحديث عن المرض النفسي بمعزل عن النظرة الشائعة حول المرض النفسي فالكثير يحيط المرض بالوصمة الاجتماعية وتتجه الأسرة إلى إخفاء الإصابة والتخفي لها. وهناك أدلة موثَّقة من جميع مناطق العالم أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية يقاسون أشد انتهاكات حقوق الإنسان خطورة. ومنها تقييدهم بالسلاسل أو حبسهم في اسرهم او عزلهم في غرف معزولة في مستشفيات الأمراض النفسية، اوحبسهم في السجون، وتقييدهم بالسلاسل، وتعرضهم للإيذاء بسبب ممارسات علاجية تقليدية. وتعني هذه الانتهاكات فشل الإنسانية، وتمثل حالة طوارئ عالمية تتطلب إجراءات فورية ومستدامة (Kleinman,2009).

وتلعب الأسرة دور مهم للغاية في دعم ورعاية الأبناء الذين يعانون من حالات نفسية والامر الشائع للكثير من الأسر عدم مناقشة الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية من أفراد الأسرة وذلك بسبب الخوف أو قلة المعرفة او وصمة العار، ‏ويعتبر الوقاية من الاضطرابات النفسية من أهم الطرق الفعالة في إنقاص هذا الهلع أو الحمل الثقيل المصاحب للاضطرابات(إبراهيم،٢٠١٧). ويعتبر مشاركة الأسرة في مراحل مختلفة من معاناة الشخص من الاضطراب النفسي بدءا من مساعدته على التعرف على العلامات المبكرة إلى المساعدة في الحصول على العلاج والتعافي، لذلك يعتبر دورها مهم جدا في المساعدة في حالة الإصابة بالمرض النفسي او ملاحظة عوارض نفسية. وقد تجد الاسرة صعوبة في التعامل ‏مع الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها أحد أفرادها لأن المرض النفسي يصعب التأكد منه عكس الأمراض الجسدية التي أعراضها واضحة، ويحتاج ذلك منها ملاحظة التغيرات وأن يكون لديها معلومات واضحة عن العوارض النفسية للأبناء. وهناك مجموعة من الطرق العلمية التي يمكن للأسرة أن تقوم بها لدعم الأبناء في حالة ملاحظة معاناتهم من اضطرابات نفسية منها: إظهار الاهتمام بالأبناء وتقديم الدعم العاطفي والمودة والصبر. تشجيعهم بالتحدث عن معاناتهم وممكن طلب المساعدة من

أخصائي صحي مدرب. القيام بالنزهة، والعلاقات الاجتماعية. اظهار الشعور بالرضا لإنجازهم. تشجيعهم على ممارسة الرياضة والأكل الصحي. الاهتمام باختيار الأصدقاء. لذلك يعتبر دورها رئيسي ومهم في تحقيق بيئة أسرية آمنة وتهيئة جو أسري وعلاقات أسرية متينة لاحتواء الأبناء ومساعدتهم على تجاوز الأزمات النفسية وتجنيبهم الخلافات الأسرية والزوجة المتكررة مما يزيد من معاناتهم النفسية، https://sehanafsia.moph.gov.qa/Arabic/Resources/Pages/ForFamilyFriends.aspx

وتأتي أهمية تناول الحديث عن المخدرات من حيث أن عدم وعي الأسرة مبكرا بإصابة الابناء بمرض نفسي(الاكتئاب، قلق، رهاب اجتماعي، الخوف،،، وغيره من اعراض نفسية) وعدم اكتشافه مبكرا ومساعدتهم في تجاوز الازمة النفسية قد يؤدي إلى انحراف الأبناء وتعاطي المخدرات و الوقوع في براثن المخدرات والادمان وذلك بسبب الهروب من الواقع أو طلبا للعلاج.

لذلك يعتبر الوعي المبكر من قبل الأسرة بملاحظة إصابة الأبناء او عند ظهور عوارض نفسية يتحقق بتضافر جهود الاسرة تربويا ودنيا وعلاجا، حيث إن دورها يبدأ من الطفولة ومرحلة الشباب والمراهقة الى الشيخوخة، ويعتبر قيامها  بدورها التربوي ‏والوقائي باعتبارها أول مؤسسة تربوية تحقق للأبناء البيئة المناسبة لتجاوز الإصابة بالمرض النفسي بتقديم المساعدة بالعلاج والإرشاد والمساعدة في تجاوز الازمات النفسية للأبناء مبكرا قبل الوقوع في مخاطر المخدرات للأبناء، مع مساعدة الكثير من مؤسسات المجتمع الأخرى كالمدرسة والإعلام والمسجد.

وهناك عدة تدابير للوقاية من هذه المشكلة الخطيرة ووقوع الأبناء ضحايا للمخدرات

ومن المهم أن تقوم بها جميع مؤسسات المجتمع وأهمها الأسرة وهناك عدة أمور يجب على الأسرة الحرص والاهتمام بها ‏للتقليل من تأثير المرض النفسي على الأبناء واللجوء للمخدرات ومن اهم هذه التدابير:

الحرص على تربية الأبناء تربية إسلامية وتنمية الجانب الديني والروح لديهم.

الإشراف على اختيار الأصدقاء.

-يجب على الأسرة تعويد أبنائها على استثمار وقت الفراغ في عمل مفيد.

-عدم إثارة الخلافات الأسرية والزوجة مع الأبناء.

-تهيئة بيئة أسرية مناسبة غير مضطربة وآمنة للأبناء.

-الحوار مع الأبناء وملاحظة أي تغيرات نفسية واضطرابات لمعالجتها واحتوائها.

-اللجوء للطب النفسي والاستشارات النفسية في حال ملاحظة أي تغيرات نفسية.

-معالجة الأمراض النفسية علاج نفسي واجتماعي وطبي من قبل المختصين وعدم ترك الأبناء ضحايا للعلاج التقليدي والشعبي.

-‏عدم إهمال الأبناء من الناحية النفسية والعاطفية وتقبل المرض النفسي والسعي لعلاجه.‏

– مشاركة الأب للأم في القيام بأعباء الحياة الأسرية فيتعلم الأبناء معنى المشاركة والتعاون.

-تجنب الشجار العائلي سواء بين الزوجين أو بين الزوجين والأبناء. وتعاون الأبوين على تقليص الخلافات الأسرية إلى حدها الأدنى وتجنب الجدل العقيم وتبادل الألفاظ العدوانية.

وإبعاد الأبناء عن متابعة أي نقاشات محتدمة بين الوالدين.

-خلق مناخ أسري آمن يمثل الدرع الواقي للأبناء.

-تجنب أساليب التنشئة الاجتماعية السلبية كالتدليل الزائد والقسوة الزائدة. فلا إفراط في القسوة، والشدة، والصد، والحرمان. ولا تفريط في الالتزام، وإنما الاعتدال. والبعد عن أساليب التنشئة المتضاربة من قبل الأم والأب.

– التحلي بالصبر عند التعامل مع الأبناء.

– المساواة في المعاملة وعدم التفرقة بين الأبناء

– خلق القدوة والنموذج، بحيث يكون سلوك الآباء قدوة حسنة لأبنائهم، من خلال التعامل بلطف، وتجنب الألفاظ غير اللائقة، وضبط النفس، والتحلي بالصفات المحمودة، ونبذ السلوكيات المذمومة.

– مشاركة الأطفال في اهتماماتهم كمشاركتهم في اللعب. ومشاركتهم مشكلاتهم اليومية الخاصة بالمدرسة والواجبات المدرسية.

-تنمية ثقة الطفل بنفسه وعدم إشعاره بالنقص والحرمان.

– تنمية مهارات الطفل مثل تنمية مهارات التواصل مع الآخرين، ومهارة التحدث، ومهارة الاستماع، والدفاع عن حقوقه، وتأدية واجباته.

– تجنب مشاهدة أفلام العنف أو برامج الكرتون التي تتضمن مشاهد عنف. وتجنب إهمال الأهل لما يشاهدونه من أفعال عدوانية.

-تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعده في التخلص من حالات القلق والتوتر التي قد تنتابه من وقت لآخر.

-تنظيم وترتيب بيئة الطفل وخلق مساحات للعب لتفريغ الطاقة.

 

 

المراجع:

-إبراهيم سحر (٢٠١٧) الوقاية من المرض النفسي،مجلد١٦،كلية الآداب، بني سويف.

– أبو علي، وفقي (٢٠٠٣) ظاهره تعاطي المخدرات: الأسباب، الاثار ، العلاج .قطاع الشئون الثقافية . إدارة الثقافة الإسلامية. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية. لكويت.

-خزاعلة، عبدالعزيز (١٤٤٢) دور البحث العلمي في رسم السياسات الوقائية والعلاجية لمشكلة المخدرات، اعمال ندوة البحث العلمي في الوقاية من المخدرات، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

-الزبن، إبراهيم (٢٠٢٠) العوامل المؤدية لتعاطي المخدرات بين النساء في المجتمع السعودي، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، العدد ١٢٣، مجلد ٣١.

-الزبن، إبراهيم (١٤٤٢) نحو استراتيجية لوقاية طلاب التعليم الجامعي من المخدرات، المجلة الاجتماعية، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.

– الفالح، سليمان (١٤٠٩) عوامل تعاطي المخدرات، الحرس الوطني.

-فتيحة، بالعسيلة (٢٠١٩) الصراع النفسي والاجتماعي داخل الاسرة وعلاقته باتجاه الشباب نحو تعاطي المخدرات. مجلة تطوير العلوم الاجتماعية، مجلد١٢ عدد٢، الجزائر.

-العتيبي، علي (٢٠٢٣) دور الجامعات السعودية في وقاية الطالب من تعاطي المخدرات، مجلة الخدمة الاجتماعية، الجمعية المصرية للاخصائيين الاجتماعيين، المجلد٧٧. جامعة الملك عبد العزيز، جدة.

– العجلان، أحمد (١٤٤١) قضايا ومشكلات اجتماعيه معاصره. مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر .

– السيف، محمد (٢٠١٨) المشكلات الاجتماعية في المجتمع السعودي، مكتبة المتنبي .

-اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية(٢٠١٦) دليل ظاهرة المخدرات وطرق الوقاية منها. برنامج الاسرة والطفل. سلسلة رقم(١٩) .

عبداللطيف ، رشاد (١٩٩٢) الاثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات ، تقدير المشكلة وسبل العلاج والوقاية . الرياض: المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب .

-Babiloni, C., Guarini, A., Lizio, R., Cordone, S., Bonaduce, R., Armenise, V., Bari, I.D., et al. (2016 ). Prevention of Mental Disorders in Seniors at Risk of Alzheimer’s Disease in the Smart Health Project: The Smartaging Platform. Poster Presentations, P593. www.mhinnovation.net/innovation/this-way.

– WHO. (2001). Basic documents. 43rd Edition. World Health Organization, Editor: Geneva

-Kleinman, A., (2009). A failure of humanity. The Lancet, 374: p. 603-4.

https://sehanafsia.moph.gov.qa/Arabic/Resources/Pages/ForFamilyFriends.aspx-

https://www.alhurra.com/arabicandinternational/2023/06/27/%

تقرير مكتب الأمم المتحدة٢٠٢١-h.gov.sa/HealthAwareness/EducationalContent/AddictionandDrugs/Documents/Guide-Addiction-and-Drugs

تقرير وزارة الصحة السعودية٢٠٢٣

 

 

 

 

 

 

 

تعقيب على الورقة الرئيسة

الوعي الاسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي

ودوره في الوقاية من تعاطي المخدرات

تعقيب: د. سليمان الفالح

أستاذ علم اجتماع القانوني والجريمة المشارك

 

تعد المخدرات واحدة من أخطر الجرائم التي تواجهها العديد من المجتمعات البشرية في وقتنا الحاضر؛ فقد شكلت ظاهرة إجرامية مختلفة اختلافاً كبيراً عن سائر الجرائم التي عرفتها المجتمعات البشرية.

فعلى سبيل المثال أن جرائم المخدرات تختلف عن بقية الجرائم من حيث نوعية وعدد المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تتعامل مع مشكلة المخدرات، ففي حين يقتصر التعامل الرسمي مع معظم الجرائم التقليدية على المؤسسات الأمنية الرسمية (الشرطة، السجون، دور الأحداث، المحاكم)، فإن الأمر يختلف بالنسبة لجرائم المخدرات فإن هناك طيف واسع من المؤسسات بمختلف أنواعها يشكل التعامل مع مشكلة المخدرات جزء أساسيا من أنشطتها، (الفالح، ١٤٣٨ه)

وعلي الرغم من الدور الكبير التي تقوم به الخطوط الأمامية المتمثلة في المؤسسات الرسمية في مكافحة المخدرات والقبض على المروجين والمهربين، إلا أن الإحصاءات تشير إلي أن ظاهرة المخدرات في المملكة تسير باتجاه الارتفاع المستمر عبر الزمن؛ الأمر الذي يلفت النظر إلى أهمية الإجراءات الوقائية التي يتعين اتخاذها والاهتمام بها كوسيلة احترازية للحيلولة من استفحال هذه الظاهرة وخروجها عن السيطرة.

وجاءت ورقة الدكتورة البريكان لتلقي الضوء على احد اهم إجراءات الوقاية من تعاطي المخدرات للمعرضين للتعاطي من المصابين بمرض نفسي ويتلقون العلاج ،  وهو  عامل الوعى الاسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي ودوره في الوقاية من تعاطي المخدرات.

وبالاطلاع على هذه الورقة تساءلت السؤال التالي: هل سبق دراسة هذا الموضوع في المجتمع السعودي؟ وإذا كان لدي الأسرة وعى مبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي ازداد احتمال وقاية الأبناء من تعاطي المخدرات او ان احتمالات اقبال الأبناء على التعاطي تكون ضئيلة.؟

وللتوصل الي إجابة لهذا السؤال نشير الي بعض الأدبيات التي لها علاقة بموضوع الورقة والتي امكن الاطلاع عليها، فقد ذكر سويف (١٤١٦ه) ان نتائج البحوث الميدانية تفيد دائما عن وجود نسبة من متعاطي بعض المواد الإدمانية الذين بدأوا تعاطيهم هذه المواد بغرض التداوي (لا بغرض الترويح)، وفي تاريخ هؤلاء نجد أنهم كانوا يعانون من بعض الاضطرابات الصحية (البدنية، أو النفسية أو الاثنتين معا)، وأنهم لسبب ما لم يلجأوا إلى الطبيب (أو لجأوا إلى الطبيب ولكن حالتهم لم تتحسن تحسنا ملحوظا في فترة زمنية معقولة) ومن ثم فقد أشار عليهم بعض الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل بأن يلجأوا إلى مخدر مثل الأفيون، أو إلى بعض الحبوب المهدئة أو المنشطة .. إلخ، فاستمعوا إلى النصيحة، وهكذا أصبحوا محسوبين ضمن المتعاطين، وقد تطول بهم فترة التعاطي ويحسبون ضمن المدمنين أو المعتمدين.

كما أشار الشريف (١٤٢٩ه) الي نتائج عدد من الدراسات التي اوضحت اهم العوامل النفسية مثل الذهانية والعصابية والانطواء وأثرها في التنبؤ باستعمال المخدرات والكحول لدى المراهقين. وان الانغماس في استعمال الماريوانا يرتبط بدرجات مرتفعة من القلق والعصابية والذهانية.

وانحصرت مشكلة دراسة المهوس (١٤٣٨هـ) في الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي: ما دور الوعي الاسري في الحد من تعاطي المخدرات تعزيزا للأمن الاجتماعي؟ أهداف الدراسة:

  1. التعرف على الوعي الاسري بأهمية العوامل الاجتماعية في الحد من تعاطي المخدرات تعزيزا للأمن الاجتماعي.
  2. التعرف على الوعي الاسري بأهمية التنشئة الاجتماعية في الحد من تعاطي المخدرات تعزيزا للأمن الاجتماعي.
  3. الوقوف على أهمية الوعي الاسري في علاج وإعادة تأهيل المتعافين من الإدمان للحد من تعاطي المخدرات تعزيزا الاجتماعي.
  4. معرفة سبل تعزيز الوعي الاسري في الحد من تعاطي المخدرات.
  5. التوصل الى تصور مقترح لتعزيز الوعي الاسري في الحد من تعاطي المخدرات.

مجتمع الدراسة وعينتها: تكون مجتمع الدراسة من الاخصائيين والعاملين بمراكز الرعاية اللاحقة لعلاج المتعافين من الإدمان بمدينتي الرياض والدمام وعددهم (50) مفردة، وقد قام الباحث بحصر شامل لجميع مفردات الدراسة. منهج الدراسة وادواتها: استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي باستخدام الاستبانة كأداة لجمع البيانات. وتوصلت الدراسة الي عدد من النتائج أهمها:

  1. أن وعي الاسرة وقيامها بدور الرقيب على الأبناء يسهم بدرجة كبيرة جداً في الحد من تعاطي المخدرات تعزيزاً للأمن الاجتماعي.
  2. أن اهتمام الاسرة بالتنشئة الاجتماعية، وتوعية أبنائها من اضرار المخدرات يسهم بدرجة كبيرة جداً في الحد من تعاطيها، ويعزز الامن الاجتماعي.
  3. أهمية العمل على توجيه حملات إعلامية مدروسة من قبل متخصصين في مجال مكافحة المخدرات لزيادة الوعي الاسري للحد من تعاطي المخدرات.
  4. ضرورة تعزيز الوعي الاسري بأهمية الاكتشاف المبكر لحالات الإدمان، والعلاج مبكراً.

وتشير كثير من الأدبيات الي أهمية وعي الاسرة المبكر في الوقاية من تعاطي المخدرات. ولجؤها إلى الإجراءات الوقائية خطوة بالغة الأهمية في مجال التصدي لمشكلة تعاطي المخدرات، ذلك ان الأسرة تعد من اهم المؤسسات غير الرسمية وصمام الأمان الأول في التعامل مع كثير من المشكلات الاجتماعية. والاضطرابات الصحية والنفسية التي يتعرض لها أبناؤها. فوعي الأسرة هو الأساس الذي يؤهلها للتعامل مع المشكلات المختلفة بأفرادها بأدراك مناسب يوصلها إلى النتائج الجيدة في الاتجاه، وذلك لأن وظائف الأسرة ومسؤوليتها المتداخلة والمعقدة تفرض عليها ان تكون على وعى لمجمل تلك المسؤوليات وبالتالي التصدي للمشكلات التي يقع فيها افرادها ومن أهمها على الاطلاق مشكلة تعاطي المخدرات. (سويف،١٤١٦ه).(اللامي، ٢٠٢١م).

وبذا نلاحظ ان الادبيات السابقة اجابت على جوانب من السؤال، ففيما يتعلق بالمرض النفسي اكدت النتائج على ان المرض النفسي أحد العوامل المرتبطة بتعاطي المخدرات.  وفيما يتعلق بالوعي الأسري المبكر اكدت النتائج على أهمية الوعي الأسري في الوقاية من تعاطي المخدرات.

اما ما يتعلق بموضوع الورقة فهو يشتمل على متغير مستقل مركب (الوعي الأسري المبكر بإصابة الابناء بالمرض النفسي)، ومن خلال البحث الاولي وبحسب علمي انه لم يحظ بالبحث والدراسة كغيره من المواضيع التي تناولت وسائل وإجراءات الوقاية من تعاطي المخدرات بالدراسة والتحليل. الأمر الذي يتطلب مزيدا من البحث والتقصي. وبالتالي تكون إجابتي علي اسبقية دراسته غير مكتمله. ولعل الدكتورة البريكان لديها إجابة عن هذا السؤال.

وختامًا لهذا التعقيب المختصر ولأهمية موضوع هذه الورقة، ونظرًا لان إجراءات الوقاية الأولية من مشكلة تعاطي المخدرات تعتبر من انسب الإجراءات لأنها أسلم من الانتظار حتى تبلغ مشكلة التعاطي أبعادا معينة كالإدمان او ارتكاب الجرائم، فإنني أقدم مبادرة تتمثل في تطوير ورقة البريكان لتصبح دراسة علمية يتبناها مركز اسبار.

 

                    المراجع

  • سويف مصطفي ، المخدرات والمجتمع ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ، الكويت،١٤١٦ه.
  • الشريف حمود هزاع، العوامل النفسية واثرها في تعاطي المخدرات، ندوة دور الموسسات التربوية في الحد من تعاطي المخدرات، مركز الدراسات والبحوث، جامعة نايف، ١٤٢٩ه.
  • الفالح سليمان بن قاسم ، دور الجمعيات الخيرية في الوقاية من المخدرات ، مجلة كلية الاداب ، جامعة الملك سعود ، ١٤٣٨ه.
  • المهوس محمد، دور الوعي الاسري في الحد من تعاطي المخدرات، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، ١٤٣٨ه.
  • اللامي، حسن عبدالهادي، (٢٠٢١م). https://almerja.net/azaat/indexv.php?id=17327

 

 

 

تعقيب على الورقة الرئيسة

الوعي الاسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي

ودوره في الوقاية من تعاطي المخدرات

تعقيب د. سليمان اللحيدان

مدير إدارة الدراسات والمعلومات باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات

جاءت هذه الورقة العلمية لتؤكد على أهمية تعزيز الصحة النفسية في الوقاية من تعاطي المخدرات فهي تظهر رابطاً هاماً بين موضوعين أصبحا من أكثر الموضوعات إلحاحًا وأهمية في مجتمعاتنا المعاصرة، حيث أن انخفاض الوعي بالصحة النفسية يؤثر بشكل مباشر على الأفراد والأسر والمجتمعات ككل ومن تلك التأثيرات زيادة خطر تعاطي الأفراد للمخدرات. وبذا تَبرُز هذه الورقة والمعنونة بـ “قضية الوعي الأسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي ودوره في الوقاية من تعاطي المخدرات”، كمرجع هام يتناول موضوعاً يحتاج للمزيد من اهتمام العلماء والمختصين. وتمتاز بأنها تولي أهميةً للجمع بين الأبحاث النفسية والاجتماعية، مما يُعزز من فهم الظواهر المعقدة مثل تعاطي المخدرات. حيث تُظهر كيف يمكن أن تؤثر العوامل النفسية على سلوك الأفراد.

وكما نعلم فإن دول العالم أجمع تعاني من تزايد أعداد متعاطي المخدرات رغم تزايد خطورتها وتفاقم مستويات سميتها مما يؤدي إلى سرعة تدميرها للصحة العقلية والجسدية للإنسان وبالتالي تزايد أضرارها الأسرية والمجتمعية والأمنية، حيث يشير التقرير الدولي عن المخدرات (UNODC 2024)[1] إلى أن نسبة مستخدمي المخدرات حول العالم في تزايد مستمر فعلى سبيل المثال في عام 2022 تعاطى ما يقارب 292 مليون شخص، أو حوالي شخص واحد من كل 18 شخص مخدراً خلال العام بزيادة قدرها 20% عن العقد السابق، وكان أكثر الناس تعاطياً للمخدرات هم فئة الشباب وبشكل أعلى من معدلات تعاطي الشباب في الأجيال السابقة.

كما أن حجم الاضطرابات النفسية هي الأخرى في تصاعد متزايد ويؤكد على ذلك تقرير الأمم المتحدة عن حالة الصحة النفسية على الصعيد العالمي في أعقاب جائحة كوفيد-19 (UN-Chronicle 2022)[2] والذي يرى أن الاضطرابات النفسية في تزايد مستمر في السنوات القليلة الماضية وخاصة بعد الجائحة والتي عززت تأثير العديد من العوامل المستحدثة على صحتنا العقلية، حيث من المقدر أنها قد تسببت في زيادة بنسبة 25% إلى 27% من انتشار للاكتئاب والقلق في جميع أنحاء العالم.

وأما على الشأن المحلي في مجال انتشار الاضطرابات النفسية فقد جاء المسح الوطني السعودي للصحة النفسية (2019)[3] ليظهر أن هناك ما يقارب 34% من السعوديين تنطبق عليهم معايير تشخيص اضطرابات الصحة النفسية في وقت ما من حياتهم، وأن نحو 13% فقط منهم يسعون إلى تلقي العلاج لاضطراباتهم في إحدى سنوات حياتهم. أي أن حوالي ثلث المجتمع السعودي يواجهون في أحد مراحل حياتهم اضطرابات نفسية تستدعي الدعم والمساندة المتخصصة، ولكن لا يطلبها إلى 13% فقط من الأشخاص الذين يحتاجون لها، مما يؤكد على ارتفاع مستوى وصمة العار تجاه المرض النفسي في مجتمعنا. على الرغم من الارتفاع النسبي لمستوى المعرفة بالصحة النفسية بين أفراد المجتمع السعودي بحسب دراسة وطنية أعدها المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية (BinDhim 2024)[4].

والعلاقة بين اضطرابات تعاطي المخدرات وغيرها من الاضطرابات النفسية هي علاقة معقدة ومتبادلة ووثيقة، حيث يمكن أن يؤدي أحدهما إلى الآخر، أو يمكن أن يتواجدا معًا. وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث العلمية والتقارير الدولية، حيث أكد التقرير الدولي عن المخدرات (UNODC 2023)[5] أن اضطرابات الصحة النفسية تزيد من خطر الإصابة باضطرابات تعاطي المخدرات، وتعاطي المخدرات يتسبب بشكل مباشر بمفاقمة اضطرابات الصحة النفسية. ومحلياً فقد أجرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات (2019)[6]مسحاً وطنياً لتحديد خصائص تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والإدمان في المجتمع السعودي بالتطبيق على طالبي علاج الإدمان والمتعافين، وقد تبين أن هناك قرابة 50 عاملِ خطورةٍ تسهم في الوقوع بتعاطي المخدرات، منها المشكلات النفسية والسلوكية، والتعرض للإهمال أو العنف في الطفولة، وضعف الوعي الأسري، وانخفاض مهارات الوقاية في الأسرة. حيث أن بعض من يعانون من مشكلات نفسية كالقلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية يلجأون إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للهروب من مشاعرهم السلبية وأفكارهم المؤلمة. فهم يعتقدون أنها يمكن أن تساعدهم على تخفيف أعراض مرضهم النفسي، ولكن هذا التأثير (إن وجد) فهو عادة ما يكون مؤقتًا، وغالبا سيزداد الأمر سوءًا على المدى الطويل، كما أن من يعانون من الاضطرابات النفسية هم أقل تحملاً للضغوط الاجتماعية والبيئية مما يجعل بعضهم يتعاطونها كآلية للتكيف مع طبيعة حياتهم. (Diraditsile 2018)[7]

أما على جانب تسبب تعاطي المخدرات بالأمراض النفسية ففي دراسة أجراها المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية حول المعتقدات المرتبطة بالإصابة والعلاج والوقاية من اضطرابات الصحة النفسية  (Senitan 2024)[8]، فقط جاءت معتقدات المجتمع السعودي تجاه تسبب تعاطي المخدرات والكحول بالإصابة بالاضطرابات النفسية بنسبة مرتفعة قاربت 73% مما يدلل على خطورة تعاطي المخدرات وتسببها بالأمراض النفسية وكذلك توفر وعي مرتفع لدى أفراد المجتمع تجاه تسبب المخدرات بتلك الاضطرابات.

ومن هذا كله تبرز الأهمية القصوى لدور الوعي الأسري المبكر بأعراض إصابة الأطفال بالاضطرابات النفسية لحمايتهم من تطور الاضطراب بحد ذاته نظراً لأهمية العلاج المبكر في إيقاف مستويات تدهور الصحة النفسية وتحسينها، وكذلك في الوقاية من تعاطي المخدرات وبالتالي تسارع قوة التدمير التي يتعرض لها الإنسان في مراحل متتالية من حياته.

في النهاية، تظل قضية تعاطي المخدرات الصحة النفسية قضية معقدة ومتعددة الأبعاد، تتطلب جهودًا متكاملة منا جميعاً لتحقيق نتائج فعّالة. إن تعزيز الوعي، وتوفير الدعم النفسي، وتطوير استراتيجيات وقائية ستكون مفتاحًا لمواجهة هذه التحديات في المستقبل.

 

التوصيات:

  1. توفير إحصاءات دقيقة:

لتأكيد العلاقة الارتباطية التبادلية محليا بين الاضطرابات النفسية وتعاطي المخدات من خلال دراسات وطنية ومسوح استقصائية وتحليل للبيانات المتوفرة، بهدف فهم مستوى الارتباط وفهم أسبابه حتى يتمكن المخططون من إعداد وسائل الوقاية والعلاج المناسبة.

  1. دعم برامج تعزيز الصحة النفسية:

على جميع مستوياتها لكونها ركن رئيس في تطور المجتمعات، ولأنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ارتباط الصحة النفسية للفرد بالعديد من الجوانب التي تمس حياة الآخرين والأسر والمجتمعات كالمخدرات والأمن. مع الحرص على خفض مستويات وصمة العار تجاه الاضطرابات النفسية.

  1. رفع وعي المجتمعي بأهمية الدور الأسري:

التأكيد على أهمية الأسرة كمؤسسة اجتماعية أولية والدور الحيوي الذي تلعبه في تشكيل سلوك الأبناء وتوجيههم نحو مسارات إيجابية. تعينهم بعد الله على التحصن ضد آفات عدة ومنها تعاطي المخدرات.

 

 

 

المراجع:

[1]  United Nations Office on Drugs and Crime, World Drug Report 2024, GLOBAL OVERVIEW DRUG DEMAND DRUG SUPPLY, https://www.unodc.org/unodc/en/data-and-analysis/world-drug-report-2024.html

[1]  UN-Chronicle, The State of Mental Health Globally in the Wake of the COVID-19 Pandemic and Progress on the WHO Special Initiative for Mental Health (2019-2023), 10 October 2022, https://www.un.org/ar/191219

[1]  وزارة الصحة، المسح الوطني السعودي للصحة النفسية (2019)، http://v2.kscdr.org.sa/media/17415/saudi-national-mental-health-survey-technical-report-arabic.pdf

[1]  BinDhim, Nasser F., et al. “Exploring Mental Health Literacy and Its Associated Factors: A National Cross-Sectional Study in Saudi Arabia, 2023.” Risk Management and Healthcare Policy (2024): 355-363.‏ https://www.tandfonline.com/doi/pdf/10.2147/RMHP.S442425

[1]  United Nations Office on Drugs and Crime, World Drug Report 2023, GLOBAL OVERVIEW DRUG DEMAND DRUG SUPPLY, https://www.unodc.org/res/WDR-2023/2311908A.pdf

[1]  اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مسح خصائص تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والإدمان في المجتمع السعودي بالتطبيق على طالبي علاج الإدمان والمتعافين (2022).

[1]  Diraditsile, K., & Rasesigo, K. Substance abuse and mental health effects among the youth in Botswana: Implications for social research. Journal of Education, Society and Behavioural Science, 24(2), 1-11.‏ https://journaljesbs.com/index.php/JESBS/article/view/44

[1]  Senitan, Mohammad, et al. “Perceptions of mental disorder causes, treatments, and prevention among the general population in Saudi Arabia.” Frontiers in psychiatry 15 (2024): 1404957. https://www.frontiersin.org/journals/psychiatry/articles/10.3389/fpsyt.2024.1404957/full

 

 

 

تعقيب على الورقة الرئيسة

الوعي الاسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي

ودوره في الوقاية من تعاطي المخدرات

تعقيب د. مناور العنزي

أستاذ علم اجتماع الجريمة المشارك، قسم علم الاجرام، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

 

المقدمة

تعد ظاهرة تعاطي المخدرات، من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تواجه دول العالم كافة، لما لهذه الظاهرة من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية، وبالرغم مما يبذل من جهود لمواجهتها الا انها في ازدياد مستمر، حيث أشارت دراسة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC (2017) حول تعاطي المخدرات على المستوى العالمي أن حوالي 250مليون نسمة أو حوالي 5% من سكان العالم البالغين على الأقل تعاطوا المخدرات عام 2015م. والأخطر من ذلك ان 30 مليون منهم أصبحوا يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة تعاطيهم المخدرات.

ومما يعظم من خطورة هذه الظاهرة انتشارها بين أوساط المراهقين والشباب، وبفعل التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة التي أسهمت في انفتاح الثقافات بعضها على بعض مما عمق من مشكلات الشباب الناتجة عن عدم قدرتهم على مواكبة التغيرات السريعة والمتلاحقة في مختلف مجالات الحياة التي تحيط بهم. ولما يترتب على انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية، الأمر الذي تطلب ضرورة الاهتمام بكيفية مكافحة المخدرات والوقاية منها، وهذا الدور الذي يمكن أن يضطلع به العديد من مؤسسات المجتمع وتأتي في مقدمتها الأسرة التي لها دور فاعلاً ومهماً في مكافحة المخدرات والوقاية منها بالتركيز على المحور الوقائي، والتي يجب ان تقوم بمهامها من خلال تعزيز التماسك الأسري بين أفرادها والمحافظة على صحتهم النفسية.

ومن المهم الكشف عن أهم العوامل النفسية المؤدية لتعاطي المخدرات وضرورة العمل على زيادة الوعي الأسري المبكر بإصابة الأبناء بالمرض النفسي للحيلولة دون وقوعهم في تعاطي المخدرات. وهناك المزيد من الحاجة إلى التركيز على قضايا وأبعاد الوعي الأسري بإصابة الأبناء بالمرض النفسي، وكيف يمكن لهذا الوعي أن يؤدي دور مهم في وقاية الأبناء من المخاطر المتعددة للمخدرات، علاوة على تعزيز جهود الحكومة. خاصة وأن العالم يعيش تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية قد تساعد على زيادة الاضطرابات النفسية في المجتمعات، كما ان خطر الإصابة بالأمراض النفسية قد يرجع الى عوامل وراثية او بيولوجية واجتماعية أو بيئية سلبية تساعد على زيادة الاضطرابات النفسية ومنها الاكتئاب، الفصام، القلق، إرهاب الاجتماعي وغيرها.

وتمثل الاضطرابات النفسية الصورة الإكلينيكية التي تمتد على مدار المراحل العمرية المختلفة، وتتضمن قصورا معرفيا مرتبطًا ببعض الأعراض النفسية. وتتأثر هذه الاضطرابات بأسلوب الحياة (النظام الغذائي، العمر، مستوى النشاط، والاندماج الاجتماعي، عدم تعاطي المخدرات (,Babiloni( Guarini, Lizio, Cordone, Bonaduce, Armenise, V., Bari, et al. 2016 ).

ولا يمكن الحديث عن المرض النفسي بمعزل عن النظرة الشائعة حول المرض النفسي فالكثير يحيط المرض بالوصمة الاجتماعية وتتجه الأسرة إلى إخفاء الإصابة والتخفي لها. وهناك أدلة موثَّقة من جميع مناطق العالم أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية يقاسون أشد انتهاكات حقوق الإنسان خطورة. ومنها تقييدهم بالسلاسل أو حبسهم في اسرهم او عزلهم في غرف معزولة في مستشفيات الأمراض النفسية، أو حبسهم في السجون، وتقييدهم بالسلاسل، وتعرضهم للإيذاء بسبب ممارسات علاجية تقليدية. وتعني هذه الانتهاكات فشل الإنسانية، وتمثل حالة طوارئ عالمية تتطلب إجراءات فورية ومستدامة (Kleinman,2009).

وهنا من المفترض أن يتم التركيز على الوقاية الأولية، التي تهدف إلى الحد من حدوث أو انتشار اضطرابات تعاطي المخدرات والصحة العقلية. ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال تعزيز النمو البدني والعقلي والاجتماعي نحو تحقيق الإمكانات البشرية الكاملة. وتستهدف أنشطة الوقاية مجموعات محددة معرضة للخطر داخل المجتمع ويمكن مساعدتها على تجنب الإصابة بالاختلال العقلي والعاطفي والوقاية من تعاطي المخدرات.

كما أنه في حين أن مجال الصحة السلوكية يؤكد بشكل متزايد على التكامل، قد يكون من الضروري أن يتبنى المدافعون عن الصحة السلوكية مناهج مختلفة لتعزيز الحد من الوصمة وأهداف السياسات في ضوء الاختلافات الأساسية في المعتقدات والمواقف بشأن إدمان المخدرات والمرض العقلي بين أفراد المجتمع العاديين. إن أحد الأساليب للحد من الوصمة يحمل وعدًا. حيث تدعم الأبحاث فكرة مفادها أن زيادة الاعتراف العام بإمكانية العلاج يمكن أن يقلل من الوصمة والتمييز تجاه المتضررين. وسيكون من المفيد أن نفهم بشكل أفضل كيف يمكن لتصوير الإدمان على أنه قابل للعلاج أن يخفف من الوصمة بين عامة الناس الذين اعتادوا رؤية تصوير وسائل الإعلام للأفراد غير المعالجين المصابين بأمراض عقلية أو إدمان المخدرات على أنهم موصومون، وغالبًا ما يكونون بلا مأوى وخطرين محتملين.

وتلعب الأسرة دور مهم للغاية في دعم ورعاية الأبناء الذين يعانون من حالات نفسية والامر الشائع للكثير من الأسر عدم مناقشة الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية من أفراد الأسرة وذلك بسبب الخوف أو قلة المعرفة او وصمة العار، ‏ويعتبر الوقاية من الاضطرابات النفسية من أهم الطرق الفعالة في إنقاص هذا الهلع أو الحمل الثقيل المصاحب للاضطرابات(إبراهيم،٢٠١٧). ويعتبر مشاركة الأسرة في مراحل مختلفة من معاناة الشخص من الاضطراب النفسي بدءا من مساعدته على التعرف على العلامات المبكرة إلى المساعدة في الحصول على العلاج والتعافي، لذلك يعتبر دورها مهم جدا في المساعدة في حالة الإصابة بالمرض النفسي او ملاحظة عوارض نفسية. وقد تجد الاسرة صعوبة في التعامل ‏مع الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها أحد أفرادها لأن المرض النفسي يصعب التأكد منه عكس الأمراض الجسدية التي أعراضها واضحة، ويحتاج ذلك منها ملاحظة التغيرات وأن يكون لديها معلومات واضحة عن العوارض النفسية للأبناء.

وهناك مجموعة من الطرق العلمية التي يمكن للأسرة أن تقوم بها لدعم الأبناء في حالة ملاحظة معاناتهم من اضطرابات نفسية منها: -إظهار الاهتمام بالأبناء وتقديم الدعم العاطفي والمودة والصبر. -تشجيعهم بالتحدث عن معاناتهم وممكن طلب المساعدة من أخصائي صحي مدرب. -القيام بالنزهة، والعلاقات الاجتماعية. -اظهار الشعور بالرضا لإنجازهم. -تشجيعهم على ممارسة الرياضة والأكل الصحي. -الاهتمام باختيار الأصدقاء. لذلك يعتبر دورها رئيسي ومهم في تحقيق بيئة أسرية آمنة وتهيئة جو أسري وعلاقات أسرية متينة لاحتواء الأبناء ومساعدتهم على تجاوز الأزمات النفسية وتجنيبهم الخلافات الأسرية والزوجة المتكررة مما يزيد من معاناتهم النفسية،

وتأتي أهمية وعي الأسرة مبكرا بإصابة الابناء بمرض نفسي (الاكتئاب، قلق، رهاب اجتماعي، الخوف، وغيره من أعراض نفسية) واكتشافه مبكرا ومساعدتهم في تجاوز الازمة النفسية قد يؤدي إلى وقاية الأبناء من الانحراف وتعاطي المخدرات والادمان عليها وذلك لغرض الهروب من الواقع أو طلبا للعلاج.

لذلك يعتبر الوعي المبكر من قبل الأسرة بملاحظة إصابة الأبناء او عند ظهور عوارض نفسية يتحقق بتضافر جهود الاسرة تربويا ودنيا وعلاجا، حيث إن دورها يبدأ من الطفولة ومرحلة الشباب والمراهقة الى الشيخوخة، ويعتبر قيامها  بدورها التربوي ‏والوقائي باعتبارها أول مؤسسة تربوية تحقق للأبناء البيئة المناسبة لتجاوز الإصابة بالمرض النفسي بتقديم المساعدة بالعلاج والإرشاد والمساعدة في تجاوز الازمات النفسية للأبناء مبكرا قبل الوقوع في مخاطر المخدرات للأبناء، مع مساعدة الكثير من مؤسسات المجتمع الأخرى كالمدرسة والإعلام والمسجد.

ويتزايد أهمية دور الوعي بالمرض النفسي في الوقاية من تعاطي المخدرات، أو التخفيف من لجوء الشخص إلى المخدرات أو الأدوية المهدئة كآلية للتخفيف من تداعيات الصدمات أو الضغوط المختلفة. خاصة وأن المرض النفسي هو حالة تسبب تغييرات في التفكير والسلوك، وفي كيفية تفاعل المرء مع الآخرين. وقد تكون التغييرات في المزاج أو السلوك مؤشرا على مدى شدة أو استمرار الضغوط (Simon, 2020).

ويمكن أن تساهم ثلاثة مسارات رئيسية في الأمراض المشتركة بين اضطرابات تعاطي المخدرات والأمراض النفسية (NIDA, 2021):

  • يمكن أن تساهم عوامل الخطر الشائعة في كل من المرض العقلي وتعاطي المخدرات والإدمان.
  • قد يساهم المرض العقلي في تعاطي المخدرات والإدمان.
  • يمكن أن يساهم تعاطي المخدرات والإدمان في تطور المرض العقلي.

التوصيات

هناك عدة تدابير للوقاية من هذه المشكلة الخطيرة ووقوع الأبناء ضحايا للمخدرات، ومن المهم أن تقوم جميع مؤسسات المجتمع وأهمها الأسرة بالدور المأمول، وهناك عدة أمور يجب على الأسرة الحرص والاهتمام بها ‏للتقليل من تأثير المرض النفسي على الأبناء واللجوء للمخدرات ولهذا يوصي الكاتب بما يلي:

  • الحرص على تربية الأبناء تربية إسلامية وتنمية الجانب الديني والروح لديهم.
  • الإشراف على اختيار الأصدقاء.
  • عدم إثارة الخلافات الأسرية والزوجة مع الأبناء.
  • الحوار مع الأبناء وملاحظة أي تغيرات نفسية واضطرابات لمعالجتها واحتوائها.
  • اللجوء للطب النفسي والاستشارات النفسية في حال ملاحظة أي تغيرات نفسية.
  • معالجة الأمراض النفسية علاج نفسي واجتماعي وطبي من قبل المختصين وعدم ترك الأبناء ضحايا للعلاج التقليدي والشعبي.
  • تجنب أساليب التنشئة الاجتماعية السلبية كالتدليل الزائد والقسوة الزائدة. فلا إفراط في القسوة، والشدة، والصد، والحرمان. ولا تفريط في الالتزام، وإنما الاعتدال. والبعد عن أساليب التنشئة المتضاربة من قبل الأم والأب.
  • تجنب مشاهدة أفلام العنف أو برامج الكرتون التي تتضمن مشاهد عنف. وتجنب إهمال الأهل لما يشاهدونه من أفعال عدوانية.
  • تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعده في التخلص من حالات القلق والتوتر التي قد تنتابه من وقت لآخر.

وختاماً، فإن التركيز على رفع وعي الاسرة بأهمية دورها في حماية أفرادها خاصة الشباب والمراهقين ممن يعانون من اضطرابات نفسية، يسهم في زيادة فاعلية جهود المكافحة والوقاية. كما أن التدخل المبكر وأساليب العلاج المتكاملة وإستراتيجيات الوقاية الاستباقية تمكن الأفراد والمجتمعات من بناء المرونة والقدرة على الصمود في وجه خطر المخدرات.

 

 

 

المراجع:

 

 

 

 

[1]  United Nations Office on Drugs and Crime, World Drug Report 2024, GLOBAL OVERVIEW DRUG DEMAND DRUG SUPPLY, https://www.unodc.org/unodc/en/data-and-analysis/world-drug-report-2024.html

[2]  UN-Chronicle, The State of Mental Health Globally in the Wake of the COVID-19 Pandemic and Progress on the WHO Special Initiative for Mental Health (2019-2023), 10 October 2022, https://www.un.org/ar/191219

[3]  وزارة الصحة، المسح الوطني السعودي للصحة النفسية (2019)، http://v2.kscdr.org.sa/media/17415/saudi-national-mental-health-survey-technical-report-arabic.pdf

[4]  BinDhim, Nasser F., et al. “Exploring Mental Health Literacy and Its Associated Factors: A National Cross-Sectional Study in Saudi Arabia, 2023.” Risk Management and Healthcare Policy (2024): 355-363.‏ https://www.tandfonline.com/doi/pdf/10.2147/RMHP.S442425

[5]  United Nations Office on Drugs and Crime, World Drug Report 2023, GLOBAL OVERVIEW DRUG DEMAND DRUG SUPPLY, https://www.unodc.org/res/WDR-2023/2311908A.pdf

[6]  اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مسح خصائص تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والإدمان في المجتمع السعودي بالتطبيق على طالبي علاج الإدمان والمتعافين (2022).

[7]  Diraditsile, K., & Rasesigo, K. Substance abuse and mental health effects among the youth in Botswana: Implications for social research. Journal of Education, Society and Behavioural Science, 24(2), 1-11.‏ https://journaljesbs.com/index.php/JESBS/article/view/44

[8]  Senitan, Mohammad, et al. “Perceptions of mental disorder causes, treatments, and prevention among the general population in Saudi Arabia.” Frontiers in psychiatry 15 (2024): 1404957. https://www.frontiersin.org/journals/psychiatry/articles/10.3389/fpsyt.2024.1404957/full

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *